أُبُثُّكَ أم أَصُونُكَ يَا خَلِيلي
أُبُثُّكَ أم أَصُونُكَ يَا خَلِيلي / فَإنّ البَثَّ مِفتَاحُ الغَلِيلِ
كِلانَا في حَشِيَّتِهِ عَليلٌ / فما يُغنِي العَلِيلُ عَنِ العَلِيلِ
أَأرجُو أن يُخَفِّفَ ثِقلُ وَجدِي / وَأنتَ تَنُوءُ بالعِبءِ الثَّقِيلِ
وَلكِن أستَرِيحُ إلى مُصِيخٍ / وَإن لَم يُجدِ عَنِّي مِن فَتِيلِ
وَيُؤنِسُني وَإن كَانَت مُحَالاً / مُراجَعُةُ الصَّدَى قِيلا بِقِيلِ
فِدىً لَك مِن أخِي ثِقَةٍ كرِيمٍ / تَشَكَّى الحَيفَ مِن زَمَنٍ بَخِيلِ
لأنتَ السَّيف لَكِن غَيرُ نَابٍُ / ولا جَاسِي المَهزّ ولا كَليلِ
وإن كُثرُ الصَّوَارِمِ فِيهِ فَلٌّ / فَقَد مُدِحَ الصَّوَارِمُ بالفُلُولِ
ولا عَيبٌ سِوَى حَداثِ دَهرٍ / تُسيءُ الضَّربَ بِالسَّيفِ الصَّقيلِ
أعِنِّي أَستَمِل صَرفَ اللَّيَالِي / فَقَد يُرجَى الرِّضى لِلمُستَمِيلِ
وأثن مَعِي على سَفَرٍ حَمِيدٍ / قَضَى لِي مِن لِقَائِكَ كُلَّ سُولِ
وما أحمَدتُ منه سِوَى مُقامٍ / بِتُدمِيرٍ أقَلَّ مِنَ القَلِيلِ
تَقَضَّى وَهوَ مِلءُ العَينِ حُسناً / كَمَا استَمتَعتَ مِن شَمسِ الأصِيلِ