المجموع : 4
إليكِ فغيرُ فرضٍ أن تَلومي
إليكِ فغيرُ فرضٍ أن تَلومي / حَزيناً قد تفرَّدَ بالهُموم
دعيهِ وبثَّهُ فعساهُ يلقَى / لشكواهُ اخا قلبٍ رحيمٍ
ألا يا صاحبي هذا المُصلَّى / وتلكَ ملاعبُ الظَّبي الرَّخيمِ
فحيَّ وقُل سلامٌ مِن سَليمٍ / بذي سَلمٍ على الرَّشأِ السَّليمِ
وسل غِزلانَ وادي بانس سَلعٍ / إِذا سنحت عن العَهدِ القَديمِ
وعرِّض بي فما لي من جَنانِ / يُلاقي بي ظِبا ذاكَ الصَّريمِ
بجرعاءِ الحمى النَّجديِّ وُرقٌ / سَقاني نَوحُها جُرعَ الَحميمِ
وفي تلك الخيامِ هلالُ خدرٍ / غَرامي في محبَّتهِ غريمي
سأَلتُ فلم أَجِد منه كريماً / وكيفَ بجُودِ معشوقٍ كريمِ
روَى عن خصرِه جسمي وأدَّى / صحيحاً مُسنَدَ الخبرِ السَّقيمِ
يخافُ قضيبُ قامتِه انهِصاراً / فلم يَبرَح يمرُّ معَ النَّسيمِ
أَيُطمعُني الهوى منه بوصلٍ / ودونَ وصالهِ صَيدُ النُّجومِ
أمَا وقضيبِ قامتِه وثغرِ / يُعيرُ قلائدَ الدُّرِّ النَّظيمِ
وصبحٍ تحتَ طُرَّتهِ منيرٍ / وليلٍ فوقَ غُرَّتهِ بَهيم
لقد شهَرت لواحظُه وَسَلَّت / سُيوفاً غيرَ داميةِ الكُلومِ
أَتَسمعُ ما يَقُولُ لَكَ النَّسيمُ
أَتَسمعُ ما يَقُولُ لَكَ النَّسيمُ / سُحَيراً حينَ أَرسلهُ الصَّريمُ
يُخبِّرُ أَنَّ أَهلَ الجِزعِ حلُّوا / بِهِ فَلِذاكَ قَد ضَاعَ الشَّمِيمُ
مَشَوا فيهِ فَصارَ التُّربُ مِسكاً / وعُطِّرتِ الَمواطِنُ والرُّسومُ
وقَبَّلَ مِنُهمُ الأَقدامَ شَوقاً / إِليهِم وَهوَ رَبعُهُمُ القَديمُ
وَمالَ البانُ من طَرَبٍ وَأَضحى / لِتَحبيرِ الرِّياضِ بِهِ رُقُومُ
إِذا ما ماسَ غُصنٌ ماسَ غُصنٌ / مِنَ الأَعطافِ مُعَتدلٌ قَويمُ
وَقَد لاحَت به أَقمارُ حُسنِ / عَلَيها من تَمايلُها نُجومُ
أُهيلَ الجِزعِ هَل زَمَنٌ تَقَضَّى / يَعودُ فإِنَّ حُبَّكُمُ مُقيمُ
وَتُصبِحَ رَملَةُ الوَعساءِ منكُم / مُكَللَّةً لَهَا عِقدٌ نَظيمُ
فَقَلبي بَعدَ بُعدِكُمُ مَشوقٌ / كَئيبٌ والغَرامُ لَهُ غَريمُ
أقولُ له علامَ تَميلُ عُجباً
أقولُ له علامَ تَميلُ عُجباً / على ضَعفي وقدُّكَ مستقيمُ
فقالَ تقولُ عنِّي مَيلٌ / فقلتُ كذا لنا نَقَلَ النَّسيمُ
إِذا ما باتَ من تُربٍ فرِاشي
إِذا ما باتَ من تُربٍ فرِاشي / وبِتُّ مُجاوِرَ الرَّبِّ الرَّحيمِ
فَهنُّوني أُصيَحابي وقُولوا / لكَ البُشرى قَدِمتَ على كريمِ