هَناكَ الفخرُ يا شهرَ الصيامِ
هَناكَ الفخرُ يا شهرَ الصيامِ / بقُربِ الآمرِ الملكِ الهُمامِ
فحَسْبُك منه منزلةً ومجدا / زذارةُ مرةٍ في كلِّ عام
لَليلةُ قَدْرِك الغراءُ تحكِى / طريقةَ قَدْرِهِ بين الأَنام
وكلٌّ جَلَّ عن شَبَهٍ ومِثْلٍ / وفاق عن المُطاوِل والمُسامِى
هو السببُ الذي لولاه فينا / لَمَا عُرِف الحلالُ من الحرام
ولم يَتَملَّ قلبٌ من أمانٍ / ولم تَتَرَوَّ عينٌ من منام
يُبخِّل جودُه دِيَمَ الغَوادِي / ويُخجِل وجهُه بدر التَّمام
ويحْذر بأسَه صَرْفُ الليالي / ويَرْجو رِفْدَه صَوْبُ الغمام
نَوالٌ كالحَيا والبحرِ هامٍ / وعزمٌ كالمُثقَّف والحُسام
تذلّ له الملوك الصِّيدُ قَسْرا / على فَرْطِ المَهابة والعُرام
له جيشٌ سَماويٌّ خَفِيٌّ / كظاهرِ جيشِه اللَّجِبِ اللُّهام
تَقُدُّ صَوارمُ العُلْويِّ بَدْءا / إذا الأرضيُّ همَّ بضَرْبِ هام
هو المنصورُ تسميةً وفِعْلا / وبعضُ الفِعْلِ أضعافُ الكلام
حَوَى شرفَ المَناقبِ باختراعٍ / له وبإِرْثِ آباءٍ كِرام
هُداةٌ كالكواكبِ وهْو بدر / وعِقْدٌ وهْو واسِطةُ النِّظام
شموسٌ أشرقتْ في الغَرْبِ لكنْ / مَطالعُها من البيتِ الحَرام
وآلُ الحِجْر والحَجَرِ المُعلَّى / وأربابُ المقامة بالمَقام
أميرَ المؤمنينَ هَناكَ نصرٌ / قريبٌ جاءَ بالتُّحَف الجِسام
كنصرِ أبيك في يومَىْ حُنينٍ / وبَدْرٍ عند مُعْتَرك الحِمام
فتوحُ الأرضِ شرقا ثم غربا / بسيفك والبداية بالشآم
وذلك وعد وحىِ اللهِ قِدْما / ونصرك حين غايات التَّمام
فذا أبدا هناءٌ ليس يفنَى / مدى الدهرِ المُقيمِ على الدوام
صلاةُ اللهِ وما جَرتِ الليالي / عليك ختامُها طِيبُ السلام