القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ناصِحُ الدين الأَرَّجاني الكل
المجموع : 5
لأيِّ ومَيضِ بارقةٍ أَشيمُ
لأيِّ ومَيضِ بارقةٍ أَشيمُ / وَمرْعَى الفَضْلِ في زَمني هَشيمُ
أَبِيتُ وخَدُّ ليلِ الشِّعْرِ منّي / بكَفِّ الصُّبْحِ من شَيْبي لَطيم
وضَمَّ إليَّ أَفكاري جَناحي / فلي في عُشِّ مُطّرَحي جُثوم
فعُذْراً إنْ تَغيَّر عَهْدُ شِعْري / وقد يُغْضي عَنِ الزَّلَلِ الحَليم
وما قصَّرْتُ عن شَأْوٍ ولكنْ / سَقيمٌ كُلُّ ما نَظَمَ السّقيم
وتَعتلُّ القلوبُ فليس يُرضَى / لها أَثَرٌ إذا اعتَلَّ الجُسوم
وكيف يُجيدُ لي طَبْعٌ عَقيرٌ / يَكوسُ إذا تَخاطَرَتِ القُروم
ولا أَرْضَى بي عُذْراً ولكِنْ / غدْوتُ إلى قَبولِكَ أَسْتَنيم
كما اعْوجَّ الكتابُ على فُصوصٍ / وتَقْلُبُه الخُتومُ فيَسْتَقيم
وكنتُ وكُلُّ ما أُسقَى جِمامٌ / أُعدُّ وكُلُّ ما أَرعَى جَميم
أَيُفْطَمُ عن لِبانِ العِزِّ مثْلي / وأَعجَبُ حادثٍ شَيْخٌ فَطيم
وأَسكُبُ بالتَّبذُّلِ ماءَ وَجْهي / على حينَ استَشنَّ لي الأَديم
فإنْ يك قد تَناساني لدَهْري / كريمٌ من بَنيهِ أَو لئيم
فهَبْ نَجْداً لساكِنِهِ وأَعْرِضْ / فحَسْبُكَ من عَرارتِهِ شَميم
ومَوْقِفُ ساعةٍ في رَسْمِ دارٍ / وأَيدي العيسِ في لُجَجٍ تَعوم
وَقفْتُ ومُقْلتي بَخِلَتْ بدَمْعي / وأَنكْرَ صاحبي فغَدا يلوم
فيا عَوْني ويا عَيْني جميعاً / قَبيحٌ منكُما لَوْمٌ ولُوم
أُحِبُّ المرءَ ظاهْرُهُ جَميلٌ / لصاحبِه وباطِنُهُ سَليم
بأُولَىدَعْوَتيَّ يُجِيبُ طَوْعاً / إذا ما عَنَّ لي شَرَفٌ مَروم
وفي الفِتيانِ كُلُّ رَبيطِ جَأْشٍ / يَرى حَرْبَ الزَّمانِ ولا يَخيم
مَوَدَّتُهُ تَدومُ لكلِّ هَوْلٍ / وهل كُلٌّ مَودَّتُه تَدوم
حَلفْتُ بربِّ مكّةَ والمُصلَّى / وحيثُ يُزارُ زَمْزَمُ والحَطيم
أَرومُ النُّجَح إلاّ عنْدَ مَلْكٍ / سَما فَرْعٌ له وزكا أَروم
وأَنظِمُ مِدْحَتي إلاّ لنَدْبٍ / له مِن مَجْدِه مَدْحٌ نَظيم
وأَحسَنُ حِلْيةٍ بَيْتٌ حديثٌ / يُصاغُ لمَنْ له بَيْتٌ قَديم
فإنْ يكُ طالَ بي سَفَرُ انْقباضٍ / فها أنا حانَ لي منه قُدوم
فأُقسِمُ لا عكَفْتُ على خيالٍ / كما عكفَتْ على البَوِّ الرَّؤوم
ولي من نَجْمِ دينِ اللهِ هادٍ / ففي وادي الضّلالةِ لا أَهيم
ولم تكُنِ الشُّموسُ لها كِفاءً / كنَجْمِ الدّينِ لو كانَ النُّجوم
جَوادٌ منه لي ضَوْءٌ ونَوْءٌ / فَيوْميَ مُشْمِسٌ منْه مُغِيم
تَهلّلَ منْه في عَيْني غَمامٌ / تَمزَّقَ منْه عن قَلْبي غُموم
كَريمٌ قد جَلاهُ لي زَمانٌ / كَثيرٌ أَنْ يُرَى فيه كَريم
وتَكْفي غُرَّةٌ للطِّرْفِ تَبْدو / فتَأْبَى أَنْ يُقالَ لَهُ بَهيم
كفاني أَنْ جلا عَيْني هُمامٌ / بدا ليَ فانْجَلَى عَنّي هُموم
كريمٌ وَجْهُهُ مَلآْنُ ماءً / عليهِ طَيْرُ آمالي تَحوم
أَيا مَنْ عُظْمُ مَنْصِبِهِ خُصوصٌ / ويا مَنْ جَزْلُ نائِلهُ عُموم
إليكَ شكَوتُ عاديةَ اللَّيالي / وجاهُكَ بالكِفايةِ لي زَعيم
ولي في الحَضْرةِ العَلْياءِ رَسْمٌ / إليه بأيْنقُي طالَ الرَّسيم
وقد تَعْفو الرُّسومُ إذا تَبدَّى / تَناقُضُها كما تَعْفو الرُّسوم
فَوفِّرْها بسَعْيِكَ لي فلولا / يَدُ الأَرواحِ ما اجْتُلِبَ الغُيوم
فكم خَطّتْ بنانُكَ من خِطابٍ / تَضاءلَ عندَهُ خَطْبٌ جَسيم
بأَرقَمَ تَحْتسي شَفتاهُ لَيْلاً / فَتُقلَسُ بالنّهارِ بهِ رُقوم
به أُبديتَ إعجازاً عظيماً / كما أَبدَى بآيتهِ الكَليم
كذلك حطَّ منْك الرَّحْلَ فَضْلى / إلى كَنَفٍ وأَقْسَمَ لا يَريم
وآلُ الفَضْلِ إذْ يُعْزَوْنَ أَنْتُمْ / دَوامُ المكْرماتِ بأن تَدوموا
فأهْلُ الفَضْلِ إنْ رفَدوا لَقُوكُمْ / كما يَلْقَى الحَميمَ له الحميم
وكم ليَ فيهمُ من خالداتٍ / لأَجْبِنَةِ الزَّمانِ بها وُسوم
تَسيرُ كما تَسير الرّيحُ عَصْفْاً / وتَعْطَرُ مثْلَما عَطِرَ النَّسيم
ولم نَمدَحْهمُ عَبَثاً بقَوْلٍ / عَلَكْناه كما عُلِكَ الشَّكيم
ولكنّا أَجدْنا حينَ جادوا / وكم من مَعْشَرٍ لَؤموا فلِيموا
لقد بثَّتْ طلائِعَها اللّيالي / وأَصبحَ حَرْبيَ الزَّمنُ الغَشوم
فهُزَّ لها قِوامَ الدّينِ هَزّاً / يُنالُ بِمثْلِهِ الثّأْرُ المُنيم
فأَنْتَ منَ الوزيرِ بحَيْثُ يُثْرِي / بأَدْنَى نَظْرةٍ منكَ العَديم
لأَنّكَ منْه ذو قُرْبٍ وقُرْبَى / كِلا سَبَبَيكَ مُفْتَخَرٌ عَظيم
ستَرجِعُ عنْ ذُرا المولَى رِكابي / وغَيْريَ الّذي يُولى كَتوم
وراويةُ المدائحِ لي عِيابٌ / تُجابُ بها السُّهولُ أَوِ الحُزوم
لِسانُ حقائبي أَعْلَى ثَناءً / فظاهرُها بباطِنها نَموم
ويُسمَعُ بالعيونِ لها كَلامٌ / جَوانحُ حاسِديَّ به كليم
سأَلْزَمُ ذَيْلَ مَجْلسكَ المُعلَّى / غَراماً مثْلَما لَزِمَ الغَريم
حَرامٌ بعْدَها إنْ عُدْتُ يوماً / وغَيْرُ فِناءِ دارِكَ لي حَريم
وكم قالوا مَجازاً ما أَحاطَتْ / له بحقيقةٍ منّا العُلوم
فلمّا زُرْتُ نجْمَ الدِّينِ قَصْداً / ودارَ بمَدْحِهِ كَأْسٌ رَذوم
طَرقْتُ ذُراً أُصدَّقُ في ادِّعائي / بأنَّ النَّجْمَ لي فيه نَديم
فَصُمْ أُلْفاً وَعيِّدْ في ظلالِ الْس / سعادةِ إذْ تُعيِّدُ أَو تَصوم
إذا افتْخَرَتْ بأَملاكٍ رِجالٌ / فمُفْتَخِرٌ بكَ المُلْكُ العَقيم
إذا اسْتَفَلوا فأَنتَ إليه تَعلُو / وإن قَعَدوا فأَنتَ بهِ تَقوم
وتَخْطِرُ دائماً في ثَوْبِ عُمْرٍ / له النُّعْمَى طِرازٌ والنَّعيم
إذا ضَربوا بكاظمةَ الخِياما
إذا ضَربوا بكاظمةَ الخِياما / فهل لكَ مَن يُبلِّغُها السَّلاما
ودونَ الحيِّ عَطْفُ السُّمْرِ هِيما / إلى ثَغْرٍ وخَطْفُ البِيضِ هاما
عُداةٌ دونَ أحبابٍ نُزولٌ / أَزورهمُ استِراقاً واقْتِحاما
أُصبِّحُهمْ مُغِيراً مُستبيحاً / وأطْرُقُهمْ مُعنىًّ مُستهاما
إذا هَزَّتْ فَوارسُنا قَناةً / هَززْنَ لنا أَوانسُهمْ قَواما
وإنْ رَوِيَتْ نُحورُهمُ دِماءً / روَيْنَ نُحورَنا دَمْعاً سِجاما
ولي جَفْنٌ قليلُ الصَّحْوِ مهما / تَنفّسَ لائمٌ بالعَذْلِ غاما
وعَهْدٌ لو أَطَعْنا فيه وَجْداً / بكَيْنا كُلَّ يومٍ منه عاما
تَلاقَى سُرعةً طَرَفَاهُ عنّا / فيا للهِ عَهْدُكِ يا أَماما
رَجوتُ دَوامَ وَصلِكُمُ وجَهْلٌ / مُنايَ لَوَ انَّ ضوءَ الشّمسِ داما
ألائميَ الغَداةَ لغَيْرِ جُرْمٍ / أعدْلٌ أنْ تُسيءَ وأنْ أُلاما
تَلومُ على تَذكُّرِ آلِ لَيْلَى / ولَومُكَ زائدي بِهمُ غراما
ولم تَعْدَمْ مع الإحسانِ ذَمّاً / كما لا تَعْدَمُ الحَسناءُ ذاما
ولا واللهِ ما حِفْظي لعَهْدٍ / مَرامٌ أستَحِقُّ به مَلاما
وما أدْماءُ أُمُّ طَلاً أطافَتَ / بأبطَحَ تَرتْعي زَهْرَ الخُزامى
تُرَى بين الطَّلا والشَّخصُ يبدو / لعينَيْها من الحَذَرِ انْقساما
بأحسنَ رَميةً منها بطَرْفٍ / عشيّةَ قَوَّضَ الحيُّ الخياما
وأمّلْنا برِيقتها شِفاءً / فأعْدتْنا بمُقْلتها سَقاما
فقد أصبحْتُ لا سكَني مُقيمٌ / ولا الأحزانُ زائرتي لماما
إذا قصَدَ المُنى يوماً فؤادي / أقرَّ من الأسى فيه زِحاما
فَهُبّا صاحبيَّ إلى المطايا / ألَمّا تَسأما هذا المُقاما
وحُلاّ العُقْلَ عن نُجُبٍ كرامٍ / طِرابٍ في أزِمَّتها تَسامى
تُجاذِبُنا أخِشَّتُها إلى أنْ / تُحلّي خُطْمَها الدَّمَ واللُّغاما
وتَسْبِقُ الجيادَ مُعارضاتٍ / تُباهي بالحُجولِ لها خِداما
كأنّا والمطيُّ لنا حَنايا / خُلِقْنا في غَواربِها سِهاما
وما عَهِدَ الوَرى من قبْلِ صَحْبي / سهاماً معْ حناياها تُرامَى
تَؤُمُّ من العُلا غرضَاً بعيداً / لتُدنيَهُ مَضاءً واعْتزاما
فلا حُيّيتِ من أيّامِ هَزْلٍ / يَرومُ بها بنو جِدٍّ مَراما
ولو يَسْمَحْنَ لي بصديقِ صدْقٍ / جعلْتُ لَهُنَّ من ذَمّي ذِماما
وكم ليَ من قوافٍ سائراتٍ / مُطوِّفةٍ عراقاً أو شَآما
ومن غرّاءَ أُمليها كلاماً / على أُذُنٍ فأملَؤُها كِلاما
ذمَمْتُ بها اللّئامَ فقال صَحْبي / أأيّاماً تُخاطِبُ أم أناما
فنَقِّطْ كيف شئْتَ وذُمَّ عنّي / فأيّاً ما رَميتَ تُصِبْ لئاما
ولكنْ آلُ رضوانٍ فزُرْهمْ / إذا ما شئْتَ أن تَلْقَى كراما
فما خُلِقَ الورَى إلاّ مُحولاً / ولا خُلِقوا همُ إلاّ غَماما
أكارمُ وُشِّحتْ صُحُفُ المعالي / بذكْرِهمُ افْتِتاحاً واخْتِتاما
كأنّهمُ إذا لاقَوا حُشوداً / نظامُ الدّولة القَرْمَ الهُماما
نجومٌ زادَها باللّيلِ حُسْناً / جِوارُ ضيائها البدْرَ التَّماما
فلا ظَمِئتْ بلادُكَ من كريمٍ / نداهُ الدَّهْرَ يَنْسَجِمُ انْسِجاما
تَشيمُ نواظرُ الآمالِ فيه / أناملَ تَفْضَحُ الغيمَ الرُّكاما
ويَهْدي الطّارقينَ إليه صِيتٌ / تَخالُ به على شَرَفٍ ضِراما
صَدوقُ البِشْر لا وجْهاً جَهاماً / تَرَى منه ولا رأياً كَهاما
تَنبَّهَ عند رؤيتهِ زمانٌ / وقِدْماً خاط جفنَيْهِ فَناما
وعيَّدَ بالمديح له لساني / وكان عنِ اقْتضابِ الشِّعْرِ صاما
ولم يَحلُلْ بأَعْلَى المجدِ إلاّ / عظيمٌ يُفرِجُ الكُرَبَ العِظاما
له قلمٌ تُزَمُّ به اللّيالي / فتَتْبعُه امْتِثالاً وارْتِساما
فلم نَرَ مثْلَه قلماً بكفٍّ / غدا لزمانِ صاحبِه زِماما
تَرفَّعَ عَنْ مُتابعةِ اللّيالي / وخالفَها إباءً واحْتكاما
ومَجَّ الدَّهرُ صُبْحاً في ظلامٍ / فَمرَّ يَمُجُّ في صُبْحٍ ظَلاما
ويُسفِرُ منه عن غُرَرِ المعالي / إذا جَعَل المِدادَ له لِثاما
بكَفّ أغرٍّ ما يَنْفَكُّ دُرٌّ / يَجودُ به انْتثاراً وانْتظاما
تَزِلُّ إلى شَبا الأقلام بِيضاً / لآلي النُّطْقِ فَذّاً أو تُؤاما
وتَخْرجُ في سَوادِ النِّقْس تُبْدي / شِعارَ الحقِّ كي تُرضي الإماما
أيا مَنْ زُرْتُ مَغْناهُ فأضحَى / إليَّ عُبوسُ أيّامي ابْتِساما
لقاؤكَ شاغلي عن ذكْرِ نَأْيٍ / سُروراً لي بقُربكَ واحْتِشاما
فلا يشكو الَّذي لاقَى حَجيجٌ / إذا ما عايَنَ البيتَ الحَراما
رأيتُكَ مَنْ تُعِنْهُ يَرِدْ جَميماً / بمُنْتَجَعِ العُلا ويَرِدْ جِماما
وكَفُّكَ في ابْتغاءِ الرِّفْدِ قَطْرٌ / ولكنْ إنّما أَبغي اهْتِماما
وفوقَ الرِّفْدِ ما أصبحْتُ أَبغي / ومثْلُكَ قلّدَ المِنَنَ الجِساما
فلا زالتْ عزائمُكَ المَواضي / تَعُمُّ النّاسَ نُعْمَى وانْتِقاما
ودولةُ هاشمٍ حمَدتْكَ قِدْماً / فَدُمْتَ كما دُعيتَ لها نِظاما
إذا افْتخرَتْ غدوْتَ لها لِساناً / أوِ انْتصرَتْ غدوْتَ لها حُساما
وأَحسُدُ زَنْدَرُوذَ غداةَ سِرْنا
وأَحسُدُ زَنْدَرُوذَ غداةَ سِرْنا / وما حَسَدي له إلاّ عليكمْ
لأنّيَ راحِلٌ عنكمْ برَغْمي / وسارٍ وهْو مُنحدِرٌ إليكم
فديتُكَ رابني الإعراضُ عنّي
فديتُكَ رابني الإعراضُ عنّي / وذلك قد يَريبُ من الكَريمِ
ولم أعرِفْ له سبباً لعَمْري / سوى الإضجارِ بالنّظْمِ السّقيم
وقد طوَّلْتُ في الأبياتِ جِدّاً / وإنْ أَدلَلْتُ بالوُدِّ القديم
فلا تَسمَحْ بما أنا مُستحِقٌّ / ولا يكُ قَدُّ سَيْري من أديمي
فليس جوابَ تطويلٍ عظيمٍ / سوى استعمالِ تقصيرٍ عظيم
أَلَحْظٌ في جُفونِكِ أم صَوارمْ
أَلَحْظٌ في جُفونِكِ أم صَوارمْ / وحَرْبٌ لي فؤادُكِ أم مُسالِمْ
ولم أَر قبلَ يومِ البَيْنِ غِيداً / قَواتلَ بالجُفونِ ولا كَوالم
ولا بَطلاً صوارمُه لِحاظٌ / يُجَرِّدُها وجُنَّتُه مَعاصِم
كأنَّ الخالدِيّةَ يومَ راحَتْ / تَهادَى بينَ أترابٍ نَواعم
أَتاكَ مِنَ الفلاةِ بمُقْلَتيْها / كحيلُ الطَّرفِ من بقَرِ الصّرائم
مُهَفْهَفةٌ يَنوطُ العِقْدُ منها / بسالفتَيْ طَلاً من وَحْشِ جاسِم
يُلاعِبُ ظِلَّهُ مرَحاً ويَحْنو / عليه من ظباءِ القاعِ رائم
ليَهْنِكِ يا ابنةَ الأقوامِ أَنّي / بحُبّكِ لو جَزيْتِ الصَّبَّ هائم
وكم من حاسدٍ يَثْني عِناني / يُعالِجُ فيكِ وَجْداً وهْو لائم
لقد فَتنَتْ لحاظُكِ كُلَّ قلبٍ / فما في النّاسِ من عَينَيْكِ سالم
أقولُ وقد تَلوَّيتُ ادِّكاراً / ولم أملِكْ من الطَّرَبِ الحيازم
سقَى دَمْعي وإنْ لم يَصْفُ وجْداً / مَنازلَ بينَ وَجْرةَ فالأَناعِم
وما ملَّ البكاءَ عليكِ طَرْفي / فتَحتاجَ الطُّلولُ إلى الغَمائم
وجائلةُ النُّسوعِ تَخالُ منها / رواسيَ في الفلا وَهِيَ الرَّواسم
كَمرِّ البَرقِ يَطْلَعْنَ الثّنايا / مُشمِّرةً ويَهْوِينَ المَخارم
تَهُزُّ معاشراً كالبِيضِ بيضاً / قَوائمُها العِجالُ لها القَوائم
نَشاوَى من كؤوسِ كرىً وسَيْرٍ / فهمْ غِيدُ الطُّلَى مِيلُ العَمائم
يقولُ دَليلُهمْ وقدِ اسْتمَرَّتْ / إلى قَصْدِ العُلا بهمُ العزائم
إذا بَلغَتْ بأرحُلِنا المَهارى / وألقَتْها إلى بابِ ابنِ غانم
لثَمْنا ثَمَّ أيدي العيسِ شُكْراً / وألْصَقْنا المباسِمَ بالمناسم
وكيف جُحودُ ما صنَع المطايا / وقد حَجّتْ بنا حَرَمَ المكارم
جَنابُ فتىً تُرَى للفضلِ فيه / وللإفضالِ والعُلْيا مَواسم
إمامٌ كلّما فَكّرتَ فيه / بدا لك عالَمٌ في ثَوبِ عالِم
أعاد النّحْوَ مَعْمورَ النّواحي / ورَدَّ العلْمَ مَشْهورَ المَعالم
أخو ثقةٍ يَهُزُّ المرءُ منه / حُساماً في المُلِمّاتِ العَظائم
له يدُ واهبٍ ومقالُ وافٍ / وَقلْبُ مُشيَّعٍ وفَعالُ حازم
ومنطقُ خالدٍ ودهاءُ عَمْروٍ / ونجدةُ عامرٍ وسَخاءُ حاتِم
فإنْ جُبِلَتْ على كَرَمٍ يَداهُ / فمِن أخلاقِ آباءٍ أَكارم
إذا ما جئْتَهُ لاقاكَ خِرْقٌ / من الفِتْيانِ طَلْقُ الوجهِ باسم
وإنْ جَرَّدْتَه في وجهِ خطْبٍ / تَجرَّدَ باترُ الحَدَّيْنِ صارم
فلا عَدِمَتْ شَمائلَه المَعالي / ولا زال الحسودُ بهِنَّ راغم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025