القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد شَوقي الكل
المجموع : 10
حَياةٌ ما نُريدُ لَها زِيالا
حَياةٌ ما نُريدُ لَها زِيالا / وَدُنيا لا نَوَدُّ لَها اِنتِقالا
وَعَيشٌ في أُصولِ المَوتِ سَمٌّ / عُصارَتُهُ وَإِن بَسَطَ الظِلالا
وَأَيّامٌ تَطيرُ بِنا سَحاباً / وَإِن خيلَت تَدِبُّ بِنا نِمالا
نُريها في الضَميرِ هَوىً وَحُبّاً / وَنُسمِعُها التَبرُّمَ وَالمَلالا
قِصارٌ حينَ نَجري اللَهوَ فيها / طِوالٌ حينَ نَقطَعُها فِعالا
وَلَم تَضُقِ الحَياةُ بِنا وَلَكِن / زِحامُ السوءِ ضَيَّقَها مَجالا
وَلَم تَقتُل بِراحَتِها بَنيها / وَلَكِن سابَقوا المَوتَ اِقتِتالا
وَلَو زادَ الحَياةَ الناسُ سَعياً / وَإِخلاصاً لَزادَتهُم جَمالا
كَأنَّ اللَهَ إِذ قَسَمَ المَعالي / لِأَهلِ الواجِبِ اِدَّخَرَ الكَمالا
تَرى جِدّاً وَلَستَ تَرى عَلَيهِم / وُلوعاً بِالصَغائِرِ وَاِشتِغالا
وَلَيسوا أَرغَدَ الأَحياءِ عَيشاً / وَلَكِن أَنعَمَ الأَحياءِ بالا
إِذا فَعَلوا فَخَيرُ الناسِ فِعلاً / وَإِن قالوا فَأَكرَمُهُم مَقالا
وَإِن سَأَلَتهُمو الأَوطانُ أَعطَوا / دَماً حُرّاً وَأَبناءً وَمالا
بَني البَلَدِ الشَقيقِ عَزاءَ جارٍ / أَهابَ بِدَمعِهِ شَجَنٌ فَسالا
قَضى بِالأَمسِ لِلأَبطالِ حَقّاً / وَأَضحى اليَومَ بِالشُهَداءِ غالي
يُعَظِّمُ كُلَّ جُهدٍ عَبقَرِيٍّ / أَكانَ السِلمَ أَم كانَ القِتالا
وَما زِلنا إِذا دَهَتِ الرَزايا / كَأَرحَمِ ما يَكونُ البَيتُ آلا
وَقَد أَنسى الإِساءَةَ مِن حَسودٍ / وَلا أَنسى الصَنيعَةَ وَالفِعالا
ذَكَرتُ المِهرَجانَ وَقَد تَجَلّى / وَوَفدَ المَشرِقَينِ وَقَد تَوالى
وَداري بَينَ أَعراسِ القَوافي / وَقَد جُلِيَت سَماءً لا تُعالى
تَسَلَّلَ في الزِحامِ إِلَيَّ نِضوٌ / مِنَ الأَحرارِ تَحسَبُهُ خَيالا
رَسولُ الصابِرينَ أَلَمَّ وَهناً / وَبَلَّغَني التَحِيَّةَ وَالسُؤالا
دَنا مِنّي فَناوَلَني كِتاباً / أَحَسَّت راحَتايَ لَهُ جَلالا
وَجَدتُ دَمَ الأُسودِ عَلَيهِ مِسكاً / وَكانَ الأَصلُ في المِسكِ الغَزالا
كَأَنَّ أَسامِيَ الأَبطالِ فيهِ / حَوامِمٌ عَلى رِقٍّ تَتالى
رُواةُ قَصائِدي قَد رَتَّلوها / وَغَنَّوها الأَسِنَّةَ وَالنِصالا
إِذا رَكَزوا القَنا اِنتَقَلوا إِلَيها / فَكانَت في الخِيامِ لَهُم نِقالا
بَني سورِيَّةَ اِلتَئِموا كَيَومٍ / خَرَجتُم تَطلُبونَ بِهِ النِزالا
سَلو الحُرِيَّةَ الزَهراءَ عَنّا / وَعَنكُم هَل أَذاقَتنا الوِصالا
وَهَل نِلنا كِلانا اليَومَ إِلّا / عَراقيبَ المَواعِدِ وَالمِطالا
عَرَفتُم مَهرَها فَمَهَرتُموها دَماً / صَبَغَ السَباسِبَ وَالدِغالا
وَقُمتُم دونَها حَتّى خَضَبتُم / هَوادِجَها الشَريفَةَ وَالحِجالا
دَعوا في الناسِ مَفتوناً جَباناً / يَقولُ الحَربُ قَد كانَت وَبالا
أَيُطلَبُ حَقَّهُم بِالروحِ قَومٌ / فَتَسمَعُ قائِلاً رَكِبوا الضَلالا
وَكونوا حائِطاً لا صَدعَ فيهِ / وَصَفّاً لا يُرَقَّعُ بِالكَسالى
وَعيشوا في ظِلالِ السِلمِ كَدّاً / فَلَيسَ السِلمُ عَجزاً وَاِتِّكالا
وَلَكِن أَبَعدَ اليَومَينِ مَرمىً / وَخَيرَهُما لَكُم نُصحاً وَآلا
وَلَيسَ الحَربُ مَركَبَ كُلِّ يَومٍ / وَلا الدَمُ كُلَّ آوِنَةٍ حَلالا
سَأَذكُرُ ما حَييتُ جِدارَ قَبرٍ / بِظاهِرِ جِلَّقَ رَكِبَ الرِمالا
مُقيمٌ ما أَقامَت مَيسَلونٌ / يَذكُرُ مَصرَعَ الأُسُدِ الشِبالا
لَقَد أَوحى إِلَيَّ بِما شَجاني / كَما توحي القُبورُ إِلى الثَكالى
تَغَيَّبَ عَظمَةُ العَظَماتِ فيهِ / وَأَوَّلُ سَيِّدٍ لَقِيَ النِبالا
كَأَنَّ بُناتَهُ رَفَعوا مَناراً / مِنَ الإِخلاصِ أَو نَصَبوا مِثالا
سِراجُ الحَقِّ في ثَبَجِ الصَحارى / تَهابُ العاصِفاتُ لَهُ ذُبالا
تَرى نورَ العَقيدَةِ في ثَراهُ / وَتَنشَقُ في جَوانِبِهِ الخِلالا
مَشى وَمَشَت فَيالِقُ مِن فَرَنسا / تَجُرُّ مَطارِفَ الظَفَرِ اِختِيالا
مَلَأنَ الجَوَّ أَسلِحَةً خِفاقاً / وَوَجهَ الأَرضِ أَسلِحَةً ثِقالا
وَأَرسَلنَ الرِياحَ عَلَيهِ ناراً / فَما حَفَلَ الجَنوبُ وَلا الشَمالا
سَلوهُ هَل تَرَجَّلَ في هُبوبٍ / مِنَ النيرانِ أَرجَلَتِ الجِبالا
أَقامَ نَهارَهُ يُلقي وَيَلقى / فَلَمّا زالَ قُرصُ الشَمسِ زالا
وَصاحَ نَرى بِهِ قَيدَ المَنايا / وَلَستَ تَرى الشَكيمَ وَلا الشِكالا
فَكُفِّنَ بِالصَوارِمِ وَالعَوالي / وَغُيِّبَ حَيثُ جالَ وَحَيثُ صالا
إِذا مَرَّت بِهِ الأَجيالُ تَترى / سَمِعتَ لَها أَزيزاً وَاِبتِهالا
تَعَلَّقَ في ضَمائِرِهِم صَليباً / وَحَلَّقَ في سَرائِرِهِم هِلالا
أَبولّو مَرحَباً بِكِ يا أَبولّو
أَبولّو مَرحَباً بِكِ يا أَبولّو / فَإِنَّكِ مِن عُكاظِ الشِعرِ ظِلُّ
عُكاظُ وَأَنتِ لِلبُلَغاءِ سوقٌ / عَلى جَنَباتِها رَحَلوا وَحَلّوا
وَيَنبوعٌ مِنَ الإِنشادِ صافِ / صَدى المُتَأَدِّبينَ بِهِ يُقَلُّ
وَمِضمارٌ يَسوقُ إِلى القَوافي / سَوابِقُها إِذا الشُعَراءُ قَلّوا
يَقولُ الشِعرَ قائِلُهُم رَصيناً / وَيُحسِنُ حينَ يُكثِرُ أَو يُقِلُّ
وَلَولا المُحسِنونَ بِكُلِّ أَرضِ / لَما سادَ الشُعوبُ وَلا اِستَقَلّوا
عَسى تَأتينَنا بِمُعَلَّقاتٍ / نَروحُ عَلى القَديمِ بِها نُدِلُّ
لَعَلَّ مَواهِباً خَفِيَت وَضاعَت / تُذاعُ عَلى يَدَيكِ وَتُستَغَلُّ
صَحائِفُكِ المُدَبَّجَةُ الحَواشي / رُبى الوَردِ المُفَتَّحِ أَو أَجَلُّ
رَياحينُ الرِياضِ يُمَلُّ مِنها / وَرَيحانُ القَرائِحِ لا يُمَلُّ
يُمَهِّدُ عَبقَرِيُّ الشِعرِ فيها / لِكُلِّ ذَخيرَةٍ فيها مَحَلُّ
وَلَيسَ الحَقُّ بِالمَنقوصِ فيها / وَلا الأَعراضُ فيها تُستَحَلُّ
وَلَيسَت بِالمَجالِ لِنَقدِ باغٍ / وَراءَ يَراعِهِ حَسَدٌ وَغِلُّ
رضاكم بالعلاقة لي كفيل
رضاكم بالعلاقة لي كفيل / وقربكم الزمان وما ينيل
هجرتم فاحتملت لكم فعدتم / وشحناء المحبة لا تطول
وما جاملتموا أهلا ولكن / ذهبتم مذهبا وهو الجميل
وكنت إذا التمست لكم بديلا / أعاتبكم به عز البديل
حفظت الودّ والودّ انتقال / وإن الحافظين له قليل
وبت أصون في الحب اعتقادي / ورأى لا تغيره أصيل
فيا كتبي أياديك الأيادي / ويا رسلي جميلكم الجميل
ويا أملي سأذكر طول أنسى / بوجهك حين أوحشني الخليل
ويا دهري شكرت وكان منى / لما قد مر نسيان طويل
ويا عصري و للممدوح تنمى / لك الغرر السنية والحجول
أرى سبل الرجاء إليه شتى / ولكن خيرها هذا السبيل
أمهما قام عزمك أو تصدى / دنا الأقصى ودان المستحيل
وتعلم أن بالحساد داء / وأن شفاءهم في أن يقولوا
تزينت المنازل واستعدّت / فأهلا أيها القمر الجليل
تودّ العين لو زيدت سوادا / وأنك في سوادَيها نزيل
هرعنا والقلوب يثبن وثبا / وللعبرات بالبشرى مسيل
فهلل حيث كل العز يسعى / وحيث الفضل جملته يميل
ونبسط أيدى النجوى كأنا / سراة هزها النجم الدليل
كأني بالحمام أصاب ركنى
كأني بالحمام أصاب ركنى / فمال وأى ركن لا يميل
وأدركني ونجم صباى عال / فخَّر النجم وازدوج الأفوال
فلا يغرركما ولدىَّ بعدى / زُها الدنيا ومنظرها الجميل
حبيبك من تحب ومن تجل
حبيبك من تحب ومن تجل / ومن أحببت للحالين أهل
ومن يجزيك عن ودّ بودّ / ومالك مهجتي سمح وعدل
إذا ما الحب لم يكسبك عزا / فكل مودّة في الناس ختل
وفضل منك أن ترعى ودادا / وليس لمن تودّ عليك فضل
بلوت الناس خدنا بعد خدن / فما للمرء غير النفس خل
وطالعت الأمور فكل صعب / إذا لزم الرجال الصبر سهل
أدِل على الخطوب إذا أدلت / وأتركها تهون ولا أذل
وألقى النازلات بحدّ عزم / يفل النازلات ولا يفل
وأحقر كل كذاب المعالى / ولو أن السماك له محل
وأعلم أن للدهر اختلافا / وأن الجدّ ينهض أو يزل
وأن النفس للإنسان كل / إذا بقيت عليه وزال كله
عرفت سجية الدنيا فدعها / تمرّ على سجيتها وتحلو
وإن لم تأتك الدنيا بظل / فجاوزها إلى دنيا تظل
إذ المأمول والآمال حيرى / وغيث الناس والأيام محل
عزيز الشرق هل للشرق ذكر / مع الأيام أم طوِى السجل
وهل لبنيه من مسعاك ركن / فركنهم ضعيف مضمحل
أَعِد له النوابغ فهو منهم / ومما يرفع الأوطان عطل
ولم أر كالرجال مع الليالي / إذا كثرت على البلدان قلوا
ولا كالعلم يجمع كل شمل / وليس لأمة في الجهل شمل
ولا كالمجد ميسورا قريبا / لشعب فيه إقدام وعقل
صفعنا روحه بيد المعاني
صفعنا روحه بيد المعاني / فألفينا لها صبرا جميلا
ومن طل الإقالة من شجاع / وأشفق من مضاربه أقيلا
أقول لفارس والحزب يدعو
أقول لفارس والحزب يدعو / وجريي بينهم جرى الغزالة
أفي التوارة مكتوب بتبر / طوال الناس أسبق للوكالة
بنى عبد السلام على أبيكم
بنى عبد السلام على أبيكم / من الرضوان غادية وظل
لكم بيت لواء العلم فيه / دعائم عزه شرف ونبل
بنوه بنو النبوّة قبل عاد / زكا أصل لكم فيه وفضل
رمى الدهر المكارم والمعالى / فركنهما ضعيف مضمحل
وخطب الدين والدنيا جليل / ولكن قدر من فَقدا أجل
يحج لقبره بؤس عفاة / ورب القبر بالفردوس حِل
بِعلِّيين لا بالأرض أمسى / وشأن النجم عن أرض يجل
وصافح بعضنا في العيد بعضا / وصافحه وملائكة ورسل
وعند الله ينشر بعد طى / حياة كلها في الخير فعل
لقاء الموت غاية كل حى / ولكن للحياة هوى مضل
فإن تسمع بزهد القوم فيها / فإن الحب يكثر أو يقل
وعند الموت تَحسَر كل نفس / لها في العيش أو طار وأهل
مضى المعطى وما تدرى يداه / ومن يأسو الجراح ومن يَبُل
ومن وزن الزمان فتى وشيخا / إذا الفتيان قبل الشيب ضلوا
وقور في الحوادث لا يبالى / سيوف البغى تغمد أو تسل
وأقطع من سيوف الهند حدا / لسان لا يهاب ولا يزل
كبير في المواقف لا جهول / بآداب الخطاب ولا مخل
يسيل فصاحة ويفيض علما / وخطبة بعضهم عِى وجهل
فسر عبدالسلام إلى كريم / يلوذ به الكريم ويستظل
بكاك الناس أحبابا وأهلا / بأحسن ما وفي للخل خل
وذاقت فقد خادمها بلاد / له في جيدها منن وفضل
تعقَّلَ في محبتها فتيا / وأخلص في المحبة وهو كهل
وليس يؤثِّر الإخلاص شيئا / إذا لم يصحب الإخلاص عقل
سيوف أبيه من خمسين عاما
سيوف أبيه من خمسين عاما / لواصق بالجدار بغير سَل
علاها العنكبوت فكان غمدا / على غمد قديم العهد حِل
ولي كالخيل إصطبل ولكن / أفارقه وأترك فيه ظلي
سلوا باراللواء و صُلت عني / ومصطبة السِرى الشيخ الأجل
من المرِشال أطلب ردّ روحي / وعودة فارسي وفكاك خلى
وأنذر إن تفضل صوم عام / ومثلي من يصوم ومن يصلى
وإلا مت دون الحق جوعا / كذلك مكسويني مات قبلي
ويا كينبود فم كسرت قلبي / وأمسِ الحادثات كسرن رجلي
وما الدكتور مجنون بسعد / ولا هو بالمحِّلل شتم عدلي
ولكن قِبلة الدكتور مصر / وسودان يراه لها كظل
بقصر النيل بات وكل سجن / وإن كان الخورنق لا يسلي
أقضِّى الليل حول السجن شوقا / للحيته أناجيها أطِلى
تشير من النوافذ لي وتُومى / كغانية هنالك ذات دل
ولولا الديدبان دنوت منها / وكنت أنا الممشط والمفلى
مررنا بالهلال على كريد
مررنا بالهلال على كريد / وقد ملأ الفضاء بها جمالا
بدوا والركب في شوق إليه / يضئ لنا رُباها والجبالا
فهلل رفقتي واستقبلوه / كما يستقبل الملك احتفالا
فقلت رويدكم هلا ذكرتم / شبيها كان أمس هنا فزالا
فلم أر في وجوه القوم شيئا / ولم أر مدمعا للقوم سالا
فقلت الأمر للمولى تعالى / يصرف ملكه حالا فحالا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025