القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّريف المُرتَضى الكل
المجموع : 6
أَلا للّه ما صنع الحِمامُ
أَلا للّه ما صنع الحِمامُ / وما وارَتْ بساحتها الرِّجامُ
طوى مَن لا سبيلَ إلى لقاهُ / وإنْ جدّ التّطَلُّبُ والمَرامُ
وكيف لقاءُ مَن دهتِ اللّيالي / وغرّبه صباحٌ أو ظلامُ
وهيهات المطامعُ في أُناسٍ / أقاموا حيث لا يُغني المقامُ
ثَوَوْا متجاورين ولا لقاءٌ / وناجَوْا واعظين ولا كلامُ
خُلقنا للفناءِ وإنْ غُرِرْنا / بإيماضٍ من الدُّنيا يُشامُ
ونُبصِرُ مِلْءَ أعيننا فعالَ الر / رَدى وكأنّنا عنه نِيامُ
وتحلو مَذْقَةُ الدّنيا لحيٍّ / له من بعدها كأسٌ سِمامُ
غمامٌ من مواعدها جَهامٌ / وأسبابٌ لِجدْواها رِمامُ
وما الأحزانُ والأفراحُ فيها / وَإِنْ طاوَلنَنا إلّا مَنامُ
وَلَو علم الحَمامُ كما علمنا / من الدّنيا لما طَرِب الحَمامُ
سلامُ اللَّه غادٍ كلَّ يومٍ / على مَن ليس يبلغه السّلامُ
على عَبِقِ الثّرى خَضِلِ النّواحي / وإنْ لم يُستَهلَّ له الغَمامُ
مضى صِفْرَ الحقيبةِ من قبيحٍ / غريباً في صحيفته الأثامُ
نقيَّ الجيبِ عَفَّ الغيبِ بَرٌّ / حرامٌ ليس يألفه الحرامُ
من القومِ الأُلى دَرَجوا خِفافاً / وزادُهُم صلاةٌ أو صيامُ
لهمْ في كلّ مَأْثُرَةٍ حديثٌ / كما طابتْ لناشقها المُدامُ
مضوا وكأنّهمْ من طيبِ ذكرٍ / تراه مخلّداً لهمُ أقامُوا
تعزَّ أبا عليٍّ فالرّزايا / مَتى تَعدوك لَيسَ لها اِحتِرامُ
وما صابتْ سهامُ الموت خلقاً / إذا طاشتْ له عنك السّهامُ
وغيرُك مَن تُثقّفه التّعازي / ويعدِلُ من جوانبه الكلامُ
فإنّك مَن تَجافى العَتْبُ عنه / وأَعْوَزَ في خلائقه الملامُ
أشاعرةٌ بما نلقى ظَلومُ
أشاعرةٌ بما نلقى ظَلومُ / فما نلقى وإنْ حَقَرَتْ عظيمُ
ولو صدق الوشاةُ إليك عنّي / لقالوا إِنّه دَنِفٌ سقيمُ
أفاقوا من هوىً فلَحَوْا عليه / ومن لا يعرف البَلْوى يلومُ
يلوم على الهوى مَن ليس يدري / بأنّ ضَنَى الهوى داءٌ قديمُ
وناموا والهوى سَقَمٌ دَخيلٌ / طويلٌ لا ينام ولا يُنِيمُ
وليلةَ زارنا منكمْ خيالٌ / وجِلْدُ اللّيل من وَضَحٍ بَهيمُ
وأَحسبُهُ الضّجيعَ على وسادي / وما رام اللّقاءَ ولا يرومُ
وكيف يزور من بلدٍ بعيدٍ / ولا عَنَقٌ هناك ولا رسيمُ
ومعشوقٍ له نطقٌ رخيمٌ / يُدِلُّ به ومُنْتَطَقٌ هضيمُ
لنا من لفظهِ درٌّ نَثيرٌ / ومن ثَغرٍ له درٌّ نظيمُ
خلوتُ به وباطنه سليمٌ / بلا دَنَسٍ وظاهره كليمُ
لمنْ طَلَلٌ وقفتُ به سُحيراً / أُصَيحابي وقد هَوَتِ النّجومُ
وللظّلماء في الخضراءِ بُرْدٌ / وُشومٌ بالكواكب أَو رُقومُ
وعُجنا نحوه والشّوقُ حادٍ / قلائصَ في مغانيها القَصيمُ
وكيف سؤالُ رسمٍ عن فريقٍ / ولم تعرف فتخبرك الرّسومُ
لفخر الملك في شرف المعالي / محلٌّ لا يُرامُ ولا يَرِيمُ
وفضلٌ حلّ ساحته خصوصٌ / وأفضالٌ تجلّلنا عُمومُ
خلائقُ كالزّلالِ العَذْبِ أضحى / يزعزعه لدى سَحَرٍ نسيمُ
وصدرٌ لا يبيت عليه حِقْدٌ / ولا تَسرِي بساحته السَّخيمُ
وبشْرٌ قبل أنْ تكفِ العطايا / يُشاهده فيستغني العديمُ
وإنْ قِسناه فالتّبريزُ نقصٌ / لمن يَعدوه والتّبذيرُ لُومُ
ألا قلْ للأُلى ملكوا البرايا / وعشعش في ديارهمُ النّعيمُ
وحلّوا كلَّ شاهقةِ المباني / من العلياء يسكنها الكريمُ
وطالتْ فيهمُ أيدٍ إذا ما / تمنَّوْه كما طالتْ جُسومُ
ملوكٌ ما لهمْ طرفٌ دَنِيُّ / يعابُ به ولا خُلُقٌ ذميمُ
أَرونا مثلَ فخرِ الملك فيكمْ / يقوم من الأمور بما يقومُ
ومَن خضعتْ لغُرّتِهِ النّواصي / وقِيدَتْ في أزمّتِهِ القُرومُ
فللّهِ اِنبِعاثُك كلَّ يومٍ / تسوم من العظيمة ما تسومُ
على جرداءَ إنْ حُبِسَتْ فقصرٌ / وإنْ ركضتْ لِهَمٍّ فالظّليمُ
وحَولك في مُلَملمةٍ رجالٌ / رُكودٌ في سُروجِهمُ جُثومُ
وفي أيديهمُ أَسَلٌ طِوالٌ / لهَاذِمَةٌ إلى الأَرواح هِيمُ
إذا غضبوا رأيتَ الموتَ صِرفاً / على مُهَجِ الكرامِ بهمْ يحومُ
وعِيدُ النّحْرِ يُخبر أنّ ظِلّاً / مَنَنْتَ به على الدّنيا يدومُ
وقد جادتْ سحائبه سعوداً / ونُعْمى لا تجود بها الغيومُ
فنلْ منه الطِّلابَ فكلُّ يومٍ / أَنَالَكَ ما طلبتَ أخٌ حميمُ
فعيشٌ لا تكون به مماتٌ / ودهرٌ لست عاذرَه مَلومُ
وأُمُّ الدّهر ناسلةٌ ولكنْ / لمثلك أنْ يكون لها عقيمُ
وما نخشى صُرُوفَ الدّهرِ جَمْعاً / وأنّك من بوائقها حريمُ
حَلفتُ بمعشرٍ عَسَفوا المطايا
حَلفتُ بمعشرٍ عَسَفوا المطايا / يريدون البنيّةَ من تِهامَهْ
وكلِّ مُعَرَّقٍ كالنِّسْعِ ضُمْراً / له رَتَكٌ ولا رَتَكُ النّعامَهْ
أتوا جَمْعاً وقد وقفوا جميعاً / على عَرَفات يا سُقِيَتْ مُقامَهْ
عِراصٌ مَن يزرْ منهنّ شِعباً / فقد أمِنَ الملامةَ والنّدامَهْ
وما هَرَقوه عند مِنىً يُبارِي / بجَرْيَتِهِ بها ماءَ الغمامَهْ
وأحجار قُذفن تُقىً وبِرّاً / كما قُذفتْ بإصبعها القُلامَهْ
وأقدامٌ يُطفْن على أشمٍّ / يُطِلْن وقد علقن به اِستلامَهْ
لقد فَضَل القبائلَ آلُ موسى / كما فضلتْ على العَطَبِ السَّلامَهْ
هُمُ دعموا قِبابَ المجد فينا / ولولاهمْ لكان بلا دِعامَهْ
وهمْ دأَبوا إلى طُرُقِ المعالي / وما حَفِلوا بشيءٍ من سَآمَهْ
وما أيمانُهمْ إلّا لبيضٍ / يبلّغْنَ الفتى أبداً مَرامَهْ
وسُمرٍ مثل أرْشِيَةٍ طوالٍ / يَقُدْن إلى الكَمِيِّ بها حمامَهْ
وما أموالُهمْ إلّا لجودٍ / وإلّا للحَمالةٍ والغرامَهْ
وفيهمْ عرّست وبهمْ أقامتْ / شريداتُ الشّجاعةِ والصّرامَهْ
وعَرْفُهُمُ يضوع على البرايا / كما طابتْ لناشِقها المُدامَهْ
ولولا أنّهمْ فينا لكانتْ / رباعُ العزِّ ليس بها إقامَهْ
عَليكَ وليّ نِعمَتِنا سَلامي
عَليكَ وليّ نِعمَتِنا سَلامي / وَفيكَ مَدائحي وَبك اِعتِصامي
وَفي النّعمِ الّتي جَلّلتَنيها / مَرادي في العَشيرة أَو مَسامي
أَخَذنَ عَليَّ مُطّلَعَ الأماني / وَزِدنَ ولم يَرُمنَ عَلى مرامي
فَضَلتَ عَلى المُلوكِ وَقَد تَدانَوا / كَما فَضل الصباحُ على الظلامِ
بِإِقدامٍ يهابُ اللّيثُ منهُ / وَإنعامٍ يبرِّحُ بِالكرامِ
فَكَم أَغنيتَ أَرضاً حلّ فيها / غَمامةُ راحَتَيك عَن الغمامِ
وَكَم رُمناكَ لِلجَدوى علينا / فَما رُمناك ممتنع المرامِ
وغرثان الجوانح من قبيحٍ / وظمآن الجوارح من حرامِ
تُضلُّ سَبيلَه كَلِمُ الدَّنايا / وَتَنبو عنهُ أَخلاقُ اللّئامِ
تَلفّت يا مَليكَ النّاس شرقاً / وَغَرباً هَل تَرى لك من مسامِ
وَهَل أَبقى الإلهُ لَكم عدوّاً / يُحاذَرُ منه في هَذا الأنامِ
وَولِّ عَظيمَ شُكرك مَن تولّى / لَك النَّفَحات بِالنّعمِ العظامِ
وَما النّيروزُ إِلّا خَيرُ يومٍ / أَتَت بُشراهُ فيك بِخَيرِ عامِ
يخبّر في عطائِك بِالأماني / وَيُؤذنُ في بقائِكَ بالدوامِ
وَعيشٍ كالزّلالِ العذبِ لمّا / رَماهُ المزنُ صُفِّقَ بالمُدامِ
فَلا طَرَقت بِما تَخشى اللّيالي / وَلا همّت عُهودك بِاِنصِرامِ
وَلا بَرِحت شُؤونك كلّ يومٍ / تقلّبُ في كمالٍ أَو تَمامِ
فَلَيسَ على الزمانِ إِذا تَجافت / نَوائبُهُ حريمك مِن مَلامِ
على دارٍ حَللتَ بِها سَلامي
على دارٍ حَللتَ بِها سَلامي / وَجادَتها مغلَّسةُ الغمامِ
وَزارَك بِالتحيّةِ كلُّ يومٍ / وَجادَك بالعطيَّةِ كلّ عامِ
فَكَم لكَ في رِقابٍ مِن أَيادٍ / بَواقٍ مثلَ أَطواقِ الحمامِ
وَمِن مِنَنٍ مَلَكنَ الفَضلَ حتّى / خَلَطنَ كِرامَ دَهرك باللئامِ
فَكيفَ أُطيق شُكرَكَ وَهو شيءٌ / يَضيقُ بِثقلِ غايَته كَلامي
فَرَأيُكَ جُنَّتي وَنَداكَ كَنزي / وَمن جَنَفِ الخطوبِ بك اِعتِصامي
وَإِن ذعرَ الزّمانُ فَأَنتَ رُكني / أَلوذُ بِهِ مِن الخططِ العظامِ
فَقُل لِمُسَوّفٍ بِالبذلِ ملقىً / يُعلَّلُ بِالمَواعِدِ وَهو ظامِ
وَمَن يُزوى عَنِ الجَدوى وَيُعطي / مَتى يُعطي القَليلَ منَ الحطامِ
خُذوا منّي الثناءَ عَلى مقامٍ / بعَقوَةِ مَن يَطيب به مقامي
حِمىً مُنِحَ الكفايَةَ قاطنوهُ / فَلا سَغبي يُخاف ولا أوامي
حِمىً لأغرّ تُبصره قريباً / كَشمسِ الأفقِ أَو بدرِ التمامِ
كَأنّي إِذ حَطَطت إليهِ رَحلي / نَزلتُ بِهَضب رَضوى أو شمامِ
سلوتُ النّاسَ كلّهمُ وأَضحى / بِهِ وَجدي وَفي يده غرامي
أَلا يا ذا السّياساتِ اللّواتي / غَلَبنَ عَلى المَقاصِدِ وَالمرامِ
وَمَن قَطع الزمانَ وفي يَديهِ / مَقادَةُ ذَلك الجيش اللهامِ
وَمن سلبت مَحاسِنُه عديلاً / يُضافُ إِليهِ مِن هَذا الأنامِ
أَجِرني أَن أَزورَ سِواك مولىً / أَراهُ وَأَنت لي مولى غلامِ
وَدُم لِلفَضل وَالإنعامِ حتّى / نَراكَ وَقَد سئمتَ من الدوامِ
ألا قلْ للوزير مقالَ مُثْنٍ
ألا قلْ للوزير مقالَ مُثْنٍ / بما يولي من المِنَنِ الجِسامِ
أبي سعدٍ ومن لولاه كانتْ / أمورُ العالمين بلا نظامِ
أنِفْتُ تفضُّلاً من أنْ يُرى لي / مديحٌ سار في قومٍ لِئامِ
ولو أنّي جريتُ على اِختِياري / وكانتْ راحتي فيها زِمامي
لما عرّجتُ إِلّا عَن لِئامٍ / وَلا عرّستُ إِلّا في كِرامِ
ولكنّ التَّقِيَّةَ لم تزلْ بِي / تقود إلى فعالٍ أو كلامِ
عَنِ القومٍ الّذين على هداهمْ / بقولٍ في حلالٍ أو حرامِ
تلقّينا مجاملةَ الأعادي / وَفي الأحشاءِ وَقْدٌ كالضّرامِ
ولولا ما تراه سمعتَ قولي / وَكَم بُليَ المُفَوَّهُ بالكِمامِ
وإِنّي راقبٌ زمناً وشيكاً / يَبينُ به الصّباحُ من الظّلامِ
أَقول إذا أردتُ بلا اِتّقاءٍ / وآتي ما أشاءُ بلا اِحتشامِ
فعيشُ المرء لا عَبِقاً بسُؤْلٍ / وَلا جَذِلاً بشيءٍ كالحِمامِ
هو الزّمنُ الّذي ما صحّ يوماً / لعانٍ في يديه من السَّقامِ
جَموحٌ بين أضدادٍ فنَحْسٌ / بلا سَعْدٍ وصبحٌ في ظلامِ
وَما يَسطيعُ فَرْقاً فيه إِلّا / قليلٌ بين عَضْبٍ أو كَهامِ
وَقَد عَشِيَتْ عيونٌ فيه عن أَنْ / تميّز بين نَبْعٍ أو ثُمامِ
وكلُّ مقالةٍ قيلتْ دفاعاً / لشرٍّ فهي صِفْرٌ من ملامِ
ومن لا فضلَ فيه ولا خِلالٌ / تقدّم ما يقدّمه كلامي
فما الأقدامُ تُعْدَلُ بالهوادي / ولا خُفٌّ يُسَوّى بالسّنامِ
ومَن هو ناقصٌ لم يدنُ يوماً / بتفضيلٍ إلى دارِ التَّمامِ
وَمدحُك لاِمرئٍ كَذِباً هجاءٌ / وطيفٌ زار في سُكْرِ المنامِ
وَلَو أَنّا عَددنا كلَّ نابٍ / عن الحُسنى حقيقٍ بِالملامِ
لكان النّاسُ كلُّهم سواءً / وأخرجناك من كلِّ الأنامِ
فمدحُك دون كلِّ النّاسِ حِلٌّ / وفي باقي الورى كلُّ الحرامِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025