القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 3
ولما جَلَّ عتبي حلَّ غيبي
ولما جَلَّ عتبي حلَّ غيبي / على عيني فصيَّره عديما
وعند شهودِ رَبِّي دبَّ حيٌ / على قلبي فغادره سليما
ولما فاح زهري هبّ سري / على نوري فصيَّره هشيما
ولما اضطر أهلي لاح نارٌ / من الرحمنِ صيَّرني كليما
ولما كنت مختاراً حبيباً / وكان بُراق سيري بي كريما
مطوتُ ولم أبالِ بكلِّ أهلٍ / تركتُ فعدتُ رحماناً رحيما
وكنت إلى رجيم البعد نجماً / دُوين العرشِ وقّاداً رجيما
ولما كنتُ مرضياً حَصوراً / وكان أمامَ وقتِ الشمسِ ميما
لحظت الأمر يسري من قريبٍ / على كُفرٍ يصيِّره رميما
وكنتُ به لفردٍ بعدَ ستٍ / لعامِ العقدِ قوَّاماً عليما
فلو أظهرت معنى الدهرِ فيه / لأعجزت العبارةَ والرقوما
ولكني سترّتُ لكونِ أمري / محيطاً في شهادتِه عظيما
فغطَّيتُ الأمور بكل كشفٍ / لعين صارَ بالتقوى سليما
صفاتُ الأولياء تزول عنهم
صفاتُ الأولياء تزول عنهم / ويأخذها الشقُّ هناك منهم
كما نابَ السعيدُ هنا زمانا / تنوبُ الأشقياء هناك عنهم
فما لجأوا إلى الراحاتِ إلا / وكان الأمر فيهم من لدنهم
وإنْ طلبوا المعونةَ من إمام / به كفؤ هنالك لم يعنهم
بنيّ إذ رأيتهمُ سُكارى / فمل معهم وبشرهم وصُنهم
إذا عجز الرجالُ بأنْ يكونوا / على تحقيقهم منهم فكنهم
ألا إنّ الوجودَ وجودُ ربي
ألا إنّ الوجودَ وجودُ ربي / وما يبدو من الأحكام حكمي
فلا عينٌ تراه علا فاعلم / كذا يقضي به نظري وعلمي
وعلمي بالذي يقضي صحيح / ولكني أرجح فيه كتمي
وكونُ الحقِّ عينا عينُ حكمي / فمن قبل الإله ولا إسمي
فذاتُ الحقِّ إدراكات ذاتي / وذاتي ظله في حكم زعمي
ألا تنظر لمدّ الظلِّ منه / بنورِ الشمس ابقاء لرسمي
فلولا أن أكونَ كهو وجوداً / بحذفِ الكاف في مدّي وضمي
إليه بعد مدّي وانبساطي / يسيراً إذ أساميه من اسمي
ولما كانت الأسماء باسمي / كذاك له السماتُ من أصل وسمي
فنعتي نعته من كلِّ وجه / ولكني أغطيه لا عمي
ولولا أنْ يقول به أناسٌ / لقلت به كما يعطيه فهمي
ووهمي في العلوم له احتكام / وما همُ النفوسِ كمثل وهمي
فإن الوهم عينُ وجودِ حقي / كمثل قواي في قولِ المسَمّي
له عندي مقامٌ ليس يدري / وهمّ الخّلقِ فيه غير همي
حكمت به عليه وليس كوني / به حكمي بعدلٍ أو بظلمِ
لقد كان الوجودُ بلا زمانٍ / ولا أين ولا كيف وكمّ
ولا عرضٌ ولا وضعٌ بلحن / ولا فعلٌ ومنفعلٌ وجسم
ولا نسب يضافُ إلى وجودي / وبعد الكونِ حققهن أمي
مقولاتٌ أتين على اتساق / يترجمها إلى الأفهام نظمي
له عشر وللأكوانِ عشر / كذا زعموا وهذا ليس زعمي
فإن قلنا به جهلوا مقالي / وإنْ جهلوا يزيد علي غمي
مدحتُ المصطفى فمدحتُ نفسي / ولي قسَمٌ وما جاوزت قسمي
فأعمالي تردّ عليّ منه / ولو أرمي فعيني منه أرمي
وإن عصم الإله به وجودي / فإن أرمي فنصلٍ ليس يصمي
وهذي رحمة منه تواليت / لديَّ بها يعود عليّ سهمي
وظني لم يزل ظناً جميلاً / فإنَّ الظنَّ مني عين علمي
إلى معناي فانظر يا خليلي / ولا تنظر بطرفك نحو جسمي
فقفلي ما قفلتُ به وجودي / عن الإدراك بي والختم ختمي
فلا تفتح فخلفَ البابِ ريحٌ / إذا هبَّت عليّ تهين عظمي
تميزني الصلاة ويرتدي بي / إذا صليتها بأبٍ وأمّ
ولو أنَّ الدليل يدل حقاً / عليه لكان يولده لتمِّ
ولم يولد فلم يدركه عقلٌ / فإنْ ظفروا به فبحكم وهم
وإن حكموا عليه بمثل هذا / فقد حكموا عليه بغير علم
تعالى الله عن قدمٍ بكوني / كما قد جلَّ عن حدثٍ بكمّ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025