المجموع : 5
بِكُم قَلبي عَليلٌ ما يُبِلُّ
بِكُم قَلبي عَليلٌ ما يُبِلُّ / بِهِ مِنكُم غَليلٌ ما يُبَلُّ
فَطَرفي كاتِبٌ وَالطِّرسُ خَدّي / وَأَشواقي تُمِلُّ وَما تَمَلُّ
وَأَحبابي اِستَقَلّوا ما أُلاقي / مِنَ البُرَحاءِ فيهِم فَاِستَقَلّوا
فَلَو لاقى ثَبيرٌ بَعضَ وَجدي / وَما أَسلوهُمُ مَحَقَتهُ سِلُّ
هُمُ في القَلبِ حَلّوا حينَ ساروا / وَهُم عَقَدوا الهَوى وَالصَّبرَ حَلّوا
وَمِن أَجفانِهِنَّ السودِ يَومَ ال / تَفَرُّقِ لِلسِيوفِ البيضِ سَلّوا
فَأَيُّ حَشىً هُناكَ نَجا سَليماً / وَأَيُّ دَمٍ هُنالِكَ ما أَطَلّوا
رَأَوا قَتلي بِبَينِهِمُ حَلالاً / وَلا وَاللَهِ قَتلي ما يَحِلُّ
كَفى حزَناً بِأَنَّ الوَجدَ نامٍ / بِقَلبي وَالتَجَلُّد مُضمَحِلُّ
وَما يَألوهُمُ جُهداً غَرامي / وَجُهدُ النَفسِ يَبلُغُهُ المُقِلُّ
أَأَستَسقي لِدارِهِمُ وَدَمعي / لَها مِن سَيلِهِ نَهلٌ وَعلُّ
وَفي حبيهُمُ قَدَمي اِستَقامَت / وَآلَت لا تَزولُ وَلا تَزِلُّ
وَلَمّا أَن رَأَوا مِنّا نُفوساً / تَظَلُّ مِنَ المَآقي تَستَهِلُّ
سَقَوا مِن نَرجِسِ الأَحداقِ وَرداً / فَفي وَردِ الخُدودِ الدَّمعُ طَلُّ
لَقَد كُنتُ العَزيزَ وَفي هَواهُمُ / ذَلَلتُ وَكُلُّ من يَهوى يَذِلُّ
أَلا يا حَبَّذا أَعلامُ نَجدٍ / وَوادي الخَيفِ وَالبانُ المُظِلُّ
مَرابِعُ لا أَلَمَّ بِهِنَّ مَحلٌ / فَهُنَّ لِمَن كَلِفتُ بِهِ مَحَلُّ
وَمَملوكٍ لَهُ في التُركِ آلٌ / يَروعُ وَعِندَهُ لَم يُرعَ إِلُّ
يُدِلُّ وَمَن يَكُن في الحُسنِ فَرداً / بِلا شَبَهٍ لَهُ لِم لا يُدِلُّ
هِلالُ السَّرجِ يُطلِعُ مِنهُ شَمساً / عَلَيهِ فَرعُهُ المُسوَدُّ ظِلُّ
وَمِن تَحتِ اللِّثامِ يُرى هِلالاً / بِهِ لِلَهِ إِذ يَبدو نَهِلُّ
وَيُصمي قَوسُ حاجِبِهِ بِنَبلِ ال / لَواحِظِ عاشِقيهِ وَلَم يُوَلّوا
إِذا خَطَفَ القَناةَ فَذاكَ رُمحٌ / بِرُمحٍ في الكَريهَةِ يَشمَعِلُّ
وَإِن هَزَّ الحُسامَ يَكُن حُساماً / تُفَلُّ بِهِ الجُيوشُ وَلا يُفَلُّ
يُرى في سِلمِهِ ظَبياً غَريراً / وَفي الهَيجا هُوَ البازُ المُطِلُّ
فَما أَغناهُ عِندي عَن سِلاحٍ / فَفي حَملِ السِلاحِ عَلَيهِ كَلُّ
ذَؤابَتُهُ بِها ذابَت قُلوبٌ / وَفَوقَ السَرجِ مِنها صالَ صِلُّ
يَخوصُ مِنَ المُفاضَةِ في غَديرٍ / تَسَربَلَ مِنهُ رِئبالٌ مُدِلُّ
وَلَكِنَّ الهِزَبرَ يُرى شتيماً / أَزَلَّ وَذا مَليحٌ لا أَزَلُّ
هُوَ الصَّنَمُ الَّذي لَولا اِتِّقائي / إِلَهي لَم أَزَل فيهِ أَضِلُّ
عَذولي لا تَلُمني في هِلالي
عَذولي لا تَلُمني في هِلالي / وَلُم مَن لامَ ظُلماً فيهِ لا لي
لَهُ وَجهُ الغَزالَةِ حينَ تَبدو / ضُحىً وَفُتورُ أَلحاظِ الغَزالِ
وَمِن تَحتِ اللِثامِ هِلالُ عيدٍ / سَناهُ أُعيذُ مِن عَينِ الكَمالِ
وَما قَلبي بِخالٍ مِنهُ يَوماً / فَكَيفَ وَخَدُّهُ بِالخالِ حالي
وَأُقسِمُ لا سَلَوتُ الدَهرَ عَنهُ / وَلَكِنّي عَنِ السُلوانِ سالي
تَمَلَّكَني هَواهُ وَكُنتُ حُرّاً / وَأَرخَصَني الغَرامُ وَكُنتُ غالي
يَسُلُّ مِنَ الجُفونِ السودِ بيضاً / فَما أَنفَكُّ مِنها في قِتالِ
أَنا البالي سَقاماً في هَواهُ / وَحُبُّ سِواهُ لَم يَخطُر بِبالي
مَحاسِنُهُ هَيولي كُلّ شَيءٍ / وَمغناطيسُ أَفئِدَةِ الرِّجالِ
لَهُ بَشَرٌ أَنيقٌ ناعِمٌ كَال / حَريرِ يَشِفُّ لَمّاعَ الصِّقالِ
إِذا هُوَ قابَلَ الديباجَ أَبدى / نُقوشاً مِنهُ مُحكَمَةَ المِثالِ
كَأَنَّ اللَهَ جَمَّعَ فيهِ لَمّا / بَراهُ جَميعَ أَجزاءِ الجَمالِ
تَرى قَوساً بِحاجِبِهِ وَراشَت / لَواحِظُهُ سِهاماً بِالنِّصالِ
فَلِلتُّركِيِّ بَأسٌ أَيُّ بَأسٍ / لَدى تَفويقِهِ عِندَ النِّضالِ
يُرَنَّحُ في الكثيبِ قَضيبَ بانٍ / رَشيقَ القَدِّ أَهيَفَ ذا اِعتِدالِ
وَيَبسِمُ عَن أَقاحٍ فَوقَ راحٍ / وَعَن حبَبِ الكُؤسِ وَعَن لَآلِ
يرى قَتلي الحَرامَ عَلَيهِ فَرضاً / بِحُسنِ كَلامِهِ السِحرِ الحَلالِ
لَهُ نَفسي الفِداءُ وَكُلُّ شَيءٍ / يَعزُّ عَلَيَّ مِن أَهلٍ وَمالِ
ذُؤابَتُهُ أَذابَتني سَقاماً / بِطولٍ وَاِسوِدادٍ كَاللَيالي
وَغادَرَني بِغَدرَتِهِ خَيالاً / وَضَنَّ عَلَيَّ حَتّى بِالخَيالِ
فَعِشقي فَوقَ غايَةِ كُلِّ عِشقٍ / وَلَكِن لا سَبيلَ إِلى الوِصالِ
فَمن عَينَيَّ جارِيَةٌ عُيونٌ / وَلي قَلبٌ بِنارِ الهَجرِ صالي
بِخَدَّيهِ وَوَجنَتِهِ دِماءُ ال / كُماةِ وَطَرفُهُ يَدعو نَزالِ
يُمِلُّ مَقاتِلَ الفُرسانِ قِدماً / بِأَلحاظٍ عَجيباتِ الأَمالي
نَديمي سَقِّني الصَّهباءَ صِرفاً / وَنَزِّهها عَنِ الماءِ الزُّلالِ
وَبادِرني بِها وَالكَأسُ مَلأى / وَلا تَخلِط حَراماً بِالحَلالِ
فَإِنَّ لَها دَبيباً في عِظامِ ال / نَدامى كَالدَّبيبِ مِنَ النِمالِ
بِكِلتا راحَتَيكَ أَدِر عَلَينا ال / حُمَيّا بِاليَمينِ وَبِالشِمالِ
وَإِيّاكَ المِكاسَ لَدى شِراها / فَما غالي مَسَرَّتِها بِغالِ
فَأَبناءُ الهُمومِ دَواهُمُ مِن / أَذى دُنياهُمُ بِنتُ الدَّوالي
شَكَوتُ فَلَم يَرِقَّ لِضَعفِ حالي
شَكَوتُ فَلَم يَرِقَّ لِضَعفِ حالي / حَبيبٌ جِسمُهُ بِالحُسنِ حالي
خَلِيٌّ مِن خِلالِ العَذلِ فيهِ / ضَنَيتُ فَصِرتُ نِضواً كَالخِلالِ
حَلا لي في الهَوى مُرُّ التَجَنّي / بِلَفظٍ مِنهُ كالسِّحرِ الحَلالِ
إِذا ما اِفتَرَّ عَن غُرِّ الثَنايا / ثَنى في خَجلَةٍ غُرَّ اللآلي
بِنَضرَتِهِ وَنَظرَتِهِ إِلَينا / نَرى حُسنَ الغَزالَةِ وَالغَزالِ
وَغانِيَةٍ تَهُزُّ عَلى كَثيبٍ / قَوامَ الخَيزُرانَةِ بِاِعتِدالِ
يَعودُ البَدرُ عَنها ذا مِحاقٍ / إِذا نَظَرَت إِلَيهِ في الكَمالِ
تَضِنُّ بِوَصلِها المَأمولِ عَنّي / وَقَد خَوَّلتُها روحي وَمالي
بُليتُ عَلى اِكتِهالِ السِّنِّ مِنّي / بِمَعشوقِ التَّثَنّي وَالدَّلالِ
بَديعُ الحُسنِ وَالإِحسانُ مِنهُ / بَعيدٌ وَصلُهُ صَعبُ المَنالِ
أَتى شَيبي وَفارَقَني شَبابي / فَواصَلَني اِكتِئابٌ غَيرُ آلي
فَوا أَسَفاً عَلى دَهرٍ جَنَينا / بِأَيدي طيبِهِ ثَمَرَ الوِصالِ
مَضى الأَحبابُ وَاللَذاتُ عَنّي / فَوا أَسَفي عَلى عَيشٍ مَضى لي
لَئِن طالَت بِهَجرِهِمُ لَيالٍ / لَقَد قَصُرَت بِوَصلِهِمُ لَيالي
نَديمي هاتِها راحاً شَمولاً / أَرَقَّ لَدَيَّ مِن رَوحِ الشَمالِ
إِذا صَدَمَت جُيوش الهَمِّ وَلَّت / جيوشُ الهَمِّ إِذ تَدعو نَزالِ
أَدِر كاساتِها ذَهَباً مُذاباً / أَحاطَ بِرَأسِها عِقدُ اللآلي
فَحُلَّ بِها عِقالَ الهَمِّ عَنّي / وَقُم وَاِنشَط لأَنشَطَ مِن عِقالي
أَدِر شَمسَ المُدامَةِ أَو ترانا / نَرى الأَيّامَ سَكرى كَاللَيالي
عَلى وَردٍ كَأَنَّ بِهِ خُدودَ ال / غَواني نافِحاتٌ بِالغَوالي
يَقولُ تَمَتَّعوا بِشُموسِ فَضلي / طَوالِعَ عِندَكُم قَبلَ الزَّوالِ
وَأَيّامي قِصارٌ وَاللَيالي / وَإِلمامي كَإِلمامِ الخَيالِ
فَقَد أَبدى الرَّبيعُ وجوهَ حُسنٍ / أَنيقاتٍ بَديعاتِ الجَمالِ
وَمَنثوراً أَنامِلُهُ رِخاصٌ / بِهِنَّ جَواهِرُ الحُسنِ الغَوالي
بِكاظِمَةٍ قِفوا وَسَلوا
بِكاظِمَةٍ قِفوا وَسَلوا / أَقامَ الحَيُّ أَم رَحَلوا
إِن اِرتَحَلوا فَعَن قَلبي / هَواهُم لَيسَ يَرتَحِلُ
فُؤادي فيهِ مُشتَغِلٌ / وَفَودي فيهِ مُشتَعِلُ
وَلَستُ أَشُحُّ يَوماً أَن / أَسُحَّ الدَمعَ يَنهَمِلُ
هُمُ وَصَلوا إِلى قَتلي / بِبَينِهِمُ وَما وَصَلوا
بَكَيتُ بِرَبعِهِم حَتّى / بَكا مِن رَحمَتي الطَلَلُ
فَفي قَلبي لِبَينِهِمُ / جُروحٌ لَيسَ تَندَمِلُ
وَكَم لي حيَّةٍ مِن حَر / رِها تَتَأَوَّهُ الإِبِلُ
أَبَوا أَن يَرحَموا حالي / فَقَد ضاقَت بِيَ الحِيَلُ
وَأَحناءُ الضُلوعِ عَلى / لَهيبِ النارِ تَشتَمِلُ
فَإِن داموا عَلى هَجري / فَلا سَهلٌ وَلا جَبَلُ
نَأَوا فَأَقامَ في قَلبي ال / هَوى وَالوَجدُ وَالوَجَلُ
وَقيلَ اِصبُر فَقُلتُ أَخا / فُ أَن لا يَصبِرَ الأَجَلُ
وَمَهما صُنتُ مِن سِرٍّ / فَبِالأَجفانِ يُبَتَذَلُ
وَغُزلانٍ حِسانٍ في / سِواها يَقبُحُ الغَزَلُ
هَزَزنَ وَقَد مَشَينَ لَنا ال / قُدودَ فَحارَتِ الأَسَلُ
وَما فَعَلَت سُيوفُ الهن / دِ ما فعلت بِنا المُقَلُ
وَأَغناها عَنِ التَكحي / لِ في أَجفانِها الكَحَلُ
فَلِلتُفّاحِ مِن تِلكَ ال / خُدودِ سَوافِراً خَجَلُ
أَما وَشِفاهُهُنَّ اللُع / سُ مِنها يُجتَنى العَسَلُ
شِفاهٌ فازَ مَن أَمسَت / تُشافِهُهُ بِها القُبَلُ
لَو اَنَّ العاذِلينَ رَأَوا / مَحاسِنَهُنَّ ما عَذَلوا
فَلي عَن كُلِّ شُغلٍ في / بَني الدُنيا بِها شُغُلُ
يُخامِرُ ريقَهُنَّ الخَم / رُ مِنها العَلُّ وَالنَهَلُ
فَفي لَحَظاتِها سُكرٌ / وَفي أَعطافِها ثَمَلُ
أَشاعوا في غَدٍ يَبغي الرَحيلا
أَشاعوا في غَدٍ يَبغي الرَحيلا / فَخَدَّ الدَّمعُ في خَدّي مَسيلا
فَأَضحَوا وَالمَطِيُّ لَهُ رُغاءٌ / وَشُعثُ الخَيلِ أَعلَنَتِ الصَهيلا
وَقَد رَفَعوا الجَمالَ عَلى جمالٍ / وَبِالعُشّاقِ ما فَعَلوا جَميلا
فَكَم حازَت هَوادِجُهُنَّ رِدفاً / ثَقيلاً جاذَبَ الخَصرَ النَحيلا
وَطَرفاً فاتِراً غَنِجاً كَحيلاً / وَخَدّاً سافِراً ضَرِجاً أَسيلا
وَفيهِم غُصنُ بانٍ تَحتَ شَمسٍ / مُحَيِّيَةً ضُحاها وَالأَصيلا
أَغَنُّ مُعَقرَب الصُدغَينِ يَجلو / حَبابَ الثَغرِ إِذ يَعلو الشَمولا
وَساروا يَقطَعونَ الأَرضَ وَخداً / وَقَد جَمَعوا مَعَ الوَخدِ الذَميلا
فَعُدتُ وَقُلتُ كَم هَذا التَصابي / فَما اِقتادَ الهَوى إِلّا جَهولا
إِلى كَم يَستَفِزُّ المَينُ شِعري / سَأَصدُقُ في القَريضِ الآنَ قيلا
وَأَرجو عَفوَ رَبّي في مَعادي / عَسى أَن يَصفَحَ الصَفحَ الجَميلا
وَأَمدَحُ سادَةً فيهِم مَديحي / يَكونُ إِلى رِضى اللَهِ السَبيلا
مُحَمَّد بنُ عَبدِ اللَهِ خَيرُ ال / أَنامِ إِذا هُمُ اِفتَخَروا قَبيلا
رَسولُ اللَهِ بِالقُرآنِ وافى / فَكانَ أَجَلَّ مَبعوثٍ رَسولا
نَبِيٌّ آلُهُ هُم خَيرُ آلٍ / وَأَكرَمُهُم وَأَغزَرُهُم عُقولا
فَمَدحُهُم لَدَيَّ أَراهُ فَضلاً / وَمَدحُ الناسِ كُلِّهِمُ فُضولا
هُمُ القَومُ الأُلى سادوا وَجادوا / وَهُم أَزكى بَني الدُنيا أُصولا
هُمُ حِصني الحَصينُ وَلَيسَ خَلقٌ / سِواهُم لي غَداً ظِلّاً ظَليلا
وَهُم يَومَ المَعادِ لَنا غياثٌ / بِهِم نَرجو إِلى الفَوزِ الوُصولا
وَهَل أَحَدٌ بِمَكرُمَةٍ يُسامي / أَبا حَسَنٍ وَفاطِمَةَ البَتولا
وَهَل مِن خَمسَةٍ يَوماً سِواهُم / أَتَمّوا سِتَّةً مَع جَبرَئيلا
بِهِم في الجَدبِ نَستَسقي فَنُسقى / وَيَصرِفُ رَبُّنا عَنّا المُحولا
أَلَم يَكُ الاِبتِهالُ بِهِم قَديماً / عَلى تَعظيمِ شَأنِهِمُ دَليلا
عَلِيٌّ هازِمُ الأَحزابِ قِدماً / وَقَد هاجَت لَهُ الهَيجا الذُحولا
هُناكَ رَمى الرُؤوسَ عَنِ الهَوادي / وَأَسمَعَ سَيفُهُ الجَمعَ الصَليلا
وَقَطَّعَ ذو الفَقارِ فَقارَهُم بِال / ظباةِ وَلا فُلولَ وَلا كُلولا
عَلِيٌّ غادَرَ الأَبطالَ صَرعى / وَأَخرَسَ عَن شَقاشِقِها الفُحولا
وَهَل أَحَدٌ يُساجِلُهُ بِعِلمٍ / أَيُغلَبُ عِلمُ مَن وَرِثَ الرَسولا
وَكَم لاقى العِدا فَأَسالَ مِنهُم / بِصارِمِهِ دِماءَهُمُ سُيولا
أَتى بِرَحيبَةِ الفَرغَين في مَر / حَبٍ قِدماً فَأُوتِيَ منه سولا
وَكَم لاقاهُ جَبّارٌ عَزيزٌ / فَصارَ لَدَيهِ خَوّاراً ذَليلا
عَلِيٌّ طَلَّقَ الدُنيا ثَلاثاً / وَما حابى أَخاهُ بِها عَقيلا
تَوَلّاها وَفارَقَها حَميداً / وَلَم يُظلَم بِها أَحَدٌ فَتيلا
أَلهَفي لِلحُسَينِ غَداةَ أَضحى / هُناكَ بِكَربَلا شِلواً قَتيلا
يُمَزِّقُ جِسمَهُ دَوسُ المَذاكي / وَقَد أَعلَت وَلاياهُ العَويلا
شَكا ظَمَأً فَما عَطَفوا عَلَيهِ / وَلا أَلوَوا وَلا أَروَوا غَليلا
أَيا ماءَ الفُراتِ نَضَبتَ ماءً / لِأَنَّكَ مِنهُ لَم تَشفِ الغَليلا
رَسولُ اللَهِ سَمّاهُ حُسَيناً / وَقَبَّلَ ثَغرهُ زَمَناً طَويلا
سَيَشقى الظالِمونَ بِهِ وَيُسقى ال / وُلاةُ المُؤمِنونَ السَلسَبيلا
مُحِبّوهُم بِبُغضِهِمُ سِواهُم / عَدِمتَهُمُ لَقَد ساءوا سَبيلا
سوى القَومِ الأُلى قَتَلوا حُسَيناً / وَسَبّوا صِنوَ أَحمَدَ وَالخَليلا
وَمَدحُهُم أَتى في هَل أَتى مُح / كَماً مدحاً كَثيراً لا قَليلا
وَلَيسَ العُروَةُ الوُثقى سِواهُم / فَكُن مُستَمسِكاً بَراً وَصولا
وَإِنّي سَوفَ أُدرِكُ في مَعادي / بِمَدحِ بَني رَسولِ اللَهِ سولا
صَلاةُ اللَهِ خالِقِنا عَلَيهِم / غُدُوَّ الدَهرِ تترى وَالأَصيلا