المجموع : 8
برغمي أنَّ بيتكمُ يضامُ
برغمي أنَّ بيتكمُ يضامُ / ويبعدُ عنكمُ القاضي الإمامُ
سراجٌ في العلومِ أضاءَ دهراً / على الدنيا لغيبتِهِ ظلامُ
تعطَّلتِ المكارمُ والمعالي / وماتَ العلمُ وارتفعَ الطغامُ
عجبتُ لفكرتي سمحَتْ بنظمٍ / أَيُسْعدني على شيخي نظامُ
وأرثيه رثاءً مستقيماً / ويمكنني القوافي والكلامُ
ولَوْ أنصفتُهُ لقضيْتُ نحبي / ففي عنقي لهُ نعمٌ جسامُ
حشا أذنِي بِدُرٍّ ساقَطَتْهُ / عيوني يومَ حُمَّ لهُ الحمامُ
لقد لَؤُمَ الحمامُ فإن رضينا / بما يجني فنحنُ إذنْ لئامُ
أيا عامَنا لا كنتَ عاماً / فمثلُكَ ما مضى في الدهر عامُ
أتفجعُنا بكتانيَّ مصرٍ / وكان بها لساكنها اعتصامُ
وتفتكُ بابن جملة في دمشقٍ / ويعلوها لمصرعِهِ القتامُ
وكانَ ابنُ المرحَّلِ حينَ يبكي / لخوفِ اللهِ تبستمُ الشآمُ
وحَبرُ حماةَ تجعلُهُ ختاماً / أذابَ قلوبَنا هذا الختامُ
وكان خليفةً في كلِّ علمٍ / وعيناً للخليفة لا تنامُ
ولما قام ناعيه استطارَتْ / عقولُ الناسِ واضطربَ الأنامُ
ولو يبقى سَلَوْنا مَنْ سواهُ / فإنَّ بموته ماتَ الكرامُ
أألهوَ بعدهمْ وأقرُّ عيناً / حلالُ اللهوِ بعدهمُ حرامُ
فيا قاضي القضاةِ دعاءَ صبٍّ / برغمي أن يغيّركَ الرغامُ
ويا شرفَ الفتاوىْ والدعاوى / على الدنيا لغيبَتِكَ السلامُ
ويا بنَ البارزيِّ إذا برزنا / بثوبِ الحزنِ فيك فلا نُلامُ
سقى قبراً حلَلْتَ به غمامٌ / منَ الأجفانِ إنْ بخلَ الغمامُ
إلى مَنْ ترحلُ الطلابُ يوماً / وهل يُرجى لذي نقصٍ تمامُ
ومَنْ للمشكلاتِ والفتاوى / وفصلُ الأمرِ إنْ عَظُمَ الخصامُ
ألا يا بابَهُ لا زلتَ باباً / لنشرِ العلمِ يغشاكَ الزحامُ
فإن ابنَ ابنِ شيخِ العصرِ باقٍ / يقلُّ بهِ على الدهرِ الملامُ
أنجمَ الدينِ مثلُكَ مَنْ تسلَّى / إذا قُدحت منَ النوبِ العظامُ
وفي بقياكَ عنْ ماضٍ عزاءٌ / قيامُكَ بعدَهُ نِعْمَ القيامُ
إذا ولّى لبيتكمُ إمامٌ / عديمُ المثلِ يخلفُه إمامُ
وفي خيرِ الأنامِ لكمْ عزاءٌ / وليس لساكن الدنيا دوامُ
أنا تلميذُ بيتكمُ قديماً / بكمْ فخري إذا افتخرَ الأنامُ
لكمْ مني الدعاءُ بكلِّ أرضٍ / ونشرُ الذكرِ ما ناحَ الحمامُ
وإنْ كنتمْ بخيرٍ كنتُ فيه / ويرضيني رضاكمْ والسلام
لو انَّ الشافعيَّ رآك نادى
لو انَّ الشافعيَّ رآك نادى / نصرتَ طريقتي ونشرْتَ علمي
نهضتَ بحجةِ الإملاءِ عني / فداكَ أبي كما أحييت أمي
مَعَرَّتكمْ إلى مصرينَ تُعْزى
مَعَرَّتكمْ إلى مصرينَ تُعْزى / فخلِّ معرةَ النعمانِ قِسْمي
لقد حظيَتْ معرَّتُنا بعلمٍ / وتلكَ معرَّةٌ مِنْ غيرِ علمِ
وفي بغدادَ أقوامٌ كرامٌ
وفي بغدادَ أقوامٌ كرامٌ / ولكنْ بالسلام بلا طعامِ
فما زادوا الصديقَ على سلامٍ / لهذا سُمِّيَتْ دارَ السلامِ
علامَ أردتَ تهجرني علاما
علامَ أردتَ تهجرني علاما / وتوقظُ بالنوى أهلاً نياما
لعلكَ يا جليدَ القلبِ تبغي / رحيلاً يورثُ الدمعَ انسجاما
وتتركُنا بلا رجلٍ كبيرٍ / نراجعُهُ إذا رُمْنا مراما
أتنزعَ آلةَ التعريف منا / وما أعني بها ألفاً ولاما
فهلْ لاقيتَ في حلبٍ هموماً / فتزمعَ عنْ نواحيها اهتماما
وما برحَتْ إلى الشهباءِ منا / سراةُ بني أبي بكرٍ تسامى
فنالوا فوقَ ما يرجونَ منها / وما ذمّوا لها يوماً ذِماما
فلا تأخذْ دمشقَ لهل بديلاً / أغيظاً ذاكَ منكَ أمِ انتقاما
وإنْ تكُ بالتفرّقِ لا تبالي / فهذا يمنعُ العينَ المناما
وإنْ ترحلْ لنيلِ غنى فَسَهْلٌ / غناكَ هنا إذا أمسكتَ عاما
وإنْ ترحلْ تريدُ تمامَ جاهٍ / فمَهْ إني أحذرُكَ التماما
وإنْ ترحلْ رجاءً لاشتهارٍ / فكمْ منْ شهرةٍ توهي العظاما
وحسبُكَ شهرةً كرمٌ وعلمٌ / سبقْتَ بهِ الفرادى والتؤاما
أقمْ في الأهلِ في رغدٍ وطيبٍ / بأمري واغتنمْ ذاكَ اغتناما
فللأهلِ الوفاءُ وإنْ سواهمْ / وَفاكَ تضمُّناً غدَرَ التزاما
فليسَ يُزادُ في رزقِ حريصٍ / ولو جابَ المهامةَ والإكاما
أتظعن تستفيدْ أخاً لئيماً / وقدْ ضيَّعْتَ إخوتَكَ الكراما
إذا لمْ ترضَ بالأهلينَ جاراً / فقرِّبْ من خيامهم الخياما
ليأتيكَ المخبِّر عنْ قريبٍ / وتنشقُ منْ مواطِنكَ الخزامى
ففرطُ البعدِ عن عن وطنٍ وأهلٍ / حِمامٌ قبلَ أنْ تلقى الحِماما
فلا تسمعْ كلاماً منْ فلانٍ / فلستَ بسامعٍ منهُ كلاما
ولا تجهلْ بجهلٍ مِنْ أناسٍ / وإنْ همْ خاطبوكَ فقلْ سلاما
فكمْ منْ حاسدٍ في السرِّ يبكي / ويظهرُ حينَ تلقاهُ ابتساما
وما كلُّ الرجالِ أخاً نصيحاً / لصاحِبِهِ وإنْ صلَّى وصاما
فلا صدقْتَ في قولٍ كذوباً / ولا استأمنْتَ مَنْ أكلَ الحراما
ولا تُعظِمْ عدوّاً ماتَ غيظاً / بشهرةِ فضلِنا ورجا انهزام
وكيفَ تقومُ إعظاماً لمَنْ / يُطلْ في خدمة العلمِ القياما
إقامتنا أشدُّ على الأعادي / وأعظمُ في قلوبهمُ اضطراما
أبالإسكندرِ الملكِ اقتدينا / فليسَ نطيلُ في أرضٍ مقاما
وإنكَ إنْ رحلتَ رحلتَ لكنْ / تخلِّفُ أهلَنا مثلَ اليتامى
كفانا فقدُ إخوتِنا ابتداءً / فلا تجعلْ تشتّتنا الختاما
تخاطبني بلا كرمٍ وحلمٍ
تخاطبني بلا كرمٍ وحلمٍ / فأحتملُ الأذى كرماً وحلما
ولو حَسُنَ الجوابُ لكانَ عندي / جوابٌ يسمعُ الصخرَ الأصما
وما وصفُ الهزيلةِ مِنْ مرادي
وما وصفُ الهزيلةِ مِنْ مرادي / ولستُ أريدُ إلا ذاتَ شحمِ
أبالتنعيمِ أعدلُ ذاتَ عرقٍ / وهلْ تحكي قُمامَةُ بيتَ لحمِ
عجائبُ عامِنا عَظُمَتْ وجلَّتْ
عجائبُ عامِنا عَظُمَتْ وجلَّتْ / أعاماً كانَ أمْ مائتينِ عاما
تصولُ على الملوكِ صيالَ قاضٍ / قليلِ الدينِ في مالِ اليتامى