القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَنْتَرة بن شَدّاد الكل
المجموع : 4
نَأَتكَ رَقاشِ إِلّا عَن لِمامِ
نَأَتكَ رَقاشِ إِلّا عَن لِمامِ / وَأَمسى حَبلُها خَلَقَ الرِمامِ
وَما ذِكرى رَقاشِ إِذا اِستَقَرَّت / لَدى الطَرفاءِ عِندَ اِبنَي شَمامِ
وَمَسكِنُ أَهلَها مِن بَطنِ جَزعٍ / تَبيضُ بِهِ مَصايِيفُ الحَمامِ
وَقَفتُ وَصُحبَتي بِأُرَينَباتٍ / عَلى أَقتادِ عوجٍ كَالسَمامِ
فَقُلتُ تَبَيَّنوا ظُعُناً أَراها / تَحُلُّ شُواحِطاً جُنحَ الظَلامِ
لَقَد مَنَّتكَ نَفسُكَ يَومَ قَوٍّ / أَحاديثَ الفُؤادِ المُستَهامِ
وَقَد كَذَبَتكَ نَفسُكَ فَاِكذَبَنها / لِما مَنَّتكَ تَغريراً قَطامِ
وَمُرقِصَةٍ رَدَدتُ الخَيلَ عَنها / وَقَد هَمَّت بِإِلقاءِ الزَمامِ
فَقُلتُ لَها اِقصِري مِنهُ وَسيري / وَقَد عَلِقَ الرَجائِزُ بِالخِدامِ
وَخَيلٍ تَحمِلُ الأَبطالَ شُعثاً / غَداةَ الرَوعِ أَمثالَ السِهامِ
عَناجيجٍ تَخُبُّ عَلى رَحاها / تُثيرُ النَقعَ بِالمَوتِ الزُؤامِ
إِلى خَيلٍ مُسَوَّمَةٍ عَلَيها / حُماةُ الرَوعِ في رَهَجِ القَتامِ
عَلَيها كُلَّ جَبّارٍ عَنيدٍ / إِلى شُربِ الدِماءِ تَراهُ ظامي
بِأَيديهِم مُهَنَّدَةٌ وَسُمرٌ / كَأَنَّ ظُباتِها شُعَلُ الضِرامِ
فَجاؤوا عارِضاً بَرداً وَجِئنا / حَريقاً في غَريفٍ ذي ضِرامِ
وَأَسكِت كُلَّ صَوتٍ غَيرِ ضَربٍ / وَعَترَسَةٍ وَمَرمِيٍّ وَرامي
وَزَعتُ رَعيلَها بِالرُمحِ شَذراً / عَلى رَبِذٍ كَسِرحانِ الظَلامِ
أَكُرُّ عَلَيهِمُ مُهري كَليماً / قَلائِدُهُ سَبائِبُ كَالقِرامِ
إِذا شَكَّت بِنافِذَةٍ يَداهُ / تَعَرَّضَ مَوقِفاً ضَنكَ المُقامِ
كَأَنَّ دُفوفَ مَرجِعِ مِرفَقَيهِ / تَوارَثَها مَنازيعُ السِهامِ
تَقَدَّمَ وَهوَ مُضطَمِرٌ مُضِرٌّ / بِقارِحِهِ عَلى فَأسِ اللِجامِ
يُقَدِّمُهُ فَتىً مِن خَيرِ عَبسٍ / أَبوهُ وَأُمُّهُ مِن آلِ حامِ
عَجوزٌ مِن بَني حامِ بنِ نوحٍ / كَأَنَّ جَبينَها حَجَرُ المَقامِ
تُعَنِّفُني زَبيبَةُ في المَلامِ
تُعَنِّفُني زَبيبَةُ في المَلامِ / عَلى الإِقدامِ في يَومِ الزَحامِ
تَخافُ عَلَيَّ أَن أَلقى حِمامي / بِطَعنِ الرُمحِ أَو ضَربِ الحُسامِ
مَقالٌ لَيسَ يَقبَلُهُ كِرامٌ / وَلا يَرضى بِهِ غَيرُ اللِئامِ
يَخوضُ الشَيخُ في بَحرِ المَنايا / وَيَرجِعُ سالِماً وَالبَحرُ طامي
وَيَأتي المَوتُ طِفلاً في مُهودٍ / وَيَلقى حَتفَهُ قَبلَ الفِطامِ
فَلا تَرضَ بِمَنقَصَةٍ وَذُلٍّ / وَتَقنَع بِالقَليلِ مِنَ الحُطامِ
فَعَيشُكَ تَحتَ ظِلِّ العِزِّ يَوماً / وَلا تَحتَ المَذَلَّةِ أَلفَ عامِ
فُؤادٌ لا يُسَلّيهِ المُدامُ
فُؤادٌ لا يُسَلّيهِ المُدامُ / وَجِسمٌ لا يُفارِقُهُ السَقامُ
وَأَجفانٌ تَبيتُ مُقَرَّحاتِ / تَسيلُ دَماً إِذا جَنَّ الظَلامُ
وَهاتِفَةٌ شَجَت قَلبي بِصَوتٍ / يَلَذُّ بِهِ الفُؤادُ المُستَهامُ
شُغِلتُ بِذِكرِ عَبلَةَ عَن سِواها / وَقُلتُ لِصاحِبي هَذا المَرامُ
وَفي أَرضِ الحِجازِ خِيامُ قَومٍ / حَلالُ الوَصلِ عِندَهُمُ حَرامُ
وَبَينَ قِبابِ ذاكَ الحَيِّ خَودٌ / رَداحٌ لا يُماطُ لَها لِثامُ
لَها مِن تَحتِ بُرقُعِها عُيونٌ / صِحاحٌ حَشوُ جَفنَيها سَقامُ
وَبَينَ شِفاهِها مِسكٌ عَبيرٌ / وَكافورٌ يُمازِجهُ مُدامُ
فَما لِلبَدرِ إِن سَفَرَت كَمالٌ / وَما لِلغُصنِ إِن خَطَرَت قَوامُ
يَلُذُّ غَرامُها وَالوَجدُ عِندي / وَمَن يَعشَق يَلَذُّ لَهُ الغَرامُ
أَلا يا عَبلَ قَد شَمِتَ الأَعادي / بِإِبعادي وَقَد أَمِنوا وَناموا
وَقَد لاقَيتُ في سَفَري أُموراً / تُشَيِّبُ مَن لَهُ في المَهدِ عامُ
وَبَعدَ العُسرِ قَد لاقَيتُ يُسراً / وَمَلكاً لا يُحيطُ بِهِ الكَلامُ
وَسُلطاناً لَهُ كُلُّ البَرايا / جُنودٌ وَالزَمانُ لَهُ غُلامُ
يَفيضُ عَطاؤُهُ مِن راحَتَيهِ / فَما نَدري أَبَحرٌ أَم غَمامُ
وَقَد خَلَعَت عَلَيهِ الشَمسُ تاجاً / فَلا يَغشى مَعالِمَهُ ظَلامُ
جَواهِرُهُ النُجومُ وَفيهِ بَدرٌ / أَقَلُّ صِفاتِ صورَتِهِ التَمامُ
بَنو نَعشٍ لِمَجلِسِهِ سَريرٌ / عَلَيها وَالسَماواتُ الخِيامُ
وَلَولا خَوفُهُ في كُلِّ قُطرٍ / مِنَ الآفاقِ ما قَرَّ الحُسامُ
جَميعُ الناسِ جِسمٌ وَهوَ روحٌ / بِهِ تَحيا المَفاصِلُ وَالعِظامُ
تُصَلّي نَحوَهُ مِن كُلِّ فَجٍّ / مُلوكُ الأَرضِ وَهوَ لَها إِمامُ
فَدُم يا سَيِّدَ الثَقَلَينِ وَاِبقى / مَدى الأَيّامِ ما ناحَ الحَمامُ
أَتاني طَيفُ عَبلَةَ في المَنامِ
أَتاني طَيفُ عَبلَةَ في المَنامِ / فَقَبَّلَني ثَلاثاً في اللَثامِ
وَوَدَّعَني فَأَودَعَني لَهيباً / أُسَتِّرُهُ وَيَشعُلُ في عِظامي
وَلَولا أَنَّني أَخلو بِنَفسي / وَأُطفِئُ بِالدُموعِ جَوى غَرامي
لَمُتُ أَسىً وَكَم أَشكو لِأَنّي / أَغارُ عَلَيكِ يا بَدرَ التَمامِ
أَيا اِبنَةَ مالِكٍ كَيفَ التَسَلّي / وَعَهدُ هَواكِ مِن عَهدِ الفِطامِ
وَكَيفَ أَرومُ مِنكِ القُربَ يَوماً / وَحَولَ خِباكِ آسادُ الأَجامِ
وَحَقِّ هَواكِ لا داوَيتُ قَلبي / بِغَيرِ الصَبرِ يا بِنتَ الكِرامِ
إِلى أَن أَرتَقي دَرَجَ المَعالي / بِطَعنِ الرُمحِ أَو ضَربِ الحُسامِ
أَنا العَبدُ الَّذي خُبِّرتِ عَنهُ / رَعَيتُ جِمالَ قَومي مِن فِطامي
أَروحُ مِنَ الصَباحِ إِلى مَغيبٍ / وَأَرقُدُ بَينَ أَطنابِ الخِيامِ
أَذِلُّ لِعَبلَةٍ مِن فَرطِ وَجدي / وَأَجعَلُها مِنَ الدُنيا اِهتِمامي
وَأَمتَثِلُ الأَوامِرَ مِن أَبيها / وَقَد مَلَكَ الهَوى مِنّي زِمامي
رَضيتُ بِحُبِّها طَوعاً وَكَرهاً / فَهَل أَحظى بِها قَبلَ الحِمامِ
وَإِن عابَت سَوادي فَهوَ فَخري / لِأَنّي فارِسٌ مِن نَسلِ حامِ
وَلي قَلبٌ أَشَدُّ مِنَ الرَواسي / وَذِكري مِثلُ عَرفِ المِسكِ نامي
وَمِن عَجَبي أَصيدُ الأُسدَ قَهراً / وَأَفتَرِسُ الضَواري كَالهَوامِ
وَتَقنُصُني ظِبا السَعدِي وَتَسطو / عَلَيَّ مَها الشَرَبَّةِ وَالخُزامِ
لَعَمرُ أَبيكَ لا أَسلو هَواها / وَلَو طَحَنَت مَحَبَّتُها عِظامي
عَلَيكِ أَيا عُبَيلَةُ كُلَّ يَومٍ / سَلامٌ في سَلامٍ في سَلامِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025