القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الحَيْص بَيْص الكل
المجموع : 19
رأتْ جمَّ المآثر من نِزارٍ
رأتْ جمَّ المآثر من نِزارٍ / مهيبَ اللَّحظِ يبدأُ بالسَّلامِ
إذا شهد النَّديَّ لفصلِ حُكمٍ / تحفَّظَ عنده هَذِرُ الكلامِ
مُهنَّأةٌ بمجدِكَ والمعالي
مُهنَّأةٌ بمجدِكَ والمعالي / شُهورُ الدَّهر والشهرُ الحرامُ
فأنت بمل مجلبة عِصامٌ / وأنتَ لكلِّ مُجْدبةٍ غَمامُ
تودُّ نوالكَ السُّحُبُ الغَوادي / ويُحسدُ بأسكَ العضب الحُسامُ
سليمُ القلب من صُورِ الدَّنايا / وكِيدٌ حُسنُ عهدكَ والذِّمامُ
يُفيدُ لِقاءُ يومٍ منكَ ودّاً / ويوجِبُ عندكَ الحقَّ السَّلامُ
رَضيٌّ للاِمامِ ومُرتْضاهُ / وكلُّ الخيرِ ما رَضيَ الاِمامُ
فَدُمْ مجدَ الملوكِ حليفَ عزٍّ / مدى الأيامِ شَأوُكَ لا يُرامُ
أعِيذُكمُ بمجدِكمُ ومدْحي
أعِيذُكمُ بمجدِكمُ ومدْحي / وصدق وَلايَ من قطع الرُّسومِ
وما أبْقَتْ لي الأيامُ عَوْناً / سِواكُم يا بني الحَسَبِ الكريمِ
فانْ أعرضْتُم فبمن ألاقي / كماةَ فوارس الدهْرِ الغَشومِ
اذا غصَّ النَّديُّ بحاضريهِ
اذا غصَّ النَّديُّ بحاضريهِ / سَراةِ الحي من قارٍ وحامِ
وقوبلتِ المساعي بالمساعي / وميزَ مقامُ فخْرٍ عن مَقامِ
رأيت عُلا بهاءِ الدينِ منهمْ / كَرَأدِ الصُّبح من غسق الظَّلام
جريءٌ حينما تنبو المَواضي / جوادٌ عند اِخْلافِ الغمامِ
فتىً كالزعزع الهوجاء عَزْماً / وعند الحلم أرجحُ من شَمامِ
يضمُّ قساوةَ الجُلمودِ بأساً / إِلى خُلُقٍ أرقَّ من المُدامِ
يمرُّ اذا تُشاغبهُ الأعادي / ويعذبُ في المكارم والنِّدامِ
أَبو الفضل المُشارُ إلى عُلاهُ / غُلاماً قبلَ سِنِّ الاِحتْلامِ
تخافُ شَبا مزابرهِ العَوالي / ويرهبُ سُخْطهُ بأسُ الحِمامِ
فهُنِّيَ كل شهرٍ حَلَّ فيه / به فضلاً عن الشَّهرِ الحَرامِ
بقيت لكل مكرًمةٍ وبأسٍ
بقيت لكل مكرًمةٍ وبأسٍ / عزيز الجارِ مَحميَّ المقامِ
تكرُّ لك المواسمُ والتَّهاني / بما تهواهُ عاماً بعد عامِ
فكلُّ الدهر عندك من صلاحٍ / وتقوى موسمُ الشهر الحرامِ
وبأسكَ غالبٌ حَدَّ المواضي / وجودكَ فاضلٌ صوبَ الغمامِ
وقلبكَ والمساعي شاهداتٌ / نقيُّ السِّرِّ من صَوَرٍ وذامِ
وما فضلَ الكرامُ الناسَ إِلا / فضلْت على السَّراةِ من الكرِام
ولا استُصْرِخْتَ إِلا كنت أمْضي / إِلى الاِ نْجادِ من صرْمِ السِّهامِ
سريعُ النصر والإحسانِ عافٍ / عن الجاني بطيءُ الإنتقامِ
عمادُ الدولةِ الغَرَّاءِ حامي / معاقِدها رَضيُّ للإِمامِ
يُحازُ ودادهُ بسلامِ يومٍ / اذا غدرَ المُعاهدُ بالذِّمامِ
يجيبُ دواعي العليْاءِ طوْعاً / ويعصي في النَّدى داعي المَلامِ
ويُسْفرُ للخطوبِ وللَّيالي / فيجلوها بجودٍ وابْتسامِ
فلا محلُ السنين يحلُّ أرضاً / ألَمَّ بها ولا غَسقُ الظَّلامِ
اذا لم أجْزِ نُعْماهُ بغُرٍّ / فِصاحِ اللَّفظ مُحكمةِ النظامِ
مُخلَّدةٍ فلستُ فتى تميمٍ / ولكني من القَزَمِ الرُّذامِ
يكلُّ الركبُ عن اِبلاغِ شوْقي
يكلُّ الركبُ عن اِبلاغِ شوْقي / ويحملهُ مع اللُّطفِ النَّسيمُ
وتُرقِلُ نحوكم نفسي وفضلي / وجثُماني ببغدادٍ مُقيمُ
واُنشدُ مدحكم اِبِلاً طِلاحاً / فتروي وهي بالبيداءِ هِيمُ
وتمنعني الوصالَ على اشتياقي / خطوبٌ كلُّهنَّ دُجىً بَهيمُ
أرى كِتمانهُنَّ فروضَ حَزْمٍ / واِنْ نمَّتْ عليَّ بها الهمومُ
وما أخشى بفضل أبي سعيدٍ / أجارَ الدهرُ أمْ خَوَتٍ النُّجوم
طليقُ الوجه أغْلَبُ أرتْقَيٌّ / تعلَّمُ من عطاياهُ الغيومُ
أغَرُّ لِملَّة الاسلاٍ سيفٌ / له في كل طاغيةٍ كُلومُ
يموتُ به ويحيامن نَّداهُ / بمغبُّرين قِرْنٌ أو عَديمُ
فيُجري الواديينِ دَماً وجوداً / وقد غاضَ المُشيَّعُ والكريمُ
بأسهلهمْ اذا حُبِسَ الغَوادي / وأمْنَعِهمْ اذا ذلَّ الحَريمُ
ولم يُحدثْ لي الاِحسانُ حُبّاً / هوى نفسي بودكمْ قديمُ
يسير إلى اكتساب المجدِ شَدّاً
يسير إلى اكتساب المجدِ شَدّاً / كما خرجت إلى الغرضِ السِّهامُ
ويرزنُ اِذ يطيش الخطبُ عِطفاً / كما يرسو ثبيرٌ أو شَمامُ
أَغرُّ يُضيءُ ليلُ الحظِّ منهُ / ويُشرقُ من مُحَيَّاهُ الظَّلامُ
بوادرهُ غَمامٌ أو حِمامٌ / إِذا ما عَنَّ مَحْلٌ أو خِصامُ
طليقُ الوجه أغْلبُ هاشميٌّ / له في كلِّ مكْرُمةٍ مَقامُ
تُحاذر بأسهُ خُشنُ المَواضي / وتحسدُهُ على اللُّطْفِ المُدامُ
يُسرُّك منه فِرْدٌ في المعالي / واِمَّا هيجَ فالجيشُ اللُّهامُ
معانٍ من مَعالٍ باهِراتٍ / دِقاقٌ عند مُعْتَبرٍ ضِخامُ
يُجيرُ على الزمانِ من الرَّزايا / فمنهُ بكل نازلَةٍ عِصامُ
إِذا ما الدهرُ لم يسمعْ لقولي / فصمْتٌ دونَ أيْسَرهِ الكلامُ
صدوقُ الشَّيْمِ مُنْهلُّ العَطايا
صدوقُ الشَّيْمِ مُنْهلُّ العَطايا / اذا ما اخْلفَ الجوُّ المُغيِمُ
هَزيما جودهِ والوجْهِ منهُ / ظِلامُ الحَظِّ والليلُ البَهيمُ
اذا خَذَلَ الجحافلُ فهو حامٍ / واِنْ بَخِلَ الحَيا فهو الكريمُ
يزيد به ضياءُ الصُّبحِ حُسْناً / ويحْلو في شمائلهِ النَّعيمُ
وتشكو النِّيبُ والأبْطالُ منهُ / ويٌثْني الضَّيْفُ والجارُ المُقيمُ
هو القاسي اذا اشْتَجرَ العَوالي / وعند السَّلْمِ ذو لُطْفٍ رَحيمُ
يمينُ الدولةِ الطُّولى ببطْشٍ / اذا ما أقْدمَ الخطْبُ الغَشومُ
طليقُ الوجهِ بَسَّامٌ ومنهُ / عن العوْراءِ اِنْ خَطَرتْ وجوم
له صبرُ الدِّلاصِ على الرَّزايا
له صبرُ الدِّلاصِ على الرَّزايا / وعند الرَّوْعِ اِقْدامُ السِّهامِ
اذا الخطبُ اكفهرَّ جَلا دُجاهُ / فَضَوَّاهُ برأيٍ وابْتِسامِ
يودُّ وقارَهُ عادِيُّ طَوْدٍ / ويحْسدُ كَفَّهُ صَوْبُ الغَمامِ
خلائقُه تَمُرُ على الأعادي / وتَعْذُبُ في الفُكاهةِ والنِّدامِ
لهُ مالٌ حَلالٌ للْمَقاوي / يذود الفقْرَ عن عَرَضٍ حَرامِ
سَريعُ العفْو حين يجِلُّ جُرْمٌ / لِمُجْترمٍ بَطيءُ الاِنتقامِ
جلبتَ الخيل تمرحُ بالعَوالي
جلبتَ الخيل تمرحُ بالعَوالي / تُعيدُ ضُحى معاركها ظلاما
رواسبُ في الغُبارِ وطافياتٌ / تخالُ رَعيلَ سُبَّقها سِهاما
تَجانِفُ عن زُلالِ الوِردٍ شدّاً / وقد جحظتْ نواظِرها اُواما
لتبلغَ مُثْعِلاً صِرْفاً نَجيعاً / أسألَ طُلىً لواردِها وهاما
عليها كلُّ أغْلَبَ شمْريٍ / يرى الاِحجامَ دون الموتِ ذاما
فأفْنيتَ العُصاةَ بكلِّ أرْضٍ / ببأسٍ منك رُعبْاً أو خِصاماً
وكنتَ اذا نَهدْتَ لغزوِ قوْمٍ / سقيتهمُ على ظَمَأٍ حِماما
وَهَبْتَ حَوافرَ الجُرْد المذاكي / ديارهمُ فردَّتْها قَتاما
فأنت غِياثُ دين اللهِ تحْمي / حِمى الاسلامِ دُمْتَ له وداما
أبو الفتحِ المُظفَّرُ في المَساعي / اذا ما خابَ مُقتحمٌ وخاما
سليمُ القلب منْ صَوَرٍ وغِشٍ / يعزُّ اذا توكَّلَ واسْتناما
تَفُلُّ الجيش هيبتُه ولَّما / يُنِطْ بالطِّرْفِ سْرجاً أو لجاما
طليقُ الوجهِ مَعْسولُ السَّجايا / كأنَّ على خلائقهِ مُداما
يفوقُ الماء والصْهْباءَ لُطفْاً / وحَدَّ السيفِ بأساً واعْتزاما
حماهُ اللهُ من بُخْلٍ وكِبْرٍ / وجُبْنٍ منذُ أنْشأهُ غُلاما
فجاءَ مُوَطَّأَ الأكْنافِ سَمْحاً / يروحُ بنفسهِ جيْشاً لُهاما
تَهونُ مَطالبُ الدُّنيا لديهِ / فيُصغرُها ويَحْقرُها ضِخاما
وما جَمُّ الغَواربِ ذو زَهاءٍ / يحطُّ صَفا الشَّوامِخ والسِّلاما
تدافعَ مُفْعماً شَرِقتْ شِعابٌ / بمدَّتهِ وأغْرقَتِ الاِكاما
مَرَتْ أطباءهُ من بعد هَدْءٍ / صَباً نصَرتْ على المحْلِ النُّعامى
فبارى رعْدُه زَجلاً وصوتاً / وفاقَ رُكامُ سوْرتهِ الغَماما
وغادرَ كلَّ مُخرفةٍ حَميلاً / تُريكَ الغيلَ عن وشْكٍ ثُماما
فعادَ الوحشُ كالنَّينانِ عَوْماً / ولَّما تَحْمِ أجنحةٌ نَعاما
بأجْرأ من غِياثِ الدين قلْباً / اذا ما الشمسُ أغْدفتِ اللِّثاما
وأغبر مُسْنتٍ عرَقتْهُ غُبْرٌ / ترادفَ جدْبُها عاماً فَعاما
ينوسُ بغُبَّرٍ من صاعِداتٍ / بِطاءِ الجَذْبِ يضطرمُ اضطراما
تخوَّنهُ الطَّوي فَغدا سَقيماً / ولم يرَ عندهُ الآسي سَقاما
لدى شنْعاءَ كاذبةِ الغَوادي / تُخيِّبُ منْ تلمَّحها وشاما
اذا ما قيلَ حافلةٌ أسَفَّتْ / لُمنتجِعٍ غَدتْ قَزعَاً جَهاما
تساوي عاجِزٌ فيها وجَلْدٌ / فسِيَّانِ الغَطارِفُ والأيامى
وبالغَرْثانِ خوف مُسْتَطيرْ / يُناوشهُ فيُنسيهِ الطَّعاما
يخافُ ويتَّقي ما يرْتجيهِ / مخافةَ أنْ يُسِرَّ لهُ غَراما
اذا ما عارضٌ أعْلى سَناهُ / توهَّمَ لمْعَ بارقهِ حُساما
قَراهُ نائلُ السَّلطانِ غَمْراً / فأوْسعهُ الرغائبَ والذِّماما
قراهُ فكان من خوْفٍ وجوعٍ / له لَّما أناخَ به عِصاما
من المُتغطرفين على المَنايا / اذا خاضوا الرَّدى مُرّاً زُؤاما
تظلُّ الصِّيدُ لاثِمةً ثَراهَمْ / اذا عَصَتِ الأشاجِعُ والسُّلاما
ويرتفقونَ من فوق الحَشايا / فيغْدو الباذخونَ لَهم قِياما
يطيبُ الجوُّ اذْ تُتْلى عُلاهُمْ / كأنَّ حديثهُمْ نَشْرُ الخُزامى
وتخْفى شمسُ روعِهُم لنَقْعٍ / فيأتلقونَ تيجاناً وَلاما
سبقءتهمُ وانْ كانوا جياداً / وفُقْتَهمُ وانْ كانوا كِراما
هنيئاً للمواسمِ والتَّهاني
هنيئاً للمواسمِ والتَّهاني / اذا انهزمت من الجَذَلِ الهمومُ
بَقاءٌ من جمالِ الدين يُحْمي / به الجاني ويحْمَدهُ العَديمُ
فانَّ مُحمَّداً عيدُ المَقاوي / وغَيثُهمُ اذا خَوَتِ النُّجومُ
وليس سُرورُ يومٍ مثل دهْرٍ / وأنْت سُرور فضلكَ لا يَريمُ
جلوتَ دُجي الحُظوظِ كما تجلَّى / بواضِحِ وجهكَ الليلُ البَهيمُ
وجُزْتَ الوصف حتى خِلتُ نقصاً / اذا مدحوكَ قولهمُ كَريمُ
فلولا قولُهمْ خِرقٌ جَوادٌ / لَخفَّتْ بي منَ الغَضبِ الحلومُ
وما عجبي لبذلِكَ والعَطايا / كما عَجبي لصبْرٍ لا يخيمُ
تكاثفُ فيك أثباجُ الأماني / وشمسُ سماءِ بِشْرِكَ ما تَغيمُ
وتُكدي المُزْن واليد منك تهْمي / فأينَ بنانُ كفِّكَ والغيومُ
لقد ملَّ العُفاةُ من العَطايا / وطبعُكَ لا المَلولُ ولا السَّؤومُ
ومُغْبرِّ المَطالعِ مُقْشعِرٍّ / تباعد عن أهِلَّتهِ النَّعيمُ
صدوقِ الشَّرِّ كاذبِ كلِّ نوْءٍ / تموتُ به الصَّفايا والقُرومُ
تداعى رِيْفُهُ عطَباً وحَتْقاً / فأسْعَدُ حالِ ساكنهِ السَّقيمُ
اذا سَلمتْ به أرماقُ حيٍّ / فَسالمهُ صَؤوتٌ أو بَغومُ
غَدتْ حَجرُ الحجال به قبُوراً / وصارَ مَصارعَ الأدْمِ الصَّريمُ
بعثْتَ عليه صْوباً منْ نَوالٍ / فمُتْلعِهُ بجمَّتهِ يَعومُ
فأصبحتِ السِّباخُ به رياضاً / يميسُ بها منْ النَّشْر النَّسيمُ
وكم أخْرستَ من لَجبٍ مهيبٍ / يَذَّلُّ لهَ السَّميذعُ والخَصيمُ
برأيٍ ينثرُ الهاماتِ ضَرْباً / وما نَمَّتْ على القِتْل الكُلومُ
فأضحى الجيشُ منبوذاً بقَفْرٍ / على أشْلائِه طَيْرٌ تَحومُ
وفي بُرْديكَ أغلبُ شمَّريٌّ / وَخِلٌّ في مودَّتهِ حَميمُ
اذا صافى فسلسالْ بَرودٌ / واِنْ عادى فمُنْقَعهُ سُمومُ
فَضَلْتَ فما تُبارى في المَعالي / ومنْ جحدَ الضُّحىغُمْرٌ مليمُ
وغيرُ مُنازعٍ في نُبْلِ قَدْرٍ / وقد شهدتْ يمفخرهِ تَميمُ
فضَلْتَ تهانيَ الأيامِ طُرَّاً
فضَلْتَ تهانيَ الأيامِ طُرَّاً / فضاقَ بمدحِ عَلْياكَ الكلامُ
وفُقْتَ بني النَّدى والبأسِ حتى / حَسوداك الصَّوارِمُ والغَمامُ
فأنت لِكُلِّ مَجْدِبَةٍ قِطارٌ / وأنت لكُلِّ مُجْلِبَةٍ هُمامُ
تُبيحُ تَبَرُّعاً نَصْراً وَرِفْداً / إذا نكَصَ الجَحافلُ والكِرامُ
فمالُكَ يَحْكُمُ العافونَ فيهِ / وجارُكَ بالخَسيفةِ لا يُرامُ
يَفِرُّ كَراكَ منْ فكرِ المَعالي / إذا ما طابَ للنَّكسِ المَنامُ
فسُلْطانُ الرُّقادِ بها طَريدٌ / لهُ منها فِرارٌ وانْهِزامُ
وتطلعُ شمسُ رأيكَ في الدَّياجي / فَتَجْلوها وما انْجابَ الظَّلامُ
فتَفْرَعُ كلَّ شامخةٍ كَؤَودٍ / يَزِلُّ الطَّيْرُ عنها والسِّامُ
عُلاً للصاحبِ الجحْجاحِ أرضٌ / وعند سِواهُ رضْوى أو شَمامُ
مكارِمُ حازَها نجْراً وسَعْياً / فهُنَّ له جليلاتٌ ضِخامُ
تَمَلَّكها أبو الفَرَجِ المُحامي / إذا ذلَّ المُثَقَّفُ والحُسامُ
فهُنِّيَ كُلُّ ما عَشْرٍ وعِيدٍ / به ما اهْتَزَّ للرِّيحِ الثُّمامُ
يَفِرُّ الخطْبُ قد أمْهي شَباهُ
يَفِرُّ الخطْبُ قد أمْهي شَباهُ / وتُطْردُ عن مراكزها الهُمومُ
ويُضْحي المحْلُ بالآفاقِ خِصْباً / يَعُمُّ الخفْضُ منهُ والنَّعيمُ
وفي دسْتِ العُلى بحرٌ خِضَمٌّ / تُقِرُّ له السَّحائِبُ والعُلومُ
طَليقُ الوجهِ أغْلبُ خِنْدِفيٌّ / به افْتخرت وإن قدُمت تَميمُ
يُناطُ نِجادُ صارِمِهِ بمُعْدٍ / على الأيامِ منْزِلُهُ حَريمُ
بغزْوتِهِ وغُرَّتِهِ يَجِنُّ ال / صبَّاحُ ويُسْفِرُ الليلُ البَهيمُ
فأكْدَرُ لا يَفِرُّ لهُ طَعينٌ / وأزْهَرُ هارِبٌ منهُ الصَّريمُ
سَجيحٌ في مودَّتهِ حَييٌّ / وأفْوَهُ في حفيظَتِه خَصيمُ
يَحوزُ الأسْودانِ لهُ المَعالي / كثيفُ الجَيْش والسَّطْرُ الرَّقيم
فيُنْجدُهُ بليغٌ أو كَمِيٌّ / مجالُهُما الصَّحائفُ والهُضومُ
مُذيعُ النَّصْر للمخذول جَهْراً / لكن للنَّدى مُخْفٍ كَتومُ
عَلِقْتُ بحبْلِ أروْعَ من نِزارٍ / به الخَشْيانُ يَأمَنُ والعَديمُ
بمِطْعانٍ إذا ذَلَّ المُحامي / ومِطْعامٍ إذا خَوَتِ النُّجومُ
رَقَدْتُ ولم يَنَمْ لصلاحِ أمري / ويَفْدي ساهِرَ المجدِ النَّؤُومُ
وصانَ تَبَرُّعُ النَّعْماءِ منهُ / إِباءً للخَصاصَةِ ما يَريمُ
فجادَ بِنعْمَتيْ رِفْدٍ وعِزٍّ / نَطوفُ السَّيْفِ جفْنتهُ رَذومُ
يسُحُّ نوالُهُ من غير شَيْمٍ
يسُحُّ نوالُهُ من غير شَيْمٍ / إذا ما أخْلَفَ الجَوْنُ الرُّكامُ
ويَحْمي والمَعاقِلُ مُسْلِماتٌ / وقد ذَلَّ المُثَقَّفُ والحُسامُ
ويَرْزُنُ والرَّواسِي طائشاتٌ / كأنَّ رَبيطَ حَبْوَتِهِ شَمامُ
ويعءتكرُ الدُّجى وقْتاً وحَظّاً / فيَجْلوها النَّدى والابْتِسامُ
ويحْسُدهُ على لُطْفِ السَّجايا / زُلالُ الماءِ عَذْباً والمُدامُ
يَرُقُّ لسائليهِ ومُعْتَفيهِ / ويَقْسو حينَ يرتفِعُ القَتامُ
إذا الوزراءُ مَتُّوا بالمَساعي / شَآى الوزراءَ أحْمَدُها الهُمامُ
شآهُمْ موْثلٌ من كلِّ خَطْبٍ / إذا لم يُلْفَ منْ شَرٍّ عِصامُ
يُدِرُّ المَحْلُ ديمَةَ راحتَيْهِ / ويُغْريهِ بنائلهِ سَلامُ
عَزوفُ النفس عن حُبِّ الدَّنايا / وبالعَلْياءِ صَبٌّ مُسْتَهامُ
هو السيفُ الصَّقيلُ بكفِّ ذمْرٍ / فلا نابي الغِرارِ ولا كَهامُ
يُجرِّدُه ويُغْمِدُه مضاءٌ / وحِلْمٌ إذْ يَجِلُّ الاِجْتِرامُ
فعند السَّلءمِ صَفْحٌ واحْتمالٌ / وعند الحربِ بطْشٌ وانتقامُ
وما تاجُ المُلوكٍ بمُسْتَزادٍ / وجودُ يديْهِ والنُّعْمى سِجامُ
بقلبي والقوافي منْ هَواهُ / وجودِ يديْهِ والنُّعْمى غَرامُ
فمَدْحي لا يلُمُّ بهِ مَعابٌ / ووُدِّي لا يَدِبُّ إليهِ ذامُ
ولستُ كمنْ مودَّتُهُ رِياءٌ / ولا مَنْ حَبْلُ صُحبتهِ رِمامُ
خُلِقْتُ أبا الوَفاءِ لغيرِ مُجْدٍ / فكيفَ بمنْ أنامِلُهُ غَمامُ
فإنْ شكَتِ القَوافي بعضَ ما بي / فليسَ إليه ينصَرفُ الكلامُ
ولكن أشْتكي زَمَني إليهِ / وبالشّكْوى إليه لا ألامُ
كما أنَّ الطَّبيبَ إليهِ يُشْكى / السَّقامُ ولم يكُنْ منهُ السَّقامُ
وكِتْمانُ السَّرائرِ عن حبيبٍ / بفَتْوى الحبِّ كِتْمانٌ حَرامُ
جَلبْنا الخيلَ مُشْرفةَ الهَوادي
جَلبْنا الخيلَ مُشْرفةَ الهَوادي / تُهدِّمُ من حَوافِرها الإِكاما
بأعْشاشٍ وبِسْطامُ بنُ قَيْسٍ / يرى الإِحجامَ دون النَّصْرِ ذاما
فأوْرَدْن الصَّوارِمَ والعَوالي / نُحوراً منْ رجالِهُمُ وهاما
ونحنُ لآسِرونَ بذاتِ كهْفٍ / أبا قابوسَ إذْ يبْغي الذِّماما
ضَربنا جيْشهُ ضَرْباً طِلَخْفاً / يُبيدُ الذِّمْرَ والسَّيف الحُساما
تركْنا المُنْذِر المرهوب خَوْداً / تَسُحُّ الدَّمْعَ منْ وَلَهٍ سِجاما
فأيُّ مَقامِ مجْدٍ لم تَنَلْهُ / أوائلُنا ونُتْبِعُهُ مَقاما
ومِنَّا بعدَ هامِدِنا وَزيرٌ / مُلوكُ الأرضِ تخْدِمُهُ قِياما
إذا لَثَموا أنامِلَ راحتَيْهِ / غَدَتْ قُبَلُ البَنانِ لهُمْ عِصاما
وإِنْ نَظَروا مُحَيَّاهُ أرَمُّوا / فأغْضوا منه واختصروا الكَلاما
كأنهمُ بُغاثٌ تحتَ بازٍ / يُريهِمْ منْ تَجَلِّيهِ الحِماما
لَبيقُ العِطْفِ أبْلَجُ خِندفيٌّ / يرى مَنْع القِرى بَسْلاً حَراما
يكونُ الزَّعزعُ الهوجاءُ عزْماً / وعند الحِلْم رَضْوى أو شَماما
ويغدو شَمْألاً لَطُفتْ نَسيماً / ولكن نَقْعُهُ نَقْعُ النُّعامى
وتعتْكرُ الدُّجى ليلاً وحَظّاً / فيجْلوها نَوالاً وابْتِساما
ويُمْسي ديمَةً يَهْمي إذا ما / سَحابَتُنا غَدَتْ قَزَعاً جَهاما
وتَلْقى منهُ فرْداً في المَعالي / وجيْشاً في حَفيظَتِهِ لُهاما
إذا تاجُ المُلوكِ سَعى لأمْرٍ / فما هو بالمَليمِ ولا ألاما
يخافُ اللّهَ في حِفْظِ الرَّعايا / وينْصَحُ في أمانَتِهِ الإِماما
ويَعْبَقُ ذِكرهُ في كلِّ نادٍ / كأنَّ حَديثَهُ نَشْرُ الخُزاما
وتَقْصُرُ مِدْحَةُ المُدَّاحِ عنه / فلمْ يبلُغْ بَليغُهُمُ التَّماما
ولو علِموا سَرائرَهُ كَعِلْمي / غَدا كُلٌّ كَمثْلي مُسْتهَاما
تميسُ الدولةُ الغَرَّاءُ تيهاً
تميسُ الدولةُ الغَرَّاءُ تيهاً / وقطْبُ الدين فارسُها الهُمامُ
جَريءٌ عند مُختلفِ العَوالي / إذا ذَلَّ المُثقَّفُ والحُسامُ
يفوقُ الصَّارمَ الهنْديَّ بأساً / ويحْسُدهُ على الجودِ الغُمامُ
وتحْمدُهُ المَعاركُ المَشاتي / إذا ما عَنَّ جَدْبٌ أوْ خِصامُ
فيوْمُ السَّلْمِ راحتُهُ سَحابٌ / ويومُ الحرْبِ راحَتُهُ حِمامُ
إذا ما قيلَ قَيْمازٌ تَخَشَّتْ / كُماةُ الرَّوْعِ وابْتَهَج الكِرام
رآهُ لِلعُلى والمَجْدِ أهْلاً / فقدَّمهُ على الناسِ الإِمامُ
هَنيئاً للْمَواسِمِ والتَّهاني
هَنيئاً للْمَواسِمِ والتَّهاني / إذا ما حانَ فطْرٌ أو صِيامُ
طويلُ بَقائكَ النَّضِرِ المُرَجَّى / فمنهُ بكُلِّ رائعَةٍ عِصامُ
وعِشْت مَدى الزمان مُطاعَ أمرٍ / حَسُوداكَ السَّحائبُ والحُسامُ
يَفِرُّ المحْلُ من جدواكَ شَدَّاً / ويُهْزَمُ مِن بَسالَتِكَ اللُّهامُ
فقد نَضُرتْ بك الأيامُ حتى / جَراوِلُها الخُزامى والثُّمامُ
نَدىً وحِمىً وإِحقاقٌ وعدْلٌ / وحِلْمٌ لا يُساوِرُهُ انْتِقامُ
مَناقِبُ دون غايتِها الثُّرَيَّا / بغَيْرِكَ لا تُنالُ ولا تُرامُ
يتيهُ الدينُ إذْ ندعوكَ صِدْقاً / لهُ عَضُداً ويبْتَهِجُ الإِمامُ
فمنْصورانِ حَبْرٌ أو إِمامٌ / ببأسِكَ حينَ يحْتَدم الخِصامُ
مَلكْتَ الناسَ بالإِحسانِ حتى / رئيسُهُم وسَيِّدُهُمْ غُلامُ
ورَوَّيْتَ الرَّجاءَ منَ الأيادي / وكانَ بهِ إلى الرَّشفِ الهُيامُ
كسَوْتَ وزارةَ الخُلفاءِ نُبْلاً / ومَنْزِلَةً وإنْ جَلَّ المَقامُ
يزيدُ العِقْدُ بالحَسْناء حُسناً / وإنْ كَمُلَ التَّناسُبُ والنِّظامُ
وتَزْدادُ السُّيوفُ إذا تُحَلَّى / ومنْها العَضْبُ شَطْباً والكَهامُ
فضلْتَ الكابرينَ أباً وجَدَّاً / وما يُرْتابُ أنَّهم كِرامُ
فأنتَ الدُّرُ والِدُهُ خِضَمٌّ / وأنتَ الغَيْثُ والدُهُ غَمامُ
وأنت إذا الحُبى طاشَت لخطْبٍ / ثَبِيرٌ في أناتِكَ أو شَمامُ
سليمُ القلبِ منْ صَوَرٍ وغِشٍّ / إذا ما أضْمَرَ الغِشَّ اللِّئامُ
تَجُلُ عنِ الخديعة وهي حَزْمٌ / وفي الأعْداءِ جَبَّاهٌ هُمامُ
ولم يَكُ مثلُ فضلك في وزيرٍ / ولا سَيكونُ وانْقَطَعَ الكَلامُ
هنيئاً للمَناقِبِ والمَعالي
هنيئاً للمَناقِبِ والمَعالي / إذا عُدَّ المكارِمُ والكِرامُ
بَقاءُ أغَرَّ تَحْسُدُ حالَتَيْهِ / وفَضْلَهُما الصَّوارِمُ والغَمامُ
فعِنْدَ البَاسِ هنْديٌّ جُرازٌ / وعندَ الجودِ هَطَّالٌ رُكامُ
إِمامُ هُدىً أضاءَ لنا الدَّياجي / فلا ظُلْمٌ يُلِمُّ ولا ظَلامُ
وكيف تُخَصُّ تهْنئَةٌ بشَهْرٍ / وكُلُّ زَمانِهِ الشَّهْرُ الحَرامُ
يَخافُ اللّهَ في كُلِّ المَساعي / فلا حُوبٌ يَشينُ ولا أثامُ
ويحْلُمُ والجَرائمُ فادِحاتٌ / ويَسْهَرُ إذْ رَعِيَّتُهُ نِيامُ
ويخْشى الجَوْرَ سَطوتَهُ عليه / كما يخْشى مِن الصَّقْرِ الحَمامُ
أبادَ الظُّلْمَ والإِمْلاقَ حتى / لِكُلٍّ منْ مَناقِبهِ انْتِقامُ
فطعْن الجود في الإِملاقِ شَزْرٌ / وضَربُ العدلِ في الجور التِهام
أهانَ المالَ حتى باتَ يُزْهى / على المالِ الجَراوِلُ والرَّغامُ
ونازَلَهُ مُنازَلَةَ الأعادي / فماتَ الدَّثْرُ والبَطَلُ الهُمامُ
فللأموالِ في الآفاقِ شَتٌّ / وللحَمْدِ انْتِثارٌ وانتِظامُ
وعَمَّ بلُطْفِ رأفَتِهِ الرَّعايا / حُنُوَّ الأمِّ واحِدُها غُلامُ
فكان كَعارضٍ هَتِنٍ سَحوحٍ / تَداركَ رُفْقَةً وبها أُوامُ
فغَدَّرَتِ الفَلاةُ وزادَ حتى / تَغمَّرَتِ الرَّوابي والإِكامُ
وأصبَحتِ الخَوامِسُ عائِماتٍ / بذي مَوْجٍ للُجَّتِهِ التِطامُ
وأضْحى القَفْرُ بعد المحْل روضاً / يَميسُ بهِ الخُزامى والثُّمامُ
نَوالُ أغرَّ أبْلَجَ مُسْتَضيءٍ / يضيقُ ببعض مِدْحَتِهِ الكَلامُ
فلا عدِمَتْ إِمامُ الحَقِّ دُنْيا / لَها منه سُرورٌ وابْتِسامُ
هو الطَّوْدُ المُنيف وكلُّ خطْبٍ
هو الطَّوْدُ المُنيف وكلُّ خطْبٍ / يَروعُ سِواهُ ريحٌ بلْ نَسيمُ
يزيدُ وَقارَهُ طيشُ اللَّيالي / وتُكْثِرُ منْ كياسَتِهِ الهُمومُ
تَبَلُّجُهُ لِراجيهِ بُروقٌ / وأنْمُلُهُ لسائلِهِ غُيومُ
يُباسِطُ من لَطافَتِهِ الأقاصِي / كأنَّ النَّاسَ كُلَّهُمُ حَميمُ
حَييٌّ في مَودَّتِهِ عَييٌّ / وأفْوَهُ في عَداوَتِهِ خَصيمُ
هو القاسي إذا اشْتَجرَ العَوالي / وعند السَّلْمِ مأنوسٌ رَحيمُ
إذا وخَدَتْ بمِدْحَته المَطايا / طَوَتْ عنها المَوارِدَ وهي هيمُ
رَجاءً أنْ تُنيخَ بِدارِميٍّ / لَها ولركْبِها منهُ النَّعيمُ
يُليمُّ الحازِمونَ وإنْ تَحَرَّوا / وأحْمَدُ لا المَلومُ ولا المُليمُ
وزيرٌ تُخْصِبُ الغبْراءُ منهُ / ويسْفِرُ منْ مُحيَّاهُ الصَّريمُ
مُنيفُ المَجْدِ همَّتُهُ سَماءٌ / تُظِلُّ ومِنْ مَساعيهِ النُّجومُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025