المجموع : 6
إليك عني يا نفسي إليك
إليك عني يا نفسي إليك / فما لها ما يقابل ما عليك
فهل أمَّارة بالسوء يلفى / لديها بعض ما يلفى لديك
بتهلكة لقد ألقيت مني ال / لذي ألقيت آه من يديك
فلا أدري أقوالي آه مني / يبرِّد غلتي أم آه منك
وما من موبقات صح عني / بواسطة الهوى أرويه عنك
مضى عصر الصبا كزمان ورد / ولم يبق عدمتك غير شوك
ألم يأنى لك الاقلاع عما / بسوء ختامه يسود صكي
تعالي ويك نكثر من عويل / وتعديد على ما فات ويك
أعدِّد كل آونة ذنوبا / عليها كلما عدَّدت أبكي
ويستر بالرياء نفاق قلبي / لساني يا لستر فيه هتكي
ولي نفس تعرَّضني لحتفي / وتعرضني على تبعات هلكي
سفاها كم تناشدني شفاها / حذار حذار من بطشي وفتكي
إذا حككتها ظهرت زيوفا / وزيف التبر يظهر بالمحك
أنا ما عشت أشكو الضيم منها / فلا عاشت ومني الضيم تشكي
وإن قابلتها يوما بزور / تقابلني مغالطة بأفك
فلا عما يشين أكف كفي / ولا فيما يزين أفك فكي
وتعلكني بألسنة أناس / فيكثر في لحوم الناس علكي
واني والعليم بكنه حالي / ومن عن دركه قد كلَّ دركي
لئن دلست كفرانا بشكر / فما دنست ايمانا بشرك
ومن يك حب أهل البيت ذخرا / له ينجو غدا من غير شك
فهم للمختشى غرقا ببحر / تلاطم بالذنوب عظيم فلك
وهم فرج لمن سدَّت عليه / منافذ أوقعته بكل ضنك
نصال مناضل ونبال رام / وقضب مضارب وسيوف بتك
ليوث ملاحم وغيوث محل / وحزب ملائك وولاة ملك
فروع نبوَّة وأصول دين / وفتية طاعة ورجال نسك
شموس معارف وبدور عرف / وأنجم رفعة من ذات حبك
ببدر قد أعادوا عبد شمس / كشمس العصر جانحة لدلك
وكم في الحرب صانوا من دماء / أعدَّوها بنو حرب لسفك
وقد تركوا لهم دنيا رأوهم / بها أحرى فساموها لترك
سواهم أهل بيت لم يطهر / من الرجس الاله ولم يزك
وكم رجس تدنس فيه قوم / يزيد على يزيد فيه ضحكي
أصعد زفرتي فتصوب دمعا / يخلص باتقاد الوجد سبكي
وأنثر من عقيق الدمع عقدا / فانظم نعتهم منه بسلك
عليهم من مواليهم سلام / مع الصلوات يحبك أي حبك
مدى الأيام ما ناحت وحنت / مطوِّقة على عذبات أيك
وما فاحت نوافج من ثنائي / على حضراتهم بختام مسك
ومولعة باتلافي وهلكي
ومولعة باتلافي وهلكي / تحاول بارتكاب الوزر هتكي
شكوت لها وحق لي التشكي / إليك عن يا نفسي إليك
فما لك ما يقابل ما عليك /
من الأيام كم سودت صحفا / تعذر أن يفيها النقل وصفا
تخذت أوامر الأسواء الفا / فهل أمَّارة بالسوء يلفى
لديها بعض ما يلفى لديك /
وثقت وهل أخو ثقة يعوَّل / عليك وظهره بالوزر حمل
وإنك لا بلغت مني مؤمَّل / بتهلكة لقد ألقيت مني ال
ذي ألقيت آه من يديك /
وحرِّ تأسفي وأوار حزني / تعذر أن يبوح بماء عيني
وقولي ألف آه ليس يغني / فما أدري أقولي آه مني
يبرَّد غلتي أم آه منك /
ثكلتك إن لهوك غير مجد / وليس بمرشد لسبيل رشد
وإنك تعلمين بغير عود / مضى عصر الصبا كزمان ورد
ولم يبق عدمتك غير شوك /
غرست معاصيا فجنيت إنما / به استوجبت تأنيبا ولوما
لقد أمضيت بالأسواء ختما / الم يان لك الاقلاع عما
يصك بسوء ما أجرمت صكي /
كثير العمر فات إلى سبيل / وما أبقاه آذن في رحيل
وإذ لم يبق منه سوى قليل / تعالي ويك نكثر من عليل
وتعديد على ما فات ويك /
ولي حوباء منها نلت حوبا / كبيرا للجرائم صار كوبا
ألم ترني صباحا أو غروبا / أعدِّد كل آونة ذنوبا
عليها كلما عدَّدت أبكي /
أسرَّ مآثمي ما بين صحبي / ويعلم ما يسر القلب ربي
وأظهر ما أكتم فيه عيبي / ويستر بالرياء نفاق قلبي
لساني يا لستر فيه هتكي /
تضاعف باحتمال الوزر ضعفي / وفي كيل المآثم لي توفي
أأملك راحتي عنها بكفي / ولي نفس تعرضِّني لحتفي
وتعرضني على تبعات هلكي /
تحذرني مشافهة بلاها / ويعطفني الغرور إلى هواها
بأيدي البطش فض الله فاها / سفاها كم تناشدني شفاها
حذار حذار من بطشي وفتكي /
شكوت لربها ما صح عنها / ولا تنفك تأمرني وانهي
ويعلم من إليه الأمر منهى / أنا ما عشت أشكو الضيم منها
فلا عاشت ومني الضيم تشكي /
تلاقيني بوجه من سرور / وألقاها بنوع من حبور
كلانا دائبين إلى غرور / فإن قابلتها يوما بزور
تقابلني مغالطة بافك /
يدي ما قد جنته عليَّ يكفي / بخسراني ونطق فمي بزيفي
فها أنا رهن كل خسف / فلا عما يشين أكف كفي
ولا فيما يزين أفك فكي /
ولكني أقول على التوالي / وعلم الله يغني عن سؤالي
أأخشى من وقوعي في ضلالي / وإني والعليم بكنه حالي
ومن عن دركه قد كلَّ دركي /
ومن عنه تضاءل كة فكر / ومنه ما أحاط ببعض خبر
ومن وحدته بخلوص سرَّ / لئن دلست كفرانا بشكر
فما دنست أيمانا بشرك /
بآل محمد سرا وجهرا / وثقت فلم أخف في الحشر وزرا
ولم أحذر لصرف الدهر مكرا / ومن يك حب أهل البيت ذخرا
له ينجو غدا من غير شك /
سفير ولائهم في يوم حشر / نجاة للغريق ببحر وزر
فهل أخشى عواقب كل أمر / وهم للمختشى غرقا ببحر
تلاطم بالذنوب عظيم فلك /
وهم حرم لمن يأوى إليه / ومستند لمن يلفى لديه
أتوقعه ضلالته بتيه / وهم فرج لمن سدت عليه
منافذ أوقعته بكل ضنك /
وهم سبب الوصول إلى مقام / به لمقصر أي التزام
وهم لعديم حام مستضام / نصال مناضل ونبال رام
وقضب مضارب وسيوف بتك /
أئمة حكمة وملوك عدل / أروعة مفخر ونجار فضل
بحور مكارم وسيول نيل / ليوث ملاحم وغيوث محل
وحزب ملائك وولاة ملك /
سلالة نور حق مستبين / وعترة أنزع شثن بطين
فهم من غير شك عن يقين / فروع بنوة وأصول دين
وفتية طاعة ورجال نسك /
فراقد سودد ومنار رشد / رواعد بارق وبروق رعد
سماء عوارف وبروج مجد / شموس معارف وبدور سعد
وأنجم رفعة من ذات حبك /
لهم في الحرب مشرقة كشمس / مواقع لا نحددها بحدس
ومنها في القليب بغير لبس / ببدر قد أعادوا عبد الشمس
كشمس العصر جانحة لدلك /
وهم سحب الندى رجاء / بسلم والضياغم في لقاء
فكم كشفوا لحق من غطاء / وكم في الحرب صانوا من دماء
أعدتها بنو حرب لسفك /
ثلاثا طلقوا دنيا لقوها / تليق لآل صخر فارتضوها
نأوا عنها أولئك إذ أتوها / وقد تركوا لهم دنيا رأوها
بهم أحرى فساموها لترك /
أليس بحبهم ينجو المقصر / أجل ولذنبه الرحمن يغفر
وصح تواترا والذكر مخبر / سواهم أهل بيت لم يطهر
من الرجس الاله ولم يزك /
أتعجب إن بكيت لضحك قوم / أبت الا قتال أباة ضيم
بأجفان جفاها طيب نوم / سأبكيهم إلى ميقات يوم
يزيد على يزيد فيه ضحكي /
فلست بمدرك في الحشر أمنا / ولا متوطن الفردوس مغنى
إذا لم أخزه في كل معنى / وألعنه ليوم الدين لعنا
يشارك روحه بأشرِّ شبك /
أفرق أدمعي وترا وشفعا / على آل البتول الطهر جمعا
لمشهدهم متى شاهدت ربعا / أصعد زفرتي فتصوب دمعا
يخلص باتقاد الوجد سبكي /
وأسعر لاعج الاشجان وقدا / بلى ولرزئهم أزداد وجدا
من بند السلو أحلَّ عقدا / وأنثر من عقيق الدمع عقدا
فانظم نعتهم منه بسلك /
يروق لناظر منه انتظام / يروق لسامع منه انسجام
ومثل الودق ينثره غمام / عليهم من مواليهم سلام
مع الصلوات يحبك أي حبك /
ولم تبرج ولا برحت لديهم / بحرمة جدهم وبوالديهم
تحية ربهم تهدي اليهم / مدى الأيام ما ناحت عليهم
مطوقة على عذبات أيك /
وما نثرت فرائد من رثائي / وما نظمت قلائد من ولائي
وما ساحت سوافح من بكائي / وما فاحت نوافج من ثنائي
على حضرتهم بختام مسك /
ابثك يا أبا سلمان وجدا
ابثك يا أبا سلمان وجدا / قصاراه عداك الخطب هلك
واشكو من جفاك إليك ما بي / وهل شاك إليك ومنك يشكو
إليك أبا الأمين أحث شوقا
إليك أبا الأمين أحث شوقا / مباديه غشاك الستر هتك
فدتك الروح قمت مقام نفسي / لذلك رحت منك إلي تشكو
يطابق قول عيسى الفعل منه
يطابق قول عيسى الفعل منه / طباقا ليس يعرف قط فكا
فلا عما يزين يكف كفا / ولا فيما يشين يفك فكا
وذي سفه له أفعال أفعى
وذي سفه له أفعال أفعى / وأقوال له أقوى وأنكى
فلا عما يشين يكف كفا / ولا فيما يزين يفك فكا