المجموع : 4
عَلِمتُ اللَه لَيسَ لَهُ مَثيلُ
عَلِمتُ اللَه لَيسَ لَهُ مَثيلُ / وَأَنَّ مُحَمَّداً نِعمَ الرَسولُ
مُفاعَلَتُن مُفاعَلَتُن فَعولُ / بِوافِرِ نُورِهِ اِتَّضَحَ السَبيلُ
لِمَن رَبعٌ بأكناف المصلّى
لِمَن رَبعٌ بأكناف المصلّى / عَلا السبعَ العُلا شرفاً وفضلا
رَعاهُ اللَّه منيةَ كلّ نفسٍ / وَحيّا اللَّه تربته وأعلى
وَبلّغ مِن غَوادي السحبِ عنّي / قبابَ قُبا بسيلِ القطرِ سؤلا
وَدامَ على العقيقِ عهاد غيثٍ / تُروّى دوحهُ سَلماً وأثلا
وَلا برحَ النسيمُ على العوالي / يجرُّ هناكَ فوقَ النجمِ ذيلا
وَحيّا اللَّهُ من أُحدٍ محبّاً / حَبيباً لن يملَّ ولن يُملّا
قَريرَ العينِ ضحّاك الثنايا / قَريباً لا يزالُ الدهرَ جذلا
فَيا ركبَ الحجازِ فدتكَ نفسي / تَحمّل ما يخفُّ عليكَ حَملا
مَتى جُزتَ النَقا وَربوعَ سَلعٍ / وَجئتَ أعزّ أرضِ اللَّه أَهلا
فَبادِر بِالسجودِ عَلى ثَراها / وَأدّ بلثمهِ فَرضاً وَنَفلا
وَخُذ علمَ الهَوى لا عن كتابٍ / وَلا تَختَر منَ الأبوابِ فصلا
وَبلّغ طيبةً وَالساكنيها / رسائلَ مِن مليءُ الشوقِ تُملى
يَظلُّ فؤادهُ للجزعِ يصبو / وَيهوى بِاللِوى ماءً وظلّا
وَحيِّ بِها الحرارَ فإنّ ذوقي / يَراها مِن رياضِ الشامِ أحلى
أُحبّ لأجلِ ذاتِ النخلِ نخلاً / بِها وحِجارةً فيها ورملا
وَأَهواها وأَهوى لابَتَيها / وَأَهوى أرضَها حَزناً وسَهلا
وَأَهوى كلّ مَنسوبٍ إليها / وَإِن لم تَرضني للوصلِ أهلا
أَراها مُنيتي وهوى فؤادي / إِذا هويَ السِوى هنداً وليلى
هيَ العذراءُ يَهديني هَواها / إِذا ما الغيرُ بالعذراء ضلّا
لَقد شَغلَت فؤادي عَن سواها / وَلَم تَترك له بالغيرِ شُغلا
وَكنتُ هويتُ قبلَ اليوم جملاً / فَأَنستني هوى جُملٍ وجُملا
وَلا عجبٌ إذا حلّت بقلبي / فإنّ بِها رسولَ اللَّه حلّا
محمّدٌ المُصفّى مِن قريشٍ / خيار العربِ خير الناسِ أصلا
تنقّلَ نورهُ في خيرِ قومٍ / وَأَشرف مَعشرٍ أُنثى وَبعلا
تفرّعَ عَن أصولٍ ثابتاتٍ / علَت كلّ الورى أصلاً وفصلا
إِلى أَن حلّ أنجبَ كلِّ أُنثى / وَخيرَ عقائلِ الأنجابِ فَحلا
وَكَم ظَهرت لهُ آياتُ صدقٍ / تدلُّ عَلى الهُدى مُذ كانَ حَملا
فَلَولاه لَما نُصرت طيورٌ / أَبابيلٌ وجيشُ الفيلِ فُلّا
وَلَمّا أَن أتى بَشراً سَويّاً / وَأجملَ كلّ خلقِ اللَّه شَكلا
بَدا مِن أمِّه نورٌ أراها / قصورَ الشامِ ظاهرةً تجلّى
بَراهُ اللَّه أَوفى الناسِ نيلاً / وَأفضلَ خلقهِ ذاتاً ونُبلا
وَلَم يوجِد لهُ في العلمِ مِثلاً / وَلَم يخلُق له في العدل عدلا
وَأَعطاهُ علومَ الغيبِ حتّى / كأنّ الدهرَ بين يديه يُجلى
وَحليةُ ذاتهِ أبهى حليٍّ / بِها الرحمنُ جمّله وحلّى
وَمِن كلِّ المناقبِ قد حباهُ / خِصالاً أحرزت للسبقِ خصلا
بِها سادَ الورى شَيخاً وكهلاً / وَأروعَ يافعاً وأغرّ طفلا
فَضائلُ لَو قُسمنَ على البرايا / لَما أبقينَ بينَ الخلقِ نذلا
أَجلُّ الناسِ أَفراداً وجمعاً / وَخيرُ الخلقِ أَبعاضاً وكُلّا
حُلاهُ في الزبورِ وسفرِ شعيا / وَفي التوراةِ والإنجيلِ تُتلى
تَنبّأ قبلَ آدمَ وهو ختمٌ / فَيا للَّه ختمٌ جاء قبلا
وَسادَ جميعَ رسلِ اللَّه قدماً / فَكانَ السيّد السندَ الأجلّا
وَصلّى ليلةَ الإسراءِ فيهم / فَجلّى في الرسالةِ حينَ صلّى
أَنافَ بليلةِ المِعراجِ قَدراً / عَلى كلِّ الوَرى علواً وسفلا
عَلا السبعَ العلا والرسلُ فيها / وَجاوَزها إِلى أعلى فأعلى
رَأى المولى بلا شبهٍ ومثلٍ / وَلا كيفٍ تعالى اللَّه جلّا
وَلمّا كان منه كقاب قوسٍ / بحقٍّ أحرزَ القِدحَ المعلّى
تأمّل كونهُ كالقاب قرباً / وَأدنى إذ دنا لمّا تدلّى
وَجبريلُ الأمينُ يقول حدّي / هُنا لا أستطيعُ القربَ أصلا
تَجِده قَد علا العالينَ قدراً / وَلا يعلوهُ إلّا اللَّه فضلا
وَفي يومِ القيامةِ سوف يبدو / لهُ شرفُ الشفاعةِ قد تجلّى
يُحيلُ المُرسلونَ عليه فيها / فَيظهرُ أنّه بالفضلِ أولى
وَكَم مِن مُعجزاتٍ باهراتٍ / كَثيراتٍ بها الهادي اِستقلّا
تَوالَت آيُها فالبعضُ يتلو / سواهُ كثرةً والبعض يُتلى
كَلامُ اللَّه أبهرُها وأبهى / وَأعلاها وَأغلاها وأحلى
إِذا مرّ المكرّرُ من سواهُ / فِبالتكرارِ قَد يَحلو ويَحلى
جَديداً لم يَزل في الناسِ مهما / مَضى يَبلى الزمانُ ولَيس يبلى
دَعا المولى فشقَّ البدرَ وَحياً / وردَّ الشمسَ للمولى فصلّى
وَكَم شهدَ الجمادُ له بحقٍّ / كأنَّ اللَّه قَد أعطاه عقلا
سَعت شجَرٌ إليهِ شاهداتٍ / وعادَت فاِستوت سَرحاً ونخلا
وَسلّمتِ الحجارة مُفصحاتٍ / وَجذع النخلِ حنّ حنينَ ثَكلى
وَظلّله الغمام ومالَ فيءٌ / وَأعجبُ منه عرجونٌ تدلّى
وَليسَ لِشخصهِ في الأرض ظلٌّ / وهل أَحدٌ رأى للنورِ ظلّا
دَعتهُ غزالةٌ فيها وثاقٌ / فحلّاها بنعمتهِ وحلّا
وَأفصحَ بالشهادةِ فيه ضبٌّ / وذلّ الفحلُ والسرحان دلّا
ونسجُ العنكبوتِ بغار ثورٍ / غَدا لعزائمِ الكفّار فصلا
بِرأسِ الغارِ بيضةُ ذاتِ طوقٍ / وَقتهُ منَ العدا بيضاً ونبلا
وَطرفُ سُراقةٍ بالخسفِ صارَت / لهُ الغبراءُ حتّى تابَ كَبلا
وَمسّ الضرعَ مِن شاةٍ عناقٍ / وأُخرى حائلٍ فحلبنَ سَجلا
وَما باِسمٍ دعا الرحمن إلّا / أَجاب دعاءهُ بالحال فعلا
وَما قطّ اِستهلّ لحبس غيثٍ / بِأيسرِ دعوةٍ إلّا اِستهلّا
وَربّ قليلِ مالٍ أو طعامٍ / بهِ الجيشُ اِكتفى شُرباً وأكلا
وَكَم ذا مِن مَريضٍ قد شفاهُ / وَلو شلّت جوارحهُ وسلّا
إِذا ما بلّ ذا داءٍ بريقٍ / يُرى في حال بلّته أبلّا
أَلَم يبلغكَ ما فعلَت رقاهُ / بِطرفِ قتادةٍ إذ سالَ سيلا
شَفى برضابهِ عَينَي عليٍّ / فَيا عَجباً لريقٍ صارَ كحلا
عَسيبُ النخلِ صارَ له حُساماً / وَسيفُ عكاشةٍ قد كانَ جذلا
وَكان لصحبهِ الأبطال حصناً / حَصيناً في الوغا والسلم ظلّا
شَديدُ البطشِ ذو عزمٍ قويٍّ / وَقلبٍ لا يَخالُ الهولَ هولا
فَكَم جمعَ العِدا جَمعاً صحيحاً / فَكسّر جَمعهم أسراً وقتلا
وَصارعهُ رُكنانة وهو ليثٌ / فَعادَ بصرعهِ في الحال وعلا
وَفي بدرٍ بقبضتهِ رَماهم / فَشتّت بالحَصى للقومِ شَملا
وَأَودى بعدُ في أُحدٍ أُبَيٌّ / بِحربتهِ كَما أنباه قبلا
وَلَو وَقَعَت عَلى رضوى محَتهُ / وَلَو وَقعت على ثهلانَ هلّا
إِشارتُه بيومِ الفتح خرّت / بِها الأصنامُ كالأعداءِ قَتلى
بِبغلتهِ غَزا غطفانَ يوماً / فَلَم يترُك لَهم إِبلاً وخيلا
فَكَم مِن هامةٍ بالسيفِ طُرّت / وَكَم ذا من دمٍ بالترب طُلّا
أَبادَ الجاهليّة والأعادي / فَلَم يترُك أبا جهلٍ وجهلا
وَأوقعَ باليهودِ وَفي تبوكٍ / أذلَّ الرومَ حينَ غَزا هِرَقلا
وَلَم ينفكَّ يَغزو الناسَ حتّى / تَولّاهم وأمرُ الكفرِ ولّى
أَتاهُ وهوَ مثلُ السيفِ حدّاً / فَلَم يَعبأ بهِ حاشا وكلّا
رَماهُ بالردى طَوراً وطوراً / عَلاهُ بالهدى حتّى اِضمحلّا
شَريعتهُ هَدت برّاً وبحراً / وَعمّ ضياؤها حزناً وسهلا
هيَ الشمسُ المُينرةُ في البرايا / ومِن عجبٍ غدَت للناس ظلّا
عَلت في كلِّ أرضٍ كلّ دينٍ / وَدينُ اللَّه يعلو ليس يعلى
أَيا خيرَ الأنام بكلّ خيرٍ / وَخيرَ خيارهم نَسباً ونسلا
إِذا جارَ الزمانُ على أناسٍ / أَتَوك فعادَ ذاك الجور عَدلا
وَإِن بخلَ الغمامُ بطلّ غيثٍ / هَمَت يُمناك للعافين وبلا
لَقَد فقتَ الورى في كلِّ وصفٍ / جَميلٍ واِنفردتَ علاً وعقلا
فَلَم يخلُق لكَ الرحمن شبهاً / وَلَم يخلُق لك الرحمنُ مثلا
وَنوعُ الإنسِ أشرفُ كلّ نوعٍ / لأنّك منهمُ يا نور شكلا
وَرُسلُ اللَّه سادوا الخلق طرّاً / وَفاقوا العالمينَ هدىً وفضلا
وَإنّك خيرُهم نَفساً وديناً / وَأَتباعاً وأصحاباً وأهلا
وَأَكثرُهم هُدىً وأعزّ جاهاً / وَأَطولهم علاً وأجلُّ طولا
فَقَد سُدتَ الورى علواً وسفلا / مَلائكةً وأنباءً ورسلا
أَيا مَن قد تمنّى كلّ تاجٍ / يكونُ برجلهِ للنعلِ نَعلا
وَخير الناسِ يَرضى أن تراهُ / للثمِ ترابِ تلك النعلِ أهلا
لَقَد شرّفتني في النوم فضلاً / بِتَقبيلي يداً منكُم وَرِجلا
َلَولا أن يُقال لقلت ما لي / مثيلٌ لا أرى لي اليوم مثلا
وَما قَصدي اِفتخارٌ غير أنّي / لِشُكرك أَنتقي معنىً وقولا
وَمَهما كانَ شُكراني جليلاً / فقَد جاءَت مواهبُكم أجلّا
وَلستُ بِحاجةٍ للمدحِ لكن / لَنا حاجٌ وليسَ سواكَ مولى
وَلَم تنفكّ للرحمنِ سيفاً / وَقَد يُستحسنُ السيفُ المحلّى
وَمَهما كنتَ أنت فأنت عبدٌ / وَعزَّ اللَّه مَولانا وجلّا
كتابُ سعادةِ الدارين سفرٌ
كتابُ سعادةِ الدارين سفرٌ / بديعٌ عزّ بين الكتبِ مثلا
وَجدناهُ كتاباً مستطاباً / أَتى لرَشادنا أهلاً وسهلا
أَحاديثٌ عنِ المُختار تُروى / وَآياتٌ عنِ الرحمنِ تُتلى
وَأقوالٌ إلى العُلَماء تُعزى / بدَت كعرائسٍ بالحسنِ تُجلى
حَوى فضلَ الصلاة على نبيٍّ / عليهِ اللَّه في القرآنِ صلّى
فبيّنَ حُكمها فرضاً ونفلا / وفصّل نفعَها نقلاً وعقلا
بهِ خيرُ الأماني والأمالي / فرائدُ لَن تمنَّ ولن تملّا
أَرانا المُصطفى منّا قريباً / وسهّل لِلوصولِ إليهِ سبلا
هوَ الكنزُ المُباح لمَن أتاه / عليهِ لَم نَضع رصَداً وقفلا
فَمَن شاءَ الغِنى دُنيا وأخرى / بِلا تعبٍ فقد وافاهُ سهلا
علمتُ اللَّه ليس له مثيلُ
علمتُ اللَّه ليس له مثيلُ / وَأنّ محمُداً نعم الرسولُ
مُفاعلتن مُفاعلتن فعولُ / بِوافرِ نورهِ اِتّضح السبيلُ