المجموع : 5
أمعتسف المهامه والموامي
أمعتسف المهامه والموامي / على قلص سواهم كالسهام
أبن لي ما حداك إلى مرام / تركت به المطايا كالمرامي
أعن مصر أجد بك انتجاع / وطامي النيل يروي كل ظامي
فلا تك مثل منتجع جهاماً / يخلف خلفه صوب الغمام
أملتمساً نوالاً أو ثواباً / تعدهما لفقر أو أثام
علي العاضد الهادي قدير / على الغفران والمنن الجسام
فألق عصا الإقامة في مقام / كرامته تزيد على المقام
ترى الجبهات والأقدام فيه / تفضل بالسجود وبالقيام
ولولا الحظ من أجر وفخر / لما رغمت أنوف في الرغام
وسلم بالسجود على إمام / يجل عن التحية بالسلام
وقبل ترب ساحته فمنها / عرفنا حرمة البيت الحرام
وإن أذنت جلالته عليه / فزاحم إن قدرت على الزحام
لعلك أن ترى في الدست وجهاً / به تشفى العيون من السقام
إذا رفعت ستور الملك عنه / رأيت البدر في الغيم الركام
فهن به الشهور ولا تخصص / بذلك شهر فطر أو صيام
فلولا نص عترته عليها / لما صارت مواسم للأنام
وإن من الغباوة أن تهنى / وأنت الشمس نوراً بالضرام
وهل شهر الصيام سوى هلال / يزورك وافداً في كل عام
جعلت له على شعبان فضلاً / بتحريم المباح من الطعام
وبينهما على التحقيق بون / بعيد لا يؤول إلى التئام
إذا ما تم أدركه محاق / ووجهك دائماً بدر التمام
يعود من الكمال إلى انتقاص / ويصحبك الكمال على الدوام
ولو ذهب المحاق به عرفنا / برؤيتك الحلال من الحرام
سموت على الهناء بكل شيء / سوى أيام كافلك الهمام
فإن حياته أسنى العطايا / إذا عدنا لتحقيق الكلام
لئن نظمت ليالي الملك عقداً / عليك فإنه سلك النظام
وإن شرفت صفاتك فهو منها / بمنزلة الوفاء من الذمام
رعى حرم الخلافة منه طرف / طريف عنده خبر المنام
وحاط سوامها من كل خطب / فيا لله من راعي سوام
وباشر عند نصرتها المنايا / مباشرة اصطلاء واصطلام
وناط وراءها بعرى وفاء / تصان عن انفصال وانفصام
جعلت زمام أمرك في يديه / فرد عليك تدبير الزمام
وأسندت الأمور إلى عظيم / يكشف غمة الكرب العظام
فأصلح فاسد الأيام حتى / أعاد قطوبهن إلى ابتسام
وداوى علة الدنيا بعزم / شفى الدنيا من الداء العقام
وأيد ملكه بأبي شجاع / وذلك من تمام الاهتمام
فأسفر وجه ملك عاضدي / يشار به إلى عضد الإمام
تعطلت العلى منه إلى من / يشرف سامي الرتب السوامي
بنى بالناصر المحيي مناراً / تقطع دونه نفس الكرام
ولم يك نص والده عليه / بذلك رمية من غير رام
وذلك رأي محتبك خبير / يجلي رأيه سدف الظلام
يرى الأشياء من أمم بفكر / يريه كل خلف من أمام
تبيت بأمره الأقدار فينا / توزع بين عفو وانتقام
إذا ما الحلم خفض من سطاه / مشت بين السكينة والعرام
به طالت بنو رزيك باعاً / على الحيين من يمن وشام
ملوك علموا همم القوافي / ترفعها عن النفر اللئام
اقصر من عنان المدح فيهم / فيغلبني ويجمح بي لجامي
وأستر شكرهم خجلاً فيبدو / وعرف المسك ينفح في الختام
لقد حسنت بدولتهم ليال / كأن الناس منها في منام
فلا أشرفن قط على انصراف / ولا أفضين قط على انصرام
سأعذركم وأحفظ ما أضعتم
سأعذركم وأحفظ ما أضعتم / من الحرمات والود القديم
ويأتيكم على بعدي وقربي / سلام الله من قلب سليم
وليس يذم أهل الفضل عندي / إذا عذروا سوى الرجل الذميم
محلك لا يسام ولا يسامى
محلك لا يسام ولا يسامى / وقدرك لا يرام ولا يرامى
وناديك الكريم أجل ناد / يحج إليه من صلى وصاما
إذا البيت الحرام نأى فإنا / نزور بدارك البيت الحراما
فناء لا تزال العين تلقى / لأعيان الملوك به زحاما
وتذهلنا المهابة منه حتى / كأنا قط لم نرد المقاما
ولولا ما نشاهده لخلنا / من الإجلال يقظتنا مناما
يجل عن السلام علاً وقدراً / فنهدي بالسجود له السلاما
وكم شمنا سناء كاملياً / فلاح نعائماً وجرى نعاما
وشرفنا بمدحك كل معنى / أطلناه وقصرنا الكلاما
حديث من حديث علاك أغنى / فلم نذكر قديمك والقدامى
فكيف وبيت شاور خير بيت / تغار له الوزارة أن يساما
إذا مرح الملوك غداة فخر / وجدناكم لجامحها لجاما
وإن عميت بصائرهم رددتم / إلى نور البصيرة من تعامى
متى ما تذكروا نسيت علاهم / وعند المسك نطرح الخزاما
ألم تر شاوراً ألقت يداه / من الدنيا إلى يدك الزماما
ورشحت الوزارة منك شبلاً / حمى حرم الخلافة أن يضاما
مهيباً كف عادية الليالي / عظيماً كشف الكرب العظاما
رأت مصر أباك لها مسيحاً / فأنشر عدله فيها رماما
وأشفى ملكها سقماً فداوى / دخيلة دائها وشفى السقاما
بنيت أبا الفوارس من علاه / ذرى قعد الزمان بها وقاما
وكنت كشاور خلقاً وخلقاً / ومكرمة وعزماً واهتماما
لئن كفلت عزائمه الإماما / لقد كفلت مواهبك الأناما
وقد كان الزمان لنا عبوساً / فعلمه نداك الابتساما
فلازالت مدائحنا تهني / بكم أعيادنا عاماً فعاما
لئن خدمتك في عشر ونحر / فقد خدمتك فطراً بل صياما
لها قوت مصت سنة عليه / وعدة أشهر أيضاً تماما
وليس بمنكر للعيد يوماً / من المولى إذا طلب الطعاما
إذا كان الولاء عليك يلوي
إذا كان الولاء عليك يلوي / علائقه فأهون بالكلام
سلام رائح أبداً وغاد / عليك إذا ونت همم السلام
رأيتك في المنام بعثت نحوي
رأيتك في المنام بعثت نحوي / بحاملة الحيا وهي الغمامة
فأولت الحياء حياك مني / وصحفت الغمامة بالعمامة
فانفذ لي بأطول من حسابي / إذا أحضرت في يوم القيامة
ولا تك يا خطير فدتك نفسي / قديمة مدة لحقت قدامة
وأرسلها وضم الشرب فيها / كخود فوق وجنتها عرامة
كأن بياضها وجه نقي / وحسن الرقم فوق الخد شامة
ولا تبعث بقيمتها فإني / أراه من التكلف والغرامة
وليس القصد إلا تاج فخر / يطول قامة ويصون هامة
وما هذا المديح إلا أذان / فقل لنداك حي على الإقامة