القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ مَعْتوق المُوسَوِيّ الكل
المجموع : 2
تلثّمَ بالعقيقِ على اللآلي
تلثّمَ بالعقيقِ على اللآلي / فغشّى الفجرَ من شفَقِ الجمالِ
وقنّعَ بالدُجى شمسَ المُحيّا / فبرقَعَ بالضُحى ليلَ القَذالِ
وهزّ قَوامَهُ فثَنى قضيباً / إليهِ تنقّلتْ دولُ العوالي
ودبّ عِذارُهُ فسعتْ إلينا / أفاعي الموتِ في صُوَر النِّمالِ
بَدا فتقطّعتْ مُهَجُ الغواني / وخاضَتْ فيه أحداقُ الرجالِ
وخُتِّمَ بالعقيقِ فزان عندي / بمعصَمِ وعدِه حَليَ المِطالِ
لقد جرَحَتْ نواظِرُه فؤادي / فما لَك يا صَوارمَها وما لي
عمِلْتِ الجزْمَ بي وخفضْتِ منّي / محلّ النّصبِ ثمّ رفَعْتِ حالي
بروحي منه شخصاً جُؤذَريّاً / يَصيدُ الأُسْدَ في فعلِ الغَزالِ
تَزاوَر عن خِباهُ فثمَّ شمسٌ / تبلّجَ حولَها فجرُ النِّصالِ
وخُذْ عن وجنتَيْهِ فثمَّ وردٌ / حَماهُ الهُدْبُ من شوكِ النِّبالِ
إلامَ أُلامُ فيه ولا أُحاشي / ويرقُبُني الحِمامُ ولا أُبالي
أورّي عنْ هواهُ بحبِّ ليلى / وفيه تغزُّلي وبهِ اِشتغالي
وليلٍ كالبنفسجِ باتَ فيهِ / ينشّقُني رَياحينَ الوِصالِ
دخلْتُ عليه والظُلُماتُ تُرخي / ذَوائِبَها على صَلْتِ الهِلالِ
فقدّم لي العَقيقَ قِرىً لعَيني / وقرّطَ سَمعي الدُرَرَ الغَوالي
وبات ضجيعهُ الضرغامُ منّي / ومنهُ مُضاجعي ريمُ الحِجالِ
وقام لديهِ من وَرَعي وعيظٌ / يعرّفُني الحَرامَ من الحَلالِ
إذا اِمتدّتْ إليه يَمينُ نَفسي / ثنَيْتُ عنانَها بيَدي الشِّمالِ
وإنّي فتىً أميلُ بلحْظِ طَرْفي / لمَنْ أهوى ويُغْضي عنهُ بالي
وإنْ قامتْ إلى الفَحْشاءِ يوماً / بي الشّهواتُ تُقعِدُني خِصالي
أحبُّ الكِذْبَ في التشبيهِ هَزْلاً / وأهوى الصِّدقَ في جِدِّ المَقالِ
فلي وَعْظٌ أشدُّ من الرّواسي / ولي غزَلٌ أرقُّ من الشَّمالِ
أنا الهادي إذا الشُعراءُ هامُوا / بوادي الشِّعرِ في ليلِ الضّلالِ
مُجَلّي السابقين إلى المَعاني / وفارسُ بحثِها يومَ الجِدالِ
تدلُّ لدى النّشيدِ بناتُ فِكري / على أذُني وتُنسيني فِعالي
ويشهدُ لي بدعْوى الفضلِ قُربي / لدى برَكاتِ نقّادِ المعاني
تملّكَني هواهُ فزِدْتُ فضلاً / وفضلُ العبدِ من شرَفِ المَوالي
جمالُ الفضلِ مركزُ نيّرَيْهِ / كمالُ بُدورِ أبناءِ الكَمالِ
رفيعُ عُلاً إلى هامِ الثُريّا / رَقي بسلالِم الهِمَمِ العَوالي
موقّى العِرضِ في سَنَنِ السّجايا / مُبيدُ المالِ في سَبْقِ النّوالِ
شُجاعٌ فيه تتّسعُ المنايا / إذا ما كرّ في ضيقِ المجالِ
إذا بدُجى القَتامِ بَدا بدِرْعٍ / أرانا الشمسَ في ثوبِ الهِلالِ
هو العدلُ الّذي بالوَصْفِ يعنو / له العلَمُ المعرَّفُ بالجَلالِ
فكمْ لعِداهُ فيه منَ الصّياصي / بُروجٌ من كَواكبِها خوالِ
غَوامضُ فِكرِه تَحكي الدَّراري / وطيبُ ثَناهُ يَرخُصُ بالغوالي
يرى الدُنيا وإنْ عظُمَتْ وجلّت / لديه أقلَّ من شِسْعِ النِّعالِ
به اِنطلقَ السّماحُ وكان رَهْناً / وأضحى البُخْلُ مَشدودَ العِقالِ
تَزينُ به عواطِلها القوافي / كما تتزيّنُ البيضُ الحوالي
فلوْ مسّ الصّخورَ الصُّمَّ يوماً / لفجَّرَهُنَّ بالعَذْبِ الزُلالِ
كَميٌّ لا تُقاتِلُهُ الأعادي / بأمضى من سُيوفِ الإبتهالِ
إذا رَويَتْ صَوارِمُهُ نَجيعاً / ورَتْ بحُدودِها نارَ الوَبالِ
كأنّ دَمَ القُرونِ لها سَليطٌ / وحُمرَ شِفارِها شُعَلُ الذُبالِ
منَ القومِ الّذين سَمَوْا وسادوا / على العَرَبِ الأواخِرِ والأوالي
مُلوكٌ كالملائكِ في التّلاقي / عَفاريتٌ جِيادُهُمُ السّعالي
أثيلُ المجدِ منصورٌ عليهمْ / وصارَ العزُّ مَمدودَ الظِلالِ
تبيّن لي الحِجى والجودُ فيه / ونورُ المجدِ من قبلِ الفِصالِ
غَنيتُ عن الكِرامِ به جميعاً / وصُنْتُ الوجهَ عن بذْلِ السّؤالِ
أأسْتَسقي السّحائِبَ نازِحاتٍ / وهذا البحرُ معترِضاً حِيالي
وألقَيْتُ السِلاحَ وما اِحتِياجي / وفيه تدرُّعي وبه اِعتِقالي
ألا يا أيُّها البطَلُ المُرَجّى / لدَفعِ كتائِبِ النوَبِ العُضالِ
ويا سَيفَ المَنونِ وساعِدَيْها / وباري قَوسِها يومَ النِّضالِ
ويا قمَر الزّمانِ ولا أُكَنّي / وشمسَ ضُحى المُلوكِ ولا أغالي
لقد غُبِطَ العُلا بخِتانِ شِبلٍ / أبوهُ أنت يا ليثَ النِّزالِ
شَقيقُ الرُشْدِ تَسمِيةً وفألاً / سَليلُ المجدِ خيرُ أبٍ وآلِ
نشا فنَشا لنا منه سُرورٌ / يكادُ يهزُّ أعطافَ الجِبالِ
وحَمْحَمَتِ الجِيادُ مهلِّلاتٍ / وصالَ مكَبِّراً يومَ القِتالِ
وقرّتْ أعيُنُ البيضِ المواضي / ومِسْنَ معاطِفُ السُّمرِ الطِوالِ
هو الولَدُ الّذي بأبيهِ نالَتْ / خُلودَ الأمْنِ أفئِدَةُ الرّجالِ
فدامَ ودُمْتَ ما اِكتَسَبَتْ ضِياءً / نُجومُ الليلِ من شمسِ النّوالِ
ولا زالَتْ لك الأيّامُ تَدعو / ولا بَرِحَتْ تُهنّيكَ اللّيالي
خطَبْتَ المجدَ بالأسَلِ العَوالي
خطَبْتَ المجدَ بالأسَلِ العَوالي / ففُزْتَ بوصْلِ أبكارِ المَعالي
وحاولْتَ العُلا فلذِذْتَ منها / بشهدٍ دونَه لسْعُ النِبالِ
وجُزتَ إلى الثّنا لُجَجَ المَنايا / فخُضْتَ اليمّ في طلبِ اللآلي
وقارَعْتَ الخُطوبَ السودَ حتّى / أرَضْتَ جوامحَ النّوَبِ العُضالِ
وأرْعَشْتَ القَنا حتّى ظننّا / نفَحْتَ بهنّ أرواحَ الصِلالِ
وصافحْتَ الصِّفاحَ فلاحَ فيها / وُجوهُ الموتِ في صوَرِ النِّمالِ
حوَيْتَ المجدَ أجمعَهُ صَبيّاً / تحنّ هَوىً إلى الحربِ السِّجالِ
تُكنّي بالقَريض عن المَواضي / بذِكرِ قِصارِ أيّامِ الوِصالِ
وعن عَذْبِ القَنا بقُرونِ ليلى / فتنسِبُ في لياليها الطِوالِ
فكم أقْرَحْتَ أكبادَ الأعادي / وكم أرْمَدْتَ أجفانَ النِّصالِ
وكم صبّحْتَ بالغاراتِ حيّاً / فأصبح ميّتَ الأطلالِ بالي
وأمسى والدِّيارُ معطّلاتٌ / من الفِتيان والبيضِ الحَوالي
وكم لكَ بالحُوَيْزةِ يومَ حربٍ / تَشيبُ لهولِه لِمَمُ اللّيالي
ويومٍ مثل يومِ الحشْرِ فيه / تَميدُ الرّاسياتُ منَ الجِبالِ
به الأعلامُ كالآرام تَسْري / فتَشْتَبِه الرِّعانُ مع الرِّعالِ
مَهولٌ فيه نارُ الحِقدِ تغلي / مراجلُها بأفئِدَة الرِّجالِ
به اِجتمعَتْ بَنو لامٍ جميعاً / تُستِّرُ جانبَ الطّرفِ الشّمالي
ولاذوا بالحُصونِ فما اِستفادوا / نجاةً بالجِدارِ ولا الجِدالِ
غُواةٌ قامَ بينهُمُ غَويٌّ / يُمنّيهم بأنواعِ المُحالِ
جزى نُعماكَ طُغياناً وكُفْراً / فحلّتْ فيه قارعةُ النّكالِ
تخيّلَ سحرَ باطلِه لديهمْ / وأوهمَهُم بحيّاتِ الحِبالِ
فجِئْتَ ببيّناتِ الحقِّ حتّى / تهدّم ما بَنوهُ على الجِبالِ
تَرومُ رُماتُهم غيّاً وغَدراً / تُصيبُ عُلاكَ في سَهْمِ اِغتيالِ
أمَا علِموا بأنّك يا عليٌّ / لَباري قوسها يومَ النِّزالِ
تناءَوْا بالدّيارِ فكنتُ أسري / إليهم بالخُيولِ من الخَيالِ
ملأتَ الرُّحبَ حولهمُ جُيوشاً / تُكاثرُ عدَّ حبّاتِ الرّمالِ
إلى عقَباتِها العِقبانُ تأوي / وتمدَحُ في ضراغِمِها السّعالي
كتائِبُ للحَديدِ بها وَميضٌ / تمرُّ عليكَ كالسُّحُبِ الثِّقالِ
ولمّا لم تجِدْ للصُّلْحِ وجهاً / ولا للعَفْوِ عنهُم والنّوالِ
قذَفْتَهُمُ بشُهْبٍ من حديدٍ / وأقْمارٍ سَواءٍ في الكَمالِ
بُدورٌ من بَنيك تحفُّ فيها / نجومٌ من بَني عمٍّ وخالِ
سُلالاتٌ إلى المُختار تُعزى / وأرْحامٌ به ذاتُ اِتّصالِ
رَوَوْا سندَ المفاخِر عن أبيهم / وعن أجدادِهم شرفَ الخِصالِ
فِعالهُمُ وأوجُهُهُم سَواءٌ / تَمامٌ بالجميلِ وبالجمالِ
جعلتَهُم أمامكَ في التّلاقي / مقدّمةَ الجُيوشِ وأنت تالِ
فكنتَ كفيلَ أظهُرِهم وكانوا / لك الكُفَلاءَ من قُبُلِ النِّزالِ
إذا جفلَ الخميسُ ثَبتّ حتّى / يعودَ الهاربونَ إلى القِتالِ
كأنّك يا عليَّ المجدِ فِينا / سميُّكَ يومَ أحزابِ الضّلالِ
حمَلْتَ على العِدا وبنوكَ صالوا / فضاقَ بجيشهمْ رَحْبُ المَجالِ
وكانوا كالجوارِحِ كاسراتٍ / فولّوا مثلَ نافِرةِ الرّئالِ
وعن نارِ الظُّبا للشّطِّ فرّوا / فكانَ الماءُ من نارِ الوَبالِ
رأوا أنّ الرّدى بالسّيفِ مُرٌّ / فذاقوا الموتَ بالعَذْبِ الزُّلالِ
فكم صرعَتْ سُيوفُكَ من هِزَبْرٍ / بحيّهم وعفّتْ عن غَزالِ
لَئِنْ أغضَبْتَ بيضَ الشّوسِ منهُم / فقد أرضَيْتَ بيضاتِ الحِجالِ
تركْتَ سُراتَهُم صَرعى غَداةً / وحُزْتَ الحَمدَ في سَتْرِ العِيالِ
ألا يا معشرَ الأعْرابِ كُفّوا / وتوبوا عن خَبيثاتِ الفِعالِ
فإنْ تُبْتُم فبُشْراكُم بعَفوٍ / ومغفرةٍ وحُسْن مآلِ حالِ
وإنْ عُدْتُم يَعُد يوماً بأخرى / تُصبّحُكم أشدَّ من الأَوَالي
ليهنِكَ سيّدي فتحٌ قريبٌ / بَعيدُ الصّيتِ مرتَفعُ المَنالِ
ونصرٌ لا يزالُ الدهرُ منه / عليكَ يزُفُّ ألويةَ الجَلالِ
فلا برِحَتْ ديارُك مؤنِقاتٍ / ورَوْحُ عُلاكَ مَمدودَ الظِّلالِ
ولا زالَتْ شُموسُكَ مُشرِقاتٍ / بدائِرةِ الزّوالِ بلا زَوالِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025