المجموع : 7
رعايةُ حقِّنا حقٌ عليْكا
رعايةُ حقِّنا حقٌ عليْكا / لما نعتدُّ من مَيْلٍ إليكا
ونَصْرُك باسِطُ النُّعمى علينا / نهايةُ ما نُؤَمِّلُهُ لديكا
فدُونَك من مَوَدَّتِهِ نصيباً / رِغيباً قد ملأتَ به يديكا
أباالعباسِ لا تُغْلَبْ عليه / فقد أضْحَى ولم يُغْلَبْ عليكا
متى راعيتَه من جانبيه / رعاك بعينه من جانبيكا
ولم تعدم به سيفاً ودرعاً / كهمّك عُدَّةً في حالتيكا
ومثلك لا يُدَل على رشادٍ / كفاك بلمحةٍ من ناظريكا
أبا العباس قد أسديت فعلاً / وصلتَ به إخاء مُؤاخِيَيْكا
وفيه فرصةٌ لك فانتهزْها / فإن اللَّه يكبتُ حاسديكا
ألا يا ابن القنوطِ عجبتُ جدّاً
ألا يا ابن القنوطِ عجبتُ جدّاً / لمُستدعاكَ شرّي والتِماسِكْ
وكيف طمعتَ في استضعافِ ليثٍ / مخالبُهُ شوارع لاختلاسِك
وثبْتَ على الهزبر وأنت كلبٌ / ولم تحسِبْه ينشطُ لافتراسِكْ
فدونَكَ قد بُليتَ به مليئاً / بحطم قناةِ ظهرك وانتهاسكْ
وكنتَ مُكلَّفاً تعتسُّ شراً / فقد صادفت حتفك في اعتساسك
وأجدِرْ باحتراقكْ حين تعشو / إلى نارٍ وأبْعِدْ باقتباسك
إذا نحن انتضينا مُنصلَينا / عرفت حديدَ قرنِك من نُحاسك
ضمنتُ لك احتباسَ الحلمِ حتى / أطيل على الهوان مدى احتباسك
أتاني عنك أنك عِبتَ شعري / وما زلتَ المضلَّل في قياسك
فقلتُ عساهُ كان به نُعاسٌ / وعندي ما يُطيِّر من نعاسك
هجاء إن سكنتَ له تمادى / وإن شامَسْتَ ذلَّل من شِماسك
تفوحُ له فواتحُ منك تحكي / صديدك ميتاً عند انبجاسك
أقِلني لا عَدِمتَ أخاً عَفُوّاً / يُقيلُكَ عند عَثْرِك وانتكاسك
جهلتُ الآبنوسَ فقلتُ غصنٌ / ولم أحسبه بعضَ قرون راسك
وقد فهمتني فرجعتُ عمّا / نكرتَ عليَّ فاكففْ حدَّ باسك
وأنتَ فتىً أحطتَ بكل علمٍ / لغوصك في است أمك واغتماسك
وقد نُوظرتَ في أشياء شتَّى / فلم تعرف فُساءك من عُطاسك
أخالدُ لو ألِمْتَ مَضيضَ شيءٍ
أخالدُ لو ألِمْتَ مَضيضَ شيءٍ / مُمضٍّ مُرْمِضٍ لألِمْتَ جَهْلَكْ
أشيخٌ من ذوي يمَنٍ صميم / وتشتم فارساً ناقضتَ أصلك
بهذا الفعلِ سرَّك أن تُسمَّى / جواداً مُفْضِلاً فأبَحْتَ أهلك
لقد أخزيْتَ منْ تُنْمى إليه / ثكْلتُك عاجلاً وثكِلْتُ عقْلَكْ
أمكُّوكَ الخسار سأنتحيكا
أمكُّوكَ الخسار سأنتحيكا / بإحدى الفاقرات ولا أقيكا
أتأمُرُ بالتقزُّزِ من كلامي / وذكرك يُصْدِئ الذهبَ السبيكا
زعَمْتَ بأنني نَحْسٌ وإني / مُجيبُك مُعْلِناً لا أتقيكا
توهَّم زَحْفَ موسى نحو حُسْنٍ / على مَنْقوصتيه لكي ينيكا
وقد دانتْ لطاعته فكانت / دجاجتَه وكان هناك ديكا
فأنشقَ أنفها من نَتْن فيه / كما أنشقْتَنا من نَتْن فيكا
وماطلَ فوقها نَزْواً مريضاً / كنزوِ مُسَخَّرٍ لا يَشْتَهيكا
فإنك واجدٌ ثم احتمالاً / وصبراً مثل صبرِ مُسَخّريكا
لقد صبرتْ على قذرٍ وقُبْح / ولم تَسْعَدْ ولم تُرْضِ المليكا
فما هذا التقزُّز من كلامي / وأُمّكَ لم تُقَزَّزْ من أبيكا
ولا مِنْ حَمْلها إياك منْه / وقد حمل الخنا بطنٌ يعيكا
حلفْتُ على التي بُلِيتْ بمُوسى / لقدْ جعلَتْ له فيكُم شريكا
أقِرْدٌ مُقعَدٌ وتَعِفُّ أنثى / له كلا وإفكِ مُعَلّليكا
أحاذِرُ أن تكون سليلَ شتَّى / وأحذَرُ مثلَ ذاك على بنيكا
عجِبْتُ ولا تعجُّبَ من ضلالٍ / بدا للناسِ منك ومن ذَويكا
وكثرةِ ناسليكَ لقد أرانا / سُقوطَك قِلةُ المُتنازِعيكا
رأيْتُك من بني حواءَ طُرا / وما في دهمهم مَنْ يدّعيكا
وما أنْفيك عن موسى لأني / أرى موسى يُكثّر غائظيكا
ولكنْ جَمَّ فيك مُشاركُوهُ / وإن أصبحْتَ بينهُمُ تَريكا
رمْوا بك عن حِرٍ عَمِقٍ وآلُوا / عليك أليَّةَ المُتناكريكا
فلا تعرضْ لدعوى غيرِ مُوسى / فلَيْسَ الأكرمُونَ بقابليكا
عليك عليك موسى فانتحلْهُ / فإن الناسَ غيرُ مُدافعيكا
هو الزمنُ الذي أضحى وأمسى / أقلَّ اللَّه فيه مُنافسيكا
أبوكَ المُقعَدُ المعتوهُ أدنى / إليك اللُّؤمَ والعقلَ الركيكا
رأيتُ أخاك يطلب منك قوتاً / وقد كثَّرْت فيه مؤنّبيكا
فلم تسمحْ له بكَفافِ وجْهٍ / ولا شفَّعْتَ فيه أقْربيكا
وعرّضتَ الخبيثة لي سفاهاً / فعِفْتُ خبيثها حَولاً دكيكا
فلمَّا استُكْره الكلِمُ المُقفَّى / تجشَّمها تجشمَ نائكيكا
فقُبحاً يوم تُبعثُ يا ابن موسى / لوِجهِكَ مُرْدِفاً قُبحاً وشيكا
أتَسْمَح باستِ أمِّك للقوافي / وتبخَلُ بالكفاف على أخيكا
غدوْتَ مُحالفاً مالاً بديناً / جعلتَ فداءَهُ حسباً نهيكا
أتاحكَ لي شقاؤُك يا ابن موسى / لتكسِبَ بي شماتَةَ حاسديكا
ولم أعلَمْك تطلُبُني بذَحْلٍ / ولكني إخالُك مستنيكا
ولو أنّي نزوْت بألفِ أيْرٍ / ومِتَّ لما وجدْتَ لديَّ تيكا
وما بي في احتمائك من سقامٍ / ولكنّ المُصحِّح يحتميكا
وهل مِن قائلٍ لك لا يراه / سراةُ الناس مغْبوناً هتيكا
أتنتحِلُ التقزُّزَ يا ابن حُسْنٍ / وحَجَّامُ القبيلةِ يمْتَطيكا
وما تنفكُّ مُرتضعاً مَنِيّاً / لعبدٍ تشتريه فيَشْتريكا
وكان الحُرُّ عندك عبدَ سَوْءٍ / وعبدُ السُّوءِ ربّاً يَسْتَنيكا
تشامخُ إنْ لقيتَ ذوي المعالي / وتَسْفُلُ للعبيد فتعتليكا
أعِرْ شَتَراً بعيْنك منك فِكْراً / وطالبْ بالجنايةِ واتريكا
أيورٌ طاعنتْك وأنت ماء / وطالتْ عنك غفلةُ مُدَّعيكا
أيا شتراً على بخرٍ أليمٍ / إلى قذرٍ توقَّ مُهاتريكا
أكلْتَ السمَّ يوم أكلتَ لحمي / فلا يغررْك قولُ مهنِّئيكا
ستأكلُ من فريك الشَّتْم صدراً / كما أكلت مشايخُك الفريكا
وأُعقبك المدُوس على فراغ / وأعقب مثلَ ذاك مُؤازريكا
فصبراً للهجاء ستَجتَويه / على أنَّ الهجاءَ سَيَجْتَوِيكا
بل الإعراضُ عنك عليَّ فرضٌ / وإن قدمْتُ بعض الهُجر فيكا
ظلمتُكَ إذ هَجَوْتُكَ يا ابن موسى / وحقُّك أن أكثّر مادحيكا
لأنك نِلْت مني فاجتباني / بذاك جميعُ من لا يجتبيكا
ومَن لا يجتبيك الناسُ طرّاً / وضِعفا ذاك من لا يَرتضيكا
ولكنْ لا بحمدِك ذاك لكن / بحمدِ مُكثّر المتنقّصيكا
قِلاك براءةٌ وهَواك عُرٌّ / ودينُ الناس حمدُ مُذمّميكا
فصِلْني بابتراكك في انتقاصي / فشُكري فوق شكرِ الشاكريكا
وأنت أخي أعِدُّك للَّيالي / إذا عرتِ الخطُوب وأرتَجيكا
وتُعرم غُلْمتي ويقوم أيري / إذا عز السّفاح فأعتريكا
فتمنحني عيالك منحَ سَمْحٍ / إذا نيكتْ حليلتُه ونيكا
تألَّفني بذاك وتبتغيني / وإنْ كنتُ امرأً لا أبتغيكا
سوى أني أُمِصُّك رأس أيري / وودُّك أنَّني من ناكحيكا
وكم قد قلت حين يُريب رَيْبٌ / مقالة آمِلٍ من آمليكا
أقرْنَ صديقنا الحسن بن موسى / علوْتَ فليس خطْبٌ يرتقيكا
رأيتُك حِصْن من يرتادُ حِصناً / فطوبى نائليك ونازليكا
أسومُكَ ما يسومُ العبدُ مثلي
أسومُكَ ما يسومُ العبدُ مثلي / مَليكاً من بني الأملاك مثلَكْ
أسومُكَ أن تدرَّ عليَّ رزقي / وتنبذَ خِدمتي لتُبينَ فضلَكْ
وقد أغربتُ جِدَّاً في سُؤالي / لتُغربَ في العلا وأمنتُ بخلك
ولم أجهلْ هنالكَ جور حُكمي / ولكنّي عرفتُ هناكَ نُبلك
فإن تفعلْ فأنتَ لِذاكَ أهلٌ / وإن تمنع فلستُ ألومُ عدلك
ولستَ بعادمٍ ما دمتَ حياً / مديحكَ سالكاً في كل مسلك
حلفتُ بمن يَردُّكَ لي مَردّاً / كريماً إنه بالأمر أَمْلك
لئن أخفَى حِذاري عنكَ شخصي / لمَا أرسلتُ من كفَّيَّ حبلك
ولم أهربْ على ثقةٍ وعلمٍ / بأني إن رميتَ أفوتُ نَبلك
ولكنّي هربتُ على يقينٍ / بأنك مُغمدٌ في الحلم نصلك
وما بي رغبةٌ عن عبدِ عبدٍ / لديكَ وإن جعلتَ أذاي شُغلك
ولكني أصونُ عليك قدْرِي / ورُبَّ مصونةٍ لي فيكَ بل لك
وما لي أستخفُّ بقدْرِ نفسي / وقد أوطأتُها يومين رحْلك
وقد نبهتَها ورفعتَ منها / وشكّلَ قدرَها التشريفُ شكلك
وحَسْبِي رفعةً وعلوَّ قدْرٍ / بأني مرةً قبَّلْتُ رِجْلَكْ
فلا تسخط عليَّ ولا تُذِلني / وشبِّه بالمحاسن منكَ فِعلك
وصُنْ حُرَّاً بذلتَ لهُ العطايا / فقد شانَ ابتذالُك منه بَذْلك
أبا عثمان أنت عميدُ قومِكْ
أبا عثمان أنت عميدُ قومِكْ / وجودُك للعشيرةِ دونَ لَومِكْ
تمتَّعْ من أخيك فما أُراهُ / يراكَ ولا تراهُ بعد يومِكْ
طباهجةٌ كأعرافِ الديوكِ
طباهجةٌ كأعرافِ الديوكِ / تروقُ العين من شرط الملُوكِ
هلُمّ إلى مُساعدتي عليها / فلستَ لمثلِ ذلكَ بالتَّروكِ