القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو حَيّان الأندَلـُسي الكل
المجموع : 3
وَعَيَّنَني الوجودُ لكلِّ فَضلٍ
وَعَيَّنَني الوجودُ لكلِّ فَضلٍ / أَقَرَّ بِهِ المُعادي وَالمُوالي
فَلَستُ بِعاتِبٍ أَبناءَ دَهرِي / وَلَستُ بِماقتٍ جَورَ اللَيالي
كَفاني رُتبةً أَن صرت فَرداً / فَمالي في المَعالي مِن مِثالِ
إِذا ما لُحتُ في أُفُقٍ لِناسٍ / أَشارُوا بِالأَصابِعِ كَالهِلالِ
إِذا قالوا أَبو حَيان هَشَّت / إِلى رُؤيايَ أَفرادُ الرِجالِ
وَوَدُّوا لَو أَكونُ لَهُم نَجِياً / لِيَحظَوا بِالمَعاني وَالمَعالي
أَحُلُّ لَهُم غَوامِضَ مُشكِلاتٍ / إِذا الأَفهامُ صارَت في عِقالِ
وَأُفصِحُ عَن مَعانٍ غامِضاتٍ / إِذا خَرسَ الفَصيحُ لَدى المَقالِ
وَكانَ الدَهرُ عُطلاً مِن إِمامٍ / فَأَضحى جيدُهُ بي وَهوَ حالِ
سَلَكتُ طَريقَةً في الشَرعِ كانَت / طَريقَ الناسِ في الحِقَبِ الخَوالي
وَفارَقتُ التَعصُّب في أُمورٍ / فَأَدرَكتُ القَصِيَّ مِن المَنالِ
وَما أَبناءُ دَهري يَعرِفوني / وَهَل لِلنَقصِ علمٌ بِالكَمالِ
رَأَوا شَبحاً يُشاكِلُهُم فَقاسوا / بِأَني مِثلُهُم وَالفَرقُ عالِ
وَلَو كانَ القِياسُ يُفيدُ شَيئاً / لَكانَ الصَخرُ مِن ضَربِ اللآلي
أَقَمتُ بِمِصرِهِم عِشرين حَولاً / وَخَمساً مُملِيا غُرَرَ الأَمالي
فَما دَنَستُ آمالي بِمالٍ / لَهُم يَوماً وَلا علِموا بِحالي
سَجِيَّةُ زاهِدٍ فيما لَدَيهم / غَني بِالعِلم عَن خَوَلٍ وَمالِ
أَمالِك مُهجَتي كَم ذا تُوالي
أَمالِك مُهجَتي كَم ذا تُوالي / عَوارِفَ قَد أَتينَ عَلى التَوالي
بَقِيتُ أَغُضُّ مِن طَرفي حَياءً / لَما اسدَيتَ مِن كَرَمِ الخِلالِ
لَقَد شرَّفتَ بِالتَقريظِ وَضعي / وَقَد شنَّفتَ سَمعي بِاللآلي
فَما أَبقيتَ مِن مَعنىً غَريبٍ / توشِّيهِ بِلَفظٍ مِنكَ حالي
تُرى عشقتكَ أَبكارُ المَعاني / فَجئنكَ يَبتدِرنَ بِلا سُؤالِ
جَديرٌ أَن يَزُرنَك رافِلاتٍ / عَرائِسُ قَد بَرَزنَ مِن الحِجالِ
لِتَكسوها محاسِنَ مِن عُلاكُم / وَتَمنَحنا المَفاخرَ وَالمَعالي
حَبيبَ القَلبِ وُدّي مِن قَديمٍ / صَحيحٌ لا تُغيِّرُهُ اللَيالي
وَلَيلي مَع نَهاري في سُهادٍ / فَلَيسَ النَوم يَخطرُ لي بِبالي
وَصورَتُك الجَميلةُ نُصبَ عَيني / فَلَستُ بِطالِبٍ زَورَ الخَيالِ
لَقَد أَلغَزتُ في نَظمي بِسرٍّ / تحارُ بِفَكِّهِ فُصحَ الرِجالِ
وَمبتدَئي لَهُ خبرٌ غَريبٌ / وَمنفصلٌ شَبيهٌ بِاتِصالِ
حلبتُ الدَهرَ أَشطُرَهُ زَماناً
حلبتُ الدَهرَ أَشطُرَهُ زَماناً / وَأَغناني العِيانُ عَن السُؤالِ
فَما أَبصَرتُ مِن خِلٍّ وَفيٍّ / وَلا أَلفَيتُ مَشكُورَ الخِلالِ
ذِئابٌ في ثِيابٍ قَد تَبَدَّت / لِرائِيها بِأَشكالِ الرِجالِ
وَمَن يَكُ يَدَّعي مِنهُم صَلاحاً / فَزِندِيقٌ تَغَلغلَ في الضَلالِ
تَرى الجُهّالَ تَتبَعُهُ وَتَرضى / مُشارَكَةً بِأَهلٍ أَو بِمالِ
فَيَنهَبُ مالَهُم وَيصيب مِنهُم / نساءهُم بِمَقبوحِ الفعالِ
وَيَأخذُ حالهُ زُوراً فَيَرمي / عِمامَتَه وَيَهربُ في الرِمالِ
وَيجرون التيوسَ وَراءَ رجس / تَقَرمَط في العَقيدةِ وَالمَقالِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025