المجموع : 4
كَفَانِي الحَرُّ مُنْتَجَعُ الغَمَامِ
كَفَانِي الحَرُّ مُنْتَجَعُ الغَمَامِ / فَشُكْراً ثُمَّ شُكرْاً للإمَامِ
أيادٍ ما أعَمَّتْ في ازْدِيادٍ / كَما انْتَثَرَ الفَرِيدُ منَ النِّظامِ
كَأَنَّ أرِيجَهَا زَهْرُ الرَّوابِي / يُمَزِّقُ ضَاحِكاً جَيْبَ الكمَامِ
كأنَّ حَديثَهَا شَدْوُ الغَوانِي / مُطَارِحَةً أغارِيدَ الحَمَامِ
هَزَزْتُ لَهَا مَعَاطِفِيَ ارْتِيَاحاً / كَمَا طَرِبَ النَّزيفُ مِنَ المُدامِ
وَبِتُّ لِدرِّها كَهْلاً رَضِيعاً / وَلَكِنْ آمِناً عُقْبَى الفِطَامِ
فَمَنْقُودٌ مِنَ الإعْطَاءِ هَامٍ / ومَوْعُودٌ مِنَ الإحْظَاء نَامِ
وكَائِن مِنْ يَدٍ بَيْضَاءَ فِيما / أُؤَمِّلُ مِن سَلامٍ واسْتِلامِ
جَدِيرٌ أنْ يَجُودَ بِكُلِّ حُسْنَى / وإِحْسانٍ مَقَامٌ كَالْمَقَامِ
يُرَاعُ الدّهْرُ مِن أيْدِي لأَنِّي / بِفَيْضِ لُهَاهُ في جَيْشٍ لُهَامِ
أَلَيْسَتْ شِكَّتِي لا شَكَّ مِنْها / مِجَنِّي أوْ سِنَاني أَوْ حُسَامِي
فَلَوْ رُمْتُ الكَواكِبَ ظَاهَرَتْنِي / سَعَادَتُهُ عَلى نَيْلِ المَرامِ
وَمَنْ خَدَمَ الخَلِيفَةَ فالليالي / خَوادِمُهُ إلى غَيْرِ انْصِرامِ
إمامُ هُدىً أَبَى غَيْرَ افْتِتاحٍ / بِإرْداءِ الضَّلالَةِ واخْتِتَامِ
بِمَطْلَعِهِ تَجَلَّتْ كُلُّ جُلَّى / كَنورِ الصُّبْحِ يَذْهَبُ بالظَّلامِ
وأَعظَمُ مَا تُشاهِدُهُ مَنَاباً / إذا ما قامَ بالنُّوَبِ العِظَامِ
تُسامُ بهِ الأَعادِي كُلَّ خَسْفٍ / ولَيْثُ الغِيلِ مُغْتَالُ السَّوامِ
كَأَنَّ بَنِي أَبي حَفْصٍ نُجُومٌ / وَيَحْيَى المُرْتَضَى بَدْرُ التَّمامِ
إذا عَقَدَ الحُبَى في مُنْتَداهُ / فَما الشّمّ الهَوادِجُ مِنْ شَآمِ
وإنْ وُكِلَ الحِبَاءُ إلى نَداهُ / فَما البَحْرانِ عَبّا في الْتِطامِ
تُقَصِّرُ عَنْهُ أمْلاكُ البَرَايا / وعُودُ النَّبْعِ لَيْسَ مِنَ الثِّمامِ
لأَنْفُسِهمْ بِغايته غرامٌ / وَآنُفُهُمْ لَوَاصِقُ بِالرَّغامِ
أَمَولانا أقِمْ عُذْرَ القَوَافِي / إلَيْكَ وإنْ جَلَتْ حُرَّ الكَلامِ
وَفَضَّتْ من ثَنَاكَ بِكُلِّ نَادٍ / كَعَرْف المِسْكِ مَفْضُوضَ الخِتامِ
أَتُحْصِي مَا لَدَيْكَ منَ المَعَالي / وقَدْ أرْبَتْ عَلَى قَطْرِ الغَمامِ
أمَولايَ ومَا أوْلَيْتَنِيهِ / فأتْمِمْهُ مِنَ النِّعَمِ الجِسَامِ
وَسَوِّغْنِي التَشَفُّعَ في الرِّضَى مِنْ / بَنِيكَ بكُلِّ جَحْجَاحٍ هُمامِ
بَرانِي طُولُ إقْصَاءٍ عَرَاني / وفي يُمْناكَ بُرْءٌ للْكلامِ
ولَوْ أَنِّي لَثَمْتُ الجودَ مِنْها / عَفَتْ بالرِّيِّ آثارُ الأوَامِ
مُحَيَّاكَ المُبَشِّرُ بالأمَاني / ومَحْيَاكَ المُبَصِّرُ للأَنَامِ
وأنْتَ ابْنُ المُلوكِ الصِّيدِ لَكِنْ / خِلالُكَ للْمَلائِكَةِ الْكِرَامِ
ورُبَّ حَديقَةٍ بَرَزَتْ عَروساً
ورُبَّ حَديقَةٍ بَرَزَتْ عَروساً / فَتَوَّجَها وطَوَّقها الغَمامُ
يُشَقُّ بِجَدْوَلٍ فيها غَديرٌ / كَما يُنْضَى عَلى دِرْعٍ حُسامُ
لَقَدْ حَسُنَتْ بِكَ الأَوقَات حَتَّى
لَقَدْ حَسُنَتْ بِكَ الأَوقَات حَتَّى / كأَنَّكَ في فَمِ الزَّمَنِ ابتِسَامُ
عرى الأعمار يعلوها انفصامُ
عرى الأعمار يعلوها انفصامُ / وأمر اللّه ما منه اعتصامُ
سواءٌ في الثرى ملكٌ وعبدٌ / ثوى النعمانُ حيث ثوى عصام
أعدّ لموقف العرض احتجاجا / لعلّك ليس يقطعُك الخصام
ولا يعظم سوى التفريط خطبٌ / عليك فإنّهُ الخطب العظام
أبن لي هل تبارزُ أم تولّى / إذا شركَت بك الحرب العقام
ولم تعرِف وقد فجىءَ انتقالٌ / أغفرٌ للذنوبِ أم انتقامُ
بوقّ من السافر على اغترارٍ / فليس لساكني الدنيا مقامُ
وإنّ الموتَ للأتقى شفاءٌ / كما أنّ الحياة له سقامُ
حذار حذار إنّك في بحارٍ / من الدنيا طمت فلها التطامُ
وتعلمُ أنّها تردي يقيناً / ومنّا في غواربِها اقتحامُ
وإنّ من العجائب أن أمرّت / مواردُها وإن كثُرَ الزحامُ