المجموع : 16
عَفَتْ دارٌ كقلبكَ بعد سَلْمَى
عَفَتْ دارٌ كقلبكَ بعد سَلْمَى / فأَيُّ المنزلينِ أَضَلُّ رَسْما
وهل تُغنِي الدِيارُ بغيرِ أهلٍ / ولو سَلِمَتْ وكيفَ تَنالُ سِلْما
بَكيْتُ على المَنازِلِ فاسترابَتْ / فَتىً يسقي المنازلَ وَهْوَ يَظما
تَخُطُّ مدامعي و إذا كأَنّي / أُداعِبُها فأَمحو الخَطَّ لَثْما
فَدَيتُكِ من مُوَدِّعةٍ تَوَلَّت / وَخيَّمَ شخصُها في السِّرِ وَهْما
حُرِمنا مُنذُ عَهدِكِ غُمضَ جَفنٍ / فكيفَ نَظُنُّ وَصلَكِ كانَ حُلما
إلى الجَبَلَينِ منَّا اليومَ شوقٌ / وإِنْ لم نَعرِفِ الجَبَلينِ قِدْما
إذا أَبصَرتُ نارَهُما تَمَنَّى / فُؤَادي أَنَّهُ قد كان فَحْما
حَرَصتُ على الحيَاةِ وتلكَ رَهنٌ / لمن تُدمِي بأَلحاظٍ وتُدمَى
إذا أعطت لواحظُها أَماناً / فتأخيرٌ إلى أَجَلٍ مُسَمَّى
مُنَعَّمةٌ بنارِ الوجدِ تُحمِي / ممنَّعةٌ بماءِ البيضِ تُحمَى
رأَيتُ لعينِها قَوساً ورِيشاً / فما كذَّبتُ أَنَّ هناكَ سهما
يُسَاقُ إلى الدلائِلِ كلُّ حكمٍ / إذا قامَ الدليلُ أَقامَ حُكما
فما قُلنا طَرابُلُسٌ سَماءٌ / إلى أَنْ أَطلَعَت في الأُفقِ نَجْما
كريمٌ للثَّناءِ بهِ ثَناءٌ / فخيرُ القولِ ما لم يُخطِ مَرمَى
لَدَيهِ تَخجَلُ الأَشعارُ نَقْداً / وإِنْ تَكُ قد تباهَتْ فيهِ نَظما
أَصَحُّ القومِ في الغَمَراتِ رِأياً / وأَجلى رُؤْيةً وأَجَلُّ حَزْما
وأَطيَبُ من نسيمِ الرَوضِ نَشْراً / وأعذَبُ من سُلافِ الكأْس طَعْما
يُحِبُّ البَذْلَ إلاّ في امتِنانٍ / ويأْبَى الفضلَ إلاَّ أَن يَتِمَّا
و لا يَهوَى لمُهجتِهِ رَواءً / على عَطَشٍ بصاحبِهِ أَلَّما
نجيبٌ يَسبِقُ الداعي مجيباً / لهُ لو كانَ يُؤْتى قبلُ عِلمَا
وَيَعذِرُ من أتاهُ وليسَ عُذرٌ / لهُ في الناس إذْ لم يأْتِ جُرْما
تُقيِّدُ كُلَّ آبدةٍ لديهِ / سُطورٌ كالسَلاسلِ جئنَ دُهْما
تَخَيَّلَ من بياضِ العينِ طِرساً / فجاءَ بأَسودِ الإِنسان رَقما
وَحَسْبُكَ شاعرٌ عربيُّ لَفظٍ / تَدِقُّ لهُ معانٍ خِلْنَ عُجْما
تَصَرَّفَ بالغرائبِ عن فُؤَادٍ / لأَغلاقِ المَشاكلِ فضَّ خَتْما
رأَيتُكَ تَنظِمُ الدُّرَرَ اليتَامَى / فقد لُقِّبتَ بالنَحَّاسِ ظُلما
وما كُلٌّ يُلَقَّبُ عن حِسابٍ / ولا كُلُّ على قَدَرٍ يُسمَّى
أجاشَ الشِعرَ شِعرُك في فُؤَادي / فقُمتُ صَبَابةً وقَعَدتُ سقُما
وتقصيرُ الضعيفِ يُعَدُّ عيباً / ولكنْ لا يُعدُّ عليهِ إِثما
على الدُنيا ومَن فيها السَلامُ
على الدُنيا ومَن فيها السَلامُ / إذا ذَهَبَتْ أحبَّتُنا الكرامُ
وما الدُنيا سوَى أهلٍ عَلَيها / إذا رَحَلَ المُقِيمُ فما المُقامُ
رُوَيدَكَ أيُّها الناعي صَباحاً / كَلامُك في القُلوبِ لهُ كلامُ
أَراكَ نَعَيتَ لي قَمَرَ الدَياجي / تُرَى هل يُدرِكُ القَمَرَ الحِمامُ
لميخائيلَ تبكي كُلُّ عينٍ / وإن يكُ في الجِنانِ له اْبتِسامُ
نُسآءُ بما يَسُرُّ وكلُّ نفسٍ / لها وَطَرٌ سِواهُ لا يُرَامُ
أَقامَ على المنازلِ كلَّ خَودٍ / تنوحُ ولا كما ناح الحَمامُ
وما مِثلُ البكآءِ على حبيبٍ / لطائعهِ وعاصيهِ سَقامُ
سوافرُ لا تنالُ العينُ منها / عليها من غدائِرها لِثامُ
لئنْ كانت بُدوراً في ظَلامٍ / فقد صارت بذاك هيَ الظَلامُ
مخضَّبةُ الطُلَى بدِمآءِ دمعٍ / بِهِنَّ الشيخُ خُضِّبَ والغُلامُ
يَحُولُ الدَمعُ دُون الدَمعِ جرياً / فيُوشكُ أَن يُكفكِفَهُ الزِّحامُ
ألا يا لابسَ الدِيباجِ ماذا / لبِستَ وما اكتَستْ تلكَ العظامُ
عَهِدتُ الخَزَّ لا يُرضيكَ مَهْداً / فما افترشَتْ لِجَنْبيَكَ الرِّجامُ
رَحلتَ عَنِ الدِّيارِ بلا وَداعٍ / وهل بعدَ الرحيلِ لها سَلامُ
تُحاذرُ بعدَ بَينِكَ من نَزيلٍ / كأنَّ النازلينَ دَمٌ حرامُ
أيَدري النعشُ أيُّ فتىً عليهِ / ويدري اللّحدُ من فيهِ ينامُ
ولو عُرِفت لهُ في التُربِ ذاتٌ / ومَنزلةٌ لَهابَتْهُ الهَوامُ
بَكَتهُ الصُحْفُ والأَقلامُ حُزناً / كما بَكَتِ البَلاغةُ والكَلامُ
وتبكيهِ العُفاة وكُلُّ عافٍ / على الصَدقاتِ يبكي لا يُلاَمُ
رَمَتْ أيدي المنايا كُلَّ قلبٍ / بسهمِ أسىً بهِ تُصمى السهامُ
قَصَفْنَ قضيبَ بانٍ في صِباهُ / وكيفَ القصفُ إذ لانَ القَوامُ
كذا الدُنيا وإن طالت علينا / لكُلِّ بِداءةٍ فيها خِتامُ
ولم تَزَلِ الحَياةُ لكلِّ نفسٍ / بها نقصٌ وفي الموتِ التَّمامُ
بَنيناها وتَهدِمُنا وكُلٌّ / من الأمرينِ ليسَ لهُ دَوامُ
لنا عيدٌ يَدومُ لَنا جديداً
لنا عيدٌ يَدومُ لَنا جديداً / وعيدُ النَّاسِ ليسَ لهُ دوامُ
وبَهجَةُ عِيدِ كلِّ النَّاسِ يَومٌ / وبَهجَةٌ عيدِنا عامٌ فعامُ
وفي الأَفلاكِ شمسٌ كلَّ يومٍ / تَغيبُ وبَعدَها يأتي الظَّلامُ
وفي بيروتَ شمسٌ كُلَّ حينٍ / تلوحُ فلا غروبَ ولا قَتامُ
تَولَّى ثَغْرَها خُرشيدُ سَعدٍ / فلاحَ من الضِّياءِ لهُ ابتِسامُ
فليسَ سِوَى السَّحائبِ فيهِ باكٍ / وليسَ بنائِحٍ إلاَّ الحَمامُ
لنا منهُ سَلامٌ مُستَمِرُّ / نَعَمْ وَلَهُ من اللهِ السَّلامُ
مَدائِحُهُ افتِتاحُ مورِّخِيهِ / وإيفاؤُ الدُّعاءِ لهُ خِتامُ
عَلى نادي أحبَّتِنا الكِرامِ
عَلى نادي أحبَّتِنا الكِرامِ / سلامٌ في سلامٍ في سلامِ
سلامٌ من مَشُوقٍ صارَ يحكي / سلاماً من مَشوقٍ مُستَهامِ
أذابتهُ الصبابةُ من رحيلٍ / تَضمَّنَ في الحَشا وَهْمَ المُقامِ
ألا يا مَن سَقونا صابَ غَمٍّ / سقاكم ربُّكم صَوْبَ الغَمامِ
نأى عنَّا المَزَارُ فما حُرِمنا / زيارةَ طيفِكم تحتَ الظَّلامِ
حفِظتمْ عَهدَنا العُمَريَّ حتَّى / تَعلَّم طيفُكَم حِفظَ الذِمامِ
رَعَى اللهُ اللُوَيلاتِ اللوَاتي / مَضَيْنَ لنا كحُلمٍ في مَنامِ
رَجونا أن تدومَ لنا فقالتْ / ندومُ إذا طَمعْتُم في الدَّوامِ
لكلِّ لُبانةٍ زَمَنٌ نَراهُ / يَقودُ لها الرِّجالَ بلا زِمامِ
وما لكَ فُرصةٌ ضاعت فرُدَّتْ / وكيفَ يُرَدُّ مُنطلِقُ السِّهامِ
وقد يَرقَى اللِّفاءُ إلى وفاءٍ / كما يَرقَى الهلالُ إلى التمامِ
إذا حَسنُتَْ فواتحُ كلِّ أمرٍ / رَجونا بعدَها حُسْنَ الخِتامِ
وَفاءُ العَهدِ من شِيَمِ الكرامِ
وَفاءُ العَهدِ من شِيَمِ الكرامِ / ونقضُ العَهدِ من شِيَمِ اللِّئَامِ
وعندي لا يُعَدُّ من السَّجايا / سِوَى حِفظِ المَوَدَّةِ والذِّمامِ
وما حُسنُ البِداءَةِ شرطُ حُبٍّ / ولكن شرطُهُ حسنُ الخِتامِ
وليسَ العهدُ ما ترعاهُ يوماً / ولكن ما رعَيتَ على الدَّوامِ
نَقَضتمْ يا كرامَ الحيِّ عهداً / حَسِبناهُ يدومُ لألفِ عامِ
وكنَّا أمسِ نطمعُ في جِوارٍ / فصرنا اليومَ نقنعُ بالسَّلامِ
جَرَى عهدُ الثّقاتِ على فَعالٍ / وعهدُ الغادرينَ على كلامِ
ومَن لا يبتغي لِلذَّنبِ عُذراً / يهونُ عليهِ تفنيدُ الملامِ
ومَن لا يَرْعَ وُدَّكَ في رحيلٍ / فلا يَرعَى وِدَادَكَ في مُقامِ
ومَن عَدَلَ المَحاسِنَ بالمَساوي / فقد جَهِلَ الصَّباحَ من الظَّلامِ
أَنا الخِلُّ الوفيُّ وإنَّ نفسي / تَفي حقَّ الصَّديقِ على التَّمامِ
أُراعي حقَّهُ ما دامَ حيّاً / وبعدَ وفاتِهِ حقَّ العِظامِ
دعاني من هَوى هندٍ وأَسْما
دعاني من هَوى هندٍ وأَسْما / فذلك قدْ جَعلتُ عَليهِ خَتْما
إذا ولَّى سوادُ الرَّأسِ يوماً / يصيرُ هوَى سوادِ العينِ ظُلما
لأيَّامِ الصِّبا زَهْوٌ ولكنْ / سيَخبُثُ بعدهُ ما لَذَّ طَعْما
ويَنسى المرءُ من نَدمٍ حَديثٍ / حلاوةَ كلِّ ما قد مرَّ قِدْما
حَياةُ النَّاسِ في الدُّنيا غَرورٌ / كعينٍ أبصَرَتْ في النَّومِ حُلْما
إذا ما أصبَحتْ ضَحِكت عليهِ / وتَعلَمُ أنَّهُ قد كانَ وَهْما
سَلِ الشَّيخَ الحُسينَ متى تَراهُ / يُفِدْكَ بمشكلاتِ الدَّهرِ حُكما
وتشربُ مِن خَطابتهِ شراباً / طَهوراً ليسَ مَن أرواهُ يَظما
أبَرُّ الصَّالحينَ يداً وقلباً / وأزكَى رَهطِهم خالاً وعَمَّا
وأكرَمُ شيمةً وأجلُّ قَدْراً / وأبلغُ حِكمةً وأشَدُّ حَزما
لقد جَمَعَ الشتَّاتَ من السَّجايا / كعِقدٍ ضَمَّ نثرَ الدُرِّ نَظما
وقامَ على حُدود الله يَبغي / رِضاهُ جامعاً عَملاً وعِلما
قضى الحجَّ الشَّريفَ إلى مَقامٍ / أقامَ لهُ خليلُ اللهِ رَسما
وقد رَمتِ الجِمارَ يداهُ يوماً / فصَبَّ على جنودِ السُّوءِ رَجْما
ألا يا خيرَ مَن في البيتِ لَبَّى / وطافَ وخيرَ من ضَحَّى وسَمَّى
هَنئْتَ بعوْدةٍ من دارِ حجٍّ / لدى تأريخهِ بالخيرِ تَمَّا
كريمٌ قد تولاّهُ الكريمُ
كريمٌ قد تولاّهُ الكريمُ / برحمتهِ فدامَ لهُ النَّعيمُ
رَجَونا أن يعيشَ لنا سليماً / ولكن ليسَ في الدُّنيا سليمُ
بلايا الدَّهرِ بينَ النَّاسِ شَتَّى / وأعظَمُها يُصابُ بهِ العظيمُ
تُفاجئُ حيثُ لم تَخطُر ببالٍ / ولم يَفطُنْ لَها الرَّجلُ الحكيمُ
إذا لم تأتِ جهراً من أمامٍ / أتَت من فوق خاطفةً تَحومُ
نسُدُّ طريقَها عنَّا فتجري / على طُرُقٍ إلينا تَستقيمُ
لعَمرُكَ كلُّ ما في الأرض فانٍ / وغيرُ جَلالِ ربِّكَ لا يَدومُ
لكلِّ مَصائِبِ الدُّنيا خصوصٌ / بهِ افتَرقَتْ وللموتِ العُمومُ
سَيطرقُ كلَّ جسمٍ فيهِ روحٌ / فلا تَبقَى الحياةُ ولا الجُسومُ
ولو أنَّ النُّجومَ لها حَياةٌ / لذاقتْ غُصَّةَ الموتِ النُّجومُ
سَقَتْ نِعَمُ الإلهِ ثَرَى ضريحٍ / أجَلُّ مُسافِرٍ فيهِ مقيمُ
فينبُتَ فوقهُ زَهرٌ رطيبٌ / ويَروَى تحتَهُ عظمٌ رميمُ
مضى عنَّا وقد غُلَّتْ يَداهُ / وقُطِّبَ ذلكَ الوجهُ الوسيمُ
قدِ اختَطَفَتْهُ بارِقةُ المنايا / بليلٍ لم يَهُبَّ بهِ النَّسيمُ
دعوناهُ سليماً حين رُمنا / سلامتَهُ فخالفَ ما نَرومُ
وصدَّ فما يُجيبُ ولو تَولَّى / مَقامَ خِطابِهِ مَوسَى الكليمُ
عليهِ رحمةٌ في كلِّ يومٍ / يجدِّدُها لهُ المَلِكُ الرَّحيمُ
وتلكَ نِهايةُ الآمالِ يَسعَى / إليها من يُصلِّي أو يَصومُ
دَعِ الأيامَ تفعلُ ما ترومُ
دَعِ الأيامَ تفعلُ ما ترومُ / ولا تَعبَث بهمَّتِكَ الهُمومُ
يزولُ الشَّرُّ مثلَ الخير عنَّا / فلا هذا ولا هذا يدومُ
سَوادُ اللَّيلِ يَعقُبُهُ بَياضٌ / وهُوجُ الرِّيحِ يَعقُبُها النَّسيمُ
يُصيبُ كُنوزَ مالٍ كلُّ فَدْمٍ
يُصيبُ كُنوزَ مالٍ كلُّ فَدْمٍ / بقيمةِ بعضِ فلسٍ لا يقومُ
وكم يُمسي لبيبٌ لا يُصلِّي / لشِدَّةِ ضُعفِهِ لكنْ يصومُ
ولو يُعطى من الأرزاقِ كلٌّ / على مِقدارِهِ انتَصَفَ الحكيمُ
ولم يعتبْ على الأيَّامِ شخصٌ / يَرَى عدلَ القضاءِ ولا يلومُ
وبَينَ النَّاسِ ذو مالٍ بخيلٌ / بفَضْلتهِ وصُعلُوكٌ كريمُ
وإنَّ تَكَرُّمَ الفُقَراءِ عِندي / كبُخلِ ذَوي الغِنَى عَيبٌ ذميمُ
وبعضٌ يَدَّعي ما ليسَ فيهِ / وبعضٌ يشتري ما لا يَسومُ
وآخرُ يَنصَحُ الأصحابَ عمَّا / بهِ كمُعالجٍ وَهُوَ السَّقيمُ
وفي الشُّعراءِ مَن في كلِّ وادٍ / إذا هَدَرَتْ شَقاشِقُهُ يَهيمُ
وبعضُ الشِّعرِ في أُذُنٍ كلامٌ / يَطيبُ وبعضُهُ فيها كُلُومُ
وكم رَجُلٍ يقومُ مَقامَ جيشٍ / ويَسقُطُ دونَهُ الجيشُ العظيمُ
وبعدَ الشَّمسِ كم تبدو نجومٌ / ولكنْ ليسَ تَخلُفها النُّجومُ
وما سَلِمَ الكمالُ لذاتِ شخصٍ / فلا إنسانَ مِن عيبٍ سليمُ
ويَغلِبُ كلَّ مقتَدِرٍ قديرٌ / ويعلو كلَّ ذي علمٍ عليمُ
لأفئدةِ النِّساءِ هوىً جديدُ
لأفئدةِ النِّساءِ هوىً جديدُ / ولكن ما لَهُنَّ هوىً قديمُ
يزورُ قلوبَهنَّ الحُبُّ ضيفاً / على قدَمِ الرَّحيلِ فلا يقيمُ
لقد ناحَت رُبَى لُبنانَ حُزناً
لقد ناحَت رُبَى لُبنانَ حُزناً / على مَن كانَ في يدِهِ الزِّمامُ
أميرٌ مِن بني رَسلانَ كانتْ / تَذِلُّ لهُ الجَبابِرةُ العِظامُ
كريمٌ قد تَوارَى في ضريحٍ / تُحيطُ بهِ الملائِكةُ الكِرامُ
فصادَفَ أرِّخوهُ مَقَرَّ مجدٍ / تَجاوَرَ فيهِ أحمَدُ والإمامُ
ضريحٌ قد سقاهُ سَحابُ فضلٍ
ضريحٌ قد سقاهُ سَحابُ فضلٍ / وعَمَّتْهُ اللَّطائِفُ والمَراحِم
ثَوَى في جانبَيهِ كَريمُ قومٍ / شهيرٌ بالفضائِل والمَكارِمِ
ولمَّا حلَّ في أكنافِ تُرْبٍ / على عَهدِ الصبِّا والموتُ ظالِمْ
أتى تاريخهُ يُهدَى لبِشْرٍ / بدارِ الخُلدِ قُسْطَنْطينُ سالِمْ
لِموسَى بُسْتُرُسْ نَجلٌ سعيدٌ
لِموسَى بُسْتُرُسْ نَجلٌ سعيدٌ / بَنى داراً لها شأنٌ عظيمُ
لدَى التاريخِ في الأبوابِ نادَت / بحفيظِ اللهِ بانيها سليمُ
تجلى في مَنازِلِنا هلالٌ
تجلى في مَنازِلِنا هلالٌ / قد انكسَفَتْ بطلْعتِهِ النُّجومُ
فأنشدَ فألُ تاريخٍ أراهُ / بشكر اللهِ نِعمتُنا تدومُ
ضريحٌ حلَّ فيهِ كريمُ قومٍ
ضريحٌ حلَّ فيهِ كريمُ قومٍ / دَعاهُ إليهِ مَولاهُ الكريمُ
فقلْ لِبني عطاءِ الله صبراً / على كأسٍ يَغَصُّ بها النَّديمُ
إلى دار السَّلامِ مضَى أميناً / بحفِظِ اللهِ يشمَلُهُ النَّعيمُ
فقلتُ مبشِّراً لمؤرِّخيهِ / بتلكَ الدَّارِ محفوظٌ سليمُ
لقد لبَّى ابنُ كَتْسَلفِيسَ لمَّا
لقد لبَّى ابنُ كَتْسَلفِيسَ لمَّا / دعاهُ إليهِ خالِقهُ العظيمُ
بعيدِ سَمِيِّهِ كان انِتقالٌ / لهُ وكذاكَ مَولدُهُ القديمُ
عزيزٌ عِندنا ما زالَ مَعْهُ / عزيزاً حيثُ ضمَّهُما النَّعيمُ
قد افتَخرتْ بهِ بيروتُ لمَّا / ثوَى فيها لهُ جسدٌ كريمُ
وقالت إذ لنا التأريخَ أهدَت / لجُرجُسَ عندنا ذِكرٌ يدومُ