المجموع : 2
سكرت بخمرة السر القديم
سكرت بخمرة السر القديم / ولكن من يدي ساق كريم
لقد رقصت بها الأرواح انسا / وما أدراك ما حال الجسوم
سلوا الساقي واقداح الندامى / ايصحو هائم القلب الكليم
شربناها ولا حرج علينا / فيا سكرى وما أنا بالأثيم
إذا الراووق نادانا سحيرا / تفتح في الحشا سمعُ الكلوم
ولبته نفوس في قلوب / تحن لنغمة الصوت الرخيم
وكم ناديت والأقوام صرعى / نديمي يا نديمي يا نديمي
تنبه للغبوق فدتك روحي / فقد قرب الصباح من الهجوم
فقام يهز قداً في هواه / مشيت على الصراط المستقيم
ومازلنا نحث الكاس حتى / تركنا الدن ذا كشح هضيم
فيا لله هاتيك الليالي / بحيث الشمل كالثغر البسيم
بكت ساعاتها الأقمار فانظر / جبين البدر اصبح كاللطيم
لئن ضن الزمان بها علينا / فتلك عوائد الزمن الظلوم
رويدك أيها اللاحي لتدري / ايصغي يا ترى سمع الملوم
تؤمل في ظلام العذل رشدي / أأرجو النصح من ليل بهيم
وتسأل ويك عن اسباب سقمي / ودمعي جاء بالنبأ العظيم
احب اعزة يا عزّ روحي / إذا التفتوا ودع ذكر الظليم
أدر لي راح ذكراهم فإني / على لهف لترياق السموم
وكررها بحقك يا حياتي / ولا عاشت بُنيات الكروم
وغني لي عراقا في حجاز / وقل يا مهجة العشاق هيمي
ابيت وبعض ما بي من لهيب / كنار قرى ألى الفضل العميم
بني الزهراء أنواء العطايا / وحر الجدب يلفح كالسموم
لآلي السلك في نسب عليّ / كريم من كريم من كريم
هم حصني وهم سيف اعتمادي / اصول به على الدهر الخصيم
اما والله لولاهم لأمسي / حفاظ العهد مندرس الرسوم
ولي منهم بحمد اللَه شيخ / أناديه لدى الخطب الجسيم
رفاعي جليل هاشمي / بمجلى ذلك الصدر الحليم
أقام من السلوك لنا طريقا / محررة على النهج القويم
بأنوار الشريعة قد أضاءت / وكلل أوجها فتح العليم
إذا ناديته ابشر بنجح / ولو حاولت معجزة الكليم
فكم لعلاه ما بين البرايا / براهين كصبح مستديم
أبا العلمين يا شيخ العريجا / اغث من خاض في لجج الهموم
اسير البين نائي الدار مالي / سوى دمعي المرقرق من حميم
أحاول بالسرى نيل الأماني / وسوء الحظ من بعض الخصوم
ويا ويلاه من شوق رماني / بسهم مقعد وجوى مقيم
خفوق حشاشة في نوء دمع / اتدري كيف ايام الحسوم
فقم يا كاشف الجلي بنصري / فمالي طاقة الكرب الأليم
ولاحظ ظاهري فضلاً وسري / وقل يا نعمة الإيمان دومي
عليك اجل تسليم شذّي / برضوان من البر الرحيم
وآلت أنجم الارشاد فينا / وأقمار الفضائل والعلوم
مدى الأيام ما نادى محب / سكرت بخمرة السر القديم
أعرني طرف زرقاء اليمامه
أعرني طرف زرقاء اليمامه / لأنظر ما ورا هذي الغمامه
تكاثف عتمها طولاً وعرضاً / كأن الليل قد أرخى ظلامه
مددنا نحوها الأبصار ظناً / بأن وراءها غيث الكرامة
ولما أن وجدناها غباراً / تضمن هيكلاً فظ الجسامه
علمنا ان شيطاناً مريداً / أتاناً قاضياً يبدي احتكامه
كأن الدهر جن فليس يدري / أنعلا قد تناول أم عمامه
رويدكم بني وطني فهذي / لعمري من علامات القيامه
عتبت على الحظوظ به فقالت / بهزء ربما سوداء شامه
وعاتبت الزمان فقال مهلاً / فإن الدهر ممتحن كرامه
أتى متلبساً برداء فقر / ينفض عن جوانبه قتامه
فأضحى يستدين وليس يوفي / وان طالبته تقبض خصامه
تظاهر بالعدالة وهو منها / بريء بل عدو الاستقامه
ولا يدري بشرع أو نظام / فليت يد البلى نثرت نظامه
فكم ألقى دعاوى في مهاو / غطست وراءها تسعين قامه
فلم اسمع لها إلا أنيناً / تقول اصبر فموعدنا القيامه
يريك بأول الأمر إلتزاما / لحاجتك التي ترجو التزامه
ومذ تملا له كفا وجوفا / وتشفي لا شفا المولى أوامه
يفيك الوعد قولاً ليس فعلاً / وآخر قوله ينسى كلامه
وان ذكرته بالأمر أرغى / وازبد واستحقيت انتقامه
سألت اللَه خالق كل وحش / ومشبع كل منهوم وهامه
يسد له مصارينا وساعا / فلو أكل الحصى هضمت طعامه
فكل وليمة شملته أم لا / يجدُّ إلى تطفلها اعتزامه
ويضحكني تعففه ابتداء / وقد أمسى يشد لها حزامه
وما أحلى مقالك يا صديقي / على مال أضعت مع الندامه
نويت به الزكاة أليس يجزي / كأنك ما جزيت به ملامه
تأس وان تكن ما نلت أجراً / فطورا لا يُفيد دم الحِجامه
فليتك قد وهبت له سِماما / تعجل منه للعمر انصرامه
فقسم بي نرمه برجوم لفظ / فلا دية هناك ولا قُسامه
نسلط من شياطين القوافي / عليه عصابة تهري عظامه
رجونا قبلُ فيه الخير حتى / أزاح الاختبار لنا لثامه
فأبصرناهُ زنديقاً تردى / بطبع الغدر في قلق الدمامه
أتذكر حين جاء وحل ضيفا / عزيزاً عند أرباب الزعامه
على علاته قد جاملوه / فكان كأنهم خفروا ذمامه
فقل ما شئت في نكس لئيم / على عمد النفاق بي خيامه
ومن نكد الزمان على فؤادي / هموم كالليالي يا أمامه
بكيت على الكرامة في بلادي / وقد ضاقت بأبناء الكرامه
تناوشنا الطغام بناب ظلم / ومنا من يُعين على الظلامه
فان لم تأتلف منا قلوب / تعامت نسأل اللَه السلامه
ولم نبرح كعير الحي ذلا / نظن بنفسنا ضعف الحزامه
نزحت عن الديار وساكنيها / وآثرت الرحيل على الإقامه
وقلت لناقتي يا ناق حدي / ولا تبكي دياراً مستضامه