أأم زكي لا كان الزيال
أأم زكي لا كان الزيال / ولا كانت لياليه الطوال
أأم زكي فقدك في فؤادي / له ما عشت وقد واشتعال
تعجلك الحمام فلهف نفسي / عليك وليس لي فيه احتيال
ولولا ان أمر اللَه حتم / تحامى منك خدرا لا يطال
فؤادي ما يقر عليك حزناً / وطرفي لا يفارقه الخيال
لعمري كنت لي روضاً نضيرا / له من أنسك الزاهي ظلال
وكانت فيك أيامي سعودا / مضاعفة ومجلاها الجمال
وكنت أبر بي من كل بر / مقالك طيب وكذا الفعال
شمائل كلها أدب ولطف / وأخلاق هي العذب الزلال
فيا لله هاتيك المعاني / ويا لِلّه هاتيك الخصال
بها تتفاخر الطهر الغواني / إذا افتخرت بمنقبة رجال
لو أن الموت يقبل من فداء / فدتك الروح لا نَشب ومال
رحلت فهجت في كبدي لهيباً / كأن وقوده الدمع المزال
وقد خلفت لي نشأ صغارا / لأعينهم كعيني انهمال
رأيتهم وقد شقوا جيوباً / عليك وللمدامع قد أسالوا
فشققت الفؤاد وزدت حزناً / على حزن تهد به الجبال
فيا لك حرقة ما ان يرجى / لها ما دامت الدنيا زوال
ويا لك لوعة فتكت بصدري / كأن شبا براثنا نصال
وهيهات السلو وما لنفسي / بشيءٍ بعد فرقتك احتفال
وحزني لا تغيره الليالي / ولو مهما استطال بي المطال
وعيني ما تسيغ النوم حتى / كأن غراره فيها نبال
يقولون اصطبر والصبر مني / وهي وتقطعت مني الحبال
فؤادي واله والعين عبرى / وداء الحزن في كبدي عضال
وفي اذني عن النصحاء وقر / وعندي من مقالتهم ملال
أقول لهم وقد سألوا محالا / رويدكم متى اتفق المحال
فما للنفس عنها من عزاء / وكل موارد التأساء آل