المجموع : 4
طَرَحْنَا فوقَ غارِبِها الزِّمانا
طَرَحْنَا فوقَ غارِبِها الزِّمانا / فأَسْلَمَها العَرَارُ إِلى الخُزَامَى
رَعَتْ بالجِزْعِ أَسْنِمَةَ الرَّوابي / فجاءَتْ وَهْيَ تحمِلُها سَنَاما
وما بَرِحَتْ تراوحُ أَو تُغادِي / جَمِيماً في أَو جِمَاما
تَحُطُّ به النّعائِمُ مُتْأَقَاتٍ / تَرَجْرَجُ فوقَ أَعناقِ النُّعامى
إِلى أَن عارضَتْنَا فاسْتَرَبْنَا / أَكُوماً نحنُ ننظرُ أَمْ إِكاما
وقالَتْ والخيامُ صَبَاحُ عَشْرٍ / لِلَيْلَتِها أَلاَ حَيِّ الخياما
فعُجْنَا بالأَراكِ على أَرَاكٍ / صَدَحْنَا في ذوائبِهِ حَماما
ومِلْنا للعقيقِ فقام جِسْمِي / به يَقْرَا على قَلْبِي السَّلاما
طرحنا العَجْزَ عن أَعجازِ عَيْشٍ / نُوَشِّحُها على الحَزْمِ الحِزاما
ونُوسِعُها بأَيدِي الوَخْدِ مَخْضاً / تُطيرُ الريح زُبْدَتَهُ لُغَاما
وندفَعُ بالسُّرَي منها قِسِيّاً / فتقذفُ بالنَّوى مِنَّا سِهاما
ونُعْمِلُ كالأَهِلَّةِ ضامراتٍ / لنبلُغَ فوقها القَمَرَ التَّماما
ببابِ الفاضلِ المِفْضالِ حَطَّتْ / فأَطلَقَها وَأَقْعَدَنَا وقاما
تُجَنِّبُها الخوافِيَ والذَُّنَابَي / وَتُورِدُها القوداِمَ والقُدَامَى
كَأَنَّا إِذْ قطعناهم إِليهِ / تَعَسَّفْنَا إِلى الصُّبْحِ الظَّلاما
يَحُطُّ لِثامَ نائِلِهِ فيبدُو / وقد عَقَدَ الحياءُ له لِثاما
ومِنْ أَحكامِهِ أَنْ ليسَ يُبْقَي / على الأَحرارِ للدهرِ احْتِكاما
شَفَتْ وكَفَتْ فصائِلُهُ فلولا / جفونُ الحُورِ أُعْدِمَتِ السَّقَاما
وأَسْكَرَنَا بَيَاناً دامَ حَتَّى / عَجِبْنَا كيفَ خَدَّرْنا المُدَاما
معانٍ تجلسُ الفُصَحاءُ عنها / وتسمَعُها خواطِرُهُمْ قِياما
يتيماتٌ تُصَدِّقُ في عُلاهُ / مَقَالَةَ مَنْ دعاهُ أَبا اليتامى
ونُعْمَى مَنْ رَأَى الأَجسامَ عُطْلاً / فَقَلَّدَها أَيادِيَهُ الجِساما
أَقولُ له وقد أَحْيَتْ يَدَاهُ / عِظاماً من أَوائله عِظاما
أَبَتْ لِيَ أَنْ أُضامَ صفاتُ مَجْدٍ / أَبيَ لولا سَمَاحُكَ أَنْ يُضَاما
وما أَبقي احتفالُكَ فيَّ هَمّاً / ولا فيما يخصُّنِيَ اهتماما
ولكنْ قد بَدَأْتَ به رَحِيقاً / أُنَافِسُ أَنْ تُضِيفَ له الخِتاما
إِذا أَبْصَرْتَ ناظِرَنَا
إِذا أَبْصَرْتَ ناظِرَنَا / وقد حَفَّتْ بِهِ الخَدَمُ
فلا يَغْرُرْكَ قَعْقَعَةٌ / كَسَتْهُ مَجَالَها الخُذُمُ
وجِدْ قِرْطاسَهُ لِتَرَى / مَقابِحَ خَطَّها القَلَمُ
تَجِدْها ثَمَّ شاهدةً / بأَنَّ وجودَه عَدَمُ
هَفا طرَبي الى عافي الرسومِ
هَفا طرَبي الى عافي الرسومِ / فلا روّى الغَمامُ رُبى الغميمِ
وهبّتْ ريحُ سُلواني فمرّتْ / من الشّرقِ القديمِ على هَشيمِ
وكنتُ أبا المنازلِ والفيافي / فصِرْتُ أخا المُدامةِ والنَديمِ
أميلُ الى سُلافةِ بنتِ كرْمٍ / وأدنو من سوالفِ أمّ ريمِ
هدَتْنا للسّرور نجومُ راحٍ / بها قذفَتْ شياطينَ الهُمومِ
تبسّم دنّها فألاحَ برقاً / يطرّزُ حُلّةَ الليلِ البَهيمِ
وأودعَ نشرُها الأرواحَ سرّاً / فباحَ بحَمْلِه صدرُ النسيمِ
فإنْ توجتُ راحي كأسَ راحٍ / فشُرْبُ الإثْمِ أوْلى بالأثيمِ
بساطُ الرّوضِ موشيُّ الحواشي / وثوبُ الغيمِ مِسكيُّ الأديمِ
وكفُّ الصبحِ يلقُطُ ما تبدّى / بجيدِ الليلِ من درهِ النجومِ
فحيَّ على الشَمولِ وإن عُنينا / بخَمْرِ شمائلِ الرشأ الرّخيمِ
مقطّبةٌ يريكَ المزْجُ منها / طلاقةَ منظرِ الوجهِ العظيمِ
أتتْ عُطْلاً فقلّدَها حَباباً / جَلاها منهُ في درٍّ نظيمِ
يطوفُ بشمسِها قمرٌ تثنّتْ / به أعطافُ خوطِ نقاً قَويمِ
حمىً بعقاربِ الأصداغِ وَرْداً / جنيتُ به الشقاءَ من النعيمِ
تسالمُه وتُلْبسني اعتداءً / فمن يُعدي السّليمَ على السليمِ
ويُعجبُني السقامُ لأن جسمي / تحلّى باسمِ ناظرِه السقيمِ
ولما أقفرتْ أوكارُ صَبْري / عمرْتُ بعزْمَتي أكوارُ كُومِ
سريْتُ بها وللإصباحِ سرٌّ / طوتْهُ جوانحُ الليلِ الكَتومِ
الى الشيخِ الجليسِ استنْهَضَتْها / أزمّةُ نجدةٍ وحداةُ خيْمِ
فقال لها لسانُ الدهرِ هذا / تمامُ الفضلِ أُودِعَ في تَميمِ
إذا هبّتْ شمائلُه رياحاً / فهنّ لواقحُ الفكْرِ العَقيمِ
سماحُ يدٍ أتاح ندى غيورٍ / يصونُ علاءَهُ صونَ الحَريمِ
وأخلاقٌ يُديرُ بها كؤوساً / من الصهباءِ تَصبو بالحَليمِ
تقسّم بين شمسِ ضحىً وبحرٍ / هدايةَ خابطٍ وغِنى عَديمِ
وجلّى ظُلْمَتيْ خَطبٍ وجَدْبٍ / برأيِ مجرّبٍ وندى غَشيمِ
وملّك حاسديهِ فجادبتْهُ / خلائقُهُ الى الطبعِ الكريمِ
وجاءَ بهيبةِ الجبّار لمّا / ثَنى عطفَيْهِ في بُرْدَي رحيمِ
ولم يهضِمْ معاليَهُ التفاتٌ / يملّ به الى كشحٍ هَضيمِ
عجبْتُ لوجهه ولراحتَيْهِ / سَنا شمسٍ تبدّتْ في غُيومِ
تزفُّ أزاهرُ الآدابِ منهُ / لما تُسْقاهُ من صوبِ العُلومِ
ومطلّبٍ مداهُ كَبا فقلنا / أليمُ العيشِ أوْلى باللّئيمِ
إذا منعتْكَ أشجارُ المَعالي / حَباها الغضَّ فاقنعْ بالهَشيمِ
وقافيةٍ أهزُّ بها إذا ما / نطقتَ معاطفَ الطربِ الرميمِ
تسيرُ وإنْ أقامَ به ثناءً / وأعجبُ ما ترى سفَرُ المُقيمِ
على أنّى أكابدُ صرْفَ دهرٍ / أثارَ دمي وأثّر في أديمي
بُليتُ بحالتَيْ بردٍ وحرٍّ / أليستْ هذه صفةُ الجحيمِ
بقيْتَ مهنِّئاً في كلّ يومٍ / بعيشٍ للمسرّةِ مُستديمِ
ونامتْ عنك أحداثُ الليالي / وشيكاً نومَ أصحابِ الرقيمِ
نثرنَ عليه من صدَفِ الخيام
نثرنَ عليه من صدَفِ الخيام / لآلئَ ينسَللْنَ من النَظامِ
ورفّعْنَ البراقعَ عن وُجوهٍ / تَوارى البدرُ منها في الظلامِ
وكنّ أهلةً فأبين إلا / تبرّجهنّ من صورِ التَمام
شهرْنَ سلاحهُنّ لغيرِ حربٍ / وقُلنَ على السلامةِ والسلامِ
فمنْ لثمٍ يؤيّدُ بارتشافٍ / ومنْ ضمٍّ يؤكّد بالتِزامِ
وثغرٍ ما عدِمْتَ الكأسَ إلا / أدارَ عليّ مَعسولَ المُدامِ
فكيف أُلامُ حين أُطيحَ عنه / على رجلَينِ من ألفِ ولامِ
ولي في جَفنِ من أهواهُ طَرْفٌ / أحدُّ عليّ من طرَفِ الحُسامِ
يصولُ على الصحيحِ بشفرتَيْهِ / ويجْحَدُ حين يطلَبُ بالسَقامِ
فتشهدُ بالقراعِ لنا فلولٌ / بحدٍّ فوق حدّ فيه دامِ
وحيّ من كنانةَ قد رمَوْني / بما حوتِ الكنانةُ من سِهامِ
إذا انتَضلَوا وما ثَعِلٌ أبوهم / أتوكَ بكلِ راميةٍ ورامِ
أقاموا بالثنيّةِ فانثَنيْنا / ننافسُ في الأراكِ وفي البَشامِ
وكلٌ بين جانحتَيْهِ قلبٌ / له خفقَانُ أجنحةِ الحَمامِ
وتحت يدي إذا ضُمّتْ لصَدْري / كُلومٌ لا يقومُ بها كلامي
ذوى عندي لها نُورُ الخُزامى / ولكن رفّ نوّار الثغام
فلا تبُحِ العنايةُ دون شيحٍ / مطيتُه ثلاثونَ الغُلام
تقارعُه الهمومُ فيلتَقيها / بقلبٍ مثلِ حاملِه هُمامِ
أبي طلب المآكلَ وهْو طاوٍ / وصدّ عن المَشارِبِ وهو طامِ
فما يُمْريهِ رعيُ سوى حميمٍ / ولا يرويهِ وردُ سِوى حِمامِ
وها هو فوقَ لُجّ الليلِ طافٍ / كأنجُمِه ولجُّ الليلِ طامِ
يحاول أن يشُقّ بمِنكبَيْهِ / الى البدرَيْنِ أرديةَ الظلامِ
بحيثُ تَرى ملوكَ بني زريعٍ / أمام الداعيين الى الإمامِ
يعدّون الكرامَ أباً وجدّاً / إذا عَقُمَ الزمانُ من الكِرامِ
ذوو التيجان من أبناءِ هُودٍ / أو الأسيافُ من أيتامِ يامِ
حمَوْا وسمَوْا فما حامٍ وسامٍ / سواهُم من بَني حامٍ وسامِ
تحلّى باسمِهمْ في المُلْكِ قومٌ / ولكنْ ما لهُم غيرُ الأسامي
وعدّوها مشاركةً ولكنْ / مشاركةُ المناسِم للسَنامِ
وفي الوَهَداتِ من سُفْلى شِمامٍ / وعُدّ محمّداً من كلّ ذامِ
فعدّ أبا السعود بكل سعدٍ / وعُدّ محمّداً من كلِّ ذامِ
وحقِّقْ من أبي المنصورِ نصراً / بواحدةٍ على الجيشِ اللهامِ
فقد نتجَتْ ثلاثُ مُقدّماتٍ / على الأعداءِ حتمُ الإنهزامِ
فأيُّ حبىً تحلّلُ من قُعودٍ / وتيجانٍ تعفَرّ من قِيام
رُواقٌ مدّ في يَمَنٍ فأضْحى / مُطلاً بالعراقِ وبالشآم
حماهُ ياسرٌ ضرباً وطعْناً / ومنْ عزِّ الحِمى عزُّ المُحامي
فروّى كلّ سافلةٍ بقلبٍ / وروّى كلّ عاليةٍ بهامِ
وراضَ جوامحَ الأيامِ حتّى / جرَتْ بيدَيْهِ طيّعةُ اللِجامِ
وأنشدَ فعلَهُ في كل حيٍّ / فقد طالَتْ بهم شُعَبُ الخِصامِ
إذا قالت حَذامِ فصدّقوها / فإن القولَ ما قالتْ حَذامِ
لتخفِضَ من صَراصِرِها الكَراكي / فقدْ سمعَتْ بجُلجُلةِ القَطامي
وعند عصامٍ الأعذارُ يُتلى / وليس سوى الأسنّة من عِصامِ
رعاكَ اللهُ من ملكٍ أشمٍّ / نجاداهُ على كنَفَي شِمامِ
ومهدتُ الرجاءَ بحيثُ نفسي / وقلتُ لها بليلِ الخَطْبِ ذامي
ركبتُ إليه أجنحةَ النِعامى / على أمثالِ أجنحةِ النَعامِ
وكنتُ إذا دُفِعْتُ الى سواه / مقيماً لستُ أظفرُ بالمُقامِ
فأصبحُ بالصيام بغيرِ أجرٍ / وأمْسي في الصيامِ وفي القيامِ
ففَخْراً يا بني عِمرانَ فخْراً / على الأملاكِ من سامٍ وحامِ
زمانُكُمُ بكم طلقُ المُحيّا / أريجُ العَرْفِ مفتوقُ الخِتامِ
يمرّ العامُ فيه مرورَ يومٍ / ويمضي اليومُ منه بفضلِ عامِ
سليلُ قرائحٍ عصرتْهُ خمراً / فدبّ دبيبُها بين العِظامِ
فما ينفكّ يرفعُه هناءً / إليكُم في انتشارٍ وانتظامِ
من الخمرِ الحلاِ لشارِبيها / وفيه شمائلُ الخمرِ الحَرامِ
لدى قومٍ لو انّ الطيفَ ضيفٌ / لما كحَلَ المحاجِرَ بالمَنامِ
كدَدْتُ بهزهم فكري فأنحتْ / على عضُدي ممارسة الكَهامِ
وقد يتوضّحُ الجهمُ المحيّا / ويهمي الوبلُ من خلَلِ الجَهامِ