المجموع : 3
أَلَم تَعلَم بِما صَنَعَ الفِراقُ
أَلَم تَعلَم بِما صَنَعَ الفِراقُ / عَشِيَّةَ جَدِّ بِالحَيِّ اِنطِلاقُ
بَلى قَد ماتَ مِن جَزَعٍ وَخَلّى / مَعَ الأَظعانِ مُهجَتَهُ تُساقُ
وَلَيسَ عَلَيهِ شَيءٌ غَيرَ هَذا / كَذاكَ يُميتُ بِالخَوفِ الفُراقُ
وَما أَدري وَقَد حَثّوا المَطايا / أَيَحمِلُ شُرَّ بَرقٌ أَم بُراقُ
فَكَم رَدَّ الأَعِنَّةِ مِن جُموحٍ / وَرَدَّ دموعُ حُزنٍ لا تُطاقُ
أَبى آبي الهَوى أَن لا تُفيقا
أَبى آبي الهَوى أَن لا تُفيقا / وَحَمَّلَكَ الهَوى ما لَن تُطيقا
بِرُغمِ البَينِ لا صارَمتُ شُرّاً / وَلا زالَت وَإِن بَعُدَت صَديقا
كَذاكَ بَكَيتُ مِن طَرَبٍ إِلَيها / وَبِتُّ أَشيمُ بِالنَجَفِ البُروقا
وَما أَدري إِذا ما جُنَّ لَيلٌ / أَشَوقاً في فُؤادي أَم حَريقا
أَلا يا مُقلَتَيَّ دَهَمتُماني / بِلَحظِكُما فَذوقا ثُمَّ ذوقا
لَقَد قالَ الرَوافِضُ في عَليٍّ / مَقالاً جامِعاً كُفراً وَموقا
زَنادِقَةٌ أَرادَت كَسبَ مالٍ / مِنَ الجُهّالِ فَاِتَّخَذَتهُ سوقا
وَأَشهَدُ أَنَّهُ مِنهُم بَريٌّ / وَكانَ بِأَن يُقَتِّلَهُم خَليقا
كَما كَذَبوا عَلَيهِ وَهوَ حَيٌّ / فَأَطعَمَ نارَهُ مِنهُم فَريقا
وَكانوا بِالرِضا شُغِفوا زَماناً / وَقَد نَفَخوا بِهِ في الناسِ بوقا
وَقالوا إِنَّهُ رَبٌّ قَديرٌ / فَكَم لَصِقَ السَوادُ بِهِ لُصوقا
أَيَترُكُ لَونَهُ لا ضَوءَ فيهِ / وَيَكسو الشَمسَ وَالقَمَرَ البَريقا
فَظَلَّ إِمامُهُم في البَطنِ دَهراً / وَلايَجِدُ المُسَيكينُ الطَريقا
فَلَمّا أَن أُتيحَ لَهُ طَريقٌ / تَغَيَّبَ نازِحاً عَنهُم سَحيقا
وَفَرَّ مِنَ الأَنامِ وَكانَ حيناً / يُقاسي بَينَهُم ضُرّاً وَضيقا
فَمَن يَقضي إِذا كانَ اِختِلافٌ / وَيَستَأدي الفَرائِضَ وَالحُقوقا
وَقالَ المَوصِليُّ إِلَيهِ بابٌ / فَلِم لَم يُعطَ لِلَثغَتَهُ لَعوقا
وَيَبريهِ فَقَد أَضناهُ سُقمٌ / كَأَنَّ بِوَجهِهِ مِنهُ خَلوقا
وَقالَ وَفي الأَئِمَّةِ زُهدُ دَينٍ / وَلَم يَرَ مِثلَ شَيعَتَهِم فُسوقا
وَقَد عُرِضَت قَيانُهُمُ عَلَينا / وَباعوا بَعضَهُم مِنّا رَقيقا
يُناطِحُ هامُهُنَّ لِكُلِّ بابٍ / مِنَ السودانِ يَحسَبُهُنَّ بوقا
عَظيماتٌ مِنَ البُختِ اللَواتي / تَخالُ شِفاهَها عُشَراً فَليقا
وَنَدمانٍ دَعَوتُ وَهَبَّ نَحوي
وَنَدمانٍ دَعَوتُ وَهَبَّ نَحوي / وَسَلسَلَها كَما اِنخَرَطَ العَقيقُ
كَأَنَّ بِكَأسِها ناراً تَلَظّى / وَلَولا الماءُ كانَ لَها حَريقُ
وَقَد مالَت إِلى الغَربِ الثُرَيّا / كَما أَصغى إِلى الحِسِّ الفَروقِ
كَأَنَّ غَمامَةً بَيضاءَ بَيني / وَبَينَ الراحِ تُحرِقُها البُروقُ
كَأَنَّ نُجومَها وَالفَجرُ يَحدو / بِلَيلَتِهِ سُلَيمانٌ يَفيقُ