إذا كان المحبُّ قليلَ مالٍ / فما أيامُهُ إلا ليالِ
لقدْ هانَ المقلُّ على البرايا / فلمْ يخطرْ لمخلوقٍ ببالِ
وأصبحَ بينَ أهليهِ غريباً / طويلَ الهجرِ منبتَّ الحبالِ

أيا أرضَ الشمالِ فدتكِ نفسي / وأُصغِرُ أنْ أقولَ فداكِ مالي
وقالوا مِلْ إلى جهةٍ سواها / فقلتُ القلبُ في جهةِ الشمالِ

إذا أخفى صديقكَ عنكَ سرّاً / وأبهمَ حالَهُ فسواهُ أولى
فلا تجزمْ بالاستفهامِ عنهُ / وهبْ أخبارَهُ أخبارَ لولا

عجبتُ لمنْ تعمَّدَ بَخْسَ حقِّي / نوى قصري بهِ فازدادَ طولي
فعلمني بهِ إعزازَ نفسي / ونبهني على طيبِ الخمولِ

ألؤلؤُ قَدْ ظلمْتَ الناسَ لكنْ / بقدْرِ طلوعِكَ اتفقَ النزولُ
كبرْتَ فكنتَ في تاجٍ فلمَّا / صغرْتَ سُحقْتَ سنَةَ كلِّ لولو

شكوتُ إلى الطويلةِ طولَ ليلي / فقالتْ هكذا زرعي طويلُ
فقلتُ لها ولي جسمٌ نحيلُ / فقالتْ هكذا خصري نحيلُ

إذا نلتَ العلى راعِ الرعايا / فإنَّ القومَ أعداءُ المعالي
يَرَوْنَ على الفتى ذنباً عظيماً / وإنْ أمنوهُ في نفسٍ ومالِ

وضجَّ الناسُ منْ بدرٍ منيرٍ / يطوفُ مشرَّعاً بينَ الرجالِ
ذكرْتُ ولا سواءَ بها السبايا / وقدْ طافوا بهنَّ على الجمالِ