خلقت كما ترى صعب الثّقافِ
خلقت كما ترى صعب الثّقافِ / أرد يد المعاند في الخلاف
ولي جسد كواحدة المثاني / له كبد كثالثة الأثافي
هلم إلى نحيف الجسم مني / لتنظر كيف آثار النحاف
ألم تر أن طائشة لظاها / نتيجة هذه القصب العجاف
صحبت الدهر قبل نبات فيهِ / فلا تغررك خافية الغداف
نزلت من الزمان ومن بنيه / على غصنين من شجر الخلاف
فلم أصحب عدوّاً في صديق / ولم أشرب ذعافاً في سلاف
ولم أر غير معتنقين وجداً / وبينهما خلاف في غلاف
على شفتيهما ضحك التهاني / وفي كبديهما وخزُ الأشافي
ولو شاء الزمان قرار جاشي / لأسمعني نداء أخ مصاف
تركت بني المعطف والزوايا / أريد بني الحشية واللحاف
ضربت صروفها أنفاً وعيناً / فألفيت المنى قسم الجزاف
وإن يكن الوزير سما إليها / بكاف من كمال اللب كاف
فآخر قد تسنَّم مرتقاها / بقاف في الرقاعة مثل قاف
ولا سيان في درج المعالي / إذا ميزت مرتفعاً وطاف
قواف لا أزوجهن إلا / مكارم لا تقاضاها القوافي
فياف لا الُز بهن إلا / إلى صدر كأعطاف الفيافي
وضاق الذرع من منن ثقال / أعود بها على منن ضعاف
وقالوا ما وراءك قلت ما لم / تُنِله كفُّ معط كف عاف
وامدح من قريضي الشعر عوداً / جنيت له الحوافر بالخفاف
وزير الشرق أنبت لي جناحاً / عقابيَ القوادم بالخوافي
فطرت ومن يمس بجناح مثلي / يطر والعود أحمد والتلافي
وأنزلني جوارَ الأزد ليثاً / ولقني نصيباً في انصراف
ألا هل مبلغ هَمَذانَ أني / وردت الفلك من جهة السوافي
أودّع كعبة المحتاج منه / ولما أقض أُسبوع الطواف
فإن أرحل فعن حسب كريم / وعن خلق كماء المزن صاف
أبا نصر نقصتك صاع قولي / بصاعِ الفعل من نعماك واف
متى يسطيع عد علاك لفظي / متى ينجز على البحرِ اغترافي