المجموع : 4
بِنورِ مُحمّدٍ خير الأنامِ
بِنورِ مُحمّدٍ خير الأنامِ / قدِ اِنقَشَعت دياجيرُ الظلامِ
تجلّى منهُ للأبصار نورٌ / وشعَّ سناهُ في البلد الحرامِ
محمّد سيّد الأكوان مولىً / لهُ شرفٌ على العيّوق سامي
بهِ آباؤهُ شَرُفت وأنعم / بمولودٍ لآباءٍ كرامِ
ونالَت منه هاشم كلّ فخرٍ / وحازَت في العلا أعلى مقامِ
إلى عدنان تنسبهُ البَرايا / وتذكرهُ بعزٍّ واِحترامِ
بمكّة كان مَولدهُ وفيها / لهُ كَم مِن مبان أو وسامِ
وفي البطحاءِ نَشأتهُ وكانت / سيادَتها لأهليه العظامِ
وفي أرضِ الحِجازِ لهم قديماً / لواءٌ كان مرتفع الدعامِ
بنو عمرو العلى الأطهار قومٌ / بحبّهم ملاذي واِعتصامي
محمّد جاءَ للإسلامِ يدعو / ليوصلَ قومه نحو السلامِ
وكانَ عليهمُ برّاً عطوفاً / وداعٍ للوِفاقِ وللوئامِ
وقد أدّى الرِسالة وهو يرجو / لأمّته السعادة في الختامِ
نؤمّل أن يكونَ لنا شفيعاً / ففي يوم المَعادِ هو المُحامي
وَلولا ما بهِ قد جاء طهَ / لَما عُرِفَ الحلال عن الحرامِ
ألا اِحتَفلوا بهذا اليوم حقّاً / ترونَ العزّ فيه على الدوامِ
هو اليوم الّذي فيه سَعدنا / وأدرَكنا بهِ كلّ المرامِ
بهِ وُلِدَ النبيّ الطهر من قد / تردّى بالثنا قبل الفطامِ
ملائكةُ السما هَبَطَت عليه / تَراهم في قعودٍ أو قيامِ
وجبريل لهُ بالوحيِ يأمي / يبلّغه السلامَ عن السلامِ
كَسى الشمسَ المنيرة منه نوراً / وكانَ هو المظلّل بالغمامِ
عليهِ لا تزال صلاة ربّي / صلاة بالكمال وبالتمامِ
أَحِلف الفضل نور الدين يا من
أَحِلف الفضل نور الدين يا من / لهُ في ذروة العليا مقامُ
بكَ اِبتهجَ القضاء وأنتَ ممّن / بِهِم للشرعة الغرّا قوامُ
بَعَثتُ إليكَ من شوق كتاباً / بهِ يُهدى الثنا لك والسلامُ
فلا أنسى زَماناً كان فيه / لَنا بكمُ اِجتماعٌ واِلتئامُ
أحنّ إليكمُ ما دمتُ حيّاً / وإن بكيت لصبّكم عظامُ
وأذكر منكمُ خلقاً كريماً / بهِ تتحدّث القوم الكرامُ
وَمِن قومٍ لهم في الفضلِ سبق / ومنزلة وقدرٌ واِحتشامُ
بهِم أركانُ بيت اللّه شيدت / وعزّ الركن فيهم والمقامُ
فحيّاك المُنير لكلّ عينٍ / أَضاءَ كأنّه بدرٌ تمامُ
إليكَ أبا الجواد أزفَّ شوقي
إليكَ أبا الجواد أزفَّ شوقي / فلا أَنسى أياديك الكريمه
فَعِش يا للسماحة في سرورٍ / وأرجو اللّه ظلّك أن يُديمه
كريم باتَ في أعماقِ قلبي
كريم باتَ في أعماقِ قلبي / لهُ دونَ الوَرى حبّ صميمُ
إذا ما غابَ عن عينيّ يوماً / وقلبي في مودّته مقيمُ
أبا قيسٍ رعاكَ اللّه شهماً / لهُ في قومهِ خلق كريمُ
سَمَت أخلاقهُ شَرَفاً وعزّاً / ورقّت مثل ما رقّ النسيمُ
لهُ عهدٌ به نِلنا الأماني / وكانَ لنا بهِ خيرٌ عميمُ