إذا عن الغمام ربي العقيق
إذا عن الغمام ربي العقيق / كفاها برمد معي الشفيق
ويا برق الحمى سيريك جفني / إذا استجديته بخل البروق
فليت ثراك عاد سحيق مسك / فكم أدنيس من أمل سحيق
وكم لي فيك من أيام لهو / وصلت بها الصبوح إلى الغبوق
بمشتبهين من ورد وخد / وممتزجين من خمر وريق
وأحور من ظباء الشرق يزرى / بضوء الشمس في وقت الشروق
أتى يخفيه ليل الصدغ لولا / بروق من ثنايا فير روق
أجلت اللحظ في ورد جني / بخديه يشق على الشقيق
أسرت بحبه وغدا طليقا / فيا ويح الأسير من الطليق
إذا ما رق لي منه عتاب / لقيت العذل في وجه صفيق
الأمن مبلغ البخلاء أَنّي / لبست ماءة العيش الرقيق
أمنت تحرك النكبات لما / سكنت إلى ذراطود وثيق
بحيث أرى المكارم وهي سهمي / وسهم الحادثات بغير فوق
تركت الطرق للوراد لما / رأيت سوى طريقهم طريقي
عرفت بقصد عون الدين أني / غرفتُ الجود من بحر عميق
بمن يأوي إلى الحسب المعلى / غداة الفخر والنسب العريق
بمخضر الثرى ما اسود نقع / أعاد البيض حمرا كالعقيق
كريم رحت أسرح باتكالي / على جدواه في مرعى أنيق
طويل الباع ذو صدر رحيب / لراجيه وذو وجه طليق
يجود بما حوت يمناه عفوا / على العافين في سعة وضيق
شقيق المجد والهيجاء أكرم / بخدن المجد والحرب الشقيق
وحيد في المآثر بات يطوي / طريق المكرمات بلا رفيق
يقصر من سعى يبغي نداه / ولو ركب الرجاء عن اللحوق
مقيم للقصائد حين بارت / وللقصاد سوقا أي سوق
على أني خلقت قذى عيون / لارباب القريض شجا حلوق
وأغلظ ما عليهم أن أوافي / بجزل اللفظ في المعنى الدقيق
فيا غمر الرداء فداك غمر / يرى بر العفاة من العقوق
إلا بأبي خلائقك اللواتي / خلقن أرق من صفو الرحيق
الست من الذين إذا استطالوا / بفخرهم تقاصر كل نيق
أعدوا للحفيظة مرهفات / كأن شعاعها شعل الحريق
وكل اصم مذعور الأعالي / يريك تثني القد الرشيق
حلفت بهن أمثال الحنايا / تَخيَّلُها سِهاما في المروق
إذا اخترقت بنا الفلوات خلنا / مناسمها من الريح الخريق
قصدن منى وأكتاف المصلى / وطفن بجانب البيت العتيق
بأَن أبا المظفر خير خلق / يرى بالجود جد حر خليق
تمل قدوم صوم جاء يسعى / إليك مهرولا سعي المشوق
يقول بأن ستبقى ماتغنت / فصاح الورق في غصن وريق