القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : صَفِيّ الدِّين الحِلّي الكل
المجموع : 11
أَميرَ المُؤمِنينَ أَراكَ إِمّا
أَميرَ المُؤمِنينَ أَراكَ إِمّا / ذَكَرتُكَ عِندِ ذي حَسبٍ صَغا لي
وَإِن كَرَّرتُ ذِكرَكَ عِندَ نَغلٍ / تَكَدَّرَ سِترُهُ وَبَغى قِتالي
فَصِرتُ إِذا شَكَكتُ بِأَصلِ مَرءٍ / ذَكَرتُكَ بِالجَميلِ مِنَ المَقالِ
فَلَيسَ يُطيقُ سَمعَ ثَناكَ إِلّا / كَريمُ الأَصلِ مَحمودُ الحِلالِ
فَها أَنا قَد خَبَرتُ بِكَ البَرايا / فَأَنتَ مَحَكُّ أَولادِ الحَلالِ
نُفوسُ الصيدِ أَثمانُ المَعالي
نُفوسُ الصيدِ أَثمانُ المَعالي / إِذا هَزَّت مَعاطِفَها العَوالي
وَأَبدَت أَوجُهُ البيضِ اِبتِساماً / يُطيلُ بُكاءَ آجالِ الرِجالِ
وَمَن عَشِقَ العَلاءَ وَخافَ حَتفاً / غَدا عِندَ الكَريهَةِ وَهوَ سالي
وَلَم يَحُزِ العُلى إِلّا كَمِيٌّ / رَحيبُ الصَدرِ في ضيقِ المَجالِ
تَيَقَّنَ أَنَّ طيبَ الذِكرِ يَبقى / وَكُلَّ نَعيمِ مُلكٍ في زَوالِ
لِذاكَ سَمَت بِرُكنِ الدينِ نَفسٌ / تَعَلَّمَ رَبُّها طَلَبَ الكَمالِ
سَمَت فَأَرَتهُ حَرَّ الكَرَّ بَرداً / وَيَحمومَ المَنِيَّةِ كَالزَلالِ
فَأَلبَسَ عِرضَهُ دِرعاً حَصيناً / وَصَيَّرَ جِسمَهُ غَرَضَ النِبالِ
تَبَوَّأَ جَنَّةَ الفِردوسِ داراً / وَحَلَّ عَلى الأَرائِكِ في ظِلالِ
وَخَلَّفَ كُلَّ قَلبٍ في اِشتِغالٍ / وَكُلَّ لَهيبِ صَدرٍ في اِشتِعالِ
بِروحي مَن أَذابَ نَواهُ روحي / وَأَفقَدَ فَقدُهُ عِزّي وَمالي
وَلَم أَكُ قَبلَ يَومِ رَداهُ أَدري / بِأَنَّ الطُربَ بُرجٌ لِلهِلالِ
وَقالَوا قَد أُصِبتَ فَقُلتُ كَلّا / وَما وَقَعُ النِبالِ عَلى الجِبالِ
وَلَم أَعلَم بِأَنَّ الرَمسَ يُمسي / بِمَوجِ الحَربِ مِن صَدَفِ اللَآلي
أَيا صَخرَ الجَنانِ أَدَمتَ نَوحي / فَها أَنا فيكَ خَنساءُ الرِجالِ
وَفَت لي فيكَ أَحزاني وَدَمعي / وَخانَ عَلَيكَ صَبري وَاِحتِمالي
بَذَلتَ النَفسَ في طَلَبِ المَعالي / كَبَذلِكَ لِلُّهى يَومَ النَوالِ
تُسابِقُ لِلوَغى قَبلَ التَنادي / كَسَبقِكَ بِالعَطا قَبلَ السُؤالِ
شَدَدتَ القَلبَ في خَوضِ المَنايا / وَوَبلِ النُبلِ مُنحَلَّ العَزالي
لَبِستَ عَلى ثِيابِ الوَشيِ قَلباً / غَنيتَ بِهِ عَنِ الدِرعِ المُذالِ
تَهُزُّ لِمُلتَقى الأَعداءِ عِطفاً / يَهِزُّ رَطيبَهُ مَرَحُ الدَلالِ
فَعِشتَ وَأَنتَ مَمدوحُ السَجايا / وَمُتَّ وَأَنتَ مَحمودُ الخِلالِ
أَرُكنَ الدينِ كَم رُكنٍ مَشيدٍ / هَدَدتَ بِفَقدِ ذُيّاكَ الجَمالِ
رُبوعُكَ بَعدَ بَهجَتِها طُلولٌ / وَحاليها مِنَ الأَنوارِ خالِ
تَنوحُ لِفَقدِكَ الجُردُ المَذاكي / وَتَبكيكَ الصَوارِمُ وَالعَوالي
يَحِنَّ إِلى يَمينِكَ كُلُّ عَضبٍ / وَتَشتاقُ الأَعِنَّةُ لِلشَمالِ
أَتَسلُبُكَ المَنونُ وَأَنتَ طَودٌ / وَتَرخِصُكَ الكُماةُ وَأَنتَ غالِ
وَتَضعَفُ عَزمَةُ البيضِ المَواضي / وَتَقصُرُ هِمَّةُ الأَسَلِ الطِوالِ
وَلَم تُحطَم قَناةٌ في طِعانٍ / وَلَم تُفلَل صِفاحٌ في قِتالِ
وَلا اِضطَرَمَت جِيادٌ في طِرادٍ / وَلا اِعتَرَكَت رِجالٌ في مَجالِ
وَلا رَفَعوا بِوَقعِ الخَيلِ نَقعاً / وَلا نُسِجَ الغُبارُ عَلى الجِلالِ
وَتُمسي اللاذِخِيَّةُ في رُقادٍ / تَوَهَّمُ فِعلَها طَيفَ الخَيالِ
وَلَم تُقلَع لِقَلعَتِهِم عُروشٌ / إِذا اِستَوَتِ الأَسافِلُ وَالأَعالي
وَلا وادي جَهَنَّمَ حينَ حَلَّوا / بِهِ أَمسى عَليهِم شَرَّ فالِ
سَأَبكي ما حَييتُ وَلَستُ أَنسى / صَنائِعَكَ الأَواخِرَ وَالأَوالي
وَلَو أَنّي أُبَلَّغُ فيكَ سُؤلي / بَكَيتُكَ بِالصَوارِمِ وَالعَوالي
بِكُلِّ مُهَنَّدِ الحَدَّينِ ماضٍ / تَدُبُّ بِهِ المَنِيَّةِ كَالنَمالِ
يُريكَ بِهِ رُكامُ المَوتِ مَوجاً / وَتَمنَعُهُ الدِماءُ مِنَ الصِقالِ
وَأَسمَرَ ناهَزَ العِشرينَ لَدنٍ / رُدَينيِّ المَناسِبِ ذي اِعتِدالِ
يُضيءُ عَلى أَعاليهِ سِنانٌ / ضِياءَ النارِ في طَرَفِ الذُبالِ
وَأَشقي مِن دِماءِ عِداكَ نَفساً / تَنوطُ القَولَ مِنها بِالفِعالِ
لَعَلَّ الصالِحَ السُلطانَ يَجلو / بِغُرَّةِ وَجهِهِ ظُلمَ الضَلالِ
وَيُجريها مِنَ الشِعبَينِ قُبّاً / إِلى الهَيجاءِ تَسعى كَالسَعالي
يُحَرِّضُها الطَرادُ عَلى الأَعادي / كَأَنَّ الكَرَّ يُذكِرُها المَخالي
عَلَيها كُلُّ ماضي العَزمِ ذِمرٍ / كَمِيٍّ في الجِلادِ وَفي الجِدالِ
وَيَشفي عِندَ أَخذِ الثَأرِ مِنهُم / نُفوساً لَيسَ تَقنَعُ بِالمَطالِ
وَأَعلَمُ أَنَّ عَزمَتَهُ حُسامٌ / وَلَكِنَّ التَقاضي كَالصِقالِ
حَديثُ الناسِ أَكثُرُهُ مُحالُ
حَديثُ الناسِ أَكثُرُهُ مُحالُ / وَلَكِن لِلعِدى فيهِ مَجالُ
وَأَعلَمُ أَنَّ بَعضَ الظَنِّ إِثمٌ / وَلَكِن لِليَقينِ بِهِ اِحتِمالُ
وَكُنتُ عَذَرتُكُم وَالقَولُ نَزرٌ / فَما عُذري وَقَد كَثُرَ المَقالُ
وَقُلتُم قيلَ ما لا كانَ عَنّا / فَمَن لي أَن يَكونَ وَلا يُقالُ
فَيا مَن ضاعَ فيهِ نَفيسُ عُمري / وَقُوِّضَ فيهِ مالي وَالرِجالُ
وَكَم قَد رامَهُ ضِدّي بِسوءٍ / فَراحَ وَآلُهُ في الحَربِ آلُ
سَأَلتُكَ لا تَدَع لِلقَولِ وَجهاً / فَيَكثُر حينَ أَذكُرُكَ الجِدالُ
وَإِنّي مَع صُدودِكَ وَالتَجَنّي / وَفيٌّ لَيسَ لي عَنكَ اِنتِقالُ
أَغارُ إِذا سَرى بِحِماكَ بَرقٌ / وَأَغضَبُ كُلَّما طَرَقَ الخَيالُ
وَأُوثِرُ أَن يَنالَ دَمي وَوَفري / وَمَحبوبي عَزيزٌ لا يُنالُ
لِأَنّي لا أَخونُ عُهودَ خِلٍّ / وَلَو حَفَّت بِيَ النُوَبُ الثِقالُ
وَإِنّي إِن حَلَفتُ لَهُ يَميناً / فَما غَيرُ الفِعالِ لَها شِمالُ
فَيا مَن سَرَّني بِاللَفظِ مِنهُ / وَلَكِن ساءَني مِنهُ الفِعالُ
إِلى كَم أَلتَقيكَ بِوَجهِ بِشرٍ / وَفي طَيّ الحَشا داءٌ عُضالُ
وَأَحمِلُ مِن عُداتِكَ كُلَّ يَومٍ / حَديثاً لَيسَ تَحمِلُهُ الجِبالُ
وَأَسمَعُ مِن وُشاةِ الحَيِّ فينا / كَلاماً دونَ مَوقِعِهِ النِبالُ
وَأُرسِلُ مَع ثِقاتِكَ مِن حَديثي / عِتاباً دونَهُ السِحرُ الحَلالُ
وَمَهما لَم يَكُن في السَيفِ أَصلٌ / لِجَوهَرِهِ فَما يُجدي الصِقالُ
جَعَلتَ جَميعَ إِحساني ذُنوباً / وَطالَ بِكَ التَعَتُّبُ وَالدَلالُ
وَقُلتَ بِكَ اِنهَتَكتُ وَذاكَ زورٌ / وَإِنَّ الزورَ مَوقِعُهُ مُحالُ
فَما نَفعي بِحُسنٍ في خَليلٍ / إِذا لَم يَصفُ لي مِنهُ الخِلالُ
إِذا عَدِمَ الفَتى خُلقاً جَميلاً / يَسودُ بِهِ فَلا خُلِقَ الجَمالُ
إِذا عَلِمَ العِدا عَنكَ اِنتِقالي
إِذا عَلِمَ العِدا عَنكَ اِنتِقالي / فَخُذ ما شِئتَ مِن قيلٍ وَقالِ
وَنالوا مِنكَ بِالأَقوالِ عِرضاً / وَقَيناهُ بِأَطرافِ العَوالي
وَقَد كانَ العَذولُ يَوَدُّ أَنّي / أُسيغُ لَهُ اليَسيرَ مِنَ المَقالِ
فَكَيفَ إِذا تَيَقَّنَ فيكَ زُهدي / وَكانَ يَسُرُّهُ عَنكَ اِشتِغالي
فَكَم سَخِطَ الأَنامُ وَأَنتَ راضٍ / وَكَم رَخُصَ المِلاحُ وَأَنتَ غالي
وَكَم هَدَمَت حِمى قَومي خُطوبٌ / تَهُدُّ الراسِياتِ وَأَنتَ عالي
وَكَم مِن وَقعَةٍ لِعِداكَ عِندي / نَذَرتُ بِها دَمي وَنَذَرتُ مالي
وَكَم هَمَّت كِلابُ الحَيِّ نَهضاً / وَقَد حَمَتِ الأُسودُ حِمى الغَزالِ
وَكَم لامَت عَليكَ سَراةُ أَهلي / فَأَحسَبُ قَولَ آلي لَمعَ آلِ
وَكَم خاطَرتُ فوكَ بِبَذلِ نَفسي / وَأَعلَمُ أَنَّ بالي فيكَ بالي
وَكَم صَبٍّ تَفاءَلَ في حَبيبٍ / وَفى لي إِنَّ حِبّي ما وَفى لي
وَكَم جَرَّبتُ قَبلَكَ مِن مَليحٍ / فَأَمسى جيدُ حالِيَ مِنهُ حالي
وَلَولا أَنَّ في التَجريبِ فَضلاً / لَما فَضُلَ اليَمينُ عَلى الشِمالِ
أَظُنُّكَ إِذ حَوَيتَ الحُسنَ طُرّاً / وَإِذ وَفَّيتَ أَقسامَ الجَمالِ
قَصَدتَ بِأَن جَعَلتَ العُذرَ عَيباً / عَساهُ يَقيكَ مِن عَينِ الكَمالِ
فَسَوفَ أَسوءُ نَفسي بِاِنقِطاعي / بِحيثُ أُسِرُّ نَفسَكَ بِاِرتِحالي
إِذا ما شِئتَ أَن تَسلو حَبيباً / فَأَكثِر دونَهُ عَدَدَ اللَيالي
أَصَمَّ اللَهُ أَسمَعَنا المَلاما
أَصَمَّ اللَهُ أَسمَعَنا المَلاما / وَقَصَّرَ عُمرَ أَطوَلِنا مَطالا
وَأَعمى طَرفَ أَعذَرِنا لِحاظاً / وَعَجَّلَ حَتفَ أَسرَعِنا مَلالا
وَهَدَّ جَنانَ أَثبَتِنا جَناناً / إِذا عَزَمَت أَحِبَّتُنا اِرتِحالا
وَأَرغَدَنا عَلى التَفريقِ عَيشاً / وَأَحسَنَنا لِفَقدِ الإِلفِ حالا
لَحى اللَهُ الطَبيبَ لَقَد تَعَدّى
لَحى اللَهُ الطَبيبَ لَقَد تَعَدّى / وَجاءَ لِقَلعِ ضِرسِكَ بِالمُحالِ
أَعاقَ الظَبيَ عَن كِلتا يَديهِ / وَسَلَّطَ كَلبَتَينِ عَلى غَزالِ
تَنَبَّأَ فيكَ قَلبي فَاِستَرابَت
تَنَبَّأَ فيكَ قَلبي فَاِستَرابَت / بِهِ قَومٌ وَعَمَّهُمُ الضَلالُ
وَصَدَّهُمُ الهَوى أَن يُؤمِنوا بي / وَقالوا إِنَّ مُعجِزَهُ مُحالُ
فَمُذ سَلَّمتَ سَلَّمَتِ البَرايا / إِلَيَّ وَقيلَ كَلَّمَهُ الغَزالُ
أُجِلَّكَ أَن تُواجَهَ بِالقَليلِ
أُجِلَّكَ أَن تُواجَهَ بِالقَليلِ / وَلَم أَقدِر عَلى القَدرِ الجَزيلِ
فَأَترُكُ خيرَةً هَذا وَهَذا / وَأَطمَعُ مِنكَ بِالعُذرِ الجَميلِ
لَئِن سَلَّ الزَمانُ لَنا مَناصِل
لَئِن سَلَّ الزَمانُ لَنا مَناصِل / فَصُنعُ الوُدَّ عِندي غَيرُ ناصِل
وَإِن أَخَّرتُ عَن مَولايَ سَعيِي / فَإِنّي بِالدُعاءِ لَهُ مُواصِل
وَإِنّي إِن وَصَفتُ لَهُ وَلائي / كَأَنّي طالِبٌ تَحصيلَ حاصِل
وَلَم يَكُ ذَلِكَ التَأخيرُ إِلّا / لِما أَلقاهُ مِن أَلَمِ المَفاصِل
يُسائِلُني صَديقي عَن كِتابٍ
يُسائِلُني صَديقي عَن كِتابٍ / فَأُنكِرُهُ وَأَشغَلُ عَنهُ بالي
وَأَزعُمُ أَنَّهُ خَطٌّ سَقيمٌ / وَطِرسٌ دارِسٌ كَالشِنَّ بالي
مَخافَةَ أَن أَرومَ لَهُ ارتِجاعاً / فَيَقطَعَ دونَهُ حَبلَ الوِصالِ
وَلَستُ بِواصِفٍ يَوماً حَبيباً / أُعَرِّضُهُ لِأَهواءِ الرِجالِ
إِذا أَبطا الرَسولُ فَظُنَّ خَيراً
إِذا أَبطا الرَسولُ فَظُنَّ خَيراً / فَسوءُ الظَنِّ في عَجَلِ الرَسولِ
فَلولا أَن يَرى ما يَشتَهيهِ / لَعادَ إِلَيكَ في أَمَدٍ قَليلِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025