المجموع : 3
سَأَشكُر ما بَقيت أَمير نَجد
سَأَشكُر ما بَقيت أَمير نَجد / فَكُل صَنيعه حسن جَميل
فَتى ذل العَزيز مِن الأَعادي / لَهُ وَبِظله عزَّ الذَليل
فَما أَبهاه في دست المَعالي / بِقَصر مِنهُ يَرتَعد الجَليل
تَرى الأَعناق خاضِعَة لَديهِ / تَميل لَهُ الرِقاب وَلا يَميل
إِذا شَخصت إِلَيهِ العَين عادَت / لِهَيبته وَناظرها كَليل
فَلَيتك يا أَمير العرب تَبقى / لَنا ما هبت الريح البَليل
جَرَت يُمناك في عَذب العَطايا / كَما يَجري الفُرات السَلسَبيل
فَنجد فيكَ عادَت وَهِيَ مصر / وَأَنتَ خَصيبها وَيَداك نيل
بِلاد لَيسَ يَنزلها اِبن سُوء / وَيَأمن بَينَ أَهليها النَزيل
جَزيت الخَير يا شَيخ البَوادي / وَصلت وَإِنك البر الوصول
قَليل مِنكَ يَكفيني وَلَكن / قَليلك لا يُقال لَهُ قَليل
سيلي لِلأَمامه مُستحق
سيلي لِلأَمامه مُستحق / لِأَن مَجيد صَنعته رَسول
أَعد لي قَلبي الصَلد الحمولا
أَعد لي قَلبي الصَلد الحمولا / وَقُل يا ناصِحي صَبراً جَميلا
وَمَن لَكَ أَن تَعود بِمستقل / مَع المَهدي يَوم نَوى الرَحيلا
أَمر نَحلا بِصَبري وَالمَعالي / رُويدك خفف المَسرى قَليلا
وَقصِّر مِن خُطاك فَإِن عِندي / إِذا أَصغيت لي عَتبا طَويلا
بِعلم مِنكَ إِن نواك صَعب / فَلم حمَّلته جَسدي النَحيلا
رُويدك رَيثَما أَشكو غَرامي / لِوَجه مِنكَ أَعهدهُ خَجولا
لَعل سويعة التَوديع تَشفي / عَليلاً فيكَ أَو تَروي غَليلا
أَريّان الشَبيبة ملت عَنا / وَشيمة كُل غُصن أَن يَميلا
تكلَّم فَالقُلوب لَها اِشتياق / لِلفَظ مِنكَ يَختلب العُقولا
برغم المَجد إِن تَقضي غَريبا / وَلم تُبصر أَخاً لَكَ أَو خَليلا
فَلا شَق الهَوى إِلّا جَديعا / وَلا خاط الكَرى إلا كليلا
عفاً للكرخ ما وفتك حَقاً / وَكُنت أَعَز أَهليها قَبيلا
فَدَيتك إِذ حُملت عَلى رِقاب / بِجُودك كَم تَطوَّقت الجَميلا
وَهالوا الرَمل مِنكَ عَلى مَساع / تُكاثر ذَلِكَ الرَمل المهيلا
بِمقبرة الغَطارف مِن قُريش / دُفِنت وَكُنت سَيدها النَبيلا
هُنالك أَودَعوا خدا إِذا ما / بَدى لِلبَدر جلببه أَفولا
وَكَفًا لَو رَآها نيل مَصر / أَتاها لِلمَواهب مُستنيلا
أَذروة هاشم وَسَنام فَهرٍ / وَطودهم الأَشمّ المُستَطيلا
لحى اللَه المَنية مِن ختول / فَكَم وَلَجَت عَلى الآساد غيلا
لَقَد حَطمتك خطيّاً قَويما / وَقَد ثلمتك هندياً صَقيلا
وَهدَّمك القَضا ركناً رَكينا / وَقَلصك الرَدى ظلا ظَليلا
لَأنشدها عَليك مِن المَراثي / نَوائح تَملأ الدُنيا عَويلا
تَسيل بِكُحل أَلحاظ الغَواني / فَلَست تَرى لَها طَرفاً كَحيلا
وَاخضب أَنمل الفَتيات فيها / بِصَبغة أَدمُع تَأبى النصولا
مَضيت وَمِنكَ لَم يَبقل عذار / فَيا دَمع إِزرَعي البيدا بُقولا
بايام الشَباب سَمَوت قَدرا / فَساميت المَشايخ وَالكهولا
فَيا سُرعان ما حلقت صَقرا / بِبُرج النسر مُبتَغياً حُلولا
فَفاجأك الرَدى تَرقى صُعودا / فَملت إِلى الثَرى تَهوي نُزولا
وَلو أَملت أن تَلد الليالي / أَخاك نَهيت دَمعي أَن يَسيلا
مَتى يَسخو بِمثلك لِلبَرايا / زَمان كُنت أَعهده بَخيلا
رِياض الجُود من يَدك استمدت / فَلا عَجب إِذا مالت ذُبولا
وَربع المَجد أَنتَ لَهُ رَبيع / فَلا عَجب إِذا أَضحى محيلا
محمد يا كَفيل بَني عَلي / وَلَم يَجدوا سِواك لَهُم كَفيلا
خدين الصَبر أَنتَ وَكانَ قَولي / لَكَ اصبر كَالمجون فَلَن أَقولا
سلمت لِكُل عارِفة سَبوقا / وَخَيلك خَلفَها تَدَع الخُيولا
نَجاة الخَلق إِن تَبعوك رُشدا / كَركب البيد يَتبع الدَليلا
تَرشح لِلكَمال بَني نِزار / كَأَسد الغيل رشحت الشُبولا
وَتكشف عَنهُم الجلى حِفاظاً / وَتَحمل عَنهُم العبء الثَقيلا
مَلَكت بِجُودك الأَحرار طرا / وَصَيرت العَزيز لَكُم ذَليلا
نَدى فيهِ الوَرى خطمت جَميعا / فَقد من شئت صَعباً أَو ذَلولا
فَيا اِبن الحجة المَهدي فَخراً / بِأَنك قُمت لِلمَهدي وَكيلا
جَريت إِلى المَدى وَجَرى حسين / كَطرفي حَلبة عَدما المَثيلا
وَمُذ أَحرزتما القَصبات ظَنت / إِلَيها شدقما جارى جَديلا
مَنار يا بَني المَهدي أَنتُم / رَأَتهُ الناس فَاِهتَدَت السَبيلا
إِذا لَم يَأَخذ العُلماء عَنكُم / فَما عَرَفوا الفُروع وَلا الأُصولا
أَقول لِمَن يَروم لَكُم نَظيرا / لَقَد حاوَلت أَمراً مُستَحيلا
وَإِن وَهم المماثل فَاعذروه / فَقَد صَيرتم الأَبصار حولا
وَكَيفَ يَفوتُكُم علم إِذا ما / أَبوكُم قبل علَّم جبرائيلا
سَقى جدثا بِهِ المَهدي غَيث / مِن الرُضوان وَكافا هَطولا
وَلا طفه نَسيم العَفو يَحكي / شَمالاً نَفحَها لاقى شَمولا