سلامٌ مِن لَدُن رَوضِ السلام
سلامٌ مِن لَدُن رَوضِ السلام / يَخُصُّ ذَراكَ يا نَجلَ الإِمَامِ
يَهُبُّ مَعَ النَّوَاسِمِ كُلّ صُبحٍ / وَيَسرِي بِالعَشِيِّ مَعَ الغَمامِ
إذَا اعتَكَرَ الظلامُ عَلَيهِ أَورَى / زِنَادَ البَرقِ في غَسَقِ الظّلامِ
لِيُخبِرَ عَن فُؤَادٍ فيكَ صَبٍّ / عَمِيدٍ مُنذُ بَينِك مُستَهامِ
وعَن عَهدٍ نَأى مَولاهُ عَنهُ / فلاحَ القَلبُ مِنهُ فِي غَرَامِ
تَمرُّ لَهُ المَطاعِمُ وَهيَ شَهدٌ / وَيضنَى بالشّرابِ وبالطّعامِ
تَهَيّأ كَي يَطيرَ هَوىً وَشَوقاً / إِلَيكَ فَعَأقَهُ سُوقُ الحَمَامِ
وَلِي زُغبٌ كَزُغب الطَّيرِ فُلّت / بِهِنّ شَباةُ حَدِّي واعتِزَامِي
فإِن أَقصِر فمن عَدَم المُوَالي / وإن السَّهم بِالرِّيش اللُّؤامِ
وَمَن رَامَ النُّهوضَ بلا جَنَاحٍ / كَمَن رَكِبَ الجَموحَ بلا لِجَامِ
وَإنِّي لا غِنًى لِي مِن مَسيرٍ / يَبُذُّ إلَيكُمُ رَتكَ النّعامِ
فَعِزِّي في الوُفودِ على ذَراكُم / وذلّي في الإِقامَةِ فِي مُقَامِي
ذَوَى لِبِعَادِكُم نَورُ القَوَافِي / وَجَفّ لِبَنِكُم مَاءُ الكلامِ
فَمَا تَحكِي لَنَا الألفَاظُ مَعنَى / ولا يَجرِي القَرِيضُ عَلَى نِظامِ
لَقينَا الدَّهرَ بَعدَك أيَّ دَهرٍ / وَهَذَا العَامُ بَعدكَ أيُّ عَام
بَعِيدٌ نَفعُهُ دانٍ أذَاهُ / ظَهيرٌ لِلّئامِ عَلَى الكِرَامِ
أخَاف حِمَى بَلَنسِيَةٍ وَكَانَت / تَطِيرُ بِهَا البُزاة عَلَى الحَمَامِ
وجالَت حَولَها خَيلُ النَّصَارَى / وَكَانَت قَد حَماهَا مِنكَ حَامِ
وَمَرّوا آمِنينَ بِجَنبَتَيهَا / وَكَانُوا يَرهبونَكَ فِي المَنَامِ
وَمَا يُخشَى العَرِينُ بِغَيرِ لَيثٍ / وهَل يُخشَى القُرَابُ بلا حُسَامِ
وَكَانَت لا يُخَافُ الهَرجُ فِيهَا / كَأَن المَرء فِي البَلَدِ الحَرَامِ
فَأضحَت لا حَيَاةَ لِسَاكِنِيهَا / بِهَا إلا حياة كالحِمام
أسَيِّدَنا أبَا زَيدٍ رَضَعنَا / ثُدِي البِرِّ وَالنِّعَمِ الجِسَامِ
فَصِرنَا بَعدَ رِحلَتِهِ كُهولاً / أُعِيدَ عَلَيهِمُ مُرُّ الفِطَامُ
سَمَا وَحَمى الثّغورَ عَلَى الأعَادِي / رَعَاهُ اللهُ مِن سَامٍ وَحَامِ
فَيَا ابنَ خليفَةِ اللهِ المُصَفَّى / وَصِنوَ إِمَامِنَا خَيرِ الأنَامِ
لَكُم عُرِفَ اقتِنَاءُ المَجدِ قِدماً / وَتَكشِيفُ المُلِمَّاتِ العِظَامِ
وَرَفعُ المَعلُومَاتِ عَلَى رَوَاسٍ / مُؤطّدَةٍ وَإيضاحُ المَعَامِي
وَمَا مَن قَيسُ عَيلانٍ أبُوهُ / بنابٍ فِي الأُمُورِ وَلا كَهام
لَعَلَّ العَبدَ يَغلَطُ فِيهِ وَقتٌ / فَيُسعِفُهُ بِإدرَاكِ المَرَامش
وَيُنجِدُهُ عَلَى غَولِ الفَيَافِي / بِصهوَةِ وَاخِدٍ سَلِسِ الزَّمَام
لِيُبلِغَنِي استلامَ بَنانِ مَلكٍ / تُقِرُّ بِفَضلِ نِعمَتِهِ عِظَامِي
وَألثُمُ تُربَ نَعلَيه فأَقضِي / بِلَثمِ تُرَابِهَا بَعضَ الذِّمَامِ