المجموع : 4
إليك أزف في اليوم الجليل
إليك أزف في اليوم الجليل / تحيات الزميل إلى الزميل
تحيات يرف عليك منها / ندى الأسحار في ظل الخميل
سلاماً للإمام علي جئنا / إليه بالعشير وبالقبيل
نبايع منه فناً عبقرياً / وعقلاً في العقول بلا مثيل
تلفت يا عليُّ تجد وفاء / وما احتاج الوفاء إلى دليل
أقول لحاسب الستين مهلاً / وقعت على الحساب المستحيل
إذا أحصيت للأجسام عمراً / فكيف تعدُ أعمار العقول
ولو أن الألى أنقذت جاءوا / يؤدون القديم من الجميل
ولو أن الألى علمت جاءوا / يؤدون القليل من القليل
ولو منحوك عمرهم جميعا / وما هو بالكثير ولا الجزيل
إذن لرأيت عمرك عمر نجم / له في اللانهاية ألف جيل
بربك كم وصلت حياة قوم / وكم حاربت من داء وبيل
وكم أنقذت من أسر المنايا / وكم نضوٍ شفيت وكم عليل
إذا ما الموت أبدى ناجذيه / إذا انطفأت عيون في الذبول
إذا غامت محاجرها ظماءً / كما غامت نجومٌ في الأفول
فما هو غير أن أقبلت حتى / تبدل كل أمر مستحيل
كأنك لمع برق في الأعالي / يحيي مقدم الغيث الهطول
كأنك واحةٌ في القفر لاحت / رأتها أعين الركب الكليل
كأنك جنة في البيد تندى / بعذب الماء والظل الظليل
ولو أيامك العصماء جاءت / بكل أغر مزدانٍ حفيل
إذن لطلعن في الظلمات بيضا / من الغرر اللوامع والحجول
ولو أن المآثر ذات قول / لقلت تكلمي وصفي وقولي
أضفها فهي أعمار أضيفت / وما تدري لماضيك النبيل
تعال أذع لنا سر الفحول / ودع صمت الحيي أو الخجول
سلالة عبقرٍ وعشير جن / بعدتم في الحياة عن الشكول
فما للشيب من باب إليكم / ولا للضعف يوماً من سبيل
لقد جهل الألى حسبوك شيخاً / فلا تقبل حساباً من جهول
أعيذ صباك كيف يكون شيخاً / شعاع سلافة وسنا شمول
وما ظفروا بأثبت منك عوداً / ولا أقوى وأصلب في الحمول
ولا ظفروا بأصفى منك روحاً / كأن مزاجها من سلسبيل
أرى سحر الشباب عليك غضاً / وقاك الله أنفاس الأصيل
تعالى الله كم من معجزات / معلقة بإصبعك النحيل
محيل القسوة الكبرى حناناً / ورافعها إلى فن جميل
معارك من دمٍ أم ساح حرب / أسنتها منغمة الصليل
يسير المبضع الجبار فيها / بكفك سير مطواع ذليل
معارك كم كسبت بها حياة / وما لك في المواقع من قتيل
تقسمك الورى قوماً فقوماً / وما لك بالورى ضجر الملول
تقضّي في مسائك ألف أمرٍ / وتقطع في نهارك ألف ميل
وإما سرت عن حفل قصير / فعن وعد بمؤتمر طويل
وأنت أب لذا وأخ لهذا / ومنك لمن رجاك يدا خليل
نبيَّ الطب أدركنا إذا ما / تطلعت العيون إلى رسول
فكم في مصر أجسام مراض / بأرواح كأشباح الطلول
فيا أسفا إذا تركت فظلت / فرائس للدعيّ وللدخيل
عليَّ لقد ملكت عصاة موسى / فقم واضرب بها أفعى الخمول
أقول لأعين الطب الحيارى / وقعت من الفخار على سليل
أبا حسن سلمت على الليالي / وعش متعت بالعمر الطويل
وزيري الطيب الحر الجليلا
وزيري الطيب الحر الجليلا / تقبله هوى حرا نبيلا
يقيم على الحوادث لا يبالي / ويأبى في العوادي أن يميلا
ولا يدري الزمان له اختلافا / ولا يدري الرياء له سبيلا
على الأدب الرفيع ووارديه / بسطت الخير والظل الظليلا
وما للقائلين عليك فضل / فقد جئنا نرد لك الجميلا
قطفت لك القوافي طوق شعري / فعذراً أن قطفت لك القليلا
وددت بأن أطيل لك القوافي / فيمنعني حياؤك أن أطيلا
وزيري الطيب الحر الجليلا / وقفت عن الرفاق هنا رسولا
أعيد لك الذي يطوي فؤادي / وفخراً أن أعيد وأن أقولا
أقول لجاهلٍ معنى المعالي / إلامَ يظل جاهلكم جهولا
دسوقي لا الوزارة قربتنا / ولا قامت على صلة دليلا
عشقنا فيك أخلاقاً وفضلاً / تقبله هوى حرا نبيلا
تعالَ سل القبيلة والجمالا
تعالَ سل القبيلة والجمالا / لأية غاية شدوا الرحالا
وكيف تبدلوا أرضاً بأرض / وكيف تغيروا حالا وحالا
تطلعت العيون لعل ماء / يتاح على الهواجر أو ظلالا
ومدّ الشيخ في الصحراء لحظاً / كلحظ الصقر في الآفاق جالا
كأن بنيه سقما أو هزالا / خيال جر هيكله خيالا
أقافلة الحياة أريتنيها / فلم تر مثلها عيني مثالا
أجل هي نحن في الدنيا حيارى / وما ندري لقافلة مآلا
رأيت حياتنا كم من غريب / على جنبيه بالإِعياء مالا
وكم من سائل لم يلق ردا / وقد سأل الهواجر والرمالا
فإن تجب القفار عليه يوماً / تردُّ له سوافيها السؤالا
أقافلة الحياة أريتنيها / خيالا أو ضلالا أو محالا
أناشدك الهوى هل أنت مثلي
أناشدك الهوى هل أنت مثلي / نهاري فيك أشجانٌ وليلي
زمانٌ لا يفارقني عذابي / ولازمني الشقاء به كظلّي
كأن اللَّيل أصبح لي مِداداً / أُسَطِّر منه آلامي ويُملي
حياتي فيه قفرٌ بعد قفرٍ / وعمري فيه كالأبد المُمِلِّ
أبعد جوار هندٍ والأماني / أُكابد جيرة النجم المُطِلّ
أحبك لأ أَمَلُّ لقاك يوماً / ومن لي بالذي يُدنيك من لي
أحبك لست أدري سرَّ حبي / وعلمي فيه أشقاني كجهلي
أقول لعلّ هذا الدهرَ يصفو / ويا أسفاه لو تُغنِي لعلّي
أحاول سلوةً وأرى الليالي / بغير هواك لي هيهات تُسلي