القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حافِظ إِبراهِيم الكل
المجموع : 5
أَقَصرَ الزَعفَرانِ لَأَنتَ قَصرٌ
أَقَصرَ الزَعفَرانِ لَأَنتَ قَصرٌ / خَليقٌ أَن يَتيهَ عَلى النُجومِ
كِلا عَهدَيكَ لِلأَجيالِ فَخرٌ / وَزَهوٌ لِلحَديثِ وَلِلقَديمِ
ثَوى بِالأَمسِ فيكَ عُلاً وَمَجدٌ / وَأَنتَ اليَومَ مَثوىً لِلعُلومِ
فَمِن نُبلٍ إِلى مَجدٍ أَثيلٍ / إِلى عِلمٍ إِلى نَفعٍ عَميمِ
أَضَفتَ إِلى صُروحِ العِلمِ صَرحاً / بِزَورَةِ ذَلِكَ المَلِكِ الحَكيمِ
فَيالَكَ مَنزِلاً رَحباً سَرِيّاً / بَنَتهُ أَنامِلُ الذَوقِ السَليمِ
وَحاطَتهُ بِبُستانٍ أَنيقٍ / يُريكَ جَمالُهُ وَجهَ النَعيمِ
أَبا فاروقَ أَنتَ وَهَبتَ هَذا / لِمِصرَ وَهَكَذا مَنحُ الكَريمِ
وَلا عَجَبٌ فَمِصرُ عَلى وَلاءٍ / وَمالِكُها عَلى خُلُقٍ عَظيمِ
يُطالِعُها بِبَرٍّ كُلَّ يَومٍ / وَيَرعاها بِعَينِ أَبٍ رَحيمِ
وَيُرهِفُ مِن عَزائِمِ آلِ مِصرٍ / إِذا خارَت لَدى الخَطبِ الجَسيمِ
كَسَوتَ الأَزهَرَ المَعمورَ ثَوباً / مِنَ الإِجلالِ وَالعِزِّ المُقيمِ
قَضَيتَ بِهِ الصَلاةَ فَكادَ يُزهى / بِزائِرِهِ عَلى رُكنِ الحَطيمِ
رَأى فيكَ المُعِزُّ زَمانَ أَعلى / قَواعِدَهُ عَلى ظَهرِ الأَديمِ
فَهَشَّ وَهَزَّهُ طَرَبٌ وَشَوقٌ / كَما هَشَّ الحَميمُ إِلى الحَميمِ
وَهَلَّلَ كُلُّ مَن فيهِ وَدَوَّت / بِهِ أَصواتُ شَعبِكَ كَالهَزيمِ
كَذا فَليَحمِلِ التاجَينَ مَلكٌ / يُعِزُّ شَعائِرَ الدينِ القَويمِ
وَيَخشى رَبَّهُ وَيُطيعُ مَولىً / هَداهُ إِلى الصِراطِ المُستَقيمِ
أَيَأذَنُ لي المَليكُ البَرُّ أَنّي / أُهَنِّئُ مِصرَ بِالأَمرِ الكَريمِ
فَيا مِصرُ اِسجُدي لِلَّهِ شُكراً / وَتيهي وَاِقعُدي طَرَباً وَقومي
فَقَد تَمَّ البِناءُ وَعَن قَريبٍ / تُزَفُّ لَكِ البَشائِرُ مِن نَسيمِ
فَدارُ البَرلَمانِ أَعَزُّ دارٍ / تُشادُ لِطالِبِ المَجدِ العَميمِ
بِها يَتَجَمَّلُ العَرشُ المُفَدّى / وَتَحيا مِصرُ في عَيشٍ رَخيمِ
فَشَرِّفها بِرَبِّكَ وَاِختَتِمها / وَأَسعَدِها بِدُستورٍ تَميمِ
بِآيِ مُحَمَّدٍ وَبِآيِ عيسى / فَعَوِّذهُ وَآياتِ الكَليمِ
أَبا فاروقَ خُذ بِيَدِ الأَماني / وَحَقِّقها عَلى رَغمِ الخَصيمِ
أَفَقنا بَعدَ نَومٍ فَوقَ نَومٍ / عَلى نَومٍ كَأَصحابِ الرَقيمِ
وَأَصبَحنا بِيُمنِكَ في نُهوضٍ / يُكافِئُ نَهضَةَ النَبتِ الجَميمِ
فَحُطنا بِالرِعايَةِ كُلَّ يَومٍ / نَحُفُّكَ بِالوَلاءِ المُستَديمِ
أَثَرتَ بِنا مِنَ الشَوقِ القَديمِ
أَثَرتَ بِنا مِنَ الشَوقِ القَديمِ / وَذِكرى ذَلِكَ العَيشِ الرَخيمِ
وَأَيّامٍ كَسَوناها جَمالاً / وَأَرقَصنا لَها فَلَكَ النَعيمِ
مَلَأناها بِنا حُسناً فَكانَت / بِجيدِ الدَهرِ كَالعِقدِ النَظيمِ
وَفِتيانٍ مَساميحٍ عَلَيهِم / جَلابيبٌ مِنَ الذَوقِ السَليمِ
لَهُم شِيَمٌ أَلَذُّ مِنَ الأَماني / وَأَطرَبُ مِن مُعاطاةِ النَديمِ
كَهَمِّكَ في الخَلاعَةِ وَالتَصابي / وَإِن كانوا عَلى خُلُقٍ عَظيمِ
دَعَوتُهُمُ إِلى أَنسٍ فَوافَوا / مُوافاةَ الكَريمِ إِلى الكَريمِ
وَجاؤوا كَالقَطا وَرَدَت نَميراً / عَلى ظَمَإٍ وَهَبّوا كَالنَسيمِ
وَكانَ اللَيلُ يَمرَحُ في شَبابِ / وَيَلهو بِالمَجَرَّةِ وَالنُجومِ
فَواصَلنا كُئوسَ الراحِ حَتّى / بَدَت لِلعَينِ أَنوارُ الصَريمِ
وَأَعمَلنا بِها رَأيَ اِبنِ هاني / فَأُلحِقنا بِأَصحابِ الرَقيمِ
وَظَبيٍ مِن بَني مِصرٍ غَريرٍ / شَهِيِّ اللَفظِ ذي خَدٍّ مَشيمِ
وَلَحظٍ بابِلِيٍّ ذي اِنكِسارِ / كَأَنَّ بِطَرفِهِ سيما اليَتيمِ
سَقانا في مُنادَمَةٍ حَديثاً / نَسينا عِندَهُ بِنتَ الكُرومِ
سَلامُ اللَهِ يا عَهدَ التَصابي / عَلَيكَ وَفِتيَةِ العَهدِ القَديمِ
أَحِنُّ لَهُم وَدونَهُمُ فَلاةٌ / كَأَنَّ فَسيحَها صَدرُ الحَليمِ
كَأَنَّ أَديمَها أَحشاءُ صَبٍّ / قَدِ اِلتَهَبَت مِنَ الوَجدِ الأَليمِ
كَأَنَّ سَرابَها إِذ لاحَ فيها / خِداعٌ لاحَ في وَجهِ اللَئيمِ
تَضِلُّ بِلَيلِها لِهبٌ فَتَحكي / بِوادي التيهِ أَقوامَ الكَليمِ
وَتَمشي السافِياتُ بِها حَيارى / إِذا نُقِلَ الهَجيرُ عَنِ الجَحيمِ
فَمَن لي أَن أَرى تِلكَ المَغاني / وَما فيها مِنَ الحُسنِ القَديمِ
فَما حَظُّ اِبنِ داوودٍ كَحَظّي / وَلا أوتيتُ مِن عِلمِ العَليمِ
وَلا أَنا مُطلَقٌ كَالفِكرِ أَسري / فَأَستَبِقُ الضَواحِكَ في الغُيومِ
وَلَكِنّي مُقَيَّدَةٌ رِحالي / بِقَيدِ العُدمِ في وادي الهُمومِ
نَزَحتُ عَنِ الدِيارِ أَرومُ رِزقي / وَأَضرِبُ في المَهامِهِ وَالتُخومِ
وَما غادَرتُ في السودانِ قَفراً / وَلَم أَصبُغ بِتُربَتِهِ أَديمي
وَها أَنا بَينَ أَنيابِ المَنايا / وَتَحتَ بَراثِنِ الخَطبِ الجَسيمِ
وَلَولا سَورَةٌ لِلمَجدِ عِندي / قَنِعتُ بِعيشَتي قَنَعَ الظَليمِ
أَيا اِبنَ الأَكرَمينَ أَباً وَجَدّاً / وَيا اِبنَ عُضادَةِ الدينِ القَويمِ
أَقامَ لِدينِنا أَهلوكَ رُكناً / لَهُ نَسَبٌ إِلى رُكنِ الحَطيمِ
فَما طافَ العُفاةُ بِهِ وَعادوا / بِغَيرِ العَسجَدِيَّةِ وَاللَطيمِ
أَتَيتُكَ وَالخُطوبُ تَزِفُّ رَحلي / وَلي حالٌ أَرَقُّ مِنَ السَديمِ
وَقَد أَصبَحتُ مِن سَعيي وَكَدحي / عَلى الأَرزاقِ كَالثَوبِ الرَديمِ
فَلا تُخلِق فُديتَ أَديمَ وَجهي / وَلا تَقطَع مُواصَلَةَ الحَميمِ
لَقَد نَصَلَ الدُجى فَمَتى تَنامُ
لَقَد نَصَلَ الدُجى فَمَتى تَنامُ / أَهَمٌّ ذادَ نَومَكَ أَم هُيامُ
غَفا المَحزونُ وَالشاكي وَأَغفى / أَخو البَلوى وَنامَ المُستَهامُ
وَأَنتَ تُقَلِّبُ الكَفَّينِ آناً / وَآوِنَةً يُقَلِّبُكَ السَقامُ
تَحَدَّرَتِ المَدامِعُ مِنكَ حَتّى / تَعَلَّمَ مِن مَحاجِرِكَ الغَمامُ
وَضَجَّت مِن تَقَلُّبِكَ الحَشايا / وَأَشفَقَ مِن تَلَهُّفِكَ الظَلامُ
تَبيتُ تُساجِلُ الأَفلاكَ سُهداً / وَعَينُ الكَونِ رَنَّقَها المَنامُ
وَتَكتُمُنا حَديثَ هَواكَ حَتّى / أَذاعَ الصَمتُ ما أَخفى الكَلامُ
بِرَبِّكَ هَل رَجَعتَ إِلى رَسيسٍ / مِنَ الذِكرى وَهَل رَجَعَ الغَرامُ
وَقَد لَمَعَ المَشيبُ وَذاكَ سَيفٌ / عَلى فَودَيكَ عَلَّقَهُ الحِمامُ
أَيَجمُلُ بِالأَديبِ أَديبِ مِصرٍ / بُكاءُ الطِفلِ أَرهَقَهُ الفِطامُ
وَيَصرِفُهُ الهَوى عَن ذِكرِ مِصرٍ / وَمِصرٌ في يَدِ الباغي تُضامُ
عَدِمتُ يَراعَتي إِن كانَ ما بي / هَوىً بَينَ الضُلوعِ لَهُ ضِرامُ
وَما أَنا وَالغَرامَ وَشابَ رَأسي / وَغالَ شَبابِيَ الخَطبُ الجُسامُ
وَرَبّاني الَّذي رَبّى لَبيداً / فَعَلَّمَني الَّذي جَهِلَ الأَنامُ
لَعَمرُكَ ما أَرِقتُ لِغَيرِ مِصرٍ / وَما لي دونَها أَمَلٌ يُرامُ
ذَكَرتُ جَلالَها أَيّامَ كانَت / تَصولُ بِها الفَراعِنَةُ العِظامُ
وَأَيّامَ الرِجالُ بِها رِجالٌ / وَأَيّامَ الزَمانُ لَها غُلامُ
فَأَقلَقَ مَضجَعي ما باتَ فيها / وَباتَت مِصرُ فيهِ فَهَل أُلامُ
أَرى شَعباً بِمَدرَجَةِ العَوادي / تَمَخَّخَ عَظمَهُ داءٌ عُقامُ
إِذا ما مَرَّ بِالبَأساءِ عامٌ / أَطَلَّ عَلَيهِ بِالبَأساءِ عامُ
سَرى داءُ التَواكُلِ فيهِ حَتّى / تَخَطَّفَ رِزقَهُ ذاكَ الزِحامُ
قَدِ اِستَعصى عَلى الحُكَماءِ مِنّا / كَما اِستَعصى عَلى الطِبِّ الجُذامُ
هَلاكُ الفَردِ مَنشَؤُهُ تَوانٍ / وَمَوتُ الشَعبِ مَنشَؤُهُ اِنقِسامُ
وَإِنّا قَد وَنينا وَاِنقَسَمنا / فَلا سَعيٌ هُناكَ وَلا وِئامُ
فَساءَ مُقامُنا في أَرضِ مِصرٍ / وَطابَ لِغَيرِنا فيها المَقامُ
فَلا عَجَبٌ إِذا مُلِكَت عَلَينا / مَذاهِبُنا وَأَكثَرُنا نِيامُ
حُسَينُ حُسَينُ أَنتَ لَها فَنَبِّه / رِجالاً عَن طِلابِ الحَقِّ ناموا
وَكُن بِأَبيكَ لِاِبنِ أَخيكَ عَوناً / فَأَنتَ بِكَفِّهِ نِعمَ الحُسامُ
أَفِض في قاعَةِ الشورى وِئاماً / فَقَد أَودى بِنا وَبِها الخِصامُ
وَعَلِّمهُم مُصادَمَةَ العَوادي / فَمِثلُكَ لا يُرَوِّعُهُ الصِدامُ
فَفي حِزبِ اليَمينِ لَدَيكَ قَومٌ / وَإِن قَلّوا فَإِنَّهُمُ كِرامُ
وَفي حِزبِ الشِمالِ لَدَيكَ أُسدٌ / كُماةٌ لا يَطيبُ لَها اِنهِزامُ
فَكونوا لِلبِلادِ وَلا يَفُتكُم / مِنَ النُهُزاتِ وَالفُرَصِ اِغتِنامُ
فَما سادوا بِمُعجِزَةٍ عَلَينا / وَلَكِن في صُفوفِهِمُ اِنضِمامُ
فَلا تَثِقوا بِوَعدِ القَومِ يَوماً / فَإِنَّ سَحابَ ساسَتِهِم جَهامُ
وَخافوهُم إِذا لانوا فَإِنّي / أَرى السُوّاسَ لَيسَ لَهُم ذِمامُ
فَكَم ضَحِكَ العَميدُ عَلى لِحانا / وَغَرَّ سَراتَنا مِنهُ اِبتِسامُ
أَبا الفَلّاحِ إِنَّ الأَمرَ فَوضى / وَجَهلُ الشَعبِ وَالفَوضى لِزامُ
فَأَسعِدنا بِنَشرِ العِلمِ وَاِعلَم / بِأَنَّ النَقصَ يَعقُبُهُ التَمامُ
وَلَيسَ العِلمُ يُمسِكُنا وَحيداً / إِذا لَم يَنصُرِ العِلمَ اِعتِزامُ
وَإِن لَم يُدرِكِ الدُستورُ مِصراً / فَما لِحَياتِها أَبَداً قِوامُ
حَمَونا وِردَ ماءِ النيلِ عَذباً / وَقالوا إِنَّهُ مَوتٌ زُؤامُ
وَما المَوتُ الزُؤامُ إِذا عَقَلنا / سِوى الشَرِكاتِ حَلَّ لَها الحَرامُ
لَقَد سَعِدَت بِغَفلَتِنا فَراحَت / بِثَروَتِنا وَأَوَّلُها التِرامُ
فَيا وَيلَ القَناةِ إِذا اِحتَواها / بَنو التاميزِ وَاِنحَسَرَ اللِثامُ
لَقَد بَقِيَت مِنَ الدُنيا حُطاماً / بِأَيدينا وَقَد عَزَّ الحُطامُ
وَقَد كُنّا جَعَلناها زِماماً / فَوا لَهفي إِذا قُطِعَ الزِمامُ
فَيا قَصرَ الدُبارَةِ لَستُ أَدري / أَحَربٌ في جِرابِكَ أَم سَلامُ
أَجِبنا هَل يُرادُ بِنا وَراءٌ / فَنَقضي أَم يُرادُ بِنا أَمامُ
وَيا حِزبَ اليَمينِ إِلَيكَ عَنّا / لَقَد طاشَت نِبالُكَ وَالسِهامُ
وَيا حِزبَ الشِمالِ عَلَيكَ مِنّا / وَمِن أَبناءِ نَجدَتِكَ السَلامُ
أُعَزّي فيكَ أَهلَكَ أَم أُعَزّي
أُعَزّي فيكَ أَهلَكَ أَم أُعَزّي / عُفاةَ الناسِ أَم هِمَمَ الكِرامِ
وَما أَدري أَرُكنُ الجاهِ أَودى / وَقَد أَودَيتَ أَم رُكنُ الشَآمِ
رِياضُ الأَزبَكِيَّةِ قَد تَحَلَّت
رِياضُ الأَزبَكِيَّةِ قَد تَحَلَّت / بِأَنجابٍ كِرامٍ أَنتَ مِنهُم
فَهَبها جَنَّةً فُتِحَت لِخَيرٍ / وَأَدخِلنا مَعَ المَعفُوِّ عَنهُم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025