المجموع : 4
وَصالَ ما إِلَيهِ مِن وُصولِ
وَصالَ ما إِلَيهِ مِن وُصولِ / وَسَمعِ ما يُصيخُ إِلى عَذولِ
لَقَد أَخفَيتُ داءَ الحُبِّ حَتّى / خَفيتُ عَنِ الرَقيبِ مِنَ النُحولِ
وَكَيفَ يَصُحّ هَذا الجِسمُ يَوماً / وَآفَتُهُ مِنَ الجَفنِ العَليلِ
وَلَيلٍ مِثلِ يَومِ العَرضِ طَولاً / وَمَن عَوني عَلى اللَيلِ الطَويلِ
وَما لِلصُبحِ فيهِ مِن طُلوعٍ / وَلا لِلنَجمِ فيهِ مِن أُفولِ
أَبُثُّ بِهِ الغَرامَ فَلو رَأَتني / بُثَينَةُ لَم تَبُثَّ هَوى جَميلِ
إِلى كَم نَحنُ في صَدٍّ وَهَجرٍ / وَفي قالٍ مِنَ الواشي وَقيلِ
تُرى يَوماً نَرى فيهِ الأَماني / وَتَجمَعُ شَملَنا كَأسُ الشَمولِ
وَتَعطِفُ لي عَواطِفَ مَن جَفاني / وَيَشفى مِن غَلائِلِهِ غَليلي
تَصَدّى لِلصُدودِ قِلَىً وَبَعدَاً / وَلَن تَخفى عَلاماتُ المَلولِ
وَفي صَبري عَلى التَقبيحِ عُذرٌ / إِذا ما كانَ مِن وَجهِ جَميلِ
تَقولُ صَفيَّةَ وَالصَفوُ مِنها
تَقولُ صَفيَّةَ وَالصَفوُ مِنها / لِغَيري حينَ قَرَّبَتِ الجَمالا
وَقَد سَفَرَت لَنا عَن بَدرٍ تَمٍ / غَداةَ البَينِ وَاِنتَقَبَت هِلالا
أَتَصبِر إِن هَجَرنا أَو بَعُدنا / فَقُلتُ نَعَم نَعَم وَالقَلبُ لا لا
يَخافُ البُعدَ مَن أَلِفَ التَداني / وَيَخشى الهَجرَ مَن عَرفِ الوِصالا
تَناءَوا بَعدَ قُربِهِم مِلالا
تَناءَوا بَعدَ قُربِهِم مِلالا / وَسِرنا يَمنَةً وَسَرَوا شِمالا
فَلَستُ تَرى غَداةَ البَينِ إِلّا / عُناةً أَو حُداةً أَو جِمالا
وَمُعتَدِلاً حَكى الخَطِّيَّ لَوناً / وَليناً وَاِهتِزازاً وَاِعتِدَلا
ظَنَنتُ وَلَم يَطُف بي مِنهُ طَيفٌ / وَلَو زارَ الخَيالَ رَأى خَيالا
وَكَيفَ يَكونُ لي صَبرٌ وَفيهِ / خِلالٌ صَيَّرَت جِسمي خِلالا
تَصَيَّدَني الغَزالُ بِمُقلَتَيهِ / وَقِدَماً كُنتُ أَصطادَ الغَزالا
وَقائِلَةً إِلى كَم ذا التَواني / إِذا ما المالُ عَن كَفَّيكِ مالا
فَقُلتُ إِلى صَلاحِ الدينِ قَصدي / فَتىً حازَ الفُتُوَّةَ وَالجَمالا
تَيَمَّم وَجهَهُ تَظفَر بِرُشدٍ / وَكَيفَ يَضِلُّ مَن قَصَدَ الهِلالا
لَقَد فاقَ الأَنامَ أَباً وَعَّماً / كَما فاقَ الأَنامَ أَخاً وَخالا
يُحِبُ المَجدَ وَالعَلياءَ طَبعاً / كَما يَهوى المُحِبّونَ الوِصالا
كَأَنَّ المالَ في كَفَّيهِ ماءٌ / إِذا ما السائِلُ اِستَسقاهُ سالا
صَلاحَ الدينِ قَد أَصلَحتَ حالي / فَلا عاثَت لَكَ الأَيّامُ حالا
بِكَ اِستَغنَيتُ عَن زَيدٍ وَعَمرٍو / وَمَن طَلَبَ الهُدى تَرَكَ الضَلالا
مَحِلُّكَ في النُجومِ إِذا تَدانى / وَضِدُّكَ في التُخومِ إِذا تَعالى
وَإِنَّكَ مِن أَشَدِّ الناسَ بُؤساً / بِلا شَكٍّ وَأَكرَمَهُم رِجالا
أَقاموا في سَماحِهِم بِحاراً / وَأَضحَوا في حَلومِهِم جِبالا
كَأَنَّ الخالَ في الخَدِّ الشِمالِ
كَأَنَّ الخالَ في الخَدِّ الشِمالِ / ظَلامُ الهَجرِ في صُبحِ الوِصالِ