المجموع : 9
لأَهلِ الدهرِ آمالٌ طِوالُ
لأَهلِ الدهرِ آمالٌ طِوالُ / وأطماعٌ ولو طالَ المِطالُ
وأهلُ الدهرِ عُمَّالٌ أطاعُوا / هَواهُ كما أوهُ مالَ مالوا
كُرورُ الدهرِ حَوَّلَ كلَّ حالٍ / هُوَ الدهرُ الدوامُ لهُ مُحالُ
لَعَلَّ الصَدَّ معْهُ لهُ حُؤُولٌ / أُؤَمِّلُهُ كما حالَ الوِصالُ
صلاحُ الحالِ والأعمال مالٌ / ومهما ساءَ مالٌ ساءَ حالُ
دَعِ العُلَماءَ والحُكَماءَ طُرّاً / وسَلْ مالاً ألا ساءَ المآلُ
لأهلِ العِلمِ عَصْرٌ مرَّ مَعْهم / ومرَّ الحِلمُ معْهُ والكَمالُ
مَدَارِسُهُ كأطلالٍ أراها / دَوارِسَ لا سَلامَ ولا سؤَالُ
علا أهلَ المكارِمِ أهلُ لؤْمٍ / أداروا كأْسهم وسَطَوْا وصالوا
مَعاهِدُ كُلِّ هِرٍّ كلُّ صَرْحٍ / وأكرَمُ مَعْهَدِ الأُسدِ الدِحالُ
وكم مَلِكٍ لعاملِهِ ملالٌ / ومملوكٍ لمالِكِه دَلالُ
وما كلُّ امرءٍ دَمُهُ حَرامٌ / ولا كلُّ امرءٍ دمُهُ حَلالُ
عَداكَ اللَومُ ما للعارِ ماءٌ / لوِردِكَ لا ولا للوَهمِ آلُ
اصحَّ الحلمُ عهدَكَ لا حؤُولٌ / لهُ واصحَّ وعدَكَ لا مِطالُ
لكَ الوُدُّ المؤَكَّدُ لا مِراءٌ / عَراهُ ولا مَلامَ ولا مَلالُ
أمامَكَ والوراءَ صِراطُ عدلٍ / سواءٌ حولَهُ حُطَّ الرِحالُ
صُدُورُ مكارِمٍ وأُصولُ عِلمٍ / أُعدِّدُها كما عُدَّ الرِمالُ
وآراءٌ لمادِحها كَلامٌ / وآلاءٌ لحامِدِها كَلالُ
لَكُمْ حَملَ الرسولُ سطور طِرْسٍ / مَطالِعُها كما طَلَعَ الهِلالُ
سُطورٌ كالعَرُوسِ لها حِلاها / ولو أهداكَها كِلمٌ عِطال
رأى أطلالَهم دَمعي فسالا
رأى أطلالَهم دَمعي فسالا / فأظمأني وقد رَوَّى الرِمالا
عَرَفتُ لبعضِها أثراً وبعضٌ / عَفتْهُ الرِّيحُ إذْ عَصَفَتْ شَمَالا
ديارٌ للظِبا صارَتْ كِناساً / فما بَرِحتْ لها الغِزلانُ آلا
وأينَ ظِباؤها من ظَبْي إنسٍ / يَشُقُّ عليهِ أنْ يُدْعَى غَزالا
من العَرَبِ الكِرامِ عزيزُ قومٍ / تَمضَّرَ بينَهُمْ عَمَّا وخالا
وَثِقْنا مِنهُ بالتَّوحيد لمَّا / رأينا فوقَ وَجنتِهِ بِلالا
أرِقتُ لعُصبَةٍ في الحيِّ زَمُّوا / فُؤَادي عِندَما زَمُّوا الجِمالا
وقد جَدَّ الرَّحيلَ جَميلُ صبري / غَداةَ البينِ إذْ شَدُّوا الرِحالا
وَقَفْنا في رُسومِ الدَّارِ ندعو / ولكنْ منْ يُجيبُ لَنا سُؤَالا
جَرَتْ عَبرَاتُنا دالاً وميماً / فأصبحَ جَزْرُها ميماً ودالا
نُرَدِّدُ بينَ هاتيكَ الأثافي / حنينَ النُوقِ أبصَرَتِ الفِصالا
ونَلقَى من عَواصِفِها غُباراً / حسِبناهُ لأوجُهِنا جَمالا
إذا ناحَ الحمامُ أصابَ قلبي / كأنَّ على حَناجِرهِ نِبالا
وأذكُرُ من مُطوَّقِهِ أيادٍ / بِطَوْقِ البِرِّ قَلَّدَت الرِجالا
أيادٍ ظلَّ يَبسُطُها كريمٌ / تتيهُ المَكرُماتُ بهِ دَلالا
إذا قلتُ السَّحابُ كراحَتَيهِ / فقد شَبَّهتُ بالشَّمس الهِلالا
فتىً يَستَغرِقُ الأموالَ جُوداً / ولو أنَّ الجِبالَ جُعِلنَ مالا
تَزيدُ جبينَهُ الأضيافُ بِشراً / كنصلِ السَيفِ تُوسِعُهُ صِقالا
كريمٌ شَنَّ في الأموال حرباً / فما كانتْ ولا كانتْ سِجالا
شَرَى بالمالِ بينَ الناسِ حمداً / ورَبُّ الحمدِ مَن بَذَلَ النَوالا
وإنَّ المالَ كالصَهباءِ يُبدي / لَنا من نَفسِ صاحِبهِ خِصالا
فيكَتِسبُ اللئيمُ به هَواناً / ويكتسِبُ الكريمُ بهِ جَلالا
عرَفْنا القاسمَ الدِّرْعيَّ شَخصاً / تَوَهّمنْا الكرَامَ لهُ خَيالا
ينالُ دَمَ الفوَارِسِ يومَ حَرْبٍ / وليسَ يَنالُ من سَلَبٍ عِقالا
أشَدُّ الناسِ في الغَمَراتِ بأساً / وأحسَنُهم على الحَالين حالا
وأفصحُ كلِّ ذي قولٍ مَقالاً / وأنجَحُ كلِّ ذي فعلٍ فَعَالا
تُفاجي الوَفدَ نِعمتُهُ اغتيالاًُ / فتىً لا يَعرِفُ الحربَ اغتيالا
فليسَ القومُ ينتظِرونَ وَعداً / ولا يِشْكُونَ من وعدٍ مِطالا
فتىً يُصلي الحُسامَ بنارِ حربٍ / فلو لم يَنطفِئْ بِدَمٍ لَسالا
ويَفتخِرُ الحدِيدُ براحَتيهِ / على الحَجَرِ الكريمِ وإنْ تَغالَى
إذا حَمَتِ النِصالُ دِيارَ قومٍ / فبعضُ القومِ يَحْمُون النِصالا
وما تُجدِي النِصالُ بلا أكُفٍّ / تكونُ حُدُودُهنَّ لها مِثالا
تَكلَّفَ حاسدُوهُ لهُ طريقاً / فزَادَهم الضَّلالُ بها ضَلالا
لَعَمْرُكَ لا يكونُ العَفْوُ مُهراً / ولو كانَ النُضارُ لهُ نِعالا
وَفَدْنا بالقريضِ على ثَناهُ / نُطاوِلُهُ فَقَصَّرنا وطالا
إذا مَرَّتْ قَوافينا بِهَضبٍ / أرانا من عَظائِمِهِ جِبالا
كثيرُ العمرِ في الدُّنيا قليلُ
كثيرُ العمرِ في الدُّنيا قليلُ / فماذا يَنفَعُ العُمرُ الطويلُ
وأحوالُ الفتى في الدَّهرِ شَتَّى / ولكنْ أيُّ حالٍ لا تَحولُ
لقد هانَ الغِنَى والفَقْرُ عِندي / لعلمي أنَّ كُلَّهما يزولُ
إذا ظَفِرتْ يدي بكَفاف عَيْشٍ / فماذا بعدَهُ تلكَ الفَضولُ
أسَرُّ العيشِ في الدُنيا حياةٌ / رَضِيتَ بمالهُ فيها حصولُ
وأتعَبُ حالةٍ هِممٌ طِوالٌ / وليسَ وراءَها باعٌ طويلُ
وأطيبُ كلِّ كأسٍ كلُّ كأسٍ / إليها طبعُ شارِبِها يميلُ
وأحسَنُ ما يُسرُّ بهِ خليلٌ / سُطورٌ قد حباهُ بها الخليلُ
حَبا الحَسَنَ الحُسيَنُ فقُلتُ هذا / جميلٌ قد أتاكَ بهِ الجميلُ
كَريمٌ من كريمٍ من كِرامٍ / لهم في المجدِ فَرْضٌ لا يَعُولُ
يُقابِلنا بوَجهِ فَتىً ولكنْ / تُقصِّرُ عن مَدارِكِهِ الكُهولُ
وما صِغَرُ الجُسومِ يَضُرُّ شيئاً / إذا كَبُرتْ بجانِبهِ العُقولُ
تَهلَّلَ بالمكارمِ أرْيَحِيٌّ / كَمَنْ لَعِبَتْ بعطْفَيهِ الشَّمولُ
لهُ اللُطفُ الذي قد رقَّ حتَّى / يكادُ على معَاطفِهِ يَسيلُ
تَوَسَّعَ في العُلومِ فقُلتُ رِيفٌ / وأوسعَ في الكلامِ فقُلتُ نِيلُ
إليهِ كلَّما شئنا سبيلٌ / وليسَ إلى مَعارِجهِ سبيلُ
لهُ في كل شَنشنةٍ حَسودٌ / وليسَ لهُ بشنشنةٍ عَذولُ
رأينا دُرَّةً في نظمِ عِقدٍ / وسوفَ إلى فريدتِهِ تؤولُ
نَرَى فيه الأدلَّةَ كلَّ يومٍ / وحَسْبُ الحُكمِ أنْ يَرِدَ الدَّليلُ
إذا طَلَعَ النَّهارُ أرَى الرِّجالا
إذا طَلَعَ النَّهارُ أرَى الرِّجالا / كما أبصَرْتُ في اللَيلِ الخَيالا
وأعجَبُ كيفَ تَطوِي الأرضُ ناساً / لوِ اجتَمَعوا بها كانوا جِبالا
كُرُورُ الدَّهرِ يَنسَخُ كلَّ حيٍّ / كُنورِ الشَّمسِ إذ نَسَخَ الظِّلالا
تَمُرُّ الناسُ شخصاً بعدَ شَخصٍ / كما تَرمِي عنِ القَوسِ النِّبالا
إذا أغلَقتَ دُونَ المَوتِ باباً / تَناوَلَ ألفَ بابٍ كيفَ جالا
ومَن حَذِرَ المَنيَّةَ عن يَمينٍ / تَدُورُ بهِ فتأخُذُهُ شِمالا
منَ اللهِ السَّلامُ على أميرٍ / دَفَنَّا المجدَ مَعْهُ والجَلالا
كأنَّ المَوتَ لم يجسُرْ عليهِ / مُجاهَرةً ففاجأهُ اغتِيالا
فَتىً كالسَّيفِ إرهاباً وقَطْعاً / ومِثْلُ الرُّمحِ قَدّاً واعتِدالا
ومثلُ البَدرِ إشراقاً وحُسناً / ومِثلُ الغَيثِ جوداً وابتِذالا
أجَلُّ بني الكِرام أبّاً وجدَاً / وأكرَمُ رَهْطِهم عَمَّاً وخالا
وأحسنَهُم وأجمَلهُم فَعالاً / وأوثَقُهم وأصدَقُهم مَقالا
كريمٌ من كريمٍ من كِرامٍ / بَنَوْا في المجدِ أعمِدةً طِوالا
إذا عَدَّ النَّقيبُ لَهُمْ سَرَاةً / بَبيِتُ بجَهْدِهِ يشكو الكَلالا
سَليلُ أميرِ لُبنانَ المُنادي / أنا لُبنانُ لَمَّا مِلتُ مالا
إذا قُلتَ الأميرُ ولم تُسمِّي / فلا يَحتاجُ سامعُكَ السُؤَالا
دَعَوناهُ الأميرَ فما وَفَينا / ولو قُلنا الوَزيرُ لَما استحَالا
سألْنا تَخْتَ مَعْنٍ عن نَظيرٍ / لهُ هل قامَ فيهِ فقالَ لا لا
ستَندبُهُ البِلادُ ومَنْ عَلَيها / إلى أنْ تَستَعِيضَ لهُ مِثالا
وتُحصِي النَّاسُ ما فَعَلَتْ يَداهُ / ولكنْ بعدَ أنْ تُحصِي الرِّمالا
رَضينا بالذين تَخَلَّفُوهُ / فما رَضِيَ الزَمانُ ولا أقالا
ولا تَرَكَ الخليلَ لنا شِهاباً / ولا تَرَكَ السَّعيدَ لنا هِلالا
لِعَينِكَ يا سعيدُ عُيُونُ قومٍ / سَفَكنَ منَ الجُفُونِ دَماً حَلالا
لَبِستَ اليومَ ثوباً من بَياضٍ / فزادَ جَمالَكَ الباهي جَمالا
إلى دارِ السَّعادةِ سِرتَ فَوْراً / كأنّكَ عاشقٌ يَبغِي الوِصالا
رأيتَ العيشَ في الدُّنيا طريقاً / لَها فاخَترْتَ أقرَبَهُ مَجالا
اذا أعيت مكأفأةُ الجميلِ
اذا أعيت مكأفأةُ الجميلِ / فلا تَغفُلْ عن الشُّكر الجزيلِ
وأوفَى الشُّكرِ ما أعلنتَ خَطّاً / فذاكَ يدومُ جيلاً بعد جيلِ
عليَّ ديونُ شكرٍ ليسَ تُقضى / لو قُسمَت على دهرٍ طويلِ
ولكن ربُّها سَمْحٌ كريمٌ / فيعَذِرُني ويَرضَى بالقليلِ
على القدسِ الشَّريفِ لنا سلامٌ / يُرَدَّدُ في الصَّباحِ وفي الأصيلِ
لقد نزلَ الشَّريفُ على شريفٍ / فأكرِمْ بالمَنازِلِ والنَّزِيلِ
رسولٌ لو جَهِلنا مُرسِليهِ / أرانا فضلَهم فضلُ الرَّسولِ
وهل يَخفَى الصَّباحُ على بصيرٍ / فيحتاجَ النَّهارُ إلى دليلِ
لنا من فَيضِ غَيرتهِ رِواقٌ / نَعِمنا منهُ في ظِلٍّ ظليلِ
يَفيضُ بكلِّ عامٍ نيلُ مِصرٍ / ومنهُ كُلَّ يومٍ فيضُ نيلِ
وليسَ الجودُ بالأموال جوداً / ولكن بالبَشاشةِ والقَبُولِ
إذا كان الكريمُ عَبُوسَ وجهٍ / فما أحلَى البَشاشَةَ في البخيلِ
لَعَمرُكَ ليسَ في الدُّنيا خليلُ
لَعَمرُكَ ليسَ في الدُّنيا خليلُ / يدومُ ولا يُقيمُ بها نزيلُ
فُرادَى أو جُموعاً كلَّ يومٍ / لنا عنها إلى الأُخرَى رحيلُ
لنا في أرضِنا عُمرٌ قصيرٌ / ولكن عندنا أَملٌ طويلُ
وآمالُ الفتَى أوهامُ فكرٍ / تلوحُ لهُ ويمتنعُ الحصولُ
رحيلٌ مُمكِنٌ في كلِّ يومٍ / يُعارِضُهُ بقاءٌ مُستحيلُ
وكلٌّ حينَ دَعْوتهِ يُلبِّي / إذا ما جاءَهُ ذاكَ الرَّسولُ
كما لملوكنا دُوَلٌ علينا / عليهم للقَضَا دُوَلٌ تَدُولُ
وقد يتقدَّمُ المَلِكُ المُعَلَّى / وقد يتَأَخرَّ العبدُ الذَّليلُ
مَللِتُ نَوائبَ الأيَّامِ حتَّى / غَضَبِتُ بها عَلَى عيشٍ يطولُ
حياةٌ شابَها كَدَرٌ كثيرٌ / وفي أثنائِها صفوٌ قليلُ
وكنتُ تركتُ نظمَ الشِّعرِ دهراً / لحالٍ دونَ مأخذِهِ تحولُ
وما أنا والقريضُ وصِرتُ شَطراً / فراحَ هناكَ ميزانِي يَعولُ
ولم يكْفِ النَّوائبَ شَطرُ جِسمي / فقلبي اليومَ مشطورٌ عليلُ
لقد نُعِيَ الخليلُ صباحَ يومٍ / بهِ كَثُرَ التَّلهُّفُ والعَويلُ
خليلٌ كانَ لي نِعْمَ المُصافي / تَلاقَى الأنُسُ فيهِ والجميلُ
وكانَ وِدادُهُ الذَّهبَ المصفَّى / يزيدُ جِلاءَهُ الزَّمَنُ المُحيلُ
أفَلْتَ اليومَ يا نَجمَ الدَّياجي / على عَجَلٍ وما حانَ الأُفولُ
دهاكَ البينُ في أندَى شَبابٍ / كغُصنِ البانِ أدرَكَهُ الذُّبولُ
تركتَ بني مُشاقةَ في نُواحٍ / عليهِ الصُّبحُ يَمضي والأصيلُ
بَكَوكَ بأدمُعٍ نَفِدَتْ وجَفَّتْ / فكانَ من الدِّماء لها بديلُ
ومِثلُكَ مَن يَقِلُّ الدَّمعُ فيهِ / ولو أنَّ السَّحابَ لهُ مَسِيلُ
عَهِدُتكَ ليسَ تَغفُلُ عن مُنادٍ / إذا ما نابَهُ الخَطبُ الثَّقيلُ
وتَجهَدُ في مَنافعِ كُلِّ داعٍ / كأنَّكَ بالنَّجاحِ لهُ كفيلُ
وفيكَ معَ الشَّبابِ وَقارُ نفسٍ / رَصينٌ ليسَ تبلُغُهُ الكُهولُ
وجاهٌ عندَ أهلِ الجاهِ يسمو / ومنزِلةٌ لها شأنٌ جليلُ
سَليلُ أبيكَ إبراهيمَ حَسْبي / وحَسْبُكَ حيثُ أنتَ لهُ سَليلُ
حَيا بكَ ذِكرُهُ المشهورُ فينا / فزالَ وذِكرُهُ ما لا يزولُ
وبينَكُما مَعَ النَّسَبِ اشتراكٌ / بتسميةٍ لها الشَّرَفُ الجَزيلُ
فكُنتَ نظيرَهُ قبلاً وأمسَى / بفِردَوسِ البَقا لكما حُلولُ
فقُلتُ مؤرِّخاً بأجَلِّ دارٍ / أمامَ العرشِ قد قامَ الخليلُ
اقولُ ليوسُفَ المسعودِ مَهلاً
اقولُ ليوسُفَ المسعودِ مَهلاً / فقد أسرعتَ في شَدِّ الرِّحالِ
لئن خَلَتِ المنازلُ منكَ يوماً / فإن القلبَ أرَّخَ غيرُ خالِ
مَضى عنَّا محمَّدُ في صِباهُ
مَضى عنَّا محمَّدُ في صِباهُ / كخَسفِ البَدرِ في وقتِ الكمالِ
وباتَ مُجاوِرَاً رباً كريماً / تُحيطُ بهِ مَلائكةُ الأعالي
فقُلْ لبَنِي حمادَةَ لا جَزِعتمْ / فإنَّ الصَّبرَ مِن شِيَمِ الرِّجالِ
سَيفنى الكلُّ بالتأريخِ حقاً / ويبقى وجهُ ربِّكَ ذو الجَلالِ
عزيزُ بني مُسدِّيَةٍ جميلٌ
عزيزُ بني مُسدِّيَةٍ جميلٌ / يحقُّ لفَقدِهِ الصَّبرُ الجميلُ
دعاهُ إليهِ خالِقُهُ فلَّبى / مُطِيعاً حينَ ناداهُ الرَّسولُ
بعامٍ أنشدَ التَّأريخُ فيهِ / إلى باريهِ قد ذَهَبَ الخليلُ