المجموع : 7
وافى كتاب ولِّينا الغزال
وافى كتاب ولِّينا الغزال / مني على شوقٍ له متوالِ
وفضَضْتُ خاتمه الكريمَ فلم أجد / غيرَ الجمالِ مقيداً بوصالِ
فأخذته فالاً وسرت مبادراً / فوجدتُ ما أضمرته في الفال
فتنزَّلَ الأمرُ العليّ لخاطري / بحقائق الأمر العزيز العالي
فظهرتُ مرتدياً بثوبِ جلالة / بين العبادِ مؤزَّراً بجمال
كلتا يديّ يمين ربي خلقته / والله قد أخفى عليَّ شمالي
وخطوتُ عنه خطوةً وتْرية / منه إليه بأمرِه المتعالي
فلحظت ما قد كنتُ قبل علمته / فعلمتُ أني لم أزل عن حالي
فالعينُ عين مشاهد في علمه / ما دام في كون وفي اضمحلال
فإذا تخلص عن كيانٍ وجوده / بالموتِ عاين غير ما في البال
ويكون يشهدُ فوق رتبةِ علمه / بشهودِه في عالم التِّرحال
فكأنَّ ما يبديه عَزَّ جلاله / من ذاتِه للعلمِ لمحة وآل
علومُ الذوقِ ليس لها طريقٌ
علومُ الذوقِ ليس لها طريقٌ / تعينه الأدَّلة للعقول
سوى عملٍ بمشروعٍ وأخذٍ / بناموسٍ يكون مع القبولِ
وهمة صادقٍ جَلد شؤوس / أدلُّ من الدليل على ذلول
أنا المختار لا المختارُ أني
أنا المختار لا المختارُ أني / على علم من اتِّباع الرسولِ
ورثت الهاشميّ أخا قريشٍ / بأوضحٍ ما يكون من الدليل
أبايعه على الإسلام كشفاً / وإيماناً لألحق بالرعيلِ
أقوم به وعنه إليه حتى / أبينه لأبناءِ السبيلِ
سري في النوى حتى كان أدنى / من القوسين في ظلٍ ظليلِ
وشرّف بالكلامِ أخاه موسى / على كتبٍ وذلك بالمسيلِ
وأين العرش من وادٍ بقاعٍ / كما أين الكليم من الخليلِ
بهذا يعرفُ الحقُ الذي لم / يزل يهدي الخليلَ إلى الخليلِ
أقول لمن يدلُ على وجودِ / تحققه ببرهانِ الأفولِ
أصبت تلك حجتكم على من / يحيد عن الإصابة بالنكول
وقد قام الدليل بأن شمس السم / ما أسنى النجومِ بكلِّ قيل
دليلُ الكشفِ في كونٍ مقيم / وعند الفكر في رسم مُحيلِ
فهذا عابدٌ ربّاً بكشفٍ / وهذا عابدٌ ولدَ العقول
ولم يُولد فكيف الأمر قل لي / وليس لهم سواه من دَليلِ
فسبحان العليم بكل وجه / وسبحان العليِّ مع النزول
فما للحقِّ إن فكرت فيه / مع الإنصاف بحثاً من عديلِ
لقد كفر الذين له أقاموا / عديلاً بالغَداة وبالأصيل
أرى الأتباع تلحق سابقوهم
أرى الأتباع تلحق سابقوهم / بمن تبعوه في حكم وحالٍ
وهذي لا خفاء بهم لديهم / تبينه مقامات الرجال
ولما أن رأيت وجود عيني / بعين القلب في ظلم الليالي
سجدت لربنا معنى وحسّاً / سجودَ القلب أو عين الظلال
ولم أرفع لما تعطيه ذاتي / من الحاق الأسافل بالأعالي
وإلحام الأباعد بالأداني / وإظهار السوابق بالمآل
وقلت له لقد أسجدت قلبي / لقلبي كالزِّجاج مع العوالي
وخاطبني به فأبى وجودي / قبول خطابه لصلاح بالي
فإني ما علمت من أيّ وجه / يخاطبني فقال من السؤال
فقلت علمت إنك لي مجيب / على قدر السؤال بشرح حالي
فإني ما أريد سوى ملاذي / بملذوذ التواله والنوال
وإن سترناها ولم نبدها / لعينها كنت القسيم الكريم
الأمر موقوف على شعره / تزال عن عين الغريم العديم
فيظهر الأمر بأحكامه / ظهور منعوت بنعت القسيم
إذا حسنتَ ظنك بالرجالِ
إذا حسنتَ ظنك بالرجالِ / علوتَ به ورباتِ الحجالِ
وإنْ ساءتْ ظنونك يا حبيبي / فأنت لسوء ظنك في سفالِ
وميزانُ الشريعةِ لا تزنه / بميزانِ التفكر والخيالِ
وإنك إن أصبحت به لوقتٍ / غلطتَ به فتلحقُ بالضلالِ
تميزتِ الخلائق في سناها / فأين الواجباتُ من المحال
إذا عاينت ما لا يرتضيه / إلهك قد حلالي عينُ حالي
بمرآه الذي عاينت منه / وفيه ما يذم من الفعال
أتتك وصيتي تسمو اعتلاء / على ما كان من كرم الخلال
فسوء الظنِّ يحرم منك شرعا / وحسنُ الظنِّ يلحق بالحلال
وإنْ كنتَ الإمام تقيم حدّاً / أقمه كما أمرت ولا تبال
ولا تتبعه سوءَ الظنِّ فيه / به تأمن عليك من السؤال
فإنَّ الله سائلُ من أتاه / به يومَ القطيعة و الوصالي
وعبدُ الله ليس بحكم ماضٍ / ولا آتٍ ولكن حكم حال
إذا نَطَقَ الكتابُ بما حواه
إذا نَطَقَ الكتابُ بما حواه / من العلمِ المفصل نُطقَ حالِ
علمتُ بأنه علمٌ صحيحٌ / أتاك به المثل في المثالِ
إذا جهلَ السؤالَ فإن فيما / تراه إجابةُ علمِ السؤالِ
أذودُ عن القرابةِ كلَّ سوءٍ / بأرماحٍ مثقَّفَةٍ طوالِ
من ألسنةِ حِداد لا تُبارى / أتتك بهنَّ أفواهُ الرجال
رأيتهمُ وهم قدما صفوفا / عبيدُ مهيمنِ ولنا الموالي
فإنَّ الله أرسلهم رجالاً / لإلحاق الأسافلِ بالأعالي
وإلحامِ الأباعد بالأداني / وقالوا النقصُ من شرطِ الكمالِ
ولكن في الوجودِ وكلّ شيء / يكونُ كماله نقصُ الكمالِ
ولولا الانحراف لما وجدنا / فلا تطلب وجودَ الاعتدال
بأنَّ الله لا يعطيه خلقا / فإنَّ وجودَه عينُ المحال
ولا تسألْ قرار الحالِ فينا / فإنَّ الحكم فينا للزوال
مع الأنفاس والأمثالِ تبدو / هي الخلق الجديد فلا تبال
وليس شؤونُ ربي غير هذا / وهذا الحقُّ ليس من الخيالِ
رأيت عمى تكوّن عن عماء / وأين هُدى البيانِ من الضلال
فلا يحوي المعارفَ غيرُ قلبٍ / فإنَّ الحكم من حكمِ العقال
إذا عاينت ذا سيرٍ حثيثٍ / فذاك السيرُ في طَلَبِ النوال
إذا وفى حقيقته عُبيدٌ / له حكمُ التفيؤ كالظلالِ
ألا إنَّ الكمالَ لمن تردَّى / بأدريةِ الجلالِ معَ الجمالِ
فيفهم ما يكون بغيرِ قولٍ / ويعجز فهمه نُطقُ المقال
لو أنَّ الأمر تضبطه عقولٌ / لأصبح في إسارٍ غيرِ وال
وقيَّدَه اللبيبُ وقيدَتهُ / صروفُ الحادثاتِ مع الليالي
وإنَّ الأمر تقييدٌ بوجهٍ / وإطلاقٌ بوجهٍ باعتلالِ
إذا كان القويُّ على وجوهِ / محققةٍ تؤولُ إلى انفصال
فأقواها الذي قد قلتُ فيه / يكون لعينه عين المحال
رأيت البدر في فلك المعالي
رأيت البدر في فلك المعالي / يشير إليَّ حالا بعد حالِ
ويطلبني ليسلبني فؤادي / فيحوجني إلى ذلِّ السؤال
دعاني بالغداة دعاءَ بلوى / إلى وقتِا لظهيرة والزوالِ
فلما لم يجبه دعاه حباً / ووجداَ دائماً أخرى الليالي
فلم يكن غير قلبي من دعاه / فمل ظفرت يداي من النوال
بشي غير نفسي إذا أجابت / فحرت إلى الوصال من الوصال
وقولي من إلى لا علم فيه / وفيه علمه عند الرجال
رجالُ الله لا أعني سواهم / فضوءُ البدرِ ليس سنا الهلال
ومن وجه يكون سناه أيضاً / كما أن الهدى عين الضلال
يميزه المحل وليس غير / وهذا ليس من غير المحال
كاسماءِ الإله لها مجال / وإنَّ مجالها من ذا المجال
وليس يخالها منه بوجه / ولم يكثر بها فاعلم مقالي
دعاني في المودة والوصال / بألسنة العداوة والتقالي
إذا كان الإمام يؤم قوماً / هم الأعلون آل إلى سفال
وجيد عاطلٌ لا شك فيه / يميز قدره عن جيد حالِ
فآل المعتلى بأبي قبيس / إذا شاء الصلاة إلى سفال
كظهر البيت منزله سواء / يؤدي من علاه إلى اعتلال
ولكن في صلاتك ليس إلا / فحاذر ما يخونك في المثال
فإنَّ العبد عبد الله ما لم / تراه دريئة بين العوالي
لذلك إن أقيم على يقين / إشارة أسهم عند النضال
ومن بعض الزجاج هوى وعجباً / يطيعُ العالياتِ من الطوال
ألا إنَّ الطبيعة خير أمٍّ / وفيها الكون من حكمِ البغالِ
ألا إنَّ الطبيعة أمّ عقم / إذا كان البغالُ من البغالِ
ستورٌ في ظهور الخيلِ مهما / رأيت الخيل ترمى بالمخالي
إذ إنسان شخص من فيال / تعينت اليمين من الشمال
فقوّ شماله ليعود طلقا / فهذا حكمه يومَ النزال
وكن في القلبِ منه تكن إماماً / إذا تدعو جحا حجةُ النزال
مقارعة الكتائب ليس يدري ال / ذي تحويه ربات الحجال
ففي الدنيا بدت أسماء ربي / فعاينتِ النقائصَ في الكمال
وفي الأخرى إذا حققت أمري / أكون بها كأفياء الظلالِ
كمالُ الأمر في الدنيا لكوني / ظهرنا بالجلالِ وبالجمالِ
وفي الأخرى يريك كمال ربي / فنائي عند ذلك أو زوالي
كمال الحق في الأخرى يراه / كمالي في الجنان بما يرى لي
كمالي أن أكون هناك عبداً / فما لي والسيادة قل فما لي
وكن من أعظم الخدماء عندي / بها صححت في الأخرى كمالي
إذا كان التكوُّن بانحراف / فعين النقصِ عين الاعتدال
سبقتُ القومَ جداً واجتهاد / على كَوماءَ مشرفةِ القذال
اصابت عينُ من تهوى مناصي / فقامَ بساقها داءُ العضالِ
وكنتُ أخاف من حدِّي وعدوي / أصابَ بنظرةِ الداءِ العضالِ
وكنتُ من السباقِ على يقينِ / فأخرني القضاءُ عن النواك
بأعمالي منبت لها كئيباً / أردد زفرتي من شغلِ بالي
ولكني سبقتُ القوم علماً / ومعرفة إليه فما أبالي
فإنَّ الله ينزلني إليه / بعلمي بالكثيب مع الموالي
وهذا العلم كنت به كريماً / أردّ به السفال إلى الأعالي
من العمال قد عصموا وفازوا / فأجني منهمُ ثمرَ الفعالِ
نفخت بعلمنا روحاً كريماً / بأجسامِ من أعمالِ الرجالِ
فإني قد سبقتهمُ اعتناء / بتعليمي إلى دارِ الجلال