وَقالو لَو مَدَحتَ فَتىً كَريماً
وَقالو لَو مَدَحتَ فَتىً كَريماً / فَقُلتُ وَكَيفَ لي بِفَتىً كَريمِ
بَلَوتُ الناسَ مُذ خَمسينَ عاماً / وَحَسبُكَ بِالمُجَرِّبِ مِن عَليمِ
فَما أَحَدٌ يَعُدُّ لِيَومِ خَيرٍ / وَلا أَحَدٌ يَعودُ عَلى حَميمِ
وَيُعجِبُني الفَتى وَأَظُنُّ خَيراً / فَأَكشِفُ مِنهُ عَن رَجُلٍ لَئيمِ
تَقَيَّلَ بَعضُهُم بَعضاً فَأَضحَوا / بَني أَبَوَينِ قُدّاً مِن أَديمِ
فَطافَ الناسُ بِالحَسَنِ بنِ سَهلٍ / طَوافَهُمُ بِزَمزَمَ وَالحَطيمِ
وَقالوا سَيِّدٌ يُعطي جَزيلاً / وَيَكشِفُ كَربَةَ الرَجُلِ الكَظيمِ
فَقُلتُ مَضى بِذَمِّ القَومِ شِعري / وَقَد يُؤتى البَريءُ مِنَ السَقيمِ
وَما خَبَرٌ تُرَجِّمُهُ ظُنوني / بِأَشفى مِن مُعايَنَةِ الحَليمِ
فَجِئتُ وَلِلأُمورِ مُبَشِّراتٌ / وَلَن يَخفى الأَغَرُّ مِنَ البَهيمِ
فَإِن يَكُ ما تَنَشَّرَ عَنهُ حَقّاً / رَجِعتُ بِأُهبَةِ الرَجُلِ المُقيمِ
وَإِن يَكُ غَيرَ ذاكَ حَمَدتُ رَبّي / وَزالَ الشَكُّ عَن رَجُلٍ حَكيمِ
وَما الآمالُ تَعطِفُني عَلَيهِ / وَلَكِنَّ الكَريمَ أَخو الكَريمِ