القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : فِتيان الشّاغُوري الكل
المجموع : 5
بِكُم قَلبي عَليلٌ ما يُبِلُّ
بِكُم قَلبي عَليلٌ ما يُبِلُّ / بِهِ مِنكُم غَليلٌ ما يُبَلُّ
فَطَرفي كاتِبٌ وَالطِّرسُ خَدّي / وَأَشواقي تُمِلُّ وَما تَمَلُّ
وَأَحبابي اِستَقَلّوا ما أُلاقي / مِنَ البُرَحاءِ فيهِم فَاِستَقَلّوا
فَلَو لاقى ثَبيرٌ بَعضَ وَجدي / وَما أَسلوهُمُ مَحَقَتهُ سِلُّ
هُمُ في القَلبِ حَلّوا حينَ ساروا / وَهُم عَقَدوا الهَوى وَالصَّبرَ حَلّوا
وَمِن أَجفانِهِنَّ السودِ يَومَ ال / تَفَرُّقِ لِلسِيوفِ البيضِ سَلّوا
فَأَيُّ حَشىً هُناكَ نَجا سَليماً / وَأَيُّ دَمٍ هُنالِكَ ما أَطَلّوا
رَأَوا قَتلي بِبَينِهِمُ حَلالاً / وَلا وَاللَهِ قَتلي ما يَحِلُّ
كَفى حزَناً بِأَنَّ الوَجدَ نامٍ / بِقَلبي وَالتَجَلُّد مُضمَحِلُّ
وَما يَألوهُمُ جُهداً غَرامي / وَجُهدُ النَفسِ يَبلُغُهُ المُقِلُّ
أَأَستَسقي لِدارِهِمُ وَدَمعي / لَها مِن سَيلِهِ نَهلٌ وَعلُّ
وَفي حبيهُمُ قَدَمي اِستَقامَت / وَآلَت لا تَزولُ وَلا تَزِلُّ
وَلَمّا أَن رَأَوا مِنّا نُفوساً / تَظَلُّ مِنَ المَآقي تَستَهِلُّ
سَقَوا مِن نَرجِسِ الأَحداقِ وَرداً / فَفي وَردِ الخُدودِ الدَّمعُ طَلُّ
لَقَد كُنتُ العَزيزَ وَفي هَواهُمُ / ذَلَلتُ وَكُلُّ من يَهوى يَذِلُّ
أَلا يا حَبَّذا أَعلامُ نَجدٍ / وَوادي الخَيفِ وَالبانُ المُظِلُّ
مَرابِعُ لا أَلَمَّ بِهِنَّ مَحلٌ / فَهُنَّ لِمَن كَلِفتُ بِهِ مَحَلُّ
وَمَملوكٍ لَهُ في التُركِ آلٌ / يَروعُ وَعِندَهُ لَم يُرعَ إِلُّ
يُدِلُّ وَمَن يَكُن في الحُسنِ فَرداً / بِلا شَبَهٍ لَهُ لِم لا يُدِلُّ
هِلالُ السَّرجِ يُطلِعُ مِنهُ شَمساً / عَلَيهِ فَرعُهُ المُسوَدُّ ظِلُّ
وَمِن تَحتِ اللِّثامِ يُرى هِلالاً / بِهِ لِلَهِ إِذ يَبدو نَهِلُّ
وَيُصمي قَوسُ حاجِبِهِ بِنَبلِ ال / لَواحِظِ عاشِقيهِ وَلَم يُوَلّوا
إِذا خَطَفَ القَناةَ فَذاكَ رُمحٌ / بِرُمحٍ في الكَريهَةِ يَشمَعِلُّ
وَإِن هَزَّ الحُسامَ يَكُن حُساماً / تُفَلُّ بِهِ الجُيوشُ وَلا يُفَلُّ
يُرى في سِلمِهِ ظَبياً غَريراً / وَفي الهَيجا هُوَ البازُ المُطِلُّ
فَما أَغناهُ عِندي عَن سِلاحٍ / فَفي حَملِ السِلاحِ عَلَيهِ كَلُّ
ذَؤابَتُهُ بِها ذابَت قُلوبٌ / وَفَوقَ السَرجِ مِنها صالَ صِلُّ
يَخوصُ مِنَ المُفاضَةِ في غَديرٍ / تَسَربَلَ مِنهُ رِئبالٌ مُدِلُّ
وَلَكِنَّ الهِزَبرَ يُرى شتيماً / أَزَلَّ وَذا مَليحٌ لا أَزَلُّ
هُوَ الصَّنَمُ الَّذي لَولا اِتِّقائي / إِلَهي لَم أَزَل فيهِ أَضِلُّ
عَذولي لا تَلُمني في هِلالي
عَذولي لا تَلُمني في هِلالي / وَلُم مَن لامَ ظُلماً فيهِ لا لي
لَهُ وَجهُ الغَزالَةِ حينَ تَبدو / ضُحىً وَفُتورُ أَلحاظِ الغَزالِ
وَمِن تَحتِ اللِثامِ هِلالُ عيدٍ / سَناهُ أُعيذُ مِن عَينِ الكَمالِ
وَما قَلبي بِخالٍ مِنهُ يَوماً / فَكَيفَ وَخَدُّهُ بِالخالِ حالي
وَأُقسِمُ لا سَلَوتُ الدَهرَ عَنهُ / وَلَكِنّي عَنِ السُلوانِ سالي
تَمَلَّكَني هَواهُ وَكُنتُ حُرّاً / وَأَرخَصَني الغَرامُ وَكُنتُ غالي
يَسُلُّ مِنَ الجُفونِ السودِ بيضاً / فَما أَنفَكُّ مِنها في قِتالِ
أَنا البالي سَقاماً في هَواهُ / وَحُبُّ سِواهُ لَم يَخطُر بِبالي
مَحاسِنُهُ هَيولي كُلّ شَيءٍ / وَمغناطيسُ أَفئِدَةِ الرِّجالِ
لَهُ بَشَرٌ أَنيقٌ ناعِمٌ كَال / حَريرِ يَشِفُّ لَمّاعَ الصِّقالِ
إِذا هُوَ قابَلَ الديباجَ أَبدى / نُقوشاً مِنهُ مُحكَمَةَ المِثالِ
كَأَنَّ اللَهَ جَمَّعَ فيهِ لَمّا / بَراهُ جَميعَ أَجزاءِ الجَمالِ
تَرى قَوساً بِحاجِبِهِ وَراشَت / لَواحِظُهُ سِهاماً بِالنِّصالِ
فَلِلتُّركِيِّ بَأسٌ أَيُّ بَأسٍ / لَدى تَفويقِهِ عِندَ النِّضالِ
يُرَنَّحُ في الكثيبِ قَضيبَ بانٍ / رَشيقَ القَدِّ أَهيَفَ ذا اِعتِدالِ
وَيَبسِمُ عَن أَقاحٍ فَوقَ راحٍ / وَعَن حبَبِ الكُؤسِ وَعَن لَآلِ
يرى قَتلي الحَرامَ عَلَيهِ فَرضاً / بِحُسنِ كَلامِهِ السِحرِ الحَلالِ
لَهُ نَفسي الفِداءُ وَكُلُّ شَيءٍ / يَعزُّ عَلَيَّ مِن أَهلٍ وَمالِ
ذُؤابَتُهُ أَذابَتني سَقاماً / بِطولٍ وَاِسوِدادٍ كَاللَيالي
وَغادَرَني بِغَدرَتِهِ خَيالاً / وَضَنَّ عَلَيَّ حَتّى بِالخَيالِ
فَعِشقي فَوقَ غايَةِ كُلِّ عِشقٍ / وَلَكِن لا سَبيلَ إِلى الوِصالِ
فَمن عَينَيَّ جارِيَةٌ عُيونٌ / وَلي قَلبٌ بِنارِ الهَجرِ صالي
بِخَدَّيهِ وَوَجنَتِهِ دِماءُ ال / كُماةِ وَطَرفُهُ يَدعو نَزالِ
يُمِلُّ مَقاتِلَ الفُرسانِ قِدماً / بِأَلحاظٍ عَجيباتِ الأَمالي
نَديمي سَقِّني الصَّهباءَ صِرفاً / وَنَزِّهها عَنِ الماءِ الزُّلالِ
وَبادِرني بِها وَالكَأسُ مَلأى / وَلا تَخلِط حَراماً بِالحَلالِ
فَإِنَّ لَها دَبيباً في عِظامِ ال / نَدامى كَالدَّبيبِ مِنَ النِمالِ
بِكِلتا راحَتَيكَ أَدِر عَلَينا ال / حُمَيّا بِاليَمينِ وَبِالشِمالِ
وَإِيّاكَ المِكاسَ لَدى شِراها / فَما غالي مَسَرَّتِها بِغالِ
فَأَبناءُ الهُمومِ دَواهُمُ مِن / أَذى دُنياهُمُ بِنتُ الدَّوالي
شَكَوتُ فَلَم يَرِقَّ لِضَعفِ حالي
شَكَوتُ فَلَم يَرِقَّ لِضَعفِ حالي / حَبيبٌ جِسمُهُ بِالحُسنِ حالي
خَلِيٌّ مِن خِلالِ العَذلِ فيهِ / ضَنَيتُ فَصِرتُ نِضواً كَالخِلالِ
حَلا لي في الهَوى مُرُّ التَجَنّي / بِلَفظٍ مِنهُ كالسِّحرِ الحَلالِ
إِذا ما اِفتَرَّ عَن غُرِّ الثَنايا / ثَنى في خَجلَةٍ غُرَّ اللآلي
بِنَضرَتِهِ وَنَظرَتِهِ إِلَينا / نَرى حُسنَ الغَزالَةِ وَالغَزالِ
وَغانِيَةٍ تَهُزُّ عَلى كَثيبٍ / قَوامَ الخَيزُرانَةِ بِاِعتِدالِ
يَعودُ البَدرُ عَنها ذا مِحاقٍ / إِذا نَظَرَت إِلَيهِ في الكَمالِ
تَضِنُّ بِوَصلِها المَأمولِ عَنّي / وَقَد خَوَّلتُها روحي وَمالي
بُليتُ عَلى اِكتِهالِ السِّنِّ مِنّي / بِمَعشوقِ التَّثَنّي وَالدَّلالِ
بَديعُ الحُسنِ وَالإِحسانُ مِنهُ / بَعيدٌ وَصلُهُ صَعبُ المَنالِ
أَتى شَيبي وَفارَقَني شَبابي / فَواصَلَني اِكتِئابٌ غَيرُ آلي
فَوا أَسَفاً عَلى دَهرٍ جَنَينا / بِأَيدي طيبِهِ ثَمَرَ الوِصالِ
مَضى الأَحبابُ وَاللَذاتُ عَنّي / فَوا أَسَفي عَلى عَيشٍ مَضى لي
لَئِن طالَت بِهَجرِهِمُ لَيالٍ / لَقَد قَصُرَت بِوَصلِهِمُ لَيالي
نَديمي هاتِها راحاً شَمولاً / أَرَقَّ لَدَيَّ مِن رَوحِ الشَمالِ
إِذا صَدَمَت جُيوش الهَمِّ وَلَّت / جيوشُ الهَمِّ إِذ تَدعو نَزالِ
أَدِر كاساتِها ذَهَباً مُذاباً / أَحاطَ بِرَأسِها عِقدُ اللآلي
فَحُلَّ بِها عِقالَ الهَمِّ عَنّي / وَقُم وَاِنشَط لأَنشَطَ مِن عِقالي
أَدِر شَمسَ المُدامَةِ أَو ترانا / نَرى الأَيّامَ سَكرى كَاللَيالي
عَلى وَردٍ كَأَنَّ بِهِ خُدودَ ال / غَواني نافِحاتٌ بِالغَوالي
يَقولُ تَمَتَّعوا بِشُموسِ فَضلي / طَوالِعَ عِندَكُم قَبلَ الزَّوالِ
وَأَيّامي قِصارٌ وَاللَيالي / وَإِلمامي كَإِلمامِ الخَيالِ
فَقَد أَبدى الرَّبيعُ وجوهَ حُسنٍ / أَنيقاتٍ بَديعاتِ الجَمالِ
وَمَنثوراً أَنامِلُهُ رِخاصٌ / بِهِنَّ جَواهِرُ الحُسنِ الغَوالي
بِكاظِمَةٍ قِفوا وَسَلوا
بِكاظِمَةٍ قِفوا وَسَلوا / أَقامَ الحَيُّ أَم رَحَلوا
إِن اِرتَحَلوا فَعَن قَلبي / هَواهُم لَيسَ يَرتَحِلُ
فُؤادي فيهِ مُشتَغِلٌ / وَفَودي فيهِ مُشتَعِلُ
وَلَستُ أَشُحُّ يَوماً أَن / أَسُحَّ الدَمعَ يَنهَمِلُ
هُمُ وَصَلوا إِلى قَتلي / بِبَينِهِمُ وَما وَصَلوا
بَكَيتُ بِرَبعِهِم حَتّى / بَكا مِن رَحمَتي الطَلَلُ
فَفي قَلبي لِبَينِهِمُ / جُروحٌ لَيسَ تَندَمِلُ
وَكَم لي حيَّةٍ مِن حَر / رِها تَتَأَوَّهُ الإِبِلُ
أَبَوا أَن يَرحَموا حالي / فَقَد ضاقَت بِيَ الحِيَلُ
وَأَحناءُ الضُلوعِ عَلى / لَهيبِ النارِ تَشتَمِلُ
فَإِن داموا عَلى هَجري / فَلا سَهلٌ وَلا جَبَلُ
نَأَوا فَأَقامَ في قَلبي ال / هَوى وَالوَجدُ وَالوَجَلُ
وَقيلَ اِصبُر فَقُلتُ أَخا / فُ أَن لا يَصبِرَ الأَجَلُ
وَمَهما صُنتُ مِن سِرٍّ / فَبِالأَجفانِ يُبَتَذَلُ
وَغُزلانٍ حِسانٍ في / سِواها يَقبُحُ الغَزَلُ
هَزَزنَ وَقَد مَشَينَ لَنا ال / قُدودَ فَحارَتِ الأَسَلُ
وَما فَعَلَت سُيوفُ الهن / دِ ما فعلت بِنا المُقَلُ
وَأَغناها عَنِ التَكحي / لِ في أَجفانِها الكَحَلُ
فَلِلتُفّاحِ مِن تِلكَ ال / خُدودِ سَوافِراً خَجَلُ
أَما وَشِفاهُهُنَّ اللُع / سُ مِنها يُجتَنى العَسَلُ
شِفاهٌ فازَ مَن أَمسَت / تُشافِهُهُ بِها القُبَلُ
لَو اَنَّ العاذِلينَ رَأَوا / مَحاسِنَهُنَّ ما عَذَلوا
فَلي عَن كُلِّ شُغلٍ في / بَني الدُنيا بِها شُغُلُ
يُخامِرُ ريقَهُنَّ الخَم / رُ مِنها العَلُّ وَالنَهَلُ
فَفي لَحَظاتِها سُكرٌ / وَفي أَعطافِها ثَمَلُ
أَشاعوا في غَدٍ يَبغي الرَحيلا
أَشاعوا في غَدٍ يَبغي الرَحيلا / فَخَدَّ الدَّمعُ في خَدّي مَسيلا
فَأَضحَوا وَالمَطِيُّ لَهُ رُغاءٌ / وَشُعثُ الخَيلِ أَعلَنَتِ الصَهيلا
وَقَد رَفَعوا الجَمالَ عَلى جمالٍ / وَبِالعُشّاقِ ما فَعَلوا جَميلا
فَكَم حازَت هَوادِجُهُنَّ رِدفاً / ثَقيلاً جاذَبَ الخَصرَ النَحيلا
وَطَرفاً فاتِراً غَنِجاً كَحيلاً / وَخَدّاً سافِراً ضَرِجاً أَسيلا
وَفيهِم غُصنُ بانٍ تَحتَ شَمسٍ / مُحَيِّيَةً ضُحاها وَالأَصيلا
أَغَنُّ مُعَقرَب الصُدغَينِ يَجلو / حَبابَ الثَغرِ إِذ يَعلو الشَمولا
وَساروا يَقطَعونَ الأَرضَ وَخداً / وَقَد جَمَعوا مَعَ الوَخدِ الذَميلا
فَعُدتُ وَقُلتُ كَم هَذا التَصابي / فَما اِقتادَ الهَوى إِلّا جَهولا
إِلى كَم يَستَفِزُّ المَينُ شِعري / سَأَصدُقُ في القَريضِ الآنَ قيلا
وَأَرجو عَفوَ رَبّي في مَعادي / عَسى أَن يَصفَحَ الصَفحَ الجَميلا
وَأَمدَحُ سادَةً فيهِم مَديحي / يَكونُ إِلى رِضى اللَهِ السَبيلا
مُحَمَّد بنُ عَبدِ اللَهِ خَيرُ ال / أَنامِ إِذا هُمُ اِفتَخَروا قَبيلا
رَسولُ اللَهِ بِالقُرآنِ وافى / فَكانَ أَجَلَّ مَبعوثٍ رَسولا
نَبِيٌّ آلُهُ هُم خَيرُ آلٍ / وَأَكرَمُهُم وَأَغزَرُهُم عُقولا
فَمَدحُهُم لَدَيَّ أَراهُ فَضلاً / وَمَدحُ الناسِ كُلِّهِمُ فُضولا
هُمُ القَومُ الأُلى سادوا وَجادوا / وَهُم أَزكى بَني الدُنيا أُصولا
هُمُ حِصني الحَصينُ وَلَيسَ خَلقٌ / سِواهُم لي غَداً ظِلّاً ظَليلا
وَهُم يَومَ المَعادِ لَنا غياثٌ / بِهِم نَرجو إِلى الفَوزِ الوُصولا
وَهَل أَحَدٌ بِمَكرُمَةٍ يُسامي / أَبا حَسَنٍ وَفاطِمَةَ البَتولا
وَهَل مِن خَمسَةٍ يَوماً سِواهُم / أَتَمّوا سِتَّةً مَع جَبرَئيلا
بِهِم في الجَدبِ نَستَسقي فَنُسقى / وَيَصرِفُ رَبُّنا عَنّا المُحولا
أَلَم يَكُ الاِبتِهالُ بِهِم قَديماً / عَلى تَعظيمِ شَأنِهِمُ دَليلا
عَلِيٌّ هازِمُ الأَحزابِ قِدماً / وَقَد هاجَت لَهُ الهَيجا الذُحولا
هُناكَ رَمى الرُؤوسَ عَنِ الهَوادي / وَأَسمَعَ سَيفُهُ الجَمعَ الصَليلا
وَقَطَّعَ ذو الفَقارِ فَقارَهُم بِال / ظباةِ وَلا فُلولَ وَلا كُلولا
عَلِيٌّ غادَرَ الأَبطالَ صَرعى / وَأَخرَسَ عَن شَقاشِقِها الفُحولا
وَهَل أَحَدٌ يُساجِلُهُ بِعِلمٍ / أَيُغلَبُ عِلمُ مَن وَرِثَ الرَسولا
وَكَم لاقى العِدا فَأَسالَ مِنهُم / بِصارِمِهِ دِماءَهُمُ سُيولا
أَتى بِرَحيبَةِ الفَرغَين في مَر / حَبٍ قِدماً فَأُوتِيَ منه سولا
وَكَم لاقاهُ جَبّارٌ عَزيزٌ / فَصارَ لَدَيهِ خَوّاراً ذَليلا
عَلِيٌّ طَلَّقَ الدُنيا ثَلاثاً / وَما حابى أَخاهُ بِها عَقيلا
تَوَلّاها وَفارَقَها حَميداً / وَلَم يُظلَم بِها أَحَدٌ فَتيلا
أَلهَفي لِلحُسَينِ غَداةَ أَضحى / هُناكَ بِكَربَلا شِلواً قَتيلا
يُمَزِّقُ جِسمَهُ دَوسُ المَذاكي / وَقَد أَعلَت وَلاياهُ العَويلا
شَكا ظَمَأً فَما عَطَفوا عَلَيهِ / وَلا أَلوَوا وَلا أَروَوا غَليلا
أَيا ماءَ الفُراتِ نَضَبتَ ماءً / لِأَنَّكَ مِنهُ لَم تَشفِ الغَليلا
رَسولُ اللَهِ سَمّاهُ حُسَيناً / وَقَبَّلَ ثَغرهُ زَمَناً طَويلا
سَيَشقى الظالِمونَ بِهِ وَيُسقى ال / وُلاةُ المُؤمِنونَ السَلسَبيلا
مُحِبّوهُم بِبُغضِهِمُ سِواهُم / عَدِمتَهُمُ لَقَد ساءوا سَبيلا
سوى القَومِ الأُلى قَتَلوا حُسَيناً / وَسَبّوا صِنوَ أَحمَدَ وَالخَليلا
وَمَدحُهُم أَتى في هَل أَتى مُح / كَماً مدحاً كَثيراً لا قَليلا
وَلَيسَ العُروَةُ الوُثقى سِواهُم / فَكُن مُستَمسِكاً بَراً وَصولا
وَإِنّي سَوفَ أُدرِكُ في مَعادي / بِمَدحِ بَني رَسولِ اللَهِ سولا
صَلاةُ اللَهِ خالِقِنا عَلَيهِم / غُدُوَّ الدَهرِ تترى وَالأَصيلا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025