القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 7
وافى كتاب ولِّينا الغزال
وافى كتاب ولِّينا الغزال / مني على شوقٍ له متوالِ
وفضَضْتُ خاتمه الكريمَ فلم أجد / غيرَ الجمالِ مقيداً بوصالِ
فأخذته فالاً وسرت مبادراً / فوجدتُ ما أضمرته في الفال
فتنزَّلَ الأمرُ العليّ لخاطري / بحقائق الأمر العزيز العالي
فظهرتُ مرتدياً بثوبِ جلالة / بين العبادِ مؤزَّراً بجمال
كلتا يديّ يمين ربي خلقته / والله قد أخفى عليَّ شمالي
وخطوتُ عنه خطوةً وتْرية / منه إليه بأمرِه المتعالي
فلحظت ما قد كنتُ قبل علمته / فعلمتُ أني لم أزل عن حالي
فالعينُ عين مشاهد في علمه / ما دام في كون وفي اضمحلال
فإذا تخلص عن كيانٍ وجوده / بالموتِ عاين غير ما في البال
ويكون يشهدُ فوق رتبةِ علمه / بشهودِه في عالم التِّرحال
فكأنَّ ما يبديه عَزَّ جلاله / من ذاتِه للعلمِ لمحة وآل
علومُ الذوقِ ليس لها طريقٌ
علومُ الذوقِ ليس لها طريقٌ / تعينه الأدَّلة للعقول
سوى عملٍ بمشروعٍ وأخذٍ / بناموسٍ يكون مع القبولِ
وهمة صادقٍ جَلد شؤوس / أدلُّ من الدليل على ذلول
أنا المختار لا المختارُ أني
أنا المختار لا المختارُ أني / على علم من اتِّباع الرسولِ
ورثت الهاشميّ أخا قريشٍ / بأوضحٍ ما يكون من الدليل
أبايعه على الإسلام كشفاً / وإيماناً لألحق بالرعيلِ
أقوم به وعنه إليه حتى / أبينه لأبناءِ السبيلِ
سري في النوى حتى كان أدنى / من القوسين في ظلٍ ظليلِ
وشرّف بالكلامِ أخاه موسى / على كتبٍ وذلك بالمسيلِ
وأين العرش من وادٍ بقاعٍ / كما أين الكليم من الخليلِ
بهذا يعرفُ الحقُ الذي لم / يزل يهدي الخليلَ إلى الخليلِ
أقول لمن يدلُ على وجودِ / تحققه ببرهانِ الأفولِ
أصبت تلك حجتكم على من / يحيد عن الإصابة بالنكول
وقد قام الدليل بأن شمس السم / ما أسنى النجومِ بكلِّ قيل
دليلُ الكشفِ في كونٍ مقيم / وعند الفكر في رسم مُحيلِ
فهذا عابدٌ ربّاً بكشفٍ / وهذا عابدٌ ولدَ العقول
ولم يُولد فكيف الأمر قل لي / وليس لهم سواه من دَليلِ
فسبحان العليم بكل وجه / وسبحان العليِّ مع النزول
فما للحقِّ إن فكرت فيه / مع الإنصاف بحثاً من عديلِ
لقد كفر الذين له أقاموا / عديلاً بالغَداة وبالأصيل
أرى الأتباع تلحق سابقوهم
أرى الأتباع تلحق سابقوهم / بمن تبعوه في حكم وحالٍ
وهذي لا خفاء بهم لديهم / تبينه مقامات الرجال
ولما أن رأيت وجود عيني / بعين القلب في ظلم الليالي
سجدت لربنا معنى وحسّاً / سجودَ القلب أو عين الظلال
ولم أرفع لما تعطيه ذاتي / من الحاق الأسافل بالأعالي
وإلحام الأباعد بالأداني / وإظهار السوابق بالمآل
وقلت له لقد أسجدت قلبي / لقلبي كالزِّجاج مع العوالي
وخاطبني به فأبى وجودي / قبول خطابه لصلاح بالي
فإني ما علمت من أيّ وجه / يخاطبني فقال من السؤال
فقلت علمت إنك لي مجيب / على قدر السؤال بشرح حالي
فإني ما أريد سوى ملاذي / بملذوذ التواله والنوال
وإن سترناها ولم نبدها / لعينها كنت القسيم الكريم
الأمر موقوف على شعره / تزال عن عين الغريم العديم
فيظهر الأمر بأحكامه / ظهور منعوت بنعت القسيم
إذا حسنتَ ظنك بالرجالِ
إذا حسنتَ ظنك بالرجالِ / علوتَ به ورباتِ الحجالِ
وإنْ ساءتْ ظنونك يا حبيبي / فأنت لسوء ظنك في سفالِ
وميزانُ الشريعةِ لا تزنه / بميزانِ التفكر والخيالِ
وإنك إن أصبحت به لوقتٍ / غلطتَ به فتلحقُ بالضلالِ
تميزتِ الخلائق في سناها / فأين الواجباتُ من المحال
إذا عاينت ما لا يرتضيه / إلهك قد حلالي عينُ حالي
بمرآه الذي عاينت منه / وفيه ما يذم من الفعال
أتتك وصيتي تسمو اعتلاء / على ما كان من كرم الخلال
فسوء الظنِّ يحرم منك شرعا / وحسنُ الظنِّ يلحق بالحلال
وإنْ كنتَ الإمام تقيم حدّاً / أقمه كما أمرت ولا تبال
ولا تتبعه سوءَ الظنِّ فيه / به تأمن عليك من السؤال
فإنَّ الله سائلُ من أتاه / به يومَ القطيعة و الوصالي
وعبدُ الله ليس بحكم ماضٍ / ولا آتٍ ولكن حكم حال
إذا نَطَقَ الكتابُ بما حواه
إذا نَطَقَ الكتابُ بما حواه / من العلمِ المفصل نُطقَ حالِ
علمتُ بأنه علمٌ صحيحٌ / أتاك به المثل في المثالِ
إذا جهلَ السؤالَ فإن فيما / تراه إجابةُ علمِ السؤالِ
أذودُ عن القرابةِ كلَّ سوءٍ / بأرماحٍ مثقَّفَةٍ طوالِ
من ألسنةِ حِداد لا تُبارى / أتتك بهنَّ أفواهُ الرجال
رأيتهمُ وهم قدما صفوفا / عبيدُ مهيمنِ ولنا الموالي
فإنَّ الله أرسلهم رجالاً / لإلحاق الأسافلِ بالأعالي
وإلحامِ الأباعد بالأداني / وقالوا النقصُ من شرطِ الكمالِ
ولكن في الوجودِ وكلّ شيء / يكونُ كماله نقصُ الكمالِ
ولولا الانحراف لما وجدنا / فلا تطلب وجودَ الاعتدال
بأنَّ الله لا يعطيه خلقا / فإنَّ وجودَه عينُ المحال
ولا تسألْ قرار الحالِ فينا / فإنَّ الحكم فينا للزوال
مع الأنفاس والأمثالِ تبدو / هي الخلق الجديد فلا تبال
وليس شؤونُ ربي غير هذا / وهذا الحقُّ ليس من الخيالِ
رأيت عمى تكوّن عن عماء / وأين هُدى البيانِ من الضلال
فلا يحوي المعارفَ غيرُ قلبٍ / فإنَّ الحكم من حكمِ العقال
إذا عاينت ذا سيرٍ حثيثٍ / فذاك السيرُ في طَلَبِ النوال
إذا وفى حقيقته عُبيدٌ / له حكمُ التفيؤ كالظلالِ
ألا إنَّ الكمالَ لمن تردَّى / بأدريةِ الجلالِ معَ الجمالِ
فيفهم ما يكون بغيرِ قولٍ / ويعجز فهمه نُطقُ المقال
لو أنَّ الأمر تضبطه عقولٌ / لأصبح في إسارٍ غيرِ وال
وقيَّدَه اللبيبُ وقيدَتهُ / صروفُ الحادثاتِ مع الليالي
وإنَّ الأمر تقييدٌ بوجهٍ / وإطلاقٌ بوجهٍ باعتلالِ
إذا كان القويُّ على وجوهِ / محققةٍ تؤولُ إلى انفصال
فأقواها الذي قد قلتُ فيه / يكون لعينه عين المحال
رأيت البدر في فلك المعالي
رأيت البدر في فلك المعالي / يشير إليَّ حالا بعد حالِ
ويطلبني ليسلبني فؤادي / فيحوجني إلى ذلِّ السؤال
دعاني بالغداة دعاءَ بلوى / إلى وقتِا لظهيرة والزوالِ
فلما لم يجبه دعاه حباً / ووجداَ دائماً أخرى الليالي
فلم يكن غير قلبي من دعاه / فمل ظفرت يداي من النوال
بشي غير نفسي إذا أجابت / فحرت إلى الوصال من الوصال
وقولي من إلى لا علم فيه / وفيه علمه عند الرجال
رجالُ الله لا أعني سواهم / فضوءُ البدرِ ليس سنا الهلال
ومن وجه يكون سناه أيضاً / كما أن الهدى عين الضلال
يميزه المحل وليس غير / وهذا ليس من غير المحال
كاسماءِ الإله لها مجال / وإنَّ مجالها من ذا المجال
وليس يخالها منه بوجه / ولم يكثر بها فاعلم مقالي
دعاني في المودة والوصال / بألسنة العداوة والتقالي
إذا كان الإمام يؤم قوماً / هم الأعلون آل إلى سفال
وجيد عاطلٌ لا شك فيه / يميز قدره عن جيد حالِ
فآل المعتلى بأبي قبيس / إذا شاء الصلاة إلى سفال
كظهر البيت منزله سواء / يؤدي من علاه إلى اعتلال
ولكن في صلاتك ليس إلا / فحاذر ما يخونك في المثال
فإنَّ العبد عبد الله ما لم / تراه دريئة بين العوالي
لذلك إن أقيم على يقين / إشارة أسهم عند النضال
ومن بعض الزجاج هوى وعجباً / يطيعُ العالياتِ من الطوال
ألا إنَّ الطبيعة خير أمٍّ / وفيها الكون من حكمِ البغالِ
ألا إنَّ الطبيعة أمّ عقم / إذا كان البغالُ من البغالِ
ستورٌ في ظهور الخيلِ مهما / رأيت الخيل ترمى بالمخالي
إذ إنسان شخص من فيال / تعينت اليمين من الشمال
فقوّ شماله ليعود طلقا / فهذا حكمه يومَ النزال
وكن في القلبِ منه تكن إماماً / إذا تدعو جحا حجةُ النزال
مقارعة الكتائب ليس يدري ال / ذي تحويه ربات الحجال
ففي الدنيا بدت أسماء ربي / فعاينتِ النقائصَ في الكمال
وفي الأخرى إذا حققت أمري / أكون بها كأفياء الظلالِ
كمالُ الأمر في الدنيا لكوني / ظهرنا بالجلالِ وبالجمالِ
وفي الأخرى يريك كمال ربي / فنائي عند ذلك أو زوالي
كمال الحق في الأخرى يراه / كمالي في الجنان بما يرى لي
كمالي أن أكون هناك عبداً / فما لي والسيادة قل فما لي
وكن من أعظم الخدماء عندي / بها صححت في الأخرى كمالي
إذا كان التكوُّن بانحراف / فعين النقصِ عين الاعتدال
سبقتُ القومَ جداً واجتهاد / على كَوماءَ مشرفةِ القذال
اصابت عينُ من تهوى مناصي / فقامَ بساقها داءُ العضالِ
وكنتُ أخاف من حدِّي وعدوي / أصابَ بنظرةِ الداءِ العضالِ
وكنتُ من السباقِ على يقينِ / فأخرني القضاءُ عن النواك
بأعمالي منبت لها كئيباً / أردد زفرتي من شغلِ بالي
ولكني سبقتُ القوم علماً / ومعرفة إليه فما أبالي
فإنَّ الله ينزلني إليه / بعلمي بالكثيب مع الموالي
وهذا العلم كنت به كريماً / أردّ به السفال إلى الأعالي
من العمال قد عصموا وفازوا / فأجني منهمُ ثمرَ الفعالِ
نفخت بعلمنا روحاً كريماً / بأجسامِ من أعمالِ الرجالِ
فإني قد سبقتهمُ اعتناء / بتعليمي إلى دارِ الجلال

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025