القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : محمد مهدي الجواهري الكل
المجموع : 3
يقول : لَمَ اعتزلتَ؟ فقلتُ لِمْ لا
يقول : لَمَ اعتزلتَ؟ فقلتُ لِمْ لا / وخيرٌ من تظاهُريَ اعتزالي؟
نظمتُ فلم يُفد شيئاً نظامي / وقلت فلم يَجد أثراً مقالي
وهل تجدي الشَّجاعةُ في كلامٍ / جبانا عن مقارعة الرحال
أقول وذاك بهتانٌ وزورٌ / ظهوريَ لا لجاهٍ أو لمال
ألا فليشهَدَ الثقلانِ أني / مع الأيام ! ترخُص ..او تغالي
أذُم الناس إن غابوا ولكن / إذا حضروا فعُنوانُ الجلال
أبالي بامتداح الناس فعلي / وان أظهرت أني لا أُبالي
وازجُرهُم إذا نطقوا بعيبي / كأني بالغٌ حدَّ الكمال
وأُظهر عِفّةً عن نيل شيءٍ / إذا ألقيتُه صعب المنال
وأُسأل عن أمور لا أعيها / فأظْهِر أن نقصاً في السؤال
وكم سليت بالأوهام نفسي / وغطَّيت الحقيقةَ بالخيال
خططتُ على الرمالِ منىً فلما / تطامى السيلُ سِلْن مع الرمال
وكم من منطقٍ حُرٍّ نزيهٍ / أُزيَّفُهُ عِناداً بالجدال
مخافَة ان أُرى فيه اخيذاً / ومغلوباً كأني في قتال
على عهدي فلا الأيام حالت / ظواهرُها ولم تشِب الليالي
ولكنْ ضيقُ نفسي باعترافي / يريني أن ضيقاً في المجال
وكم وعدٍ حلفتُ بأنْ يوفّى / كأني قد حلفت على المِطال
أقول ولا أخاف الناسَ إني / مزجت حرامَ دهري بالحلال
وقد حَسُنتْ خِصالٌ لي ولكن / رأيت القبحَ أكثرَ في خِصالي
أخي إلياسً : ما أقسى اللَّيالي
أخي إلياسً : ما أقسى اللَّيالي / تُنيخُ بكَلْكَلٍ وتقولُ : مالي
تَسَمَّعُ إذ تَصامَمُ للنَّجاوى / وتَهْمِسُ إذ تخارسُ للنِّمال
وتخدَعُنا بمُقْمِرةٍ لَعُوبٍ / وتَرمينا بقوسٍ من " هِلال"
وتُعطينا اللَّذاذةَ عن يمينٍ / وتطعنُنا دِراكاً بالشِّمال
وتَفرُشُنا أمانيَ من حريرٍ / وفي طيَّاتِها سُمُّ الصِّلال
وتُدنينا وتُبعِدُنا وتلهو / بِنا لهوَ العواصف بالرِّمال
ونَلْمِسُها وتَلْمِسُنا عِياناً / وتمرُقُ مثلَ طَيفٍ من خيال
أخي إلياسً : لا تَخَلِ المُبَقَّى / يُوقَّى ما احتواكَ من الحِبال
كأنَّ الشَّمسَ لم تَطلُعْ علينا / ولم نَنعَم بوارفةِ الظِّلال
ولم نترَوَّ من كأسٍ حرامٍ / ولم نتمَلَّ من سِحْرٍ حَلال
ولم نتمَنَّ أنَّ الدَّهَر خُلْدٌ / وأنَّا لا نصيرُ إلى زَوال
ولم نسخَرْ بما نُملي عليه / ولم يسخَرْ بناسِخةِ الأمالي !
أخي إلياسُ : لا وصريحِ وُدٍّ / وعاطفةٍ أرقَّ من الزُّلال
وما شدَّ التَّصافي من عُرانا / وحَّلاها من الفِكَرِ الغوالي
يَميناً لستُ للدُّنيا بقالي / وإنْ كدُرتْ ولا عنها بسالي
لأنَّكَ كنتَ تُوصيني بهذا / وتُوصيني به سِيَرُ الرِّجال
ويُوصينا به أنَّا نُواري / حبيباً ثمَّ نُعقِبُه بتالي
ونَرجِعُ مِنْ جديدٍ عن فِراقٍ / أليمٍ نستزيدُ مِن الوصال
وما أنا مَنْ يُحاولُ أن يُداجي / أحِبَّتَهُ بكذِبٍ أو مُحال
بلى إنّي لَتُعْتَصَرُ اعتِصاراُ / حشايَ وأنت محترِبٌ حِيالي
خذي نفسَ الصبا " بغداد " إني
خذي نفسَ الصبا " بغداد " إني / بعثتُ لكِ الهوى عرضاً وطولا
يذكّرُني أريجٌ بات يُهدي / إلىَّ لطيمُه الريحَ البليلا
هواءك إذ نهشُّ له شَمالاً / وماءك إذ نصّفِقه شَمولا
ودجلةَ حين تَصقُلها النُعامى / كما مَسَحتْ يدٌ خداً صقيلا
وما أحلى الغصونَ إذا تهادت / عليها نُكَّسَ الأطراف مِيلا
يُلاعبها الصِّبا فتخال كفّاً / هناك ترقِّصُ الظلَّ الظليلا
ربوعُ مسرَّةٍ طابت مُناخاً / وراقت مَربعاً وحلَتْ مَقيلا
ذكرتُ نميرها فذكرتُ شعراً / " لأحمدَ" كاد لطفاً أن يسيلا
" وردنا ماءَ دجلةَ خيرَ ماءٍ / وزرنا أشرفَ الشجر النخيلا"
" أبغدادُ " اذكري كم من دموع / أزارتكِ الصبابةَ والغليلا
جرينَ ودجلةً لكن أجاجاً / أعدن بها الفراتَ السلسبيلا
" ولولا كثرةُ الواشينَ حولي " / أثرتُ بشعريَ الداءَ الدخيلا
إذن لرأيتِ كيف النار تذكو / وكيف السيل إنْ ركب المسيلا
وكيف القلبُ تملكه القوافي / كما يستملك الغيثُ المحولا
أدجلةُ إنَّ في العبرات نطقاً / يحّير في بلاغته العقولا
فانْ منعوا لساني عن مقالٍ / فما منعوا ضميري أن يقولا
خذي سجعَ الحَمامِ فذاك شعرٌ / نظمناه فرتَّله هديلا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025