محمد يا سراج العالمينا
محمد يا سراج العالمينا / وتاج الأنبيا والمُرسَلينا
اغثني بانتصارك وانتشلني / بعزمك من أسار الظالمينا
نفيت لطيبة الغرا وما بي / سوى أني أُساق لها سجينا
وفي ساقي من الاغلال قيد / ثقيل من قيود المجرمينا
وما لي قط من ذنب ولكن / أبى الحكام ان لا يظلمونا
تغالوا في مجافاة الرعايا / وظنوا في بني العرب الظنونا
وما نقموا علينا غير أنا / من القوم الكرام المنجينا
لئن من جيشهم قد فر ابني / بعيداً عن عيون الناصحينا
فقد وثقوا بأن لا علم عند / ولا اعددت نوقاً أو سفينا
ولكن قد أبوا إلا اعتسافاً / علينا يرصدون بنا الفتونا
على انا وحقك ما أسأنا / لهم يوماً ولم نعد السكونا
بذلنا الطاعة العميا اليهم / وما كنا من القوم العمينا
ولكنا رأينا الخُلف أمرا / يفرق من جموع المسلمينا
كظمنا غيظ أنفسنا عليهم / ولم نرهم لكيظ كاظمينا
أبانوا بغض جنس العرب طرا / وراموا ان يقروا الظلم فينا
نعاني كل يوم من أذاهم / فنوناً لم تكن إلا جنونا
وقد فتكوا بأحرار كرام / أرادوا بعض عدل ان يكونا
صفت منهم نواياهم فحطوا / على شرك بناه الماكرونا
وما علموا وذو الإيمان غر / كريم أنهم متملقونا
وفي أحشائهم للحقد نار / يكاد ضرامها يشوى البطونا
وكم نهبوا وكم سلبوا وجاروا / على الأمراء والمستضعفينا
وما أبقوا هماماً يعربيا / خليا من تعديهم مصونا
فغوثاً يا رسول اللَه غوثاً / ولا تسمح بقومك ان تهونا
لئن يك آل عثمان تباهوا / زماناً بالملوك الصالحينا
فقد غصبتهم الثوّار ملكاً / غدا الغوبة للغاصبينا
ولم يدعوا لهم في كل حكم / سوى اسم لم يكن إلا طنينا
وماذا يستفيد من اسم مُلك / بلا حكم أمير المؤمنينا
تضعضت الخلافة واستبدت / بها القوم الغواة الغاشمونا
صغار السن والاحلام ضاعوا / عن السنن القويم وضيعونا
لقد ضاق الخناق وكل منا / جميل الصبر واخترنا المنونا
وقد طال الزمان وكل يوم / من اللأواء نحسبه سنينا
فيا رب الأنام بجاه طه / أبي الزهرا شفيع المذنبينا
أجرنا من بلائك واعف عنا / وعاملنا بألطافٍ تقينا
فليس لنا على الضيم اصطبار / وان عظمت اجر الصابرينا