حلولُك في محلّ الضيم داما
حلولُك في محلّ الضيم داما / وحدُّ السيف يأبى أن يُضاما
وكيف تمسُّ جانِبَك الليالي / بِذُلٍّ أو تحلّ به اهتضاما
ولم تنهض بأعباءٍ ثقالٍ / بهنَّ سواك لَم يطقِ القياما
ولم تُضرم بحدِّ السيفِ حرباً / إلى كبد السما ترمي الضراما
فيملأ طرفُك الآفاقَ نقعاً / ويملأ سيفُك الأقطارَ هاما
أتبذلُ للخمول جنابَ حُرٍّ / يحاذر أن يُعاب وأن يُداما
وآلك بالضبا شرعوا المعالي / وجيش الموتِ يزدحم ازدحاما
غداةَ طريدةُ المختار جاءت / تقود لحربهِم جيشاً لُهاما
ورامت أن تسومَ الضيمَ ندباً / أبى من عزِّه عن أن يُضاما
فأفرغَ جاشَهُ درعاً عليه / ونقعَ الموتِ صيَّره لِثاما
يؤازره أخو صدقٍ شمامٌ / يساندُ من أباطِحه شَماما
وصلٌّ في صريمتهِ مُواسٍ / لصلٍّ ينفث الموتَ الزؤاما
هو العباسُ ليثُ بني نزارٍ / ومن قد كان للاّجي عِصاما
هزبرٌ أغلب تخذَ اشتباكَ ال / رماح بِحومة الهيجا أُجاما
فمدَّت فوقه العُقبان ظِلاًّ / ليُقريها جسومَهم طعاما
وواجهت الضبا منه محيًّا / منيراً نورُه يجلو الضلاما
أخلاّءٌ تُصافحه يراها / إذا اختلفت بجبهته لِطاما
أبيٌّ عند مسّ الضيم يمضي / بعزمٍ يقطع العضب الحُساما