المجموع : 3
تبدن لي وصبغ الليل ناصل
تبدن لي وصبغ الليل ناصل / بروق مثل ما اخترطت مناصل
إذا لحظت سلاسلها رياضا / رأيت بها جد أول كالسلاسل
أَرب على ربى نجد بكاها / وأضحك دمعها تلك الخمائل
فكم يوم جمعت الشمل فيه / بمر الهجر معسول الشمائل
يهيج لى الغليل إذا تثنى / تثني الغصن في ثني الغلائلُ
كأن بياض مبسمة أقاح / نضيد طل في طلل الأصائل
أطعت صبابتي والحب فيه / وعاصيت اللواحي والعواذل
كنطق وشاحه نطقوا فمن لي / بهم لو أخر سواخرس الخلاخل
تراه كرامح إن هز عطفا / وإن كر اللواحظ فهو نابل
الأم أرى الغرام يجد حتما / بقلب المستهام وأنت هازلُ
وكم من قائل لي إذ رآني / نبيه الفضل حظي حظ خاملُ
تسلل فما انتقاض المال مما / يعاب به غزير العلم كاملُ
وما نفعي إذا ما كنت قساً / بلا وفر ويعطى الوفر بأقل
وإن أك قد أجدت فإن جيدي / خلي من حلي الرفد عاطلُ
بلى فيه لمحيي الجود يحيى / قلائد من ندى جم ونائل
هو الملك الذي أمسى وأضحى / ندا مسائلا عن كل سائلُ
إذا ركب بالغداة إلى عداه / فقد نزلت بساحتها النوازل
فنعم معرس العاشي ذراه / وبئس عشية الكوم الماطفل
ثمال المقتربين من الأيامى / ومنتجع اليتامى والأرامل
سحاب فيه للعافي زلال / يمير وفيه للجافي زلازل
يميل على العدا والمال قسرا / ويحكم في البريدة حكم عادل
وأشجع من يجالد يوم حرب / ويوم السلم أبرع من يجادل
أيا تاج الملوك وأنت خرق / وعيدك أجل والوعد عاجل
أجل أنت الذي مازلت تجلو / بإصباح الظبي ليل القساطل
وتذخر للعدا سمر العواني / وبيض الهند والجرد الصواهل
وأسدا غابها الأرماح تهوي / بها خيل كامثال الأجادل
أعون الدين مالك من ماسو / إذا عد الكرام ولا مساجلُ
قضيت من السماحة كل فرض / تسربه وعدت إلى النوافلُ
إذا كان المقال بلا فعال / فأنت المرء قبل القول فاعل
بربعك يا ربيع الناس طرا / لوراد الندى صفت المناهل
معاقلك الحصينة مغربات / تبيحك ما تحصنه المعاقل
الأبابي وبالعافين جمعا / ثراك الجعد يا سبط الأنامل
تمليت البقاء تمل عبدا / بنيل مناك من دنياك كافل
وعش في نعمة ودوام ملك / وعز سابغ الأذيال شامل
سعى نحوي وبُرد الليل بالي
سعى نحوي وبُرد الليل بالي / فبت من الهموم خلي بالِ
غزال بت أسقى من يديه / سلاف مدامة كدم الغزالِ
شمولي الرضاب إذا تثني / رأيت قضيب بأن في شمالِ
على ورد تلثم أَم شقيق / وعن برد تبسم أم لآلِ
له خال يبي له فؤادي / من الوجد المبرح غير خالي
وخذ لا يزال يلوح غضا / على صفحاته روض الجمالِ
تموج فيه ماء الحسن حتى / غدا كالسيف حودث بالصقالِ
فيا لله هل للصب يوما / مجير من هلال بني هلالِ
أغن مهفهف الكشحين أحوى / شهي الدل موموق الدلالِ
قضيب في مؤزره كثيب / يهيل لها صر هيل الرمالِ
وقفت إليه أشكو سوء حالي / وخصر الأفق بالجوزاء حالي
وقد ظل النسيم الرطب وهنا / يهز فروع بانات وضالِ
أأطلالِ الحمى حيتك عنّا / مع الأسحار أنداء الظلالِ
وإن شح الحيا فسقتك سحا / غيوث الدمع مع مطلقة العزالي
بمثل ندى أبي الفرج المرجَّى / خليل السؤدد الدمث الخلالِ
فتى ما زال مشفوع العطايا / معاد الجود محسود الكمالِ
كريم العود أبلج ذو وعود / حلت وخلت لعاف من مطالِ
وصب بالمكارم مستهام / ببذل الرمد مغرى بالنوالِ
إذا أبطا ندى الأقوام أعطى / وجاد تسرعا قبل السؤالِ
وإن خفت حلومهم وشفت / رجحن له حلوم كالجبالِ
فقد أضحى أعزهم نزيلا / وأشجعهم إذا دعيت نزالِ
يفكِ بجوده العاني وتعنو / لسود طروسه عمر النصالِ
سنى الرفد تمطرنا يداه / سجالا من لهاه على سجالِ
ثمال حيث كل ندى ثماد / وهل يغني الثماد عن الثمالِ
لقد عقمت فما ترجو نتاجا / بمثل سماحه أم المعالي
فتى لصقت مودته بقلبي / لصوق الخمر بالماء الزلالِ
وقفت بربعه فعمرت برا / ولم أسأل محيلا عن محالِ
حسامي إن عراني الخطب درعي / يميني في معاصيه شمالي
يراعي خلتي ويذب عني / وينقع غلتي ويرب حالي
سأكسوه برودا من ثناء / يخلن لحسنهن برود خالِ
ولم لا أنتحيه بسائرات / من الأمثال معوزة المثالِ
عبيد الله يا مسدي الأيادي / رجاؤك موئلي ونداك مالي
لك المنن الجسيمات اللواتي / وسمت بهن أعناق الرجالِ
فدمت على ممر الدهر تبقى / بقاء لا يجيب إلى زوالِ
وعاد إليك عيدك كل عام / بأيمن طالع وأجل فالِ
طلولَ الحي جادتك الطلال
طلولَ الحي جادتك الطلال / ومدت فوق دمنتك الظلالُ
ولا برحت دموع الغيث تهمي / عليك وذيل مزنتها مذالُ
ففي مغناك تاب الهجر مما / جناه وطاب من سعدي الوصالُ
مهفهفة لها قد نبيل / وأجفان لواحظها نبال
صموت الحجل تشرقني بدمعي / وتشرق صين تبتسم الحجالُ
بدت ورنَت اليّ على اتقاءٍ / فغاب البدر وارتاب الغزالُ
أيجمل بي سماع العذل فيها / وقد سفرت وبرقعها الجمالُ
تريك مقبلا عذبا لماه / ووجها في شبيبته اقتبالُ
وحوراء المدامع ذات طرف / صحيح في تغزله اعتلالُ
تجور ولا تجير إذا تثنت / عليك بقامة فيها اعتدالُ
تذل محبها وتدل حسنا / عليه وآفة الحسن الدلالُ
وقفت علي مغانيها ركابي / أسائلها وما يغني السؤالُ
وقد نشأت من الأجفان سحب / خفاف عندها السحب الثقالُ
وخرق قد خرقت باعوجي / نجي لا يلم به الكلالُ
يكاد إذا تدفق في جراء / تشب على سنابكه الذبالُ
فأربعة يقال هي الصبا / والدبور هي النعامى والشمالُ
إذا انطلقت فهن بكل ريم / وجازئة تجوز بها عقالُ
إلى المولى أبي الفرج المرجى / فذاك مآل ذي أمل ومالُ
يضيق بنا مجال الرزق حتى / نوافيه فيتسع المجالُ
ونشرع في مدائحه فنطغى / ويمكننا إذا قلنا المقالُ
بشير للعفاة بما رجوه / لديه بشره العذب الزلالُ
ورفد رائق ما فيه مطل / إذا ما الرفد كدره المطالُ
يصوب ندى إذا الأنواء ضنت / ويقدم أن تأخرت الرجالُ
له حزم يسود به وعزم / طرير مثل ما شحذت نصالُ
وعلم مثل ما انفجرت بحار / وحلم مثل ما ثبتت جبالُ
حلفت إليه بمنى وجمع / وما يحويه من شرف الألُ
ووفد الله ما رميت جمار / بأيديهم وما دميت جمالُ
بأنك يا ابن عبدالله مولى / صفت منه المواهب والخلالُ
له في كلّ يوم مكفهرّ / لنيران الحروب به اشتعالُ
دروع مثل ما مطرت نهاء / وسمر من دم القتلى نهالُ
وتسلكَ خيله في كل فجٍّ / مضيقا ليس يسلكه الخيالُ
فيا عضد الدنا والدين يا من / ينال برأيه مالا ينالُ
نداك العد ما ليس يحصى / وكيف تعد أ تحصى الرمالُ
ألا يا ابن الألى طابوا أصولا / ونالوا الفرقدين على وطالوا
مصاول حين يدهمهم جلاد / مقاول حين يحتد الجدالُ
محل لست ساكنه محيل / وقول لست قائله محالُ
نراك تلين أحيانا وتقسو / ففيك العفو أجمع والنكالُ
تداركت الوحيد فأنت آل / له وسواك للظآن آلُ
إذا ما الجود أضحى وهو خدّ / فجودك فوق ذاك الخد خالُ
فعيد وانحر الأعداء واسلم / لملك ما له أبدا زوالُ
فاقسم صادقا ما أنتت إلاّ / يمين المجد والناس الشمالُ
فسارت نحوك الآمال عجلى / ولا وقفت مكارمك العجالُ