قفا نجزى معاهدهم قليلا
قفا نجزى معاهدهم قليلا / روت بدموعنا الربع المحيلا
تخوّنه العفاء كما تراه / فأمسى لا رسوم ولا طلولا
لقد عشنا بها زمناً قصيرا / نقاسى بعدهم زمناً طويلا
ومن يستثبت الدنيا بحال / يرُم من مستحيل مستحيلا
إذا ما استعرض الدنيا اعتبارا / تنحّى الحرص عنها مستقيلا
خليلَى بلغا العذّال انى / هجرت تجمّلى هجراً جميلا
وإني من أناس ما أحلنا / على عزم فأعقبنا نزولا
مآقينا وأيدينا إذا ما / همين رأيتنا نعصى العذولا
وقفت دموع عينى بعد سُعدى / على الأطلال ما وجدت مسيلا
على جفنى لسعدى فرض دمع / أقمت له به قلبى كفيلا
عقدت له الوفاء وإن عقدى / هو العقد الذى لن يستحيلا
وكم أخت لها خطبت فؤادى / فما وجدت إِلى عذرى سبيلا
أعاذلُ لست في شىء فأسهب / يدَ الملوين أو أقصر قليلا
فلم ترى مثل ما قلبى ألوفاً / ولم تر مثل ما أذنى ملولا
وعذل الشيب اولانى لو أنّى / أطقت وإن جهدت له قبولا
أجل قد كورت هذا الليالي / على ليلى زمانا لن تزولا
أتنكر داره لمّا علىّ / برين كرتبة الأثر النصولا
تعيّرني ذبولى أو نحولى / نسيت الذبل والخدّ النحيلا
كما أن الحفيش أبو وجيم / يعيرني بأن لست البخيلا
بقول منذر ليغض عنّى / يعد علوّ ذى كرم سفولا
متى وسعت لقصدي الأرض حتى / أبرز أو أنيل به جزيلاً
يقول به انخراق الكفّ جدّا / وكم خرق رقعت به منيلا
فحص خلل الأصابع منك واجهد / عسى أن لا يطوف ولا يبولا
بفحش إن مالك فوق مالى / تقايس ما يصان بما أذيلا
حكاك غبار ما أفناه بذلى / يباع ببعض ما يحوى كميلا
يحذرك الأحبة وقع كيدي / فليس بذاك مذعورا مهولا
سقطت الأحبة وقع كيدي / فطب نفسا ولا تفرق قبيلا
فإما أن أرعك بغير قصدى / فقدما روّع الفيل الأفيلا