وداعاً أيها الملك الجليل
وداعاً أيها الملك الجليل / دنا سفر ومهدت السبيل
ستحملك النجائب نحو ملك / كهذا الملك لكن لا يزول
وعرش ليس ترقاه المنايا / وتاج فوق رأسك لا يميل
أهذا الوجه يدركه أفول / نعم والزهر يدركها أفول
ألا فلتبكه مقل الأعالي / وإن كثير أدمعها قليل
لقد عزفت له أمس المعالي / وهذا اليوم نغمتها عويل
سمعت مدافع الأحزان تدوي / فقلت لصحبتي نبأ جليل
وأبصرت البنود منكسات / تقاصر في الفضاء وتستطيل
خوافق كالضمائر في اساها / كأن بها صواريها تشول
واحست حمرها مسحت دموعاً / على بعض الخدود غدت تسيل
رويداً إيها الركب المنائي / لأمر ما تعجلك الرحيل
تسير بمن تشيعه الأماني / لمثواه وتتبعه العقول
تنقل في قصور العزحتى / يكون لقصره الأبقى وصول
وجل بالنعش في أرجاء ملك / كما قد كان صاحبه يجول
فذاك تعلل لو كان يشفي / غليل النفس لانطفأ الغليل
بكى التاميز صاحبه المفدى / فجاوبه هنا هرم ونيل
وباب البحر جف به عباب / وبات البر سلن به سهول
هناك السابحات لها زفير / وثم السابقات لها صهيل
تشابه لا عجات في الخوافي / إذا اختلفت ظواهرها الشكول
لقد هال الورى خطب دهاهم / ولا عجب فذا خطب يهول
قضى أدورد عن مجداثيل / ويبقى بعده المجد الأثيل
فإن ثكلته أمته لحين / فإن لمثله الدنيا ثكول
وإن يك ساءه عمر قصير / فإنا ساءنا حزن طويل
وإن طال الحمام إلى علاه / فثم الهضب تغمرها السيول
فهل في المالكين له مثيل / أما والله ليس له مثيل
سيذكره السلام إذا اضمحلت / قواعده وكاد بها يميل
وتنشده السياسة إن دجتها / دياجي الشك وارتبك الدليل
وتطلبه العواصم لا تراه / وعاصمة البقاء له مقيل
أبا الأحرار لا ينساك حر / شبابهمو يجلك والكهول
رفعت بناءهم وجريت معهم / كذاك الليث تتبعه الشبول
تناديك الشعوب بكل أرض / فليتك سامع ماذا تقول
تناجي منك حاميها المرجى / وصولتها إذا قامت تصول
وهذا اليوم قد خفضت رؤوساً / كزهر الروض يخفضها الذبول
سلام الله يا ادورد منا / عليك وبعد فالصبر جميل