المجموع : 4
نذكر بالرقاع إذا نسينا
نذكر بالرقاع إذا نسينا / ونطلب حين تنسانا الكرام
لأن الأم لم ترضع فتاها / مع الاشفاق إن سكت الغلام
محمد قد عرفت مكان ودّي
محمد قد عرفت مكان ودّي / وإخلاصي منا لزمن القديم
عهود فيك سالمة الهوادي / سلامة صاحب القلب السليم
أنخت قلائصي بحماك غرثى / فسرّحها بأودية النعيم
وسقت منا لرحال إليك ركبا / فسيّره على النهج القويم
فرد لبانتي للعهد نقض / ونقض العهد من شيم اللئيم
لك النسب المؤثل من أهال / أضاءوا في دجى الزمان إليهم
جحاجحة بهم تحيا المعالي / كما تحيا القرائح بالعلوم
تدب هباتهم في كل عدم / دبيب البرء في جسد السقيم
أتتك مآربي تبغي نجاحا / فلا تصن المدام عن النديم
وكيف نعود عنك بغير ريّ / وأنت البحر ذو المدد العظيم
وكم لي فيك من أفلاك شعر / مطرزة المطارف بالنجوم
تطوف بمدحكم شرقاً وغرباً / طواف السحب بالغيث العميم
أنيخاها بمنعرج الغميم
أنيخاها بمنعرج الغميم / فثم ملاعب الرشأ الرخيم
منازل سالمتني في رباها / أسرة ذلك الزمن القديم
وما أنسى الغوير وإن سقاني / نواح حمامه كأس الحميم
وتطرب مسمعي نغمات ورق / تردد نوحها بدجىً بهيم
متى تصحوا ليالينا وهلا / أفاق الدهر من سكر قديم
يعنفني اللحاة بغير علم / وكم كلمٍ أشد من الكلوم
يجلّي العين بعدكم بكاها / وتجلى المزن بالمطر العميم
محب ما استفال ولا تصدى / لزجر الطير من رخم وبوم
كأني يوم نشداني المغاني / سقيم يستغيث إلى سقيم
ويرفع لي على طور التجلي / سنى نار تبل صدى الكليم
وتسنح لي القلائص قد تلتها / عتاق الخيل تمرح بالشكيم
أرشنا نبل أقواس التصابى / فما أخطأت أفئدة الهموم
فثم أكون أطرب من مشيب / أحس من الشبيبة بالقدوم
فمن ورق على ورق تغني / ومن طلّ على روض جميم
ويوم فاختي الظل ينفي / ببرد نسيمه حر السموم
وفي النادي الحرام لنا أحلت / يد الزمن الكريم دم الكروم
أظلتنا مدامته بوشي / منالعقبان مصقول الأدبم
إذا غضبت شكوناها سريعا / إلى ابن المزن ذي الطبع السليم
لها في الكأس ان سكبت أريج / يضيع نوافح المسك الشميم
أبت أرواحنا الا بقاء / وان وقع الفناء على الجسوم
ولي قمر سماوي المعانيي / تشكل للعيون بشكل ريم
على عينيه عنوان المنايا / وفي خديه ترجمة النعيم
ومن لي أن أكون له شهيدا / عسى يبكي على الجسد الرميم
وما أنسى على خديه مسكا / تعلل منه أنفاس النسيم
وأرقني على الآثار برق / الح مكررا خبر الصريم
ألا يا برق كيف عهدت حيا / نزولا بين زمزم والحطيم
وهل قبّلت عني ثغر خشف / كأن الريق منه رقى السليم
وهل انبا طروق الطيف ليلا / بما عندي من النبأ العظيم
أعد يا برق ذكر نجوم حيّ / رماني البين عنها بالرجوم
ولم يترك من العشاق ألا / بقايا من جسوم كالرسوم
هم جاروا وما عدلوا وقالوا / لمن ظلموه ويحك من ظلوم
وخذ خبر الرضاب ففيه شرح / لجالينوس في برء السقيم
لقد كانت لنا تلك المغاني / نتاج اللهو في الزمن العقيم
تقاسمت النوى نفسي فشطر / بذي سلم وشطر بالغميم
أضعت الحزم ألا بامتداحي / أبا داود ذا الحزم الجسيم
ألا برق يشام من الشآم
ألا برق يشام من الشآم / فينقع ومضه غلَل الأوام
برغم اللوم بايَعَ كل قلب / غزال الواديين بلا احتشام
غلام في مراشفه نسيم / يعيد الشيخ في سنّ الغلام
أدار لثامه خجلا وصوناً / وما أدراك ما تحت اللثام
يقرب من فمي فمه فأخشى / على برد يذوب من الضرام
وتنذرني محاسنه بوجد / يفاجي الصبر بالموت الزؤام
تبطنت السرى فتعاورتني / مقلبة القلوب على اضطرام
وما ان شبت من كبر ولكن / لواردة الخطوب على ازدحام
وزهدني عن الأموال أني / ارى الأموال أوثان اللئام
أصد عن المثالث والمثاني / وتطربني أحاديث الكرام
ولا يخفى عليّ كلوح قوم / على أفواهها اثر ابتسام
ولا أرضى بأهل الجهل صحباً / ولو أني دفعت إلى الحمام
ولا أنسى جميل الصنع طبعا / ولو أني أعمّر ألف عام
وانطلق بالصواب ولا أبالي / ولو ألقيت في الكرب العظام
إذا كان الكلام لغير غيّ / فما فضل السكوت على الكلام
ولي زمن بذي سلم تقضّى / على أيام ذي سلم سلامي
بحيث الربع موشيّ الحواشي / وذاك الجو نديّ الغمام
قفي يا أمّ عمرو وانظريني / يبن لك كيف عاقبة الغرام
خذي لي من عريب قبا ذماما / فإن العرب تعرف بالذمام
أعيراني قلوصكما لعلّى / أعرّس في حمى ذاك المقام
متى تدنو الخيام بآل ميّ / ونمرح بين هاتيك الخيام
وترفع لي الحدوج مكللات / بحسن وسامة منهم وسام
فهل يا دهر عندك ما تمنت / من الشّبم البرود ذوو الأوام
ومن طلب الشفاء من الأفاعي / فبشّره بموبقة السّقام
ومن يأمل سمواً فليعرّج / بأحمد صاحب الهمم السوامي
أمير في إمارته انتباه / أنام الحادثات عن الأنام
همام لا يغرّك من سواه / فكم تحت الحمائل من كهام
هو الجبل المطلّ على الثريا / كاطلال الجبال على الأكام
أرى العلياء سائرة إليه / كما يسري الهلال إلى التمام
يذود عن الرياسة كل ذود / كليث عن فريسته يحامي
له اطعام عارفة وعز / وللكرماء أطعام الطعام
إذا الآمال لم تستغن عنه / فإن الماء حاجة كل ظام
ترى أهل الممالك في ذراه / تقاد كأنها بعض السوام
وتلقح من عطاياه الأماني / لقاح الأرض من نطف الغمام
وتسخط من قواضبه الهوادي / ولا سخط الجموح على اللجام
متى قيست به الاشراف هانت / وأين الخف من شرف السنام
تيقظت الخطوب فمذ رأته / قليل النوم عدن إلى المنام
لمثلك أيها الملك المفدّى / أطاع الناس من سام وحام
ضربت على الرياسة كل سدّ / يزيف همة الملك الهمام
وحساد دحمتهم حسوماً / بخطب مثل بارقة الحسام
حللت من المكارم والمعالي / محلّ الطوق من عنق الحمام
وكم أنفذت سهمك في عويص / رماه من العناية كل رام
طلعت على العدى كصفيح برق / يشق خطوط دائرة الظلام
رميت بك المنى فأصاب سهمي / وما الشفعاء إلا كالسهام
جمالك لم يزل للعيد عيداً / يعيد شوارد النعم الجسام
إذا الأعياد أطربت البرايا / فأنت مدام هاتيك المدام