أسَيْفٌ سُلَّ أمْ ذَرِبٌ نطوق
أسَيْفٌ سُلَّ أمْ ذَرِبٌ نطوق / ونارُ أبي المُهَنَّدِ أمْ بُروقُ
تألَّقَتِ المَدائِحُ والعَطايا / فكلٌّ في الفَخارِ لهُ شُروقُ
نطْقتُ فأفْحمَ الفُصحاءَ شعري / وجادَ فَدونهُ الغْيثُ الدَّفوقُ
لقد سعدتْ زُهيْرٌ منْ تميمٍ / وخيرُ سَعادةٍ حَمْدٌ يَروقُ
بهنْديٍّ إِلى مدْحي تَرقَّوْا / وقد يُهْدي بخِرِّيتٍ فَريقُ
بسهْلِ الوجه صعْب البأس جلْدٍ / على الحَدثانِ يحْمدهُ الرَّفيقُ
يُحاذر بأسَهُ ونَدى يديهِ / كَميُّ الرَّوْع والمَحْلُ العَروق
فيشْقى الدارِ عُونَ به صباحاً / وكومٌ تحت جُنْحِ الليلِ روقُ
تيَقَّنَتِ الفَناءَ عِدىً واِبْلٌ / اذا يبدو لصارمهِ بُروقُ
كأنَّ ضيوفَ فخر الدينِ وُلْدٌ / يَضمُّهُمُ أبٌ بَرٌّ شَفيقُ
يجوعُ وزادُهمْ بُرٌّ وضَأنٌ / ويعْرَوْري ولِبْسُهمُ الرَّقيقُ
اذا الليلُ اكفَهرَّ بطارقيهِ / تَبلَّجَ منهُ بَسَّامٌ طَليقُ
يُروِّي القَيْلُ أعْظمهم لديهِ / ويْرْغِدهمْ صَبوحٌ أو غَبوقُ
ويزدحمون عند ذَرا حِماهُ / كأنَّ حَريمَ مَنْزلهِ طَريقُ
وجيَّاش الغوار ذي زَهاءٍ / يضيقُ بجيشهِ المَرْتُ السَّحيقُ
عُبابيٌّ لباسُ الموتِ فيه / لدى أبْطالهِ لُجٌّ عَميقُ
سَوابحُه سَوابقُه ومنهُ / عيونُ دَمٍ مَنابعُها العُروقُ
يَضيقُ القاعُ منْ صفَّيْهِ حتى / تَشكَّى طَرْدهُ رَعْنٌ ونيقُ
تميسُ على مَذاكيهِ كُماةٌ / كأنَّ الضَّرْبَ بينهمُ حَريقُ
يُسيغونَ المَنيَّةَ منْ إباءٍ / كأنَّ شَرابَ موتهمُ رَحيقُ
دِلاصٌ سابغٌ وظُبيَ حِدادٌ / وخَيْلٌ سُبَّقٌ وقَناً لُحوقُ
هزمْتهمُ بحملةِ شَمَّريٍّ / فهانَ الخطُبُ واتَّسعَ المَضيقُ
وأقسمُ لو نزلْتَ بجدْبٍ قاعٍ / تَفرَّعَ عندهُ العودُ الوَريقُ
ولو لمَسَتْ بداكَ صُخورَ طوْدٍ / لَطاحَ الرِّيمُ والوَعَلُ الفريقُ
كأنَّكَ بالمكارِمِ والمَعالي / وكسبِ المجدِ مشعوفٌ مَشوقُ
يعودكَ منْ هَواها عيدُ مَدْحٍ / كما يعتادُكَ الضَّيْفُ الطَّروقُ
تَسَلَّى العاشقونَ وأنتَ صَبٌّ / بطيبِ الذكْرِ وجْدُكَ ما يُفيقُ
لقد حُكِّمْتَ في شعري فأضْحى / لكَ الماثورُ منه والزَّنيقُ
وأعْرضَ عنْ رجالٍ أهْلِ عِزٍّ / سَما عنهمْ فُبخْلُهمُ نَتوقُ