المجموع : 3
أَجَدَّ لَهُ الهَوى سَقماً
أَجَدَّ لَهُ الهَوى سَقماً / وَضَمَّنَ قَلبَهُ أَلَما
فَأَصبَحَ بِالجَزيرَةِ لا / يَرى قَصداً وَلا أمَما
فَإِن تَردُد لَهُ الأَيّا / مُ شَملاً كانَ مُلتَئِما
فَلَن يَنفَكَّ بِالبَدرِ ال / لَذي يَهواهُ مُعتَصِماً
بِنَفسي مَن مَحاسِنُهُ / تُجِدُّ لِقَلبيَ السَقما
وَأَبهى الناسَ سالِفَةً / وَمُبتَسماً وُمُلتَزما
وَأَحسَنُ مَن يُرى عَيناً / وَجيداً واضِحاً وَفَما
كَأَنَّ مَحاسِنَ الدُنيا / تَبسَّمُ إِن هُوَ اِبتَسَما
وَأُشَبِّههُ وَأَظلمهُ / إِذا شَبَّهتُهُ الصَنَما
رَحَلنا اليَعملاتِ وَلَم / نَهَب خَفضاً وَلا أَكما
إِلى مَلكٍ أَنامِلُهُ / تُميتُ الهَمَّ وَالعَدَما
لَهُ شيمٌ مُجاوِزَةٌ / يُشايِعُ فَضلُهُ الشِيَما
أَتى البَلدَ الشامي في / لِباسِ الحَربِ مُستَلِما
فَكانَ بِغَيرِ حُكمِ الأَش / عَريِّ هُناكَ ما حُكما
أَذاقَ المَوتَ أَقواماً / بِظُلمِهِم وَما ظُلِما
وَقَوماً أَلبَسَتهُم را / حَتاهُ العَفوَ وَالنعَما
بِسَيفٍ يَخفِضُ النَجوى / وَجودٍ يَرفَعُ الهِمَما
أَماتَ اللُؤمَ نائِلُهُ / وَأَحيا الجودَ وَالكَرَما
وَما حَفِظ الحُقوقَ كَجَع / فَرَ أَحَدٌ وَلا الذِمَما
وَلا أَخطَت سَحائِبُ جو / دِهِ عَرَباً وَلا عَجَما
يُقَدِّمُ جَعفَر أنساً / عَلى أَصحابِهِ قَحما
وَحَقّ لَهُ يُقدِّمُهُ / عَلى رَغمِ الَّذي رغما
فَلَستَ تَرى لَهُ عَن شُك / رِهِ خرساً وَلا صَمَما
وَلا يُبدي لَهُ نُصحاً / يُخالِفُ غَيرَ ما كَتَما
إِذا أَخَذَت أَنامِلُهُ / تَبينُ فَضله القَلَما
وَحَسبُكَ مِن عَليمٍ يَت / تَقي الأَلفاظَ وَالكَلِما
تَطَأطَأَ كُلُّ مُرتَفَعٍ / مِنَ الكِتابِ إِذا نَجما
وَأَصبَحَ كُلُّ ذي عِلمٍ / يَرى أَنسابَهُ عَلما
سَريعٌ في تَيَقُّنِهِ / يُضيءُ بِرَأيِهِ الظُلَما
وَوقاّف لِذي شبهٍ / يَقولُ بِقَدرِ ما عَلِما
إِمامٌ قامَ حينَ مَضى إِمامُ
إِمامٌ قامَ حينَ مَضى إِمامُ / نِظامٌ لَيسَ يَنقَطِعُ النِظامُ
بَكى ذاكَ الأَنامُ أَسىً وَوَجداً / وَسُرّ بِذا الَّذي قامَ الأَنامُ
مَضى الماضي وَكانَ لَنا قَواماً / وَهذا بَعدَ ذاكَ لَنا إِمامُ
إِمامانِ اِستَقَرَّ بِذا قَرارٌ / وَحَولَ ذاكَ فَاِختَرمَ الحمامُ
عَلى ذاكَ السَلامُ غَداةَ وَلّى / وَدامَ لِذا السَلامَةُ وَالسَلامُ
سِهامُ المَوتِ تَقصِدُ كُلَّ حَيٍّ / وَمَن ذا لَيسَ تَقصِدُهُ السِهامُ
أَميرُ المُؤمِنينَ ثَوى ضَريحاً / بِطوس فَلا يُحَسُّ وَلا يُرامُ
كَأَن لَم تَغنَ في الدُنيا وَتَغدو / إِلى أَبوابِهِ العَصبُ الكِرامُ
وَلَم يَنحَر بِمَكَّةَ يَومَ نَحرٍ / وَلَم يَبهَج بِهِ البَلَدُ الحَرامُ
وَلَم يَلقَ العَدُوُّ بِمُقرَباتِ / يَهيمُ أَمامَها جَيشٌ لهامُ
أَقولُ لِساكِنٍ قَبراً بِطوسٍ / سَقاكَ وَلا سَقى طوسَ الغَمامُ
لا ظُلمَ كُلِّ ذي نورٍ وَلكِن / بِوَجهِ مُحَمَّد كُشِفَ الظَلامُ
وَلَولا مُلكِه إِذ غِبتَ عَنّا / لَما ساغَ الشَرابُ وَلا الطَعامُ
فَقَد حَيَّ الحَلالُ بِهِ فَدَرَّت / لَنا التَقوى وَماتَ بِهِ الحَرامُ
عَلى قَبرٍ بِجُرجانَ السَلامُ
عَلى قَبرٍ بِجُرجانَ السَلامُ / وَإِن بَعُدَ الملامُ فَلا ملامُ
عَلى قَبرٍ بِهِ أَشلاء بَدرٍ / أُصيبَ بِهِ مِنَ الشَرفِ السَنامُ
أَقولُ لِصاحِبَيَّ وَخَبِّراني / بِحَيثُ القَبرُ وَالمُلكُ اللِهامُ
صَلاةُ اللَهِ رَبّكُما وَرَبّي / عَلى قَبرٍ بِهِ تِلكَ العِظامُ
بِمَصرَعِ أَحمَدٍ عزَّ الأَعادي / وَذلَّ الرُمحُ وَالسَيفُ الحُسامُ
فَلَم أَرَ مِثلَ أَحمَدَ يَومَ وَلّى / حَمامٌ نالَ مُهجَتَهُ الحمامُ
عَلَيكَ وَلا عَلى جَرجانَ مني / سَلامُ اللَهِ ما بَقيَ السَلامُ
أَقَمتَ بِغُربَةٍ في ظِلِّ دارٍ / يَطولُ بِها التَغَرُّب وَالمَقامُ
وَكُنّا ناظِريكَ بِكُلِّ فَجٍّ / كَما لِلغَيثِ يَنتَظِرُ الغَمامُ
أَبَعدَكَ تُتّقى نوبُ اللَيالي / لَقَد صَغُرَت بِكَ النَكب العِظامُ
عَزيزُ بَني سليم أَقصَدَتهُ / سِهامُ المَوتِ وَهيَ لَهُ سِهامُ