هما الضدان في الأشياء آلا
هما الضدان في الأشياء آلا / إليه فأشبها في الكشف آلا
وحقق ما أقول ولا تبالي / ولا تخف العقوبة والوبالا
هو الله الذي خلق البرايا / له وهدى وأسعهم ضلالا
ونزه نفسه عن كل شيء / بليس كمثله شيءٌ تعالى
فلا مخلوق في حس وعقل / يشابه ربنا أبداً محالا
كأن بخلقه الأشياء ربي / يقول بأنني بك لن أنالا
ولما تم ذا التنزيه منه / وألزم في تحققه الرجالا
أتى التشبيه منه لنا صريحاً / على حكم به ضرب المثالا
بأنّا كلُّ شيءٍ رفعُ كلٍّ / خلقناهُ قراءةُ من أحالا
وقال كذاك وهو الله يعني / لدينا في السموات اشتمالا
وفي الأرض انظروه وفي لظرفٍ / تُفيدُ وذلك التنزيه حالا
فبالتشبيه قل في الله شرعاً / وبالتنزيه قل أيضا كمالا
ولا تعرض عن التنزيه ذاك ال / ذي قد جاء عنه وقله قالا
وحاصله بأن الذات غيب / منزهة مقدسة جلالا
ومن حيث الصفات وما تَسمَّى / به فهو المشبه لن يزالا
كما قد قال وهو الأوَّلُ اقْرأْ / كذا والآخرُ اعرفْ ذا المقالا
كذا والظاهر المعروف فينا / كذا والباطن المجهول لالا
فلا معروف إلا الله لكن / تنزه إذ تشبه واستطالا
هو المعروف في الدنيا وأيضاً / هو المعروف في الأخرى مآلا
وليس سواه لا شرعاً لدينا / ولا عقلاً فدع عنك الخيالا
وقل حق وبالأسماء خلق / له ذات وأسماء تعالى