المجموع : 6
سَلي بِمَواقع الأَسلِ
سَلي بِمَواقع الأَسلِ / غَداةَ تَزاحُفِ الحِلَلِ
وقِيسي ما سَمِعتِ بِه / إِلى ما باتَ يَعرضُ لي
أَحينَ صَلحتُ لِلشَّكوى / إِلَيكِ صلحتِ للعَذَلِ
إِلَيكِ فَأَنتِ آمنةٌ / قبولَ النُّصحِ مِن قِبَلي
وأسمرَ كالقَناةِ يُرى / وَلَيسَ مِن القَنا الذبُلِ
وهَل لِلأَسمَرِ العسَّا / لِ ريقٌ مِن جَنى العَسَلِ
وَصافِي المَتنِ مُعتَدلٍ / لأَمرٍ غَير مُعتَدِلِ
مَضَى فَمَضَيتُ أَحملُهُ / لضَربِ حَوائِلِ الإِبِلِ
وأخلِفُهُنَّ مِن مِنَنٍ / يمنُّ بِها عَلَيَّ عَلِي
فَمَهما يَعتَرِض مِنها / يَجِد مَثلاً وكالمَثَلِ
رَأيتُ لِكلِّ مَكرُمةٍ / دَلالاً غَير مُحتَمَلِ
وَوَصلاً غَير مُتَّصلٍ / وهَجراً غَير مُنفَصِلِ
فلَيسَ يَبيتُ ذو كَلَفٍ / بِها إِلا عَلى وَجَلِ
سِواكَ فَأَنتَ دُونَهمُ / غَريقُ الشَّرقِ بالبَلَلِ
وبَينَكُما مُواصَلةٌ / صَفَت من كدرة المَلَلِ
وَكَم سَدَّت خِلالكَ ه / ذِهِ في الثَّغرِ مِن خَلَلِ
وَقالوا إنَّها دُوَلٌ
وَقالوا إنَّها دُوَلٌ / وما الأَيامُ بِالدُّوَلِ
وإِلا ما لِحالي ه / كَذا مُذ كُنتُ لَم تَحُلِ
وكَيفَ أَخافُ إِن حَكَمَت / عَلَيَّ وأَنتَ تَحكُم لِي
نَوائِبُها إِذا طَرَقَت / وعَبدُ الدَّائِم بنُ عَلِي
عَلَى ما حلَّ بي وهُمُ حلولُ
عَلَى ما حلَّ بي وهُمُ حلولُ / إِذا قالوا الرَّحيلَ فَما تَقولُ
فَلا تُطِل الملامَ فلستُ أصغي / فَأدري كيفَ تُقصِرُ أَو تُطيلُ
ألَم تَغضَب لنُصحِكَ حينَ يَمضي / هَباءً لا يُقابِلُهُ قَبولُ
وفي القُطر الَّتي بَكرتَ فُؤادٌ / تَغَلغَلَ بَينَ قُطرَيهِ الغَليلُ
وأَقمارٌ هَوادِجُها أفولٌ / وأَغصانٌ تَميلُ فَتَستَميلُ
وأَردافٌ تُجاذِبُها خُصورٌ / وكَيفَ يُجاذِبُ السَّمِنَ النُّحولُ
وأَنتَ تَقولُ لَو حمِّلتَ صَبراً / وبِالصَّبرِ الجَميلِ هَوىً جَميلُ
فَدَع عَزمي وَما يُدعَى إِلَيهِ / فَلَيسَ يَهونُ إِلا ما يَهولُ
وأَكثرُ ما تُخوِّفُني المَنايا / وكَم قَد جاءَني مِنها رَسولُ
تحاولُ ما بخِلتَ عَلَيهِ مِني / وما أَنا بِالَّذي التَمَسَت بَخيلُ
ولَكِن أبعدَت لَمَّا رَأَتني / قَريباً مِن أَبي الحَسَن بنِ لُولُو
وَكَم حَلَّت صُروفُ الدَّهرِ حَولِي / فَحَوَّلَهُنَّ عَهدٌ لا يَحولُ
وَجودٌ يُهمِلُ السُّحبَ احتِقاراً / إِذا ما اشتَدَّ بَينَهُما الهُمولُ
وأَخلاقٌ كَأبكارِ الغَوانِي / إِذا اشتَملَت عَلَيهنَّ الشَّمولُ
وَآراءٌ مُعَلَّقةُ النَّواحِي / وَإِن ثَبتَت بِأَفكارٍ تَجولُ
وَقَد تَأتِي العُقولُ إِذا اطمَأَنَّت / بِما لَيسَت تَقومُ لَه العُقولُ
لَئِن باتَت تُسابِقُني المَعاني / إِلَيكَ كَأنَّ مُختَرعاً مَقولُ
فَما أَنا مُدرِكٌ بِالقَولِ فَضلاً / فَكَيفَ وأَنتَ قَوَّالٌ فَعولُ
تَكاثَرَ عِندكَ الشُّعراءُ فَانظُر / فإِنَّهُم وإِن كَثُروا قَليلُ
وأَبناءُ السَّبيلِ فَما عَلَيهِم / إِذا سأَلوكَ مَعروفاً سَبيلُ
زَفَفتُ إلى نَداهُ عَروس فِكري
زَفَفتُ إلى نَداهُ عَروس فِكري / ليُمهرها فأولدَها المِطالا
يُماطلُني ويوعِدُني مُحالاً / لأنِّي قلتُ في مَدحي مُحالا
أراني كلَّما أنكرتُ قَولاً
أراني كلَّما أنكرتُ قَولاً / أُعابُ بِه يُقالُ حكى العُدَيلُ
وَهذا كانَ يحسُنُ منكَ عِندي / لياليَ كان بي شَغَفٌ ومَيلُ
وكانَ نهارُ وَجهِكَ ذا مُنيراً / طَليقَ النُّورِ لَم يَحضُرهُ لَيلُ
وكانَ العِزُّ بي لكُم ومنِّي / يُجَرُّ عَلَيكُم لِلذَّيلِ ذَيلُ
رَضيتُ الشعرَ دون الشِّعرِ هَجواً / لَكُم فلَكم بِه حَربٌ وَوَيلُ
أقُل حالي وإنَّ مقالَ حالي
أقُل حالي وإنَّ مقالَ حالي / لَمِن قُبح التَّحلِّي بالمُحالِ