المجموع : 10
لقد عَلِمَ القبائلُ من مَعَدٍّ
لقد عَلِمَ القبائلُ من مَعَدٍّ / مقام بني تميمٍ في المَعالي
إذا غبرتْ فجاجُ الأرض سحَّوا / نوالهم غنياً عن سؤالِ
وإنْ ظمئَ القنا نقعوا صَداهُ / بيوم الرَّوع من مُهجِ الرجالِ
وإنَّ عُلا بهاء الدين منهُمْ / مكان الزُّرْق في قصب العَوالي
يميطُ لثامهُ عن مُستنيرٍ / يضيءُ دُجى المطالب واللَّيالي
أخو سَيْلينِ عند رضاً وسُخْطٍ / لمُعتبرٍ نجيعٍ أوْ نَوالِ
ولما تَمَّ في الميلادِ فَضْلاً / دعوهُ في المبادي بالكمالِ
فجاء كنصلِ سيفٍ هِنْدوانٍ / يفيءُ إليه مُنتصرٌ وحالِ
وتهْنيه المودَّةُ منْ عَشيرٍ / جريءٍ في المعارك والجِدالِ
جزاك اللهُ مجد الدين خيراً
جزاك اللهُ مجد الدين خيراً / عن العلياء المجدِ الأثيل
فلم تبرح عِصاماً عند خوفٍ / وجَدْبٍ للعُفاةِ وللنَّزيلِ
وأروعُ ما اشتريتَ به المعالي / وحُزْتَ شَواردَ الذكرِ الجميلِ
مساعدةُ ابن باكيرا عليٍّ / على ما نابَ من خطبٍ جَليلٍ
حويْتَ به ثناءَ الحيِّ طُرَّاً / وفُزْتَ لديهِ بالأجْر الجزيلِ
فتىً آباءهُ السُّحْبُ الغَوادي / تجودُ بكل مُنْهمرٍ هَطولٍ
وقد حلَّتْ أثيرهُمُ سَجايا / تفوقُ لطافةَ الخمْرِ الشَّمولِ
أعَدْتَ المجدَ مأهولاً أنيساً / وكان كدارسِ الرَّبْع المَحيلِ
وأوجبت الثناء على زمانٍ / شكى أبْناءهُ جَوْرَ البخيلِ
وصدَّقت الرواةَ لكل ماضٍ / قديمٍ بعد تكذيبٍ طويلِ
فعشتَ مدى الزمانِ مُطاعَ أمْرٍ / نقيَّ العرْض كالسَّيْف الصَّقيلِ
أُداري المرءَ ذا خُلُقٍ نكيرٍ
أُداري المرءَ ذا خُلُقٍ نكيرٍ / واُعرضُ صافحاً عن ذنبِ خِلِّي
وأجعلُ خوض أفكاري حُلِيّاً / فأغْبطهُ وكَمْ طوْقٍ كَغُلِّ
وأغْدو من غني نفسي َغنيّاً / عن الدُّنيا ولي حالُ المُقِلِّ
ولا أرْضي للَّئيمَ لكشفِ ضُرٍّ / ولو أسْلِمْتُ للموتِ المُذلِّ
وكم ضَحِكٍ كتمتُ به دُموعاً / ليسلمَ عندَه سِري وعقْلي
وينْصُرُني الوزيرُ لى الرَّزايا / اذا ما رامَ دهري نَحْتَ أثْلي
لبيقُ العِطْفِ أغْلبُ هاشِمِيٌّ / أميرُ الحيِّ في فَتْكٍ وبَذْلِ
قَتولُ الأزْمِ عارقَةً صِعاباً / اذا عَمَّ البلادَ شديدُ مَحْلِ
له بالعزْم أقْطى البُعْدِ دانٍ / ووعْرُ المجدِ مُنتَهَباً كسَهْلِ
ولمَّا أنْ رأيتُ عُلاهُ فاقَتْ / بني الدُّنيا وقَقْتُ عليه فضْلَي
بلوتُ خِلالَه والدهرُ خَصْمٌ
بلوتُ خِلالَه والدهرُ خَصْمٌ / بخوفٍ أو بخطبٍ أو بمحْلِ
فكان من الحوادث أيَّ حِصْنٍ / ومن جدْب الضَّواحي أيَّ وبْل
يَضُمُّ دَقيقَ معنىً في ثناءٍ / إِلى ضخْمٍ من الأعْراضِ عَبْلِ
له صبرُ الدُّروعِ على الرَّزايا / تخَطَّتْهُ واِقْدامٌ كَنَبْلِ
يُصيخُ لسائليهِ ومُعْتَفيهِ / فيرْفِدُهم ولا يُصغي لِعَذْلِ
فلا عَدِمتْ عَليّاً دارُ مَجْدٍ / ولا أخْلاهُ منه شريفُ حَفْلِ
فقد علمتْ قُريشٌ ما لديهِ / من الفخرين اِفْضالٍ وفَضْلٍ
طليقُ الوجه أغلبُ هاشميٌّ
طليقُ الوجه أغلبُ هاشميٌّ / اذا ما سيلَ في جَدْب أنالا
كأنَّ جبينَه سيفٌ يمانٍ / أجادَ القَيْنُ صفحتَه صِقالا
خلائقُه اذا هيجتْ ذُعافٌ / وتضْحى في فُكاهتهِ زُلالا
اذا الأفكارُ حارتْ في مُلِمٍّ / من الحَدَثانِ جَلاَّهُ ارْتجالا
غمامُ ندىً اذا النادي حَواهُ / وليثُ وغىً اذا شَهدَ النَّزالا
تنكَّب عزْمُه خفْضَ المَساعي / فأرْضى المجدَ وافْترعَ القِلالا
شكرتكَ روضةً أُنُفاً وكانت / مَداساً للمناسِمِ أو مَجالا
وكيف أُطيقُ صمْتاً عن ثَناءٍ / وقد أوسَعْتني عِزّاً ومالا
وقد بقيَ المُهِمُّ فقلْ بَليغاً / ومِثْلُكَ لا أعلِّمهُ المَقالا
وقد ذهبتْ بصبري واجباتٌ / اِباءُ النَّفْسِ يمنعُ أنْ تُقالا
هَنا رجبَ الشُّهور وما يليهِ
هَنا رجبَ الشُّهور وما يليهِ / بَقاؤكَ أنت يا رَجَبَ الرِّجال
لهُ البركاتُ لكنْ كلَّ عامٍ / وأنت مُباركٌ في كلِّ حالِ
اذا ضَمنَ التَّنَسُّكُ فيه أجْراً / فمدحُ عُلاكَ يكْفلُ بالنَّولِ
فَضلْتَ الصّارمَ الهْنديَّ فتْكاً / وَفُقْتَ الطَّوْدَ عنج الاِحْتمال
فحلمُك ليس يُدركُ عن شَفيعٍ / وبأسُكَ لا يُجرَّبُ بالنزال
يفُلُّ وعيدكَ المرهوبَ مَطْلٌ / ويكرُم وعْدُ خير عن مِطالِ
تَظلُّ سوابقُ العَلْياءِ حَسْرى / اذا شَدَّالوزيرُ إِلى المَعالي
حميدُ الذِّكر تُسفِرُ منْ عُلاهُ / اذا ذُكرتْ دياجيرُ الليالي
يُبيحُ الدَّثْرَ لا يرنو اليهِ / وينظرُ للرَّعِيَّةِ في عَقالِ
تواضع حيث جَلَّ القَدْرُ منه / يَقينا أنَّ ذاكَ مِنَ الجَلالِ
كمِثلِ المءِ مَحْيا كُلِّ شيءٍ / وموْردهُ رَخيصٌ غيرُ غالِ
اذا قيل الكريمُ أَخو العَطايا
اذا قيل الكريمُ أَخو العَطايا / وبَذَّالُ الرَّغائبِ والنَّوالِ
فأكْرَمُ منه ذو أنْفٍ أبيٍّ / يَصونُ الوجه عن ذُلِّ السُّؤالِ
وهلْ يُلفى جَوادٌ مثلَ حُرٍّ / أجَلَّ النَّفْسَ عنْ مِنَنِ الرجال
تفوقُ السيف والوَطْ
تفوقُ السيف والوَطْ / فاءَ فَتْكَتُهُ ونائلُهُ
فأنْعُمُهُ مَواطِرُهُ / وعَزْمتُهُ مَناصِلُهُ
غَمامٌ بِشْرُهُ الوَضَّا / حُ في النَّادي مخائلُهُ
إذا لَمَعتْ بَشاشَتُهُ / هَمى وانْهلَّ وابِلُهُ
مَنيعُ الجارِ ناصِرُهُ / مُباحُ الجودِ باذِلُهُ
مُنَجَّحَةٌ مكارِمُهُ / مُخَيَّبَةٌ عَواذِلُهُ
وغامِرَةٌ فَواضِلُهُ / وباهِرَةٌ فَضائلُهُ
تَجودُ على عِتاقِ ال / طَّيْرِ والعافي أنامِلُهُ
فَتُطْعِمُها مَعارِكُهُ / وتُطْعِمُهُمْ مَراجِلُهُ
ويَشْقَى مَنْ يُجادِلُه / كما يَشْقى مُنازِلُهُ
فَمُرْضِيَةٌ فَتاويهِ / وراضِيَةٌ مَسائِلُهُ
تَبَرُّعُهُ لِباغي الجُو / دِ والنُّعْمى وسائلُهُ
فقد كَثُرَتْ عَوارِفهُ / ولكنْ قَلَّ سائلُهُ
وزيرٌ جَلَّ أنْ تَسْري / بمكْروهٍ مَخاتِلُهُ
ولكِنْ ضارِبٌ بالصُّبْحِ / مَنْ أعْيَتْ مَقاتِلُهُ
أيا شَرفاً لدينِ اللهِ / رَبُّ العَرْشِ كافِلُهُ
وأحْمَدَ كُلِّ مَحْمَدَةٍ / وتَقْواهُ مَعاقِلُهُ
ومَنْ طابَتْ مَاسعِيهِ / كما طابَتْ أوائلُهُ
بَقِيتَ لِكُلِّ خَيْرٍ / أنْتَ قائلُهُ وفاعِلُهُ
مَدى الأيَّامِ ما أنْبَتَ / رَوْضَ الحَزْنِ هاطِلُهُ
وما طافَ ببَيْتِ اللَّهِ / حافِيهِ وناعِلُهُ
ومعْسولِ الشَّمائلِ منْ نِزارٍ
ومعْسولِ الشَّمائلِ منْ نِزارٍ / يَفوقُ بسعْيهِ عَمّاً وخَالا
إذا لاقيتهُ لاقيْتَ وِرْداً / على ظَمأٍ بهاجِرَة زُلالا
يَحُلُّ الضَّيْفُ منه في المَشاتي / إذا ما يَمَّمَ الحَيَّ الحِلالا
بأكْرَمِهمْ إذا نزلوا مَبيتاً / وأطْعَمِهِمْ إذا هَبَّتْ شَمالا
وأرْفَعِهمْ إذا نَزلوا قِباباً / وأمْنَعِهِمْ إذا ما الخَطْبُ غالا
كأنَّ جَبينَهُ سيْفٌ يَمانٍ / أجادَ القَيْن صفْحَتهُ صِقالا
يَفوقُ الزَّعْزعَ الهوْجاءَ عزْماً / وعند أنانِهِ الشُّمِّ الجِبالا
وبَسَّامٌ إذا بكَتِ المَواضي / بيوْم الرَّوْعِ مُحْمَرّاً مُذالا
وزيرٌ جَلَّ عنْ كِبْرٍ وبَأوٍ / إذا الوزراءُ ظَنُّوهُ جَلالا
فلمْ يذهبْ تواضعُهُ بمَجْدٍ / ولكنْ مُبْلِغُ المَجْدَ الكَمالا
وكمْ قدْرٍ يزيدُ مع انْحطاطٍ / مُسِفُّ السُّحْب أصدقُهنَّ خالا
إذا عَسلَتْ مَزابرهُ لخَطْبٍ / مُلِمٍّ دَقَّتِ الأسَلَ الطِّوالا
تكونُ سُطورُها سَلماً وحَرْباً / إذا سُطِرَتْ صِلاتٍ أوْ صِلالا
إذا ضَلَّتْ رَويَّةُ أَلْمَعِيٍّ / أصابَ الأمر في الرَّأي ارْتجالا
أيابا جعفرٍ حُزْتَ المَعالي / فلم تتْرُكْ لطالِبها مَجالا
وأبْصرتَ الزَّمانَ بعينِ صَدْقٍ / فلم تذخَر سِوى الإحسانِ مالا
وعِلْمُك أنَّ مُلك الأرض طُرّاً / سوى المعروفِ لا يُغْني قِبالا
أعادَك ملْجأً منْ كلِّ خَطْبٍ / فكُنْتَ لكلِّ مَلْهوفٍ ثِمالا
فهَنَّا كُلَّ عامٍ مُسْتَجِدٍّ / بَقاؤكَ ما جَلا أفْقٌ هِلالا
بقيتَ لكلِّ مكْرُمَةٍ وبأسٍ
بقيتَ لكلِّ مكْرُمَةٍ وبأسٍ / مُشاراً في المَناقِبِ والمَعالي
إذا أدْركْتَ من شَهرٍ هِلالاً / أهابَ بكض السُّعودُ إلى هِلالِ
تُجَنِّبُك الحوادثُ والرَّزايا / فِرارَ الفَلِّ منْ وخْزِ العَوالي
فمُستَجْديكَ غانٍ عنْ سَحابٍ / ومُسْتعديك غانٍ عنْ نِزالِ
وكمْ طوَّقْتَ من مِنَنٍ رِقاباً / تَؤودُ كِرامَ أعْناقِ الرِّجالِ
كَتمْتَ بُعوثَها فَوشى ثَراءٌ / ونَمَّتْ حالةٌ منْ بعْدِ حالِ
إذا غَشَّى البلادَ قَتامُ مَحْلٍ / بعثْتَ عليه صَوْباً منْ نَوالِ
فأضْحى كلُّ مُغْبَرٍّ خَصيباً / سَحوحَ الوَدْقِ مُنْهلَّ العَزالي
عِمادَ الدولةِ الحامي حِماهُ / إذا خَلَتِ القبائلُ منْ ثِمالِ
رَضيَّاً للإِمامِ ومُرْتَضاهُ / لما يرْضاهُ منْ شَرفِ الخِلالِ
فلا بَرحتْ مَنازلَك التَّهاني / مَدى أيَّامِنا ومَدى اللَّيالي