المجموع : 3
سَأَلتُ فَلَم تكلِّمُني الرُسومُ
سَأَلتُ فَلَم تكلِّمُني الرُسومُ / فَظَلتُ كَأَنَّني فيها سَقيمُ
بقارعةِ الغَريفِ فَذاتِ مَشيٍ / إِلى العَصداءِ لَيسَ بها مُقيمُ
منازِلُ عَذبَةِ الأَنيابِ خَودٍ / فَما إِن مِثلُها في الناس نيمُ
فَأَمّا إِن صَرَفتُ فَغيرُ بُغضٍ / وَلكن قَد تُعَدِّيني الهُمومُ
عَداني أَن أَزورَكِ حَربُ قَومٍ / كَحَرِّ النارِ ثاقِبَةٌ عَذومُ
عَذومٌ يَنكُلُ الأَعداءُ عَنها / كأَنَّ صُلاتَها الأَبطالَ هيمُ
فَلَستُ بآمِرٍ فيها بِسِلمٍ / وَلكنّي عَلى نَفسي زَعيمُ
قَتَلنا ناجياً بِقَتيلِ فَهمٍ / وَخَيرُ الطالِبِ التِرةَ الغَشومُ
بِغَزوٍ مثلِ وَلغِ الذئبِ حَتّى / يَنوءَ بِصاحِبي ثأرٌ مُنيمُ
يَنوءُ بِصاحِبي أَو يَقتلوني / قَتيلٌ ماجِدٌ سَمحٌ كَريمُ
وَلَمّا أَن بَدَت أَعلامُ تَرجٍ / وَقالَ الرابئانِ بَدَت رَتومُ
وَأعرضتِ الجِبالُ السودُ خَلفي / وَخَينَفُ عَن شِمالي وَالبَهيمُ
أَمَمتُ بِها الطَريقَ فُوَيقَ نَعلٍ / وَلَم أَقسِم فتَربِثَني القُسومُ
وَمَرقَبَةٍ نَمَيتُ إِلى ذُراها / يُقَصِّرُ دونَها السَبِطُ الوَسيمُ
عَلَوتُ قَذالَها وَهَبطتُ منها / إِلى أُخرى لثٌلَّتِها طَميمُ
فَلَم يَقصُر بِها باعي وَلكن / كَما تَنقَضُّ ضاريَةٌ لحومُ
من النُمرِ الظُهورِ كَأَنَّ فاها / إِذا أَنحَت عَلى شَيءٍ قَدومُ
وَلَيلَةِ قِرَّةٍ أَدلَجتُ فيها / يُحَرِّقُ جِلدَ ساقيَّ الهَشيمُ
فَأَصبَحتِ الأَنامِلُ قَد أُبينَت / كَأَنَّ بَنانَها أَنفٌ رَثيمُ
تَراها مِن وِثامِ الأَرضِ سوداً / كأَنَّ أَصابِعَ القَدَمَينِ شيمُ
ورَجلٍ قَد لَفَفتُهُم برَجلٍ / عليهم مِثلَ ما نُثِرَ الجَريمُ
يُصيبُ مقاتِلَ الأَبطالِ منهم / قَحيطُ الطَعنِ وَالضَربُ الخَذيمُ
كَمعمعةِ الحَريقةِ في أَباءٍ / تَشُبُّ ضِرامَها ريحٌ سَمومُ
وَرَدتُ المَوتَ بالأَبطالِ فيهم / إِذا خامَ الجَبانُ فَلا أَخيمُ
وَمُعتَرِكٍ كأَنَّ القَومَ فيهم / تَبُلُّ جُلودَ أَوجُهِهم جَحيمُ
صَلَيتُ بحرِّهِ وَتَجنَّبَتهُ / رِجالٌ لا يُناطُ بِها التَميمُ
إِذا أَنسى الحَياءَ الروعُ نادوا / أَلا يا حَبَّذا الأَنَسُ المُقيمُ
صَباحك واسلمي عنا أَماما
صَباحك واسلمي عنا أَماما / تحية وامق وَعمي ظلاما
برهرهة يحار الطرف فيها / كحقة تاجِر شدت ختاما
فَإِن تمس ابنة السهمي منا / بَعيداً لا تكلمنا كَلاما
فَإِنَّكَ لا محالة ان تريني / وَلَو أَمسَت حبالكم رماما
بناجية القَوائِم عيسجور / تدارك نيها عاماً فَعاما
سلي عني إِذا أَغبرَّت جَمادي / وَكانَ طَعام ضيفهم الثماما
أَلَسنا عصمة الأَضياف حَتّى / يضحى مالهم نفلاً تواما
أَبى ربع الفَوارِس يوم داج / وَعمى مالك وضع السهاما
فَلَو صاحبتنا لرضيت عنا / إِذا لَم تغبق المائة الغلاما
رَمَوْا دَوْساً بحَضْوَةَ ثَمُّ أَمْسوا
رَمَوْا دَوْساً بحَضْوَةَ ثَمُّ أَمْسوا / على دَوْسٍ كَذِي الدّاءِ اَلعظيمِ