تَباشَرَتِ المَدائحُ والقَوافِي
تَباشَرَتِ المَدائحُ والقَوافِي / مُذِ اتَّصلتْ بمولانا العَوافِي
وهَذَّبتِ الخواطرُ كلَّ معنىً / كما راقتْ مُعَتَّقةُ السُّلاف
وبَرَّدتِ المَسرَّةُ كلَّ قلبٍ / يُحرِّق بالأسى حُللَ الشَّغاف
ومُهِّدتِ المَضاجعُ بعد فكرٍ / حَشاها بالأسنة والأشافي
ورَوَّى جودُ كفِّك كلَّ حالٍ / تَلظَّتْ فيه هاجِرةُ الجَفاف
وأشرقَ نورُ وجهك عند خوفٍ / بَهيمٍ مثلِ خافيةِ الغُداف
فراقَ العيشُ واحْلَوْلَى وكنا / نُجَرَّعه أُجاجا غيرَ صاف
أَلاَ يا كعبةَ الجود التي لم / يَخلَّ بها رجاءٌ مِن طواف
إذا الآمالُ أَمْرَضها إياسٌ / فأَمستْ ذات أنفاسٍ ضِعاف
فجَدْوى راحتَيْك لها طبيبٌ / يُعافى بالعطايا غيرَ عاف
لأمر الآمرِ انتهتِ الليالي / على حالَيْ وفاقٍ واختلاف
فهن لِحزْبِه الشهد لكنْ / لمن عاداه كالسُّم الذُّعاف
فيا ابنَ الطائرين إلى المعالي / بوافرةِ القَوادمِ والخَوافي
مدحتك واختصرت وذاك معنى / أُشير به أفهامٍ لِطاف
لأني إنْ أطلتُ المدحَ جهدي / فبالتَّقْصيرِ آخرُه اعْترافِي
ومدحُك في كتابِ الله نَصٌّ / وحَسْبُك منه كافٍ أَيُّ كاف
بقيتَ مُمتَّعا بالعيشِ تُفْدَى / بمهجةِ كلِّ مُتنِعلٍ وحاف
مُهَنُّى ما حَييتَ بكلِّ عامٍ / يَسرُّك في قدومٍ وانصراف
تُودِّع كلَّ مُرتحِل مُوَلٍّ / وتَلْقَي كلَّ مُقْتَبِلٍ مُواف
مَخوفَ البطشِ مَرْجُوَّ العطايا / فسُخْطُك مُهْلِك ورِضاك شاف